مهرجان الإمارات الدولي الخامس للملصقات يحتفي بدور التصميم في مواجهة التغيير المناخي
تاريخ النشر: 4th, January 2024 GMT
دبي -الوطن
يكشف مهرجان الإمارات الدولي للملصق في دورته الخامسة “التصميم من أجل تغير المناخي” والذي افتتحه معالي محمد أحمد المر في ندوة الثقافة والعلوم في دبي عن مقاربات مذهلة في العلاقة ما بين التصميم والوعي البيئي. ويعتبر المهرجان الذي أطلقته الندوة، كمنصة إبداعية للتصميم في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
يأتي موضوع هذه الدورة مواكباً لاستضافة دولة الإمارات العربية المتحدة لمؤتمر الأمم المتحدة للأطراف COP28 وجزءً من برنامجه الثقافي والفني وعرض في أروقة المؤتمر في الفترة من ٣٠ نوفمبر حتى ١٢ ديسمبر قبل الانتقال إلى ندوة الثقافة والعلوم في ديسمبر ١٨، ويستمر لنهاية يناير ٢٠٢٤.
يقدم المهرجان في دورته الخامسة مراجعة شاملة لواقع واتجاهات فن الملصق في العالم اليوم ودوره في مواجهة التحديات العالمية ومنها التغيير المناخي من خلال تصاميم مبتكرة تدعو إلى تبني الممارسات والسياسات المستدامة، ودعم المبادرات التي تعزز المسؤولية البيئية. ويضم المعرض 365 ملصقًا انتجها 291 مصممًا يمثلون 60 دولة. تجسد أعمالهم دور التصميم في تعزيز الوعي بقضايا البيئية وتحفز على المساهمة في إيجاد الحلول المناسبة لها.
يتماشى المعرض مع التزام دولة الإمارات بأولويات المناخ المحددة في خطتها الوطنية لتغير المناخ، والتي تهدف إلى دعم اقتصاد مرن وصديق للبيئة، والسعي لتعزيز نوعية الحياة لمواطنيها والمساهمة في مستقبل عالمي مستدام.
هذا وتتنوع الاتجاهات والأساليب التي استخدمها المصممون في تناول قضايا التغيير المناخي فمنهم من ذهب الى استخدام التيبوغرافي في معالجته للموضوع مثل المصممة العالمية اغنيشكا زمزيفشسكا والتي قدمت عملا يقوم على فكرة تفكيك الرسالة واعادة تشكيلها بشكل ملفت للانتباه يجذب المتلقى ويحفزه على تبني موقف واتخاذا اجراء. بينما ذهب كل من أرماندو ميلاني واريو بيمو وأسان بارمانوف الى استخدام الرمزية في أعمالهم التفاعلية، بينما استخدمت أسبازيا باباديما وبرانشا غوتييه الرسوم الايضاحية في تصميم رسائل بيئية قوية. في حين أن ماريو فوينتيس وميروسلاف بافلوفسكي و ايفريبيدس زانتيدس وغيرهم ذهبوا الى استخدام الاستعارات البصرية في بناء الملصق وإنتاج الأفكار التصميمية.
بينما وظف تاج السر حسن وفاطمة الحمادي وندى عبد الله الخط العربي في تكوينات ثنائية اللغة لتسليط الضوء على قضايا البيئة. وذهبت ناتاليا فيولوبي الى التحوير والتلاعب بتمثيلات تغير المناخ لإنتاج تصميم مؤثر ومقنع بصريا. يصور ثيساس موزوروبولوس من قبرص بشكل إبداعي التغيرات في درجة الحرارة العالمية من عام 1856 إلى عام 2023 باستخدام الألوان والأشكال، وإدخال عنصر مؤثر مع وجوه حزينة تشكلت داخل الدوائر. يستخدم توماسو ماركولا من إيطاليا استعارات اجتماعية لمعالجة قضايا الماء، ومكافحة التصحر والجفاف. تسلط فيكتوريا ريابينكا من أوكرانيا الضوء بشكل استراتيجي على “الحرب” في “الاحتباس الحراري”، مؤكدة على شدة المشكلة من خلال مدخنة المصنع التي تنبعث منها الدخان.
ذهب وميض جميل إلى تجسيد تأثير الاحتباس الحراري من خلال تصويره لعالم يحترق وتأثير ذلك على الإنسان من خلال ايحاءات خطية ومعالجات بصرية. ويربط وسام حداد الرسائل النصية بشكل فعال مع التفسيرات المرئية في ملصقاته، مما ينقل إلحاح القضايا البيئية.
