اوتاوا-سانا

تتكشف أهداف الغرب الخفية وراء دعم النظام الأوكراني والتي تلطت خلف ادعاءات حقوق الإنسان حيث كشف تقرير لموقع (غلوبال ريسيرتش) الكندي أن أكبر احتياطيات الليثيوم في قارة أوروبا تقع في منطقة دونباس.

الموقع الكندي وفي سياق تقرير جديد أكد أن الأسباب وراء مسارعة الغرب إلى دعم زيلينسكي في مواجهة روسيا وإشعال فتيل الأزمة التي تشهدها أوكرانيا منذ أكثر من عامين اتضحت أكثر الآن، وهي لا تتعلق كما تزعم حكومات أمريكا وأوروبا بالدفاع عن الحريات بل بالسيطرة على الثروات فقد كشف تقرير لشركة غلوبال داتا حجم احتياطيات الليثيوم الهائلة في منطقة دونباس بما فيها احتياطيات حقل “شيفتشينكيفسي”.

وأوضح الموقع أن الغرب يلهث وراء هذه الاحتياطات، ولا سيما أن الاتحاد الأوروبي وألمانيا على وجه الخصوص في حاجة ماسة إلى هذا المعدن النادر لتصنيع تقنيات الطاقة الخضراء مثل توربينات الرياح والسيارات الكهربائية ومجموعة واسعة من الأجهزة الإلكترونية.

وقال الموقع: إنه في حين تمتلك الولايات المتحدة وأستراليا وعدد قليل من دول أمريكا اللاتينية نسبة كبيرة من احتياطيات الليثيوم فإن قدرة الاتحاد الأوروبي على الوصول إلى هذه الإمدادات سوف تكون مكلفة، ومن المؤكد أن الولايات المتحدة وهذه الدول الناشئة ستستخدم الجزء الأكبر من احتياطياتها لتلبية الاحتياجات المحلية.

وأشار الموقع إلى أن الطلب والحاجة لإمدادات الليثيوم الأوروبية مكثف للغاية، وقد اعترف النائب الألماني رودريش كيسويتر بأن أزمة أوكرانيا تدور حول 500 ألف طن أو أكثر من الليثيوم تحت الأرض في منطقة دونباس.

تقرير سابق لمجلة (بيزنس توداي) الأمريكية أوضح أن موارد أوكرانيا الكبيرة تجعلها محط أنظار الجميع، حيث تمتلك 5 بالمئة من موارد الأرض الطبيعية والمعدنية وتزخر أراضيها بالمعادن مثل الحديد والفحم والتيتانيوم وغيرها من المواد الخام غير المعدنية، كما تشير التقديرات إلى أن ما يصل إلى 20 بالمئة من الاحتياطيات العالمية المؤكدة من خامات التيتانيوم، وهو عنصر مهم يستخدم فى صناعة الطائرات موجودة في أوكرانيا.

أما مناطق إقليم دونباس التي اندلعت منها فتيل الأزمة بعد قصف القوات الأوكرانية المتواصل لها وما تبع ذلك من اطلاق روسيا في الـ 24 من شباط عام 2022 عملية عسكرية خاصة لحماية سكان الإقليم الذين تعرضوا للاضطهاد والإبادة الجماعية من قبل نظام كييف لمدة ثماني سنوات، فإنها تتمتع بموارد طبيعية وفيرة حيث تتركز حقول الليثيوم المكون الرئيسي لبطاريات السيارات الكهربائية والهواتف الذكية فى زابوريجيا ودونيتسك وكيروفوهراد .

حقيقة مساعي الغرب الدائمة للسيطرة على مقدرات الدول وسلب ثرواتها وبسط الهيمنة الجيوساسية والاقتصادية العالمية تتضح وفقاً للموقع في أزمة أوكرانيا التي تعتبر أيضا من أكبر موزعي القمح والذرة في العالم، ولذا فان أكاذيب الولايات المتحدة وشركائها في أوروبا حول حرصهم على دعم الأوكرانيين من أجل الدفاع عن الحقوق والحريات واهية ولا تنطلي على أحد.

