الجغرافيا السياسية الأفريقية.. التوقعات والمخاطر والفرص لعام 2024
تاريخ النشر: 4th, January 2024 GMT
نشرت مجلة "كريتر" التركية مقال رأي للكاتب تونش دمير تاش استعرض فيه التوقعات والمخاطر والفرص التي تواجه القارة الأفريقية خلال سنة 2024.
وقال الكاتب، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن قارة أفريقيا ستشهد خلال سنة 2024 بروز قضايا في مجال الجيوسياسة والأمن والدفاع والأمن الغذائي والطاقة والإرهاب، مصحوبة بمجموعة من المخاطر والفرص.
امتحان الديمقراطية في أفريقيا
ذكر الكاتب أن 2024 ستكون سنة امتحان للديمقراطية لجميع أنحاء العالم. ستتوجه 40 دولة في جميع أنحاء العالم، بتعداد 3.2 مليار نسمة واقتصادات بقيمة 44.2 تريليون دولار، إلى صناديق الاقتراع.
وستكون أفريقيا أيضًا جزءًا مهمًا من هذا الامتحان الذي سيشارك فيه ما يقارب نصف سكان العالم.
من المقرر إجراء انتخابات في بلدان تشكل ثلث إفريقيا وستؤثر على أكثر من 335 مليون نسمة. ستقام هذه الانتخابات في جنوب إفريقيا، وموزمبيق، وبوتسوانا، وناميبيا، ومدغشقر، وجزر القمر، ورواندا، وغانا، وبوركينا فاسو، وجنوب السودان، وتشاد، ومالي، وغينيا بيساو، والسنغال، وموريتانيا، وتونس، والجزائر وأرض الصومال.
أورد الكاتب أن جنوب إفريقيا والجزائر وغانا تتصدر هذه القائمة وذلك لأنها تمتلك اقتصادات أقوى من غيرها، وخاصة جنوب إفريقيا والجزائر. لهذا السبب، من المحتمل أن تكون المخاطر السياسية في هذه البلدان مرتفعة.
ستنعقد انتخابات رئاسية خلال سنة 2024 في مالي وبوركينافاسو وتشاد، التي تشكل محورًا عسكريًا بديلًا في منطقة الساحل. ومن المحتمل أن تتأثر تشاد بالنزاعات التي تدور حاليًا في السودان. واستمرار النزاعات في السودان وتأثيرها على المنطقة وزيادة عدم الاستقرار يشكل أيضًا عنصرًا خطيرًا.
وأوضح الكاتب أن التوتر الاجتماعي الذي تفرزه الانتخابات وحركة اللاجئين والنزاعات المسلحة المحتملة يمكن أن يؤدي إلى زيادة التوتر في المنطقة. في هذه العملية، لا يُرى في الأفق تغيير ديمقراطي متوقّع لأن المرشحين المدعومين من الانقلابات العسكرية يسيطرون على مؤسسات الدولة. في المقابل، من المتوقع أن يتم تأجيل انتخابات جنوب السودان، التي كان من المقرر إجراؤها هذه السنة إلى سنة 2025 نظرًا لأنها دولة جديدة نسبيًا.
التوقعات والمخاطر على الاقتصاد
وفقًا لبيانات البنك الأفريقي للتنمية، من المتوقع أن يبلغ معدل النمو في أفريقيا 3.8 بالمئة، وتعتبر توقعات النمو واعدة بالنسبة لشرق إفريقيا بمتوسط يبلغ 6.3 بالمئة، أي ما يقارب ضعف نمو القارة بأكملها.
وأورد الكاتب أنه من المتوقع أن يكون النمو الاقتصادي في سنة 2024 بطيئًا نسبيًا لأن انعدام الأمن الغذائي وارتفاع معدل تضخم أسعار الغذاء إلى جانب ارتفاع أسعار الطاقة واضطراب سلاسل التوريد العالمية والتطورات التي تحدث في النظام العالمي وتسبب عدم الاستقرار، تؤدي إلى ضغوط تضخمية.