يستخدم شكوى تشانغ من الصين نهجا مجازيا، حيث يحرق ورقة مع شمعة لترمز إلى النتيجة المحتملة للاحتباس الحراري. تدمج التراكيب المطبعية لكيلي سالشو ماكارثر من الولايات المتحدة الأمريكية بسلاسة العناصر الطبيعية والهندسية والطباعية للتأكيد على حتمية العمل الفوري. كاي سو ميونغ من كوريا الجنوبية تصوغ استعارة السماء الزرقاء الزاهية، وتحث على المشاركة النشطة في القضايا البيئية. يوظف لي جيلتاي من كوريا الجنوبية مخروط الآيس كريم الذائب كاستعارة مؤثرة لتأثير الاحتباس الحراري. يستخدم ليانغروي هاو ودان تشانغ من الصين ظلالًا دقيقة في “HAZE” لترمز إلى انقراض الموارد والدعوة إلى ممارسات مستدامة. يوضح لين هونغ تشانغ من تايوان اختفاء البيئات من خلال نهج استعاري، ووضع العناصر البصرية بمهارة لتعزيز الرسالة. يصور لويز أربكس من البرازيل بمهارة التحول المحوري بزاوية 1.5 درجة باستخدام المفاهيم البصرية والتواصل البصري الواضح.
في النهاية ساهمت الرؤى المميزة للمصممين في انتاج نصوص بصرية حول تغير المناخ جسدت دور التصميم في نقل الرسائل البيئية العاجلة وتعزيز الحوار العالمي حول الوعي المناخي وهذا يؤكد على دور التصميم في نقل الطابع الملح للعمل المناخي وتعزيز الالتزام الجماعي بمستقبل مستدام.
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: التصمیم فی من خلال
إقرأ أيضاً:
بحضور وكيل الأزهر..انطلاق المؤتمر الدولي الخامس لكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر
انطلقت منذ قليل، فعاليات المؤتمر الدولي الخامس لكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر بالقاهرة، برعاية الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، تحت عنوان "بناء الإنسان في ضوء التحديات المعاصرة"، وذلك بحضور دكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر، ودكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، ودكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، وبمشاركة عدد من علماء وقيادات الأزهر وأعضاء هيئة التدريس بالجامعة.
ويعد المؤتمر منصةً استثنائيةً تجمع خبراء وباحثين ومتخصصين في مجالات الشريعة، والقانون، والاقتصاد، والتعليم، لطرح رؤى مبتكرة تعزز بناء الإنسان وتصنع الحضارة في مواجهة تحديات العصر، حيث يهدف المؤتمر إلى إبراز مرونة الشريعة الإسلامية واستيعابها لكافة المستجدات والنوازل ومعالجتها بما يحقق المصالح ويدرأ المفاسد، وإبراز دور المنظومة التشريعية في تحقيق مقتضيات بناء الإنسان وتفعيل خطط التنمية المستدامة، إضافة إلى محاولة استخلاص حلول نوعية ومبتكرة قادرة على تحقيق حياة كريمة للإنسان نابعة من رؤية الدولة المصرية.
كما يهدف مؤتمر كلية الشريعة والقانون إلى تسليط الضوء على المبادئ الشرعية والقانونية التي تهدف إلى الاستفادة من مكتسبات التقنية الحديثة والحماية من مخاطرها، إضافة إلى الوقوف على تحديات التنمية، ومعرفة سبل معالجتها وتشجيع آليات البناء والإعمار في كافة المجالات التنموية، وتفعيل آليات بناء الإنسان في شتى المجالات من أجل واقع أفضل ومستقبل مشرق، وترسيخ أسس السلام والتعايش السلمي وقبول الآخر، بجانب تعزيز جهود التنمية المستدامة والمساهمة بفاعلية في بناء الوطن وحمايته من المخاطر.
وتدور محاور مؤتمر «بناء الإنسان في ضوء التحديات المعاصرة» حول
«ميادين بناء الإنسان وصناعة الحضارة في الشريعة الإسلامية»، و«بناء الإنسان في ضوء المبادئ التي أقرها الفقه الإسلامي والمواثيق الدولية»، و«بناء الإنسان في ضوء التحديات الاقتصادية والاجتماعية والفكرية والبيئية»، و«تطوير البنية التشريعية وتعزيز المنظومة التعليمية وأثرهما في بناء الإنسان»، و«الحقوق والحريات الأساسية وأثرهما في بناء الإنسان»، و«التطور التقني وأثره في بناء الإنسان من حيث الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة ومكتسبات الذكاء الاصطناعي، والتجارة الإلكترونية».