كواليس صفقة مشبوهة.. خبراء عسكريون ومحللون: إشراك جميع الأطراف في توقيع أي اتفاق والتزام الحوثيين بتسليم السلاح بداية الحل
تاريخ النشر: 4th, January 2024 GMT
يترقب اليمنيون إعلان التوقيع على اتفاق بين الحكومة اليمنية ومليشيا الحوثي الانقلابية، لكنهم يجهلون ماذا تتضمن بنود هذا الاتفاق الذي يشكل ملامح مستقبلهم، ومن هي الأطراف التي ستوقع عليه، لا سيما والحكومة الشرعية اعترفت مراراً بأنها لا تعلم شيئاً عن ما يدور في كواليس المباحثات "السعودية- الحوثية"، والمساعي الأممية، إلا من تصريحات غامضة كان آخرها على لسان المبعوث الأممي إلى اليمن.
ويتساءل اليمنيون، ما البنود التي سيتم التوقيع عليها، وآليتها التنفيذية والمدة الزمنية المحددة لتنفيذ بنودها، وما هي العقوبات المقرر اتخاذها ضد من يتنصل من التزاماته من الأطراف الموقعة على الاتفاق..
والسؤال الأبرز، هل يمكن لمليشيا الحوثي أن تتخلى عن سلاحها، وما هي الضمانات على ذلك؟! للإجابة على ذلك يقول خبراء عسكريون لوكالة "خبر": جدية الحل تكمن في جدية أن يتضمن أهم بنود الاتفاق تسليم الحوثيين سلاح الدولة والأسلحة التي تدفقت إليهم خلال سنوات الحرب الثماني، وأن تتحول المليشيا إلى تنظيم سياسي مثل بقية التنظيمات، تخضع لقانون الدولة الواحدة بعيداً عن الولاءات المؤدلجة.
وأوضحوا، أن نواة الصراع القائم في البلاد هو "انقلاب مسلح على النظام"، وأي اتفاق لا تحمل ملامحه الجوهرية التزام مليشيا الحوثي بتسليم سلاح الدولة المنهوب من معسكراتها، لن يكون مثمراً في ظل رفع الجماعة شعار "الحق الإلهي" في الحكم والثروة.
وأكدوا أن استخدام الملف الإنساني في معزل عن بقية الملفات، هو العبور في نفس نفق اتفاق السويد أواخر 2018، ووقوف الأمم المتحدة وبعض الأطراف الدولية بكل صلف وجنون أمام تحرير القوات المشتركة موانئ الحديدة، لدواعٍ إنسانية، حد زعمها. في حين كانت النتائج عكسية، تمكن خلالها الحوثيون من تعزيز قدراتهم العسكرية والاقتصادية والميدانية.
في الشأن نفسه قال خبيران عسكريان، إن الملفين العسكري والإنساني، رديفان لبعض، وعدم وضع آلية لاستعادة سلاح الدولة في الاتفاق المرتقب، معناه تسليم البلاد تدريجياً لمليشيا الحوثي برعاية أممية وعربية.
وأوضح الخبيران العسكريان لوكالة خبر، أن عدم حسم تسليح جماعة الحوثي، يعني الشرعنة والسماح بتحويل البلاد إلى كنتونات، وبيئة خصبة لتكاثر التنظيمات المتطرفة، والتي بدورها تتخادم مع بعضها وإن اختلفت أيديولوجيا تركيبها الديني، لإدراكها أن الاستقرار يعني نهايتها. وملامح هذه التخادمات ظهرت كثيراً بين مليشيا الحوثي وتنظيم القاعدة.
صفقة مشبوهة
شدد مراقبون، على أهمية توافر ضمانات دولية على تنفيذ الأطراف جميع البنود الموقّع عليها، وفي المدة الزمنية المحددة، وفرض عقوبات على الأطراف المخلة بالاتفاق.
وأشاروا إلى أن مليشيا الحوثي لم تنفذ أياً من التزاماتها في الاتفاقات السابقة التي وقعت عليها هي والحكومة اليمنية، عقب اندلاع الحرب، بينها اتفاق السويد أواخر 2018، والهدنة الأممية المُعلن عنها في أبريل 2022.
وفي جميع الاتفاقات التي أشرفت عليها الأمم المتحدة، تنصلت المليشيا الحوثية من التزاماتها من دفع رواتب الموظفين من إيرادات موانئ الحديدة، أو فتح المعابر المغلقة في تعز، وعدد من المحافظات الأخرى، أو غيرها.
كما أن المليشيا استغلت هذه الاتفاقات لا سيما هدنة أبريل 2022 في تعزيز قدراتها العسكرية، ورفع القيود عن مطار صنعاء، واحتجاز إيرادات شركة طيران اليمنية وفرض قيود على أنشطة المنظمات الأممية وتحويل ثلثي المشروعات التنموية للمنظمات لصالح محافظة صعدة معقل زعيم المليشيا عبدالملك الحوثي، تأتي بعدها محافظات حجة، وعمران ثم صنعاء وذمار، وجميعها محافظات تشكل حواضن للمليشيا السلالية.
كما أن المليشيا أخلّت أيضاً بجميع الاتفاقات السابقة قبل اندلاع الحرب، ولذا باتت سمة النكث بالعهود لصيقة بالمليشيا الحوثية منذ بداية تمردها، وإشعالها فتيل حروب صعدة الست خلال العقد الأول من القرن الحالي.
