إيران تتوعد بانتقام قوي جدا بعد أكبر هجوم منذ ثورة 1979
تاريخ النشر: 4th, January 2024 GMT
إعداد: فرانس24 تابِع إعلان اقرأ المزيد
توعد الحرس الثوري الإيراني والنائب الأول لرئيس الجمهورية محمد مخبر الخميس بالانتقام لمقتل نحو 100 شخص وإصابة عشرات في انفجارين في مقبرة أثناء إحياء ذكرى القائد الإيراني البارز قاسم سليماني الذي لاقى حتفه في هجوم بطائرة مسيرة أمريكية عام 2020.
وقال مخبر للصحافيين في أحد المستشفيات حيث كان بعض الجرحى يتلقون العلاج من الهجوم الأكثر دموية منذ الثورة الإسلامية عام 1979 "سيواجهون انتقاما قويا جدا من جنود سليماني".
اقرأ أيضامن هو قاسم سليماني قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني؟
وإلى حد الآن، لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الانفجارين. وقال مسؤول كبير في إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إن التفجيرات تمثل فيما يبدو "هجوما إرهابيا" من النوع الذي نفذه مقاتلو تنظيم "الدولة الإسلامية" في السابق.
وفي بيان، وصف الحرس الثوري الإسلامي الإيراني هجوم الأربعاء بأنه عمل جبان "استهدف إشاعة انعدام الأمن والسعي للانتقام من حب الأمة العميق وإخلاصها للجمهورية الإسلامية". وقال الحرس الثوري أيضا إن الهجوم "يقوي العزم على معاقبة مرتكبيه بحسم وعدل".
اقرأ أيضالماذا قتل الأمريكيون قاسم سليماني قائد "فيلق القدس" ورجل إيران القوي؟
ونفى قائد الحرس الثوري في مدينة كرمان بجنوب شرق البلاد تقارير لوسائل إعلام رسمية أفادت بوقوع إطلاق نار في المدينة الخميس.
من جهته ندد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي "بالجريمة الشنعاء واللاإنسانية"، وتعهد المرشد الأعلى الإيراني آية الله خامنئي بالانتقام لما حدث في التفجيرين.
واعتنى رجال الإنقاذ في الهلال الأحمر الإيراني بالأشخاص الذين أصيبوا في مراسم إحياء ذكرى مقتل سليماني.
هجمات سابقةودأبت طهران على اتهام عدويها اللدودين، إسرائيل والولايات المتحدة، بدعم جماعات مسلحة مناهضة لإيران.
وفي عام 2022، أعلن تنظيم "الدولة الإسلامية" المتشدد مسؤوليته عن هجوم على مرقد شيعي في إيران أدى إلى مقتل 15 شخصا.
كما تشمل الهجمات السابقة التي أعلن التنظيم مسؤوليته عنها تفجيرين مزدوجين مميتين في عام 2017 استهدفا البرلمان الإيراني وضريح مؤسس الجمهورية الإسلامية آية الله روح الله الخميني. كما شن مسلحون من البلوش وانفصاليون من العرب هجمات في إيران.
وأدى اغتيال الولايات المتحدة لسليماني في الثالث من يناير/كانون الثاني 2020 بطائرة مسيرة في مطار بغداد، وانتقام طهران بمهاجمة قاعدتين عسكريتين عراقيتين تستضيفان قوات أمريكية إلى اقتراب الولايات المتحدة وإيران من صراع شامل.
وبصفته القائد الأعلى لفيلق القدس، الذراع الخارجية للحرس الثوري الإيراني، أدار سليماني عمليات سرية في الخارج وكان شخصية رئيسية في حملة إيران طويلة الأمد لطرد القوات الأمريكية من الشرق الأوسط.
ووصلت التوترات بين إيران وإسرائيل إلى جانب حليفتها الولايات المتحدة، إلى مستوى جديد بسبب الحرب التي شنتها إسرائيل على مقاتلي حماس المدعومين من إيران في غزة ردا على هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
وهاجمت جماعة الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران سفنا قالت إن لها صلات بإسرائيل عند مضيق باب المندب، مدخل البحر الأحمر، وأحد أكثر ممرات الشحن ازدحاما في العالم.
وتعرضت القوات الأمريكية لهجوم من مسلحين متحالفين مع إيران في العراق وسوريا بسبب دعم واشنطن لإسرائيل وردت بضربات جوية انتقامية.
