استشهاد نائب رئيس المكتب السياس لحماس وعدد من رموزها بجنوب بيروت

«هنية»: اغتيال «العارورى» عمل إرهابى مكتمل الأركان لن يكسر صمود المقاومة

حزب الله: تطور خطير فى مسار المواجهة.. وميقاتى يشتكى تل أبيب لمجلس الأمن

 

نقلت اليوم إسرائيل حرب إبادة غزة إلى جنوب العاصمة اللبنانية بيروت باغتيالها، نائب رئيس المكتب السياسى فى حركة حماس، «صالح العارورى» وقائدين آخرين، هما سمير فندى (أبو عامر) وعزام الأقرع (أبوعمار)، فى ضاحية بيروت الجنوبية بـ 3 صواريخ استهدفت الطابقين الثانى والثالث من مبنى سكنى يوجد فيه مكتب لحركة حماس، بينما استهدف صاروخ ثالث سيارة أسفل المبنى.

وفجرت مسيّرة إسرائيلية مكتباً للحركة فى منطقة المشرفية وأدى إلى سقوط 6 آخرين. ولم يعترف الاحتلال رسميا باغتيال العارورى، رافضا التعليق على الحدث لوسائل إعلام عالمية بحجة «عدم التعليق على تقارير لوسائل إعلام أجنبية»، فيما قال مسئول دفاعى أمريكى لصحيفة «واشنطن بوست»، إن «الإسرائيليين مسئولون عن الضربة التى استهدفت العارورى».

ووجه مكتب رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، الوزراء بعدم التصريح لوسائل الإعلام حول اغتيال «العارورى».

وقالت هيئة البث الإسرائيلية، إن «مكتب نتنياهو أصدر تعليماته للوزراء بعدم إجراء مقابلات مع وسائل الإعلام أو الإشارة بشكل واضح إلى اغتيال العارورى». 

وكان «نتنياهو»، هدد فى نهاية شهر أغسطس الماضى، «العارورى» بالاغتيال، قبيل عملية «طوفان الأقصى»، وجاءت تصريحاته فى ظل موجة تحريض كبيرة فى إسرائيل على العارورى بوصفه يقف خلف إعادة بناء بنية «حماس» التحتية فى الضفة، وتشكيل خلايا للحركة فى لبنان.

ورد العارورى عبر صورة وهو يرتدى الزى العسكرى، يجرى مكالمة وأمامه قطعة سلاح شخصى طويلة، فى مشهد يختصر تهديدات طويلة متبادلة بدأت تقريباً مع عام 2014 عندما تحول الرجل إلى مطلوب للاغتيال، وانتهت باغتياله فى اليوم الثانى من عام 2024، بعد نحو 10 أعوام على التهديدات و3 أشهر على هجوم الطوفان الذى رأت إسرائيل أن العارورى أحد رجالاته.

وعلق وزيران إسرائيليان ونائب بالكنيست، فكتب وزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريتش عبر حسابه على منصة «إكس»: «هكذا يباد جميع أعدائك يا إسرائيل»، كما علق وزير الاتصالات شلومو كرعى مقتبسا الآية رقم «31» من سفر «القضاة» فى التوراة: «هكذا يبيد جميع أعدائك يا رب. وأحباؤه كخروج الشمس فى جبروتها. واستراحت الأرض أربعين سنة».

وكتب عضو لجنة الشئون الخارجية والأمن فى الكنيست دانى دانون على حسابه بمنصة «إكس»: «أهنئ الجيش والشاباك (جهاز الأمن العام) والموساد وقوات الأمن على اغتيال المسئول الكبير فى حماس صلاح العارورى فى بيروت». وأضاف: «ليعلم كل من شارك فى مجزرة السابع من أكتوبر الماضى أننا سنصل إليهم ونغلق الحساب معهم»، على حد قوله.

وأعلن المتحدث باسم الاحتلال الإسرائيلى «دانيال هاغارى» أنه فى أعلى درجات الاستعداد على كل الجبهات، وأنه مستعد لأى سيناريو.

وأضاف هاغارى: «أهم ما يمكن قوله الليلة هو أننا فى قمة التركيز ونظل مركزين على قتال حماس»، وأعلنت شرطة الاحتلال رفع حالة التأهب فى صفوفها وأصدرت تعليمات إلى جميع الضباط بالاستعداد لإطلاق الصواريخ، والاستعداد لعمليات تسلل إلى المستوطنات.

ونقلت نيويورك تايمز عن مسئول أمريكى: الغارة التى استهدفت العارورى على الأرجح الأولى بين ضربات سرية عديدة ستنفذها إسرائيل ضد مسئولى حماس. وقرر لبنان تقديم شكوى عاجلة إلى مجلس الأمن الدولى بعد العملية التى أدانها رئيس حكومته نجيب ميقاتى معتبراً أنها توريط للبنان.

