أبحاث علمية تؤكد القيمة الاقتصادية والبيئية للثعابين الدودية
تاريخ النشر: 4th, January 2024 GMT
تزخر سلطنة عمان بالكثير من الموارد الطبيعية والوراثية خاصة تلك الموارد الحيوانية والكائنات الدقيقة وغير الدقيقة النافعة وانطلاقا من الاهتمام الحكومي باستثمار تلك الموارد بشكل مستدام دعما للاقتصاد الوطني، تعمل مراكز الأبحاث العلمية على دراسة هذه الموارد والكائنات وإعداد البحوث المتكاملة حول طبيعتها وأنواعها والفوائد الممكن استخلاصها منها.
قيمة اقتصادية
وتعمل مؤسسة أركان للبحث والتطوير والابتكار"أرضك" -وهي مؤسسة عمانية متخصصة في مجالات متنوعة أبرزها التقنيات الحيوية واستثمار الموارد الطبيعية المحلية في التقنيات الحيوية- بالتعاون مع جهات الاختصاص على اكتشاف القيمة الاقتصادية لبعض السلالات الميكروبية "البكتيريا / الفطريات" والكائنات الحية النافعة واكتشاف الموارد الطبيعية المختلفة وتصنيفها، وتمكنت فرقها الميدانية ضمن زياراتها الميدانية للبحث عن الموارد الوراثية العمانية برئاسة سالم آل هاشم وعضوية عبد الله الهدابي ومشعل السعدي في الحصول على نوع من أنواع الثعابين الدودية.
قيمة مضافة
وتحدث عبدالله بن محمد بن حسن الشحي الرئيس التنفيذي لمؤسسة أرضك لـ"عمان"، قائلا "سيتم التركيز على اكتشاف الإمكانيات الاقتصادية والبيئية للثعابين الدودية بشكل عام وللنوع المكتشف بشكل خاص بالتنسيق والتكامل مع جهات الاختصاص بسلطنة عمان والاستفادة من الخبرات الدولية والأبحاث العلمية والتجارب الميدانية في هذا المجال، "مشيرا إلى أن الأفعى الدودية تعيش في التربة وتتغذى على النمل ويرقات الحشرات وتعتبر من الأفاعي غير السامة، ويعتبر هذا النوع من الأفاعي ذاتية التكاثر "ثنائية الجنس"، ويعكف باحثو مؤسسة أرضك على معرفة وتحليل السلالة الجينية للثعبان الذي تم العثور عليه وتوصيفه مظهريا وتوثيقه علميا.
وأشار عبدالله الشحي إلى أن هذه الحية تنتمي إلى فصيلة الحيات العمياء الدودية "الثعابين" ومن رتبة المحرشفات، وتقضي معظم حياتها تحت الأرض، حيث تختبئ في التربة وفي أعشاش النمل وفاقدة لبصرها بشكل فعلي، وأن عينها متدنية النمو ويغطيها الجلد ونظرها الضعيف يكاد يكفي لتمييز الضوء عن الظلمة، والاسم الشائع لهذه الحية الدودية "الثعبان الأعمى"، ويرجع ذلك إلى رؤيتها الضعيفة، ويتكون نظامها الغذائي من بيض النمل واليرقات والحشرات الخادرة وغالبا ما يتم العثور عليها تحت الصخور وداخل الأنفاق وفي أعشاش النمل.
استثمار اقتصادي
وأضاف عبد الله الشحي "يتم التركيز على اكتشاف الإمكانيات الاقتصادية والبيئية للثعابين الدودية بشكل عام وللنوع المكتشف بشكل خاص بالتنسيق والتكامل مع جهات الاختصاص بسلطنة عمان، والاستفادة من الخبرات الدولية والأبحاث العلمية والتجارب الميدانية في هذا المجال ومن أبرز المجالات الاقتصادية التي يتم التركيز عليها هي التقنيات الحيوية الزراعية والطبية والصناعية الممكن استثمار الثعبان الدودي لإنتاج منتجات ذات قيمة مضافة أو استخدام الثعبان الدودي ضمن معاملات التقنيات الحيوية".
