في تطور جديد تشهده المنطقة العربية وأشعل وتيرة الاحتقان بين الأطراف المتنازعة تمهيدًا لانتقام الثأر، تصاعدت حدة القصف المتبادل بين حزب الله في الجنوب اللبناني من جهة والجيش الإسرائيلي من جهة أخرى والمقاومة الفلسطينية من جهة ثالثة عبر الحدود المشتركة بين البلدين، على خلفية مقتل زعيم حماس البارز صالح العاروري في لبنان.

الأوقاف الفلسطينية: المستوطنون اقتحموا الأقصى 21 مرة في ديسمبر بحماية قوات الاحتلال الرئاسة الفلسطينية تندد بالتصعيد المتواصل لقوات الاحتلال

كما أعلن الحزب عن تنفيذ إحدى عشرة عملية تجاه أهداف عسكرية إسرائيلية على مدار يوم أمس، فيما نعى الحزب 9 من عناصره بينهم مسئول بارز جراء عمليات قصف إسرائيلي جوي ومدفعي.

وقتل العاروري، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، في غارة بطائرة بدون طيار جنوبي بيروت، لكون العاروري شخصية رئيسية في كتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح لحماس، وحليفاً مقرباً من إسماعيل هنية، زعيم الحركة.

ويُشار إلى أن العاروري  كان في لبنان بمثابة حلقة وصل بين جماعته وحزب الله.

الموساد وإشعال وتيرة الاحتقان 

وبطبيعة الحال كان إقدام إسرائيل على ضرب العاروري خارج غزة له وقعه على المنطقة العربية بالكامل، لإتساع نطاق الصراع خارح الحدود الفلسطينية إلى دولة عربية شقيقة.

وفي أول تعليق إسرائيلي أشعل الموساد وتيرة الاحتقان بتصريح صادم، فعلق رئيس الموساد دافيد برنياع عندما سئل عن اغتيال العاروري، إن "كل أم عربية ستعرف أنه لو كان ابنها مشاركا في مجزرة 7 أكتوبر فإنه سيقتل"، في إشارة إلى هجوم حماس المباغت على إسرائيل قبل نحو 3 أشهر.

حزب الله: بيننا وبينكم الميدان

من جهته أكّد الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، أنّ اغتيال الاحتلال الإسرائيلي، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، القائد الشهيد الشيخ صالح العاروري عبارة عن عدوانين، الأول اعتداء على الشيخ صالح ورفاقه، والثاني اعتداء على الضاحية الجنوبية.

وهدد نصر الله عبر خطابٍ متلفز في الذكرى الرابعة لاستشهاد القائدين قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس ورفاقهما، هدّد بالقول إنّ هذه "الجريمة الخطيرة لن تبقى من دون رد وعقاب"، قائلاً: "بيننا وبينكم الميدان والأيام والليالي". 

ولفتت قناة "كان" الإسرائيلية،  إلى أنّ "الجيش" الإسرائيلي في ذروة التوتر في كل من الجنوب والشمال، موضحةً أنّ هذا التوتر يأتي بعد اغتيال العاروري في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت.

قصف متبادل 

ومن هنا تصاعدت حدة القصف المتبادل بين حزب الله في الجنوب اللبناني من جهة والجيش الإسرائيلي من جهة أخرى عبر الحدود المشتركة بين البلدين، إذ أعلن الحزب عن تنفيذ إحدى عشرة عملية تجاه أهداف عسكرية إسرائيلية على مدار يوم أمس، فيما نعى الحزب 9 من عناصره بينهم مسئول بارز جراء عمليات قصف إسرائيلي جوي ومدفعي.

وأعلن الحزب تنفيذ 4 عمليات من القطاع الشرقي للجنوب اللبناني، أبرزها استهداف تجمعات لجنود اسرائيليين في موقع بياض بليدا وموقعي ثكنة زبدين ورويسات العلم بمحيط مزارع شبعا بصواريخ بركان وإصابتها إصابة مباشرة. 

كما نفذ 7 عمليات من القطاع الغربي أبرزها استهداف مواقع ثكنة زرعيت وجل العلام وبركة ريشا بالأسلحة المباشرة واستهداف موقع المالكية بصاروخ بركان وثكنة دوفيف بدفعة صاروخيّة كبيرة.