ونعى رئيس المكتب السياسى لحركة حماس إسماعيل هنية، فى كلمة استشهاد القائد صالح العارورى وإخوانه القادة فى كتائب القسام بعدوان صهيونى غاشم فى الضاحية الجنوبية فى بيروت: بكل معانى الفخر والاعتزاز، وبمزيدٍ من الإيمان والإصرار على مواصلة درب الشهداء، ننعى إلى شعبنا الفلسطينى فى كل ساحات الوطن وخارجه، وأمتنا العربية والإسلامية وأحرار العالم، القائد المجاهد، والقامة الوطنية الكبيرة: الشهيد الشيخ صالح العارورى (أبو محمد) نائب رئيس المكتب السياسى لحركة المقاومة الإسلامية حماس، قائد الحركة فى الضفة المحتلة.

كما نعى القائد القسامى سمير فندى – أبوعامر، والقائد القسامى عزام الأقرع – أبوعمار، وعدد من إخوانهم من كوادر وأبناء الحركة، وهم: الشهيد محمود زكى شاهين، والشهيد محمد بشاشة، والشهيد محمد الريس، الشهيد أحمد حمود.

أكد حزب الله اللبنانى، أن الجريمة لن تمر دون رد وعقاب. وقال فى بيان له: «إننا نعتبر جريمة اغتيال الشيخ صالح العارورى ورفاقه الشهداء فى قلب الضاحية ‏الجنوبية لبيروت ‏اعتداءً خطيرًا على لبنان وشعبه وأمنه وسيادته ومقاومته وما فيه ‏من رسائل سياسية وأمنية ‏بالغة الرمزية والدلالات وتطورًا خطيرًا فى مسار الحرب ‏بين العدو ومحور المقاومة».

وشدد على أن هذه الجريمة لن تمر أبدًا من ‏دون رد وعقاب، وإن مقاومتنا على ‏عهدها ثابتة أبية وفية لمبادئها والتزاماتها التى ‏قطعتها على نفسها، يدها على الزناد، ومقاوموها فى أعلى ‏درجات الجهوزية ‏والاستعداد.

 

 

 

 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: إسرائيل حرب رئيس المكتب السياسي حركة حماس أبوعمار ضاحية بيروت صالح العارورى رئیس المکتب

إقرأ أيضاً:

سوريا الجديدة.. «الشرع» يعيد هيكلة الجيش بعد دمج الفصائل المسلحة

تواصل الإدارة السورية الجديدة إعادة هيكلة الدولة بعد سقوط نظام الرئيس بشار الأسد، حيث جرى الاتفاق على حل الفصائل المسلحة ودمجها فى جيش وطنى تحت إشراف وزارة الدفاع السورية، وفقاً لبيان أعلنته الحكومة المؤقتة، فى إطار المساعى لإعادة هيكلة الوزارة.

وتوصل أحمد الشرع، قائد العمليات العسكرية، إلى اتفاق مع زعماء فصائل سورية سابقين لحل جميع الفصائل ودمجها تحت إشراف وزارة الدفاع السورية، بحسب ما أعلنته قناة «القاهرة الإخبارية»، نقلاً عن وكالة «رويترز».

وكان رئيس الوزراء فى الحكومة السورية المؤقتة، محمد البشير، قال الأسبوع الماضى إن وزارة الدفاع ستخضع لإعادة هيكلة وستضم الفصائل المسلحة السابقة والضباط الذين انشقوا عن الجيش السورى، وكان «الشرع» قد أكد لمسئولين غربيين فى لقاءات جمعت بينهم، أن الفصائل المسلحة لن تسعى للانتقام من النظام السابق ولن تقمع أى أقلية دينية.

من ناحية أخرى، تتزايد وتيرة التوغل الإسرائيلى فى العمق السورى، إذ وصلت قوات الاحتلال الإسرائيلى إلى مناطق مختلفة من محافظة القنيطرة جنوب سوريا، واستمرت التحركات العسكرية فى المنطقة العازلة والمناطق المجاورة لها، بحسب وكالة «أسوشيتد برس» الأمريكية، ووصلت قوات الاحتلال، أمس، إلى أطراف بلدة سويسة بريف القنيطرة، كما أقدمت على توغل آخر فى منطقة سد المنطرة، بجنوب سوريا، حيث دخلت آليات وجرافات إسرائيلية إلى المنطقة، وثبتت نقاطاً عسكرية ورفعت سواتر ترابية حول السد.