فرانس24/ رويترز
المصدر: فرانس24
كلمات دلالية: الحرب بين حماس وإسرائيل أحداث 2023 الحرب في أوكرانيا ريبورتاج إيران قاسم سليماني الحرس الثوري الإيراني تفجير الحرب بين حماس وإسرائيل إسرائيل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني حماس للمزيد الجزائر مصر المغرب السعودية تونس العراق الأردن لبنان تركيا الحرس الثوری
إقرأ أيضاً:
إيران تُحذر خصومها من قصف المنشآت النووية: سيؤدي لكارثة
وجهت إيران تحذيراً شديد اللهجة لخصومها في أمريكا وإسرائيل من مغبة الهجوم على منشآتها النووية.
اقرأ أيضاً: صحافة أمريكا تُبرز دور مصر في إنهاء مُعاناة غزة
وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، في تصريحاتٍ نقلتها شبكة سكاي نيوز، :"لقد أوضحنا أن أي هجوم على منشآتنا النووية سيُواجه رداً فورياً وحاسماً".
وأضاف :"لكنني لا أعتقد أنهم سيفعلون ذلك، إنه أمر مجنون حقا، وسيحول المنطقة بأسرها إلى كارثة".
الجدير بالذكر بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كان قد تراجع عن دعم الاتفاق النووي مع إيران في ولايته الأولى، والذي كان يقضي بتقييد تخصيب اليورانيوم مقابل رفع العقوبات المفروضة على طهران.
وتتمسك إيران بأن برنامجها النووي سلمي، إلا أن الدول الغربية ترى أن طهران قد تكون تسعى لتطوير سلاح نووي.
العلاقات الأمريكية الإيرانية تشهد تاريخًا معقدًا ومليئًا بالتوترات، تعود جذورها إلى منتصف القرن العشرين. في البداية، كانت العلاقات بين البلدين ودية نسبيًا، حيث دعمت الولايات المتحدة مشاريع التنمية في إيران. ومع ذلك، تغيرت الديناميكيات بشكل جذري بعد انقلاب 1953، الذي دعمته وكالة الاستخبارات المركزية (CIA)، وأدى إلى الإطاحة برئيس الوزراء محمد مصدق وإعادة الشاه محمد رضا بهلوي إلى الحكم. هذا التدخل الأمريكي أثار استياء قطاعات واسعة من الشعب الإيراني، ما ساهم في تأجيج المشاعر المعادية للغرب.
في عام 1979، حدثت قطيعة كبرى في العلاقات عقب الثورة الإسلامية التي أطاحت بنظام الشاه وأقامت جمهورية إسلامية بقيادة آية الله الخميني. تصاعد التوتر بشكل حاد مع أزمة احتجاز الرهائن في السفارة الأمريكية بطهران، والتي استمرت 444 يومًا. هذه الحادثة تركت أثرًا دائمًا على العلاقة بين البلدين، وأدت إلى فرض الولايات المتحدة عقوبات اقتصادية على إيران، استمرت لعقود وأثرت بشكل كبير على اقتصادها.
الخلافات بين البلدين تعمقت في العقود اللاحقة بسبب ملفات رئيسية، أبرزها البرنامج النووي الإيراني، الذي ترى الولايات المتحدة فيه تهديدًا للأمن الإقليمي والدولي. بينما تؤكد إيران أن برنامجها لأغراض سلمية، تسعى واشنطن وحلفاؤها إلى تقييده عبر العقوبات والضغوط الدبلوماسية. بالإضافة إلى ذلك، يعتبر دعم إيران لجماعات مسلحة في الشرق الأوسط، مثل حزب الله وحماس، نقطة خلاف رئيسية، حيث تتهمها واشنطن بزعزعة استقرار المنطقة.
ورغم فترات قصيرة من الانفراج، مثل التوصل إلى الاتفاق النووي في 2015، إلا أن العلاقات عادت للتوتر بعد انسحاب إدارة ترامب من الاتفاق في 2018 وإعادة فرض العقوبات. اليوم، تستمر العلاقة بين الولايات المتحدة وإيران في التذبذب بين التصعيد والجهود الدبلوماسية، مما يعكس تعقيد المصالح والصراعات الجيوسياسية بينهما.