تنوع بيولوجي
من جهتها أوضحت جمانة بنت سعيد الجشمية المساعدة الباحثة بمؤسسة أرضك "بعد الاطلاع والبحث في الأوراق العلمية المنشورة وبناء على ما نشرته هيئة البيئة في كتاب (A Field Guide to the Reptiles of Oman) لعام 2022، فإن هذا الثعبان يسمى الثعبان الأعمى أو البراهيمي وينتمى إلى مملكة الحيوان شعبة الحبليات وطائفة الزواحف من رتبة الحرشفيات وإلى فصيلة العليا الثعابين العمياء هي ثعابين عمياء غير سامة تشبه نوعا ما ديدان الأرض إلا أنها تختلف بوجود الحراشف بدلا من الحلقات، كما أن عيونها عبارة عن بقع سوداء صغيرة تكشف الضوء ولها أسنان تظهر في الفك العلوي نهاية ذيلها نتوء مدبب يشبه القرن. تتراوح ألوانها بين البني الغامق إلى الأسود والبعض منها وردي وعادة يصل طول الثعابين البالغة 2-4 بوصات (5.1-10.2 سم)، كما يمكن أن يصل إلى 6 بوصات 15 سم، وتتكاثر الثعابين العمياء عن طريق البيض حيث تضع الإناث 3-8 بيضات على مدار العام وتعيش تحت الأرض في جحور وفي أعشاش النمل "النمل الأبيض" حيث تتغذى على النمل واليرقات والبيوض، وموطنها الأصلي هو الهند، حيث تعتبر من الزواحف الغازية المنتشرة فيما لا يقل عن 118 دولة، في جميع القارات باستثناء القارة القطبية الجنوبية وأمريكا الجنوبية وفي أكثر من 543 جزيرة، وفي سلطنة عمان توجد في مسقط والرستاق وصلالة، ويختلف توزيعها بشكل مباشر على درجة حرارة التربة ورطوبتها. تم التعرف على 12 جنسا منها وأكثر من 200 نوع. عند ازدياد أعدادها يمكن أن يعتبر هذا النوع من الثعابين أحد مهددات التنوع البيولوجي في منطقة معينة نظرا لتغذيته على ديدان الأرض.
وأكد عبد الله بن سليمان الهدابي فني ميداني بمؤسسة أرضك، أن الثعبان تعايش مع ديدان الأرض في التربة التي يقوم بريّها بالمياه وتغذيتها ببعض المغذيات من الخضار والنمل واليرقات، وبعد الاطلاع على بعض الدوريات العلمية التي أثبتت عدم سمية الأفاعي الدودية قام بحملها بيده دون أي مخاوف.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
جامعة أسيوط ومونبلييه الفرنسية تتعاونان لتطوير أبحاث مسببات السرطان
التقى الدكتور أحمد المنشاوي، رئيس جامعة أسيوط، بالبروفيسور إيمانويل كورنيلو، الأستاذ بكلية الصيدلة وأحد أعضاء فريق المعلوماتية الحياتية بجامعة مونبلييه الفرنسية، في إطار تعزيز التعاون الدولي، ناقشوا خلاله تفاصيل مشروع التعاون المشترك بين الجامعتين للقيام بأبحاث حول مسببات مرض السرطان.
مشروع تعاوني رائد في أبحاث أسباب مرض السرطانوأكدت جامعة أسيوط في بيان صحفي، أن هذه المبادرة تمثل خطوة مهمة في مسار التعاون الأكاديمي والبحثي بين جامعة أسيوط وجامعة مونبلييه، إذ تم التأكيد على أهمية الشراكة في إجراء الأبحاث والتحاليل المتعلقة بأسباب مرض السرطان، مشيرا إلى أهمية التحضيرات الميدانية التي تمت، بما في ذلك إجراء تجارب على عينات من مرضى السرطان لفحص العلاقة بين الأمراض السرطانية ومتبقيات المبيدات.