صِدام الرسائل: القصف الأمريكي على بغداد رسالة موقعة باسم كردستان
تاريخ النشر: 4th, January 2024 GMT
4 يناير، 2024
بغداد/المسلة الحدث: في تصاعد مستمر للتوترات في العراق، جرى استهداف مقر للحشد الشعبي في بغداد بقصف أميركي أسفر عن مقتل قيادي عسكري وعنصر من إحدى الفصائل المحلية . يأتي هذا الحادث في سياق تصاعد العنف بعد الهجمات التي استهدفت العاصمة الكردية إربيل.
القصف الأميركي يأتي كتبع لسلسلة من الهجمات التي شنتها بعض الفصائل على إربيل، العاصمة الإقليمية لإقليم كردستان العراق.
من جهتها، قامت واشنطن بالرد على هذه الهجمات بضربات عسكرية استهدفت مقرات للفصائل المسلحة في الأراضي العراقية. هذا الدور العسكري الأمريكي يثير تساؤلات حول الانخراط الدائم للقوات الأمريكية في الشؤون الداخلية للعراق ومدى تأثيرها على تطورات الصراعات المحلية.
يظهر هذا الدور التصاعدي للعنف والردع المتبادل بين الفصائل والتدخلات الأمريكية تعقيدات الوضع السياسي والعسكري في العراق، مما يجعل الأمور أكثر تعقيدًا ويضع آفاق الاستقرار في المنطقة تحت ضغط متزايد.
التحليلات تشير الى ان قصف مقر الحشد في بغداد رسالة من واشنطن بعدم التحرش بكردستان العراق لانها تحت حمايتنا.
التحليلات تشير إلى أن القصف الذي استهدف مقر الحشد في بغداد يعتبر رسالة واشنطنية واضحة، تحذيراً من التحرش أو الهجمات الموجهة نحو كردستان العراق، التي تُعتبر تحت الحماية الأمريكية.
يُفسر هذا القصف على أنه رد فعل من الولايات المتحدة على الهجمات الأخيرة التي استهدفت إربيل، العاصمة الكردية، والتي تُعتبر نقطة تأريخية للتحالف بين الكرد والولايات المتحدة.
هذا الإجراء العسكري يُظهر استعداد واشنطن للدفاع عن كردستان العراق وتأكيداً على التزامها بحماية هذه المنطقة.
ومع ذلك، يتساءل البعض عن تداعيات هذا الرد العسكري وما إذا كان سيزيد من توترات المنطقة ويُعقد الصراعات الداخلية في العراق، خاصة في ظل وجود توترات سياسية وإقليمية معقدة.
بالمجمل، يتجلى هذا القصف كتصعيد في السياسة الأمريكية في المنطقة، مما يجعل الأوضاع أكثر تعقيدًا ويطرح تساؤلات عديدة حول مستقبل التوترات السياسية والعسكرية في العراق ومدى تأثيرها على استقرار المنطقة بأسرها.
وعادت أجواء التوتر بين حكومتي بغداد وأربيل بعد بيانات وتصريحات متتالية من الجانبين، إثر شن فصائل مسلحة سلسلة هجمات بطائرات انتحارية مسيرة، الأحد، طاولت مقرات لقوات “البيشمركة” الكردية في ضواحي أربيل، الأمر الذي دفع حكومة الإقليم لتحميل الحكومة العراقية مسؤولية الهجوم باعتبار تلك الفصائل ممولة منها، في إشارة إلى فصائل “الحشد الشعبي”.
وعلى الفور، رد المتحدث باسم الحكومة العراقية باسم العوادي في بيان عبر فيه عن استغرابه الاتهامات التي وصفها بـ”غير الواقعية”، قائلاً إن التصريحات “فيها خلط معلومات مضللة وأكاذيب وتساهم في تعقيد المشهد السياسي والحكومي، كونها غير بناءة وتضر بحالة الاستقرار السياسي والاجتماعي”.
واتهم القيادي في الحزب “الديمقراطي الكردستاني” الحاكم في أربيل وفاء محمد كريم “أطرافاً مسلحة ذهبت للتصعيد ضد الإقليم من خلال العمليات العسكرية الإرهابية بالطيران المسير وسط ضعف الحكومة العراقية بردع هذه الجهات التي هي مقربة منها”.
