اغتيال العاروري.. مؤشر على اتجاه إسرائيل للتصعيد ومواصلة حرب غزة
تاريخ النشر: 4th, January 2024 GMT
سلط الزميل غير المقيم في مركز الدراسات الأمنية بجامعة جورج تاون، بول بيلار، الضوء على اغتيال إسرائيل لنائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، صالح العاروري، في بيروت يوم الثلاثاء الماضي، واصفا إياه بأنه تصعيد في الاستخدام الإسرائيلي للقوة المميتة.
وذكر بيلار، في تحليل نشره بموقع "ريسبونسبل ستيتكرافت" وترجمه "الخليج الجديد"، أن تنفيذ عملية اغتيال العاروري جرى بطائرة مسيرة ضربت مكتبًا لحماس وقتلت اثنين آخرين من مسؤولي الحركة، ما يهدد بتوسيع الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة بطرق متعددة.
وأضاف أن الفرصة الأكبر لمزيد من التصعيد، على المدى القريب، قد تشمل حزب الله اللبناني، مشيرا إلى أن الحزب تبادل إطلاق النار مع الجيش الإسرائيلي على طول الحدود اللبنانية، فيما ضربت الطائرة المسيرة التي قتلت العاروري منطقة بعيدة عن تلك الحدود، وتحديدا في ضاحية بيروت الجنوبية، التي تعد معقلا لحزب الله.
ولا يسعى حزب الله إلى خوض حرب شاملة جديدة مع إسرائيل، ففي آخر حرب سابقة من هذا النوع، في عام 2006، تكبد الحزب ولبنان خسائر بشرية ومادية كبيرة، لكنه حصد شعبيته منذ نشأته، بكونه "حامية جميع اللبنانيين في الوقوف ضد إسرائيل"، وربما بات اليوم أقرب إلى تنفيذ التهديدات بالانتقام التي ظل يطلقها منذ أن بدأت إسرائيل هجومها على غزة، حسب ترجيح بيلار.
وباعتبارها الهدف المباشر للعملية الإسرائيلية، فستبحث حماس عن طرق للانتقام، فقد كان العاروري أكبر شخصية تُقتل في الحركة منذ بدء الجولة الحالية من القتال في أكتوبر/تشرين الأول، وكان نائباً لزعيم حماس السياسي، إسماعيل هنية، ولعب أدواراً مهمة في الشبكة المالية للجماعة واتصالها مع حزب الله.
ورغم أن حماس مشغولة حاليا بالقتال الفعلي في قطاع غزة، إلا أن بيلار لا يستبعد أن تسعى إلى اتخاذ بعض الإجراءات التي يمكن اعتبارها انتقاما لمقتل العاروري، مثل اغتيال إسرائيليين خارج حدود غزة، على الرغم من صعوبة تنفيذ ذلك على الحركة لأن الإجراءات الأمنية الإسرائيلية جعلت من الصعب على حماس محاولة تكرار بعض عملياتها السابقة داخل إسرائيل، والتي شملت التفجيرات الاستشهادية، كما أن الحركة لا تتمتع بقدرة حزب الله الواضحة على القيام بمثل هذه العمليات في أماكن أخرى من العالم.
وبقدر ما تتجه حماس أكثر إلى هذا النوع من العمليات، بقدر ما ينذر ذلك بما قد تبدو عليه المرحلة التالية من الصراع بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية، بعد أن ثبت أن التدمير الإسرائيلي لقطاع غزة غير قادر على تحقيق الهدف المعلن من الحرب، وهو "تدمير حماس".
اقرأ أيضاً
اغتيال العاروري لن يحقق شيئا لإسرائيل.. وإدخال بيروت في المعركة ليس في صالحها
ويلفت بيلار، في هذا الصدد، إلى أن دور إيران يتم المبالغة فيه في مناقشة أنشطة الجماعات المتحالفة معها، لكن المؤكد أي تأثير تمارسه على حزب الله وحماس لضبط النفس سيكون أقل مما كان عليه قبل اغتيال العاروري.