ومن المتوقع أن يبلغ معدل التضخم في سنة 2024 أرقامًا مزدوجة في دول مثل مصر وأنغولا وجمهورية الكونغو الديمقراطية ونيجيريا وإثيوبيا والسودان وغانا.
ونبّه الكاتب إلى أن تصاعد التوترات الجيوسياسية الحالية في الشرق الأوسط قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار الطاقة. ومن المتوقع أن ينتج عن هذا تفاقم الضغط التضخمي الجديد، مما يؤثر سلبًا على النمو العالمي. لذلك، يمكن أن يكون لهذا المسار تأثير مباشر على نمو إفريقيا، على الرغم من أنه ليس في المدى القصير، ولكن في المدى المتوسط والطويل.
بالإضافة إلى كل ما سبق، من الممكن أن تشعر العديد من الدول الأفريقية بآثار المشاكل المالية الناجمة عن الديون المفرطة والعبء المالي الثقيل. وعلى الرغم من أن زامبيا قريبة من إكمال إعادة هيكلة الديون، إلا أنه من الممكن أن يطول هذا الإجراء. وهذا الوضع يخلق حالة من عدم اليقين اقتصاديًا.
المخاطر والفرص للأمن الغذائي
بيّن الكاتب أن أحد أهم المواضيع التي يجب على الدول الأفريقية الانتباه إليها في سنة 2024 هو الأمن الغذائي. من المفارقات أن الدول الأفريقية التي تمتلك مساحات شاسعة من الأراضي الصالحة للزراعة وموارد المياه والقوى العاملة تحتاج إلى استيراد الغذاء من أجل تلبية حاجياتها. وببساطة، إذا لم تستطع الدول الأفريقية المستوردة للغذاء تحقيق هذه الواردات، فقد يواجه سكانها المجاعة والموت.
وقد عانت البلدان الأفريقية من مشاكل في استيراد الحبوب من روسيا وأوكرانيا بسبب الحرب بين البلدين، وانسحاب روسيا من الاتفاقية الخاصة بإنشاء ممر آمن لتصدير الحبوب من هذه البلدان، خاصة أن 25 دولة في أفريقيا تعتمد على روسيا وأوكرانيا لتغطية أكثر من ثلث وارداتها من القمح.
بعد انسحابها من اتفاقية ممر الحبوب، أعلنت روسيا أنها ستستمر في تقديم مساعدات غذائية أحادية الجانب لست دول أفريقية. وعدم تمكن الدول الأفريقية الأخرى من الوصول إلى الحبوب بشكل آمن يمثل مشكلة كبيرة. في هذا السياق، من المتوقع أن يتم إعادة تفعيل اتفاقية ممر الحبوب في سنة 2024 مرة أخرى. وهذا الوضع بمثابة درس مهم للدول الأفريقية.
يجب على الدول الأفريقية تثمين أراضيها الصالحة للزراعة الخصبة من أجل تقييم الفرص التي يمكن أن تساعدها على تحقيق الاكتفاء الذاتي الغذائي، وتنفيذ إصلاحات زراعية، وزيادة إنتاج الحبوب. ومع ذلك، ولا يتطلب تقييم هذه الفرص التركيز فقط على البنية التحتية الزراعية والإصلاحات، بل أيضًا تخطيطًا شاملًا لعوامل مختلفة مثل نقل التكنولوجيا والتعليم والبنية التحتية.
للاطلاع إلى النص الأصلي (هنا)
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية أفريقيا السودان مالي السودان النيجر أفريقيا غانا مالي صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الدول الأفریقیة من المتوقع أن الکاتب أن فی سنة 2024
إقرأ أيضاً:
حصاد "الإفتاء" لعام 2024.. البيان الأول
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قدَّمت دارُ الإفتاء المصرية كشفَ حساب شامل لمسيرة عامٍ من الإنجازات والريادة الإفتائية لخدمة مصر والمجتمع.
وأصدرت الدارُ تقريرَها السنويَّ لعام 2024، الذي استعرض أبرز ما حققته في مختلف مجالات الفتوى، وبناء الوعي المجتمعي، وتصحيح المفاهيم الدينية، والتصدي للتحديات التي تواجه المجتمع، بالإضافة إلى دعم الاستقرار المجتمعي وتعزيز القيم الدينية الداعمة لتقدم المجتمع وحفظ أمنه الفكري.