وأضاف كريم أن أربيل “تملك خيار الرد بالطرق العسكرية ضد هذه الجماعات التي تريد إرجاع الخلافات ما بين المركز والاقليم لنقطة البداية لتستغل هذا الملف كورقة ضغط لتنفيذ أجندة سياسية إقليمية أو غيرها”.
بدوره، حمّل عضو تحالف “الإطار التنسيقي” عائد الهلالي، في حديث، حكومة أربيل مسؤولية الأزمة، وقال إن “الحكومة العراقية أعلنت بكل صراحة رفضها لأي اعتداء على الإقليم وفتحت تحقيقاً بذلك واتخذت إجراءات مختلفة للحد من عمليات كهذه”.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: الحکومة العراقیة کردستان العراق فی العراق
إقرأ أيضاً:
الاستهداف في أي لحظة.. خبير عراقي: الكيان لا يمكنه ضرب العراق دون ضوء أمريكي - عاجل
بغداد اليوم - بغداد
اكد الخبير في الشؤون الأمنية احمد التميمي، اليوم الأربعاء (20 تشرين الثاني 2024)، أن الكيان الصهيوني لا يمكنه ضرب العمق العراقي دون ضوء اخضر امريكي.
وقال التميمي في حديث لـ"بغداد اليوم"، إن "تسريبات الاعلام الغربي والصهيوني عن توجيه بوصلة عمليات الاستهداف الى فصائل المقاومة في العراق ما هي الا رسائل لما يعد له الكيان"، مؤكدا بان "الاستهداف قد يأتي في اي لحظة ولكن واشنطن تدرك حساسية هكذا خيارات على مصالحها الاستراتيجية في المنطقة".
وأضاف، أنه "لا يمكن لتل ابيب ضرب العمق العراقي دون ضوء اخضر امريكي وبيان ماهي ردود الأفعال خاصة في ظل وجود قواعد عسكرية ومصالح اقتصادية وشركات بالإضافة الى ان الاتفاقية الاستراتيجية تحتم على واشنطن دعم بغداد في مواجهة أي عدوان خارجي وبالتالي فأن اي موقف داعم للكيان ضد العراق سيكون له ثمن".
وأشار التميمي الى، أن "اجتماع رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني الأمني يوم امس يدلل على قلق حكومي من تعرض بغداد الى عمليات استهداف مباشرة تدفع الى المزيد من التوتر وقد تقود الى ردود أفعال تزيد من الصراع في الشرق الأوسط، لافتا الى أن شرارة الحرب لن تنتهِ في المنطقة ما دامت ماكنة الموت مستمرة في قتل الأبرياء في فلسطين ولبنان وواشنطن تدرك الامر جيدا".
وبين الخبير الأمني، أن "أي عمليات استهداف قد تحصل ربما تنحصر في اغتيالات ولن تمس الأهداف الاقتصادية المهمة لان اي توجه بهذا المسار سيعني انفجار كبير، مؤكدا" ان أمريكا هي المعنية الآن بمنع الصراع من الانتقال الى مستوى مختلف اذا ما اعطت للكيان الصهيوني باستهداف العراق لان قواعدها ستؤمن تحليق الطائرات وتقديم كل المعطيات الفنية كما حدث في استهداف طهران قبل أسابيع اي ستكون شريكة في العدوان.
وردّ رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، يوم أمس الثلاثاء (19 تشرين الثاني 2024)، على تقديم إسرائيل رسالةً إلى مجلس الأمن الدولي لوضع إجراءات فورية للهجمات التي تشنها الفصائل المسلحة، بالقول إن ذلك يمثل "ذريعة وحجّة للاعتداء على العراق"، وفيما أكد رفض "هذه التهديدات والدخول في الحرب"، شدد على أن "قرار الحرب والسِّلم هو قرار بيد الدولة العراقية".
وقال السوداني في إطار ترؤسه الجلسة الأسبوعية لمجلس الوزراء، إن "الرسالة التي أرسلها الكيان الصهيوني الى مجلس الأمن الدولي، تمثل ذريعة وحجّة للاعتداء على العراق، وتحقيقاً لمساعي الكيان المستمرة نحو توسعة الحرب في المنطقة".
وشدد على أن "العراق يرفض هذه التهديدات، وأن قرار الحرب والسِّلم هو قرار بيد الدولة العراقية، وغير مسموح لأي طرف بأن يصادر هذا الحق"، لافتاً إلى "رفض العراق الدخول في الحرب، مع الثبات على الموقف المبدئي بإنهائها، والسعي لإغاثة الشعبين الفلسطيني واللبناني.