الجيش الأميركي يعلق على ضربة الحشد في العراق
تاريخ النشر: 4th, January 2024 GMT
قال مسؤول في "البنتاغون" للحرة إن الولايات المتحدة الأميركية "تواصل اتخاذ إجراءات لحماية قواتها في العراق وسوريا، ومن خلال معالجة التهديدات التي تواجهها".
وجاء حديث المسؤول في وزارة الدفاع ردا على سؤال حول تنفيذ القوات الأميركية غارة ضد قيادي في "الحشد الشعبي" في العراق.
واستهدفت طائرة مسيرة الخميس مقرا لـ"حركة النجباء" التي تنضوي ضمن فصائل "الحشد الشعبي"، ما أسفر عن مقتل المسؤول العسكري للحركة، طالب علي السعيدي الملقب بـ"أبو تقوى".
وقتل إثر الضربة أيضا عناصر آخرون، حسبما ذكر مقربون من "النجباء".
وحمّل مجلس الوزراء العراقي التحالف الدولي مسؤولية الهجوم "غير المبرر" على جهة أمنية عراقية.
وقال في بيان: "هذا الاستهداف تصعيد خطير واعتداء على العراق".
بدوره قال مسؤول أميركي لرويترز إن "الجيش الأميركي نفذ ضربة في بغداد ضد قيادي بفصيل عراقي مسلح تتهمه الولايات المتحدة بالمسؤولية عن هجمات ضد القوات الأميركية في العراق مما أدى إلى مقتله وشخص آخر".
وأضاف المسؤول الأميركي، الذي تحدث شريطة عدم نشر اسمه، أن الضربة استهدفت سيارة في بغداد، وأنها أسفرت عن مقتل قيادي في "حركة النجباء"، دون أن يذكر اسمه.
وكانت واشنطن قد أحصت حتى الآن أكثر من 115 هجوما ضد قواتها في العراق وسوريا منذ 17 أكتوبر، أي بعد 10 أيام على اندلاع الحرب في غزة، وفق حصيلة أفاد بها مسؤول عسكري أميركي، مفضلا عدم الكشف عن هويته لفرانس برس.
وتبنت "المقاومة الإسلامية في العراق" التي تضم فصائل مسلحة حليفة لإيران ومرتبطة بالحشد الشعبي، أغلب تلك الهجمات.
وتعترض تلك الفصائل على الدعم الأميركي لإسرائيل في حربها ضد حماس، التي شنت هجوما غير مسبوق على إسرائيل في 7 أكتوبر.
وردت واشنطن أكثر من مرة على الهجمات تلك الفصائل، بقصف مواقع تابعة لها في العراق، ومواقع مرتبطة بإيران في سوريا.
وتنشر واشنطن 2500 عسكري في العراق ونحو 900 في سوريا، في إطار مكافحة تنظيم داعش ضمن التحالف الدولي الذي أنشئ عام 2014.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: فی العراق
إقرأ أيضاً:
حين يحكم الطبالون
#سواليف
حين يحكم #الطبالون
بقلم: أ.د. محمد تركي بني سلامة
في كتابه الشهير الأمير، قدّم نيكولو #ميكافيلي وصفة متكاملة لأي مسؤول يريد أن يبقى في #السلطة، بغضّ النظر عن الثمن الأخلاقي. من بين أكثر نصائحه غرابة وإثارة للاشمئزاز قوله: “احتفظ بأكبر عدد من #المنافقين إلى جوارك، بل وشجّعهم على النفاق والتزلّف، لأنهم جيشك الداخلي الذي يدافع عنك أمام الشعب باستماتة”.
حسب ميكافيلي، هؤلاء المنافقون هم حائط الصدّ ضدّ غضب الجماهير، فهم من يزينون أقوال المسؤول التافهة، ويرفعون من شأنه ولو كان فارغًا من أي مضمون، ويبررون أخطاءه وسياساته الكارثية، بل ويؤلّهونه كلما ازداد ظلمًا وجورًا وفسادا. كل ذلك مقابل فتات من المنافع والمظاهر الزائفة للنفوذ. ومع ذلك، يحذّر ميكافيلي من الوثوق بهم، لأنهم سيبيعون المسؤول في اللحظة التي تهتز فيها سلطته، وسيتحوّلون إلى أول من يقفز من السفينة الغارقة.
مقالات ذات صلة ارتفاع عدد وفيات(حريق دار المسنين) .. وتطورات في القضية 2025/04/09لكننا اليوم، في زمن الوعي والانفتاح، نقول للمسؤولين: لا تعملوا بنصيحة ميكافيلي. بل افعلوا عكس ما قال تمامًا. فالمنافقون ليسوا حلفاء السلطة، بل هم ألدّ أعدائها. هم من يشوّهون صورة المسؤول أمام الناس، لأنهم ببساطة باتوا مرادفًا للازدراء الشعبي. المواطن العادي لم يعد يرى فيهم سوى “كلاب المسؤول”، كما يقول العامة، ويعرف تمامًا أنهم يكذبون كما يتنفسون.
إن أخطر ما يهدد أي مؤسسة ليس الصوت الناقد، بل ذاك الصوت الكاذب الذي يزوّر الواقع ويخلق عالمًا افتراضيًا من الوهم والإنجازات الزائفة. فالمنافق لا يقدّم النصح الصادق، ولا يواجه المسؤول بالحقيقة، بل يفرش له الطريق بالمديح حتى يسقط فجأة، دون أن يعرف كيف ولماذا.
النقّاد العاقلون، حتى لو كانت كلمتهم قاسية، هم أكثر إخلاصًا من المطبلين. لأنهم ينطقون بما لا يجرؤ المنافقون على قوله، ويشيرون إلى مكامن الخلل التي يجب إصلاحها. في حين أن جوقة التهليل تكتفي بتضخيم الإنجازات، وتبرير الفشل، وخلق عدو وهمي دائم للتغطية على العجز وسوء الإدارة.
في عالم اليوم، لم تعد الشعوب مغفلة كما كانت في عصور الظلام السياسي. بات الناس يرصدون، يوثقون، يحللون، ويقارنون. لم يعد المجد الإعلامي الزائف، ولا موائد التكريم الكاذبة، كافية لستر العورات السياسية والإدارية. كل مسؤول تحيط به زمرة من المنافقين، مصيره السقوط، ولو بعد حين.
لهذا فإن الإصغاء للصوت الصادق، حتى لو جاء من خصم سياسي، أكثر فائدة من عشرات القصائد التي تُنشد للمسؤول في كل مناسبة. الدولة القوية لا تقوم على التهليل، بل على النقد المسؤول، والمراجعة المستمرة، والشفافية في التعامل مع الناس.
إن التخلص من “ثقافة التطبيل والتزمير” هو بداية الطريق نحو إصلاح حقيقي. فالنفاق السياسي ليس فقط أداة لتزييف الواقع، بل هو قنبلة موقوتة داخل أروقة الإدارة، تنفجر عند أول اختبار حقيقي.
ختامًا، لا يوجد خطر على المسؤول أعظم من من يحيطون به ليمنعوا عنه الحقيقة، ويُغرقوه في بحر من الوهم، ثم يختفون عند أول غرق. هؤلاء هم أدوات الانتحار البطيء للمؤسسة.