جاء ذلك بعد تحركات مشابهة فى الأيام الماضية، حيث توغلت قوات الاحتلال بعمق 7 كيلومترات داخل الأراضى السورية، بهدف تعزيز وجودها العسكرى فى المنطقة العازلة على الحدود مع الجولان المحتلة، وأفادت تقارير بأن القوات الإسرائيلية اتخذت من منطقة سد المنطرة نقطة عسكرية جديدة لها، حيث ظهرت فى المنطقة عدة نقاط تموضع لقواتها، حيث رفع الجنود العلم الإسرائيلى على عدد من التلال القريبة من المنطقة، كما وضعت حواجز تمنع الدخول والخروج من الأماكن الخاضعة لسيطرتها. وأبلغت القوات الإسرائيلية أهالى قريتى أم العظام والعدنانية بمواعيد محددة للدخول والخروج من المنطقة التى تخضع لسيطرتها، وفقاً للمرصد السورى لحقوق الإنسان،

ومن جهة أخرى، أنذرت القوات الإسرائيلية أهالى قرية جباثا الخشب فى القنيطرة بمهلة 48 ساعة لتسليم أسلحتهم، يأتى ذلك بعد تحذير سابق يوم الأحد، لسكان مدينة البعث فى القنيطرة بمهلة ساعتين فقط لتسليم الأسلحة التى بحوزتهم، مهددة باقتحام المدينة.

وفى سياق منفصل، قال الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، بعد اجتماع مع حكومته، إنه لا يوجد مكان للتنظيمات الإرهابية «فى مستقبل سوريا والمنطقة»، مؤكداً أن تركيا ستتصدى للتنظيمات الإرهابية التى تسعى لاستغلال الوضع الراهن فى سوريا، وأضاف الرئيس التركى: «نشدد على ضرورة إعادة بناء سوريا وسنقف إلى الشعب السورى بكل قوة»، مشدداً على عزم بلاده مواصلة تنفيذ عمليات عسكرية دقيقة ضد من أطلق عليهم «الإرهابيين» فى سوريا دون إلحاق أى ضرر بالمدنيين.

وقالت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية إن الرئيس المنتخب دونالد ترامب سيواجه شرق أوسط متحولاً عندما يبدأ ولايته الثانية الشهر المقبل، وسط تزايد التساؤلات حول مستقبل ما يقرب من 2000 جندى أمريكى متمركزين فى شرق سوريا، حيث استخدمت واشنطن لأكثر من عقد من الزمان مجموعة من المواقع الأمامية لمحاربة تنظيم داعش ومراقبة أنشطة إيران.

وذكرت الصحيفة أن الحقائق الجديدة فى سوريا تؤكد التغييرات الدرامية التى حدثت فى جميع أنحاء المنطقة منذ 7 أكتوبر 2023، وما تلاه من حروب عقابية فى قطاع غزة ولبنان وهجمات غير مسبوقة بين إيران وإسرائيل، وأضافت الصحيفة أنه ترامب -الذى هدد مراراً وتكراراً بسحب القوات الأمريكية من سوريا خلال ولايته الأولى وسعى فى الأيام الأخيرة إلى إبعاد الولايات المتحدة عن الاضطرابات التى تجتاح البلاد الآن- لم يكشف عن خططه بشأن المهمة العسكرية الأمريكية هناك.

وأكد مستشارو «ترامب» أن الأولوية القصوى ستكون القضاء على تنظيم داعش الإرهابى، الذى لم يعد يتمتع بالدولة الزائفة الشاسعة التى كان يسيطر عليها ذات يوم، إذ يتزايد القصف الأمريكى على مسلحين تابعين للتنظيم بغارات جوية مكثفة فى الأيام الأخيرة.

من جانبه، قال جيمس جيفرى، الذى شغل منصب مبعوث سوريا خلال ولاية «ترامب» الأولى: «سوف يسأل (ترامب)، لماذا يجب أن أبقى على القوات لمحاربة داعش، عندما يكون كل قتالنا فى الأساس هو قصفهم فى الصحراء؟»، مشيراً إلى أنه سيكون من الصعب الإجابة عن هذا السؤال.

مقالات مشابهة

  • بيروت تسلم دمشق 70 من العسكريين السوريين الهاربين
  • أمنيات العام الجديد
  • توقيف أفراد من آل الأسد في مطار بيروت
  • تفاصيل جديدة حول اغتيال إسماعيل هنية
  • مجلس الحسابات يكشف تورط 30 رئيس جماعة في فضائح تعمير خطيرة
  • تنديد بجريمة اغتيال إسرائيل 5 صحفيين بغزة ومطالبة بمساءلة دولية
  • هوكستين إلى بيروت لتمديد وقف إطلاق النار
  • إسرائيل تعلن عن رد قاسٍ على الحوثيين في عمليات اغتيال واستهدافات محتملة
  • سوريا الجديدة.. «الشرع» يعيد هيكلة الجيش بعد دمج الفصائل المسلحة
  • قدر مكتوب.. الزناتى: المنطقة العربية تعيش على صفيح ساخن