باسمة كنون

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

إقرأ أيضاً:

سؤال في الدولة والمجتمع

واقع الدول اليوم

الدولة الحديثة تشكلت مع الثورة الصناعية وتحول الإقطاع إلى رأسمالية صناعية وزراعية وتدرجت لتشمل مناحي الحياة، ثم تبنت آليات وحوّرتها لتكون حامية للنظام، فمن تعريف الديمقراطية هي حكم الشعب لنفسه، باتت واقعا هي مفاضلة الشعب بين من يختارهم الحزب في مؤتمره ويفاضل بينهم وفق آليات متعددة. إذن هي ليست فعلا حكم الشعب لنفسه، وهذا ليس إلا مثالا على مجموعة الآليات، كالليبرالية، والعلمانية التي باتت انتقائية بعد أن أصبح العالم صغيرا وهاجر حملة الأديان الأخرى إلى الغرب طمعا في الهدوء وتحقيق الذات، وهو ما يصبح اليوم تحديا وجوديا لكثير من هؤلاء المهاجرين.

تقدم التقنيات وصغر العالم

ونرى تحديات عندما أدركنا صغر العالم بتقدم نظام المواصلات والاتصالات، وحاجة اليد العاملة الأرخص في المصانع لموازنة القيمة للسلع بوجود التنافس الشديد بين الغرب واستثمار الصين لمواردها البشرية، مما جعلها قطبا بارزا وتحديا للصناعة في الغرب وتنافسا في السوق، وهذا ذاته يشكل تحديا لنا عندما يتمكن في البلد من يبتعد تفكيره عن استثمار الموارد البشرية، ويحس بالنقص تجاه الغرب، فيسمع لمهندس مبتدئ أوروبي ولا يسمع لخبير من أبناء البلد مثلا، وهكذا بقية المهارات لتجد هذه المهارات طريقها إلى الهجرة أو الانزواء، خصوصا أن هنالك مقاومة وأذى للمبدعين كونهم يشكلون هاجسا وخوفا عند رؤسائهم، فلا هم قادرون على الإنجاز ولا على تدريب الكادر الذي سيعقبهم في قيادة المدنية في البلد. وهنا نرى بوضوح منظومة تنمية التخلف، فالتحديات من الداخل هي حصب المخططات الخارجية بإرادتهم أم بغيرها.

الصراعات المحلية والدولية:

في واقعنا هنالك مشاكل مركبة آتية من فوضى مركبة في تشوه معنى الدولة ومعنى المجتمع وفهم معنى الفكر والثقافة والتاريخ، ومعنى الدين وعزله عن المنظومة العقلية التي تقيد بدورها بمجمل محرمات خلاصتها التفكير حرام، بينما الإسلام وهو ما يمثل ثقافة المنطقة يدعو إلى التفكير وإعمال المنظومة العقلية ويخاطبها ويحفزها ويعيب التقليد للقديم الموروث.

في واقعنا هنالك مشاكل مركبة آتية من فوضى مركبة في تشوه معنى الدولة ومعنى المجتمع وفهم معنى الفكر والثقافة والتاريخ، ومعنى الدين وعزله عن المنظومة العقلية التي تقيد بدورها بمجمل محرمات خلاصتها التفكير حرام، بينما الإسلام وهو ما يمثل ثقافة المنطقة يدعو إلى التفكير وإعمال المنظومة العقلية ويخاطبها ويحفزها ويعيب التقليد للقديم الموروث
التربية الخطأ:

وأهمها تعليم التدين وتقوية غريزة التدين وتحفيظ بلا فهم، وملء الجهاز المعرفي بمعلومات غير معالجة، لهذا تجد متدينا ويتكلم في الدين لكنه بعيد عن الثقة أو الأمانة أو النزاهة أو الرغبة بالحق، كثير المداهنة، يقاوم أي تغيير بالتسفيه والجدل وعلو الأنا والتركيز على تحييد المخالف كانتصار شخصي له، ومن يخالفه فهو كافر مجرم فيكون نوعا من العصبية والتوتر، بينما هذا منكر في الإسلام بل محرّم، وتجد حكومات تزعم أنها إسلامية وتريد العمل بشرع الله يملؤها الفساد والتبرير له بل الصالح مبعد، فهي لم تسع عن فهم للإسلام وذاك ما يقود إلى البحث عن اجتهاد جديد يدير الواقع فترى العجز يرافق الفساد بدل الإصلاح وإغضاب الله بدل طاعته، وهذا في كل الأديان وليس دينا واحدا، لهذا تجد أن الرعوية أهم من القيم في منظومة تنمية التخلف.