وشهد العام 2024 نموًّا ملحوظًا في عدد الفتاوى التي أصدرتها الدار عبر إداراتها المختلفة، حيث بلغ إجمالي الفتاوى الصادرة ما يزيد عن 1.422.921 فتوى، شملت الفتاوى الشفوية والهاتفية والمكتوبة والإلكترونية التي وردت إلى المقرِّ الرئيسي للدار أو فروعها في جميع أنحاء الجمهورية، وعبر تطبيق دار الإفتاء، والبث المباشر، وصفحات التواصل الاجتماعي.
فتاوى الأسرة تتصدَّر القائمة
واصلت فتاوى العلاقات الأسرية والزوجية والطلاق والأحوال الشخصية تصدُّرها لموضوعات الفتاوى التي استقبلتها الدارُ، حيث شكَّلت 67% من إجمالي الفتاوى؛ مما دفع دار الإفتاء إلى تكثيف جهودها في دعم استقرار الأسرة المصرية وحمايتها من التحديات التي تهدد بنيانها. وقدمت الدار برامج تدريبية وإرشادية للمقبلين على الزواج عبر إدارة الإرشاد الزواجي لتحقيق الترابط الأسري.
الفتاوى الأخرى
وجاءت الفتاوى الخاصة بالعبادات والمعاملات في المرتبة الثانية، حيث شكَّلت 25% من إجمالي الفتاوى، بينما توزعت النسبة الباقية على قضايا أخرى متنوعة تهمُّ الناس.
المؤتمرات والندوات الدولية
عقدت دارُ الإفتاء المصرية والأمانةُ العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم مؤتمرها السنوي العالمي التاسع تحت رعاية فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وبعنوان «الفتوى والبناء الأخلاقي في عالم متسارع» يومي التاسع والعشرين والثلاثين من يوليو 2024م بالقاهرة، بمشاركة علماء ووزراء ومفتين من أكثر من 104 دول.
وتفاعلًا مع المبادرة الرئاسية "بناء الإنسان" عقدت دار الإفتاء أُولى ندواتها بعنوان "الفتوى وبناء الإنسان" يوم 8 أكتوبر 2024، تحت رعاية دولة رئيس مجلس الوزراء، بمشاركة عدد من الوزراء وقيادات الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف، إلى جانب رجال الفكر والثقافة والإعلام والمجتمع المدني.
كما عقدت الدار أُولى ندواتها الدولية يومَي 15-16 ديسمبر، تحت رعاية كريمة من فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي تحت عنوان «الفتوى وتحقيق الأمن الفكري»، بمشاركة واسعة من علماء ومفتين من مختلف دول العالم، بالإضافة إلى نُخبة من أساتذة وعلماء الأزهر الشريف، وذلك بمناسبة اليوم العالمي للفتوى الذي يُحتفى به في الخامس عشر من ديسمبر من كل عام.
تعزيز التواصل العالمي
عزَّزت دارُ الإفتاء حضورَها العالميَّ خلال عام 2024 من خلال العديد من الزيارات والجولات الخارجية، حيث شارك الدكتور شوقي علام -مفتي الجمهورية السابق- ممثلًا لدار الإفتاء المصرية في عدد من المؤتمرات الدولية في البرتغال وسنغافورة وأذربيجان والإمارات والمملكة المغربية والجزائر.
كما شارك الدكتور نظير عيَّاد، منذ تولِّيه منصبَ الإفتاء في شهر أغسطس 2024- في فعاليات ومؤتمرات دولية وأممية، وألقى كلماتٍ مهمةً في محافلَ دوليةٍ كُبرى. حيث زار كلًّا من: البرتغال، وأوزبكستان، وأذربيجان، وروسيا، والبحرين... وغيرها؛ لتعزيز التعاون الإفتائي ومدِّ جسور الحوار والتعاون مع دول العالم.