وأمام كل هذه القرائن والإدانات، ما الذي يُجبر الحكومة أن تهرول نحو التوقيع على اتفاقات يشوبها الغموض، ومحكوم عليها بالفشل سلفاً، وما مصالح الأطراف الدولية التي تضغط على تمرير مثل هكذا اتفاقات، لا سيما وهي كانت طرفاً وإن لم يكن مباشراً في اتفاقات سابقة، وكان مصيرها الفشل؟
هُناك من يريد تسليم اليمن للحوثيين، مقابل صفقة مشبوهة لم يعد الغموض يكتنفها كما كانت سابقاً.. هكذا يُجيب المراقبون في ختام حديثهم على هذه التساؤلات.
ومثل هكذا اتفاق، يعد إيذاناً لجميع الأحزاب والمكونات الجماهيرية والتنظيمات العقائدية بتسليح نفسها، والشرعنة لتحويل البلاد إلى كنتونات تتناحر عليها جماعات مسلحة متعددة الأيديولوجيات، لا سيما ومن حق جميع اليمنيين أن يكونوا شركاء في الساحة والثروة، ولكن وفق الدستور والقانون التي تعمل مثل هكذا اتفاقات على تفكيكه تدريجياً، حسب قولهم.
المصدر: وكالة خبر للأنباء
كلمات دلالية: لا سیما
إقرأ أيضاً:
عائلات الأسرى تغلق طريقا رئيسيا بتل أبيب والحكومة تبحث ملف الصفقة
#سواليف
بدأ المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية في إسرائيل، اليوم الثلاثاء، اجتماعا لبحث عدة قضايا من بينها #مفاوضات #صفقة_تبادل_الأسرى، في حين أغلق محتجون من #عائلات_الأسرى الشارع المؤدي إلى مقر وزارة الدفاع للمطالبة بإبرام #صفقة شاملة.
وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن المجلس الوزاري المصغر “الكابينت” بدأ اجتماعه الذي يبحث فيه ملف صفقة التبادل والأوضاع في لبنان وغزة والضفة الغربية وسوريا.
وقبيل الاجتماع، قالت الخارجية الإسرائيلية إن الحكومة ملتزمة بالتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في غزة، وأضافت أن “المفتاح في يد من لهم تأثير على #حماس”.
مقالات ذات صلة الجيش يحبط محاولة تهريب مخدرات على الواجهة الغربية 2025/01/07في غضون ذلك، أغلقت عائلات الأسرى الإسرائيليين وعشرات المتضامنين معها الشارع المؤدي إلى وزارة الدفاع في تل أبيب، وجددت التأكيد على رفضها إبرام صفقة جزئية.
ورفع المحتجون لافتة ضخمة عليها أسماء مئة أسير إسرائيلي محتجزين في قطاع #غزة.
وفي وقت سابق، قالت القناة الـ13 الإسرائيلية إن 112 عائلة من #عائلات #المحتجزين توجهت بمذكرة إلى #المحكمة العليا، تتهم فيها حكومة بنيامين نتنياهو بالتخلي عن الرهائن.
ونقلت القناة عن هذه العائلات قولها إن “الدولة تنتهك قانونين أساسيين بتخليها عن المختطفين في أنفاق حماس منذ 459 يوما”.
مفاوضات فنية
من ناحية أخرى، قال المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري إن الوفود الفنية الخاصة بمفاوضات وقف إطلاق النار في غزة تجتمع بشكل دائم، سواء في الدوحة أو في القاهرة، مؤكدا أن جهود الوساطة مستمرة.
وأوضح الأنصاري خلال مؤتمر صحفي أن “الاجتماعات على المستوى الفني لا تزال متواصلة بين الطرفين… أما على مستوى أعلى من المستوى الفني، فليس هناك أي وفود حاليا”.
وكان مسؤول في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) صرح، أمس الأول الأحد، بأن الحركة وافقت على قائمة قدمتها إسرائيل، تضم أسماء 34 أسيرا إسرائيليا لمبادلتهم بأسرى فلسطينيين ضمن اتفاق محتمل لوقف إطلاق النار في غزة.
لكنه شدد على أن إبرام الاتفاق مرهون بموافقة إسرائيل على الانسحاب من القطاع ووقف إطلاق النار الدائم.
ونقل الإعلام الإسرائيلي -في وقت سابق- عن مصادر أمنية رفيعة تحذيرها من أن سعي حكومة بنيامين نتنياهو لعقد صفقة جزئية، يتم فيها إطلاق عدد محدود من الأسرى الإسرائيليين ولمرة واحدة فقط، سيعرّض بقية الأسرى لدى حماس للخطر.
وتتهم عائلات الأسرى والمعارضة الإسرائيلية نتنياهو بعرقلة التوصل إلى اتفاق للحفاظ على منصبه وحكومته، إذ يهدد وزراء متطرفون -بينهم وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير والمالية بتسلئيل سموتريتش– بالانسحاب من الحكومة وإسقاطها إذا وافق على إنهاء الحرب.
من جانبها، تؤكد حركة حماس أن أي اتفاق لتبادل #الأسرى يجب أن يؤدي إلى وقف كامل للعدوان على #غزة، وانسحاب قوات الاحتلال وعودة المهجرين إلى مناطقهم، وقد اتهمت #نتنياهو مرارا بالمماطلة في المفاوضات ووضع شروط جديدة لعرقلتها.