الفشل في إدارة الواقع:

وهي مسالة مركبة تحمل سلبيات تكوين الجهاز المعرفي من الأسرة فالمدرسة فإدارة الحكم في البلاد، وتجعل الاهتمام بالمستقبل أمنيات بلا تخطيط صائب وإنما نوع من الاهتمامات الغريزية كالتملك والسيادة وغيرها، ولا قواعد ونظم للتنمية، فالحياة في أمجاد ماضي لم يصنعه المتمني ورغبة في استعادته بعقلية الناقل المثالية وليس وفق معطيات الواقع.

هنالك وجوب للمعرفة والتخطيط وفق الممكن بالمتاح فلا يمكن أن تضع خطة لتنفيد ما يحتاج مليون من عملة بلدك بينما أنت لا تملك إلا بضعة ألف منها، ولا يمكن أن تفكر بتحرير أرضك وفق المعادلة الصفرية وأنت مغلوب فيها، فالمتغيرات كثيرة هي لم تعد في طيار يقاتل بل في دقة مخترع ومطور لطائرة بلا طيار ومجموعة الاستخدام، وقد تكون هذه المجموعة تخاف السير لوحدها أو تتجمد من الخوف لنباح كلب أو حركة غريبة.

بناء المجتمع والدولة:

كلا الاثنين يعتمد على الفهم، فليس مهما تعدد العقائد والاختلافات وإنما العدل والإنصاف، وضمان الحقوق الخمس لكل المجتمع، أنت لن تغير الناس بإجبارهم على السفور كما يحصل في أوروبا ولا بإجبارهم على الحجاب عند من يزعم الدين من بلاد المسلمين، والنظرة إلى المرأة مهمة ومهم فهمها في الإسلام؛ ليس من التراث وإنما من القرآن والسنة النبوية، فهي كالرجل في الغرب وهذا متعب، لكنها كالرجل في الإسلام مع حقوق حماية إضافية. وهنا لا بد من فهم معنى القوامة أنها مسؤولية وليس سلطة أو تملك أو إجبار، فالعقد عقد رفقة بين الزوجين ولهذا كل حر بماله واسمه ونسبه إلا حق العائلة والمرأة على الرجل في الإنفاق حتى لو كانت متمكنة وذات مال. كثير من الأمور تحتاج نظرا بعيدا عن التدين الشعبي والفقه الذي لا يفهم أن الإنسان في امتحان وهو حر في خياراته لكي يكون ذا أهلية للحساب.

نحن بحاجة أن نفهم أسلوب الخطوات المتدرجة لتحصيل الحقوق وإنهاء تأثير الظلم من القوى المتغطرسة، وان قوتنا متى كانت ليست عدمية وإنما لها غايات هي إتاحة الفرصة للإصلاح والصلاح، ولعل نموذج غزة رغم كل شيء محاولة ودرس عميق في ضبط النفس والالتزام وما يعطي من نتائج قيمية مبهرة، وهذا موضوع ضمن مقال لاحق.

خلاصة باختصار:

إذن نستطيع أن نقيم الإنسان كما قيمنا إنسان القسام، برد فعله وسلوكه مع الأسرى وفي حرب ليس فيها تكافؤ مطلقا وبتفاصيلها المتعاكسة عند الطرفين سلوكيا، ونستطيع أن نقيم الدولة من خلال نظرتها إلى طرق الإصلاح ونظرتنا إلى المجتمع بنجاحه في الفهم والتطبيق والعيش المشترك.

مقالات مشابهة

  • كييف: «ملتزمون تماماً» بالحوار البناء مع أميركا
  • روسيا : الغرب يسعى لإطالة أمد الحرب في أوكرانيا حتى آخر جندي أوكراني
  • مقتل 12 شخصاً بضربات روسية في أوكرانيا.. وزيلينسكي: أهداف موسكو لم تتغيّر
  • أمريكا تقطع خدمات أقمار صناعية عن أوكرانيا.. كييف تبحث عن بديل
  • كييف: مقتل 11 وإصابة 37 في هجوم روسي على أوكرانيا
  • زيلينسكي: الضربات الجديدة تُظهر أن “أهداف روسيا لم تتغيّر” في أوكرانيا
  • سؤال في الدولة والمجتمع
  • العراق يسجل ارتفاعا قياسيا بنسبة 45.1% في احتياطيات الذهب
  • السيسي: احتياطيات مصر من السلع الاستراتيجية متوفرة لأكثر من 4 أشهر
  • نصر عبده: أوكرانيا تحارب بالوكالة نيابة عن الغرب وأمريكا