رد الطيران الإسرائيلي

من جهته شن الطيران الحربي الإسرائيلي مساء الأربعاء، غارة وسط بلدة الناقورة بالقطاع الغربي أحدثت دويًا هائلًا ودمرت منزلًا وألحقت اضرارًا بالمنازل المحيطة، مما أسفر عن سقوط 4 وفيات دفعة واحدة وعدد من الإصابات.

كما شن الجيش الاسرائيلي غارات جوية على بلدات بالقطاع الأوسط بالجنوب اللبناني أبرزها عيترون وعيتا الشعب ومركبا ، مما أسفر عن سقوط 5 ضحايا في ضربات متفرقة.

سرايا القدس وقصف عسقلان

من جهتها قصفت سرايا القدس، الزراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، اليوم الخميس، مستوطنة "عسقلان"، في غلاف غزة الشمالي، برشقة صاروخية مركزة.

فيما أفادت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي، أن قوات الدفاع الجوي الإسرائيلية اعترضت صاروخين في سماء عسقلان بغلاف غزة.

  وفي وقت سابق، أعلنت كتائب سرايا القدس عن خوضها اشتباكات عنيفة مع جنود الاحتلال في غزة، وفق ما ذكرت وسائل إعلام فلسطينية.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: حزب الله المنطقة العربية الاطراف المتنازعة حدة القصف القصف المتبادل أهداف عسكرية إسرائيلية العاروري حماس لبنان حزب الله من جهة

إقرأ أيضاً:

بير نبالا بلدة فلسطينية يحاصرها جدار الفصل الإسرائيلي

بير نبالا هي إحدى بلدات محافظة القدس، يحيط بها جدار الفصل الإسرائيلي من أغلب جهاتها، ويعزلها عن البلدات والمدن المحيطة بها، ويعيش معظم أهلها على الأنشطة الزراعية.

الموقع

تقع بير نبالا شمال غربي مدينة القدس، وتبعد عنها 8.7 كيلومترات. وترتفع عن سطح البحر 726 مترا.

تحدها من الشرق بلدة الرام، ومن الشمال بلدة الجديرة، ومن الغرب بلدة الجيب، ومن الجنوب بيت حنينا.

التسمية

سميت بير نبالا بهذا الاسم نسبة إلى بئر ماء في البلدة القديمة، كانت هي المصدر الوحيد للمياه لسكان البلدة، ثم أصبحت هذه البئر من أهم الأماكن الأثرية في القرية.

وتعني كلمة "نبالا" في اللهجات العربية القديمة الحوض أو الآنية، وتقول رواية أخرى إن التسمية تحوير لاسم "نبلات" وهي قرية كانت في جوار البلدة واختفت معالمها.

بير نبالا تشكل جزءا من نحو 45 تجمعا قرويا في بادية القدس (الجزيرة) السكان

حسب التعداد العام للسكان والمساكن الذي أجراه الجهاز المركزي الفلسطيني للإحصاء عام 2007، فإن عدد سكان بلدة بير نبالا بلغ نحو 6 آلاف نسمة.

وتبين إحصاءات أخرى غير رسمية أن عدد سكان بير نبالا في العقد الثاني من القرن 21 أصبح نحو 15 ألفا، قبل أن ينخفض من جديد بسبب تضييقات الاحتلال وزحف الاستيطان.

التاريخ

في أعقاب النكبة عام 1948، وبعد اتفاقات الهدنة لعام 1949، أصبحت بير نبالا تحت الحكم الأردني، لكنها بعد النكسة عام 1967 سقطت بيد الاحتلال الإسرائيلي.

شهدت البلدة في عام 1994 حادثة اختطاف الجندي الإسرائيلي نحشون فاكسمان، في عملية عسكرية نفذتها كتائب عز الدين القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- ردا على مجزرة الحرم الإبراهيمي في الخليل.

أسرت كتائب القسام الجندي فاكسمان عند موقف للجنود الإسرائيليين داخل أراضي الـ1948، ثم أخذوه إلى منزل أُعِدّ سلفا في قرية بير نبالا، وانتهت العملية بعد اقتحام قوات الاحتلال مقر الوحدة القسامية الآسرة للجندي في محاولة لتحريره.

لكن المحاولة أدّت إلى قتل الجندي الأسير إضافة إلى قائد الوحدة المقتحمة وجندي ثالث كما أصيب نحو 20 جنديا.