ويعزز من هذا ترجيح بيلار أن النظام الإيراني يشعر بالفعل بضغوط داخلية من أولئك الذين يعتقدون أنه لم ينتقم بشكل كافٍ من إسرائيل بعد قتلها للضابط الإيراني الكبير في سوريا، راضي موسوي، بغارة جوية خارج دمشق قبل أقل من أسبوعين، مشيرا إلى أن التشابه بين تلك العملية واغتيال العاروري واضح للغاية بحيث لا يمكن تجاهله.
ومن نواحٍ عديدة، يعد مقتل العاروري بمثابة استمرار لاستخدام إسرائيل للقوة على نطاق واسع خارج الحدود على مدار سنوات عديدة، وشمل ذلك حملة القصف المستمرة في سوريا وبرنامجها القديم للاغتيالات السرية في الخارج.
لكن بيلار يرى في السياق الحالي لعملية اغتيال العاروري إشارة أخرى إلى تصميم الحكومة الإسرائيلية على مواصلة الهجوم على غزة دون نهاية في الأفق، خاصة مع وجود أسباب شخصية وسياسية لرئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، لاستمرار الحرب.
ويؤشر ذلك إلى أن إسرائيل ستعطي أولوية منخفضة للمفاوضات، التي يقال إن العاروري كان يلعب فيها دورا رئيسيا، من أجل إطلاق سراح متبادل للأسرى، بحسب بيلار، الذي يخلص تحليله إلى أن إعلان إسرائيل الأخير عن سحب عدد قليل من ألويتها من قطاع غزة يرتبط بتخفيف آثار تعبئة قوات الاحتياط على الاقتصاد الإسرائيلي أكثر من أي نية لتهدئة العدوان على غزة.
اقرأ أيضاً
أمريكا تنأى بنفسها عن تفجيرات إيران واغتيال العاروري.. وكيربي: الحرب لن تقضي على حماس
المصدر | بول بيلار/ريسبونسبل ستيتكرافت - ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: غزة إسرائيل حماس حزب الله بيروت صالح العاروري راضي موسوي اغتیال العاروری حزب الله إلى أن
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تعترف بمسئوليتها عن اغتيال إسماعيل هنية
أفادت قناة "القاهرة الإخبارية" في نبأ عاجل لها نقلا عن إعلام إسرائيلي، بأن وزير الدفاع يسرائيل كاتس يعترف لأول مرة بمسؤولية تل أبيب عن اغتيال إسماعيل هنية.
واغتالت إسرائيل يوم 31 يوليو 2024 إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس ورئيس الوزراء الفلسطيني الأسبق في العاصمة الإيرانية طهران بعدما كان في زيارةٍ لها للمشاركة في مراسم تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان.
مشعل: طبيعي أن تثأر إيران لدماء هنية و نصر الله والعاروري الرئيس الإيراني يكشف سبب تأخير رد طهران على اغتيال هنيةوقُتل إلى جانبِ هنية حارسه الشخصي القيادي الميداني في كتائب القسّام وسيم أبو شعبان، مثَّل اغتيال إسماعيل هنية أكبر خسارة في صفوف قادة حركة حماس مُنذ اندلاع عملية طوفان الأقصى.
ولم تُعرف بعد الطريقة التي قُتل بها هنية على وجه الدقّة، كما لم تُعلن إيران بعد نتائج التحقيق الذي فتحته حول عمليّة الاغتيال هذه، وتراوحت التقديرات بين ضربة صاروخية أو غارة جويّة أو حتى عبوة ناسفة فُجّرت عن بُعد.
والتزمت إسرائيل من جانبها الصمت فلم تتبنَّ العملية بشكلٍ رسمي، ولم تُعلن عن تفاصيلها بل ومنعت الوزراء وغيرهم من الساسة والحكوميين من الحديث في أيّ تفاصيلٍ تخصُّ هذه العملية.
وعلى الجانب المُقابل فقد توعَّدت إيران عبر مختلف قادتها بما في ذلك المرشد علي خامنئي بالانتقامِ لدم إسماعيل والردّ على إسرائيل في قلبها.