اتسمت قرية بير نبالا منذ سبعينيات القرن العشرين وحتى بناء جدار الفصل الإسرائيلي عام 2004 بجذب السكان إليها، إذ يمتاز موقعها الجغرافي بتوسطه بين الشمال والجنوب، وبين مدينتي القدس ورام الله، كما تمتاز بوقوعها من الشرق إلى الغرب قريبا من مدن الرام وحزما وشعفاط عبر الجيب، وقرى غرب القدس إلى يافا عبر طريق رئيسي إلى الساحل، وبسهولة التنقل منها إلى مدن الداخل المحتل، وكانت أسواقها كفيلة بسدّ حاجات سكانها وزوارها.

في مطلع عام 2006 أغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي شارع فلسطين الذي يتوسط قرية بير نبالا، بعد عامين من بدء بناء الجدار العازل الذي أحاط بالقرية من أغلب الاتجاهات وفصلها جغرافيا عن محيطها الممتد حتى مدينة القدس المحتلة.

الاقتصاد

تتمتع قرية بير نبالا بالأراضي الخصبة الملائمة لزراعة الزيتون والخضراوات، ولكثرة المياه اهتم أهالي البلدة بالزراعة.

أما من حيث المنشآت والمؤسسات الاقتصادية والتجارية، فيوجد في التجمع مصانع مواد تنظيف، ومحلات للحرف اليدوية مثل الحدادة والنجارة، فضلا عن المحلات التي توفر الحاجات اليومية للسكان.

ويهدف الاحتلال إلى تدمير الاقتصاد في بلدة بير نبالا ليعزز اقتصاد مستوطنة عطروت الصناعية التي لا يفصلها عن البلدة سوى الجدار، وأصبحت مدينة صناعية كبيرة يعمل الاحتلال جاهدا لتسهيل العمل فيها ووصول التجار إليها، رغم أنها كانت في الماضي تنافس أسواق بلدة بير نبالا.

أهم معالم بير نبالا

يوجد في بلدة بير نبالا مسجدان هما: مسجد الحاج توفيق النبالي ومسجد بير نبالا القديم. كذلك توجد بها بعض الأماكن والمناطق الأثرية، منها: بيوت قديمة وبئر الماء التي سميت باسمها البلدة.

وفي بير نبالا بقايا أثرية من العصور المختلفة مثل الحقبة البيزنطية وبقايا برج من الحقبة الصليبية ومباني البلدة القديمة التي تعود إلى الحقبة العثمانية.

الاستيطان في بير نبالا

في عام 2007 لم يكتف الاحتلال بمحاصرة قرية بير نبالا من الجهة الشرقية التي تربطها بالقدس فقط، بل أكمل بناء الجدار ليحيطها من كل جوانبها ويبقيها على اتصال مع العالم من خلال مدخلين فقط، أحدهما يتصل بقرى شمال غربي القدس المحاصرة أيضا بالجدار، والمدخل الآخر يغلقه الاحتلال أحيانا بالحواجز العسكرية ويربط بين هذه القرى ومدينة رام الله.

وقد انخفض عدد السكان في البلدة بعد بناء الجدار بشكل مباشر من 15 ألف مواطن إلى أقل من 5 آلاف.

مقالات مشابهة

  • الاحتلال الإسرائيلي يركز على جنوب لبنان.. هل يشهد حزب الله اغتيالات جديدة؟
  • دبابات وجنود.. قتلى ومصابين بجيش الاحتلال الإسرائيلي في معارك لبنان
  • في الذكرى الأولى لطوفان الأقصى.. الفصائل الفلسطينية تجدد تأكيدها على استمرار المقاومة حتى تحرير القدس
  • حركة حماس تحث على شد الرحال للأقصى وتكثيف الرباط فيه
  • حماس تحث على شد الرحال للأقصى وتكثيف الرباط فيه
  • الفصائل الفلسطينية تجتمع بغزة في ذكرى طوفان الأقصى
  • تصريح صحفي صادر عن الفصائل الفلسطينية في ذكرى معركة طوفان الأقصى
  • بير نبالا بلدة فلسطينية يحاصرها جدار الفصل الإسرائيلي
  • وزير الدفاع الإسرائيلي: لدينا مفاجآت أخرى تنتظر حزب الله وتم القضاء على المستوى الثاني والثالث من قيادة الحزب
  • الصحة الفلسطينية: 14 شهيدًا جراء قصف الجيش الإسرائيلي على مخيم طولكرم