عربي21:
2025-04-30@11:15:52 GMT

حسن بيتماز رحمه الله.. عندما تكون فلسطين هي الحياة

تاريخ النشر: 4th, January 2024 GMT

"يَعْتَقِدُوْنَ أَنَّنَا إِذَا صَمَتْنَا لَنْ تَكُوْنَ هُنَاكَ مُشْكِلَةٌ، وَلَكِنْ.. إِذَا صَمَتْنَا فَلَنْ يَبْقَىْ التَّارِيْخُ صَامِتَاً، وَحَتَّى لَوْ صَمَتَ التَّارِيْخُ فَإِنّ الحَقِيْقَةَ لَنْ تَبْقَىْ صَامِتَةً.. يَعْتَقِدُوْنَ أَنَّهُمْ إِذَا تَخَلَّصُوْا مِنَّا فَلَنْ تَكُوْنَ هُنَاكَ مُشْكِلَةٌ، وَلَكِنْ.

. إِذَا تَخَلَّصْتُمْ مِنَّا فَهَلْ سَتَتَخَلَّصُوْنَ مِنْ عَذَابِ الضَّمِيْرِ؟! وَإِنْ تَخَلَّصْتُمْ مِنْ عَذَابِ الضَّمِيْرِ فَهَلْ سَتَتَخَلَّصُوْنَ مِنْ عَذَابِ التَّارِيْخِ؟! وَإِنْ نَجَوْتُمْ مِنْ عَذَابِ التَّارِيْخِ، فَكَيْفَ سَتَهْرُبُوْنَ مِنْ عَذَابِ اللهِ؟!"

كانت هذه هي آخر كلمات الرجل الكبير حسن بيتماز، نائب حزب السعادة التركي، وهو يخاطب الأمّة التركية من فوق منبر برلمانها، قبل أن يسقط، رحمه الله تعالى، متأثراً بما يحدث في فلسطين من قتل ودمار وجثث وأشلاء، وسط صمت حكومات العالم أو تواطؤها، ومن بينها الحكومة التركية التي تكتفي أحزابها الحاكمة بتنظيم الاعتصامات وإعلان دعوات المقاطعة لمطاعم كنتاكي ومحلات ستاربكس، فيما بواخر زعمائها وسفن أبنائهم تمخر العباب جيئة وذهاباً إلى "إسرائيل"! كما قال.

لقد بلغ جنون العدوان مداه، ووحشية الجرائم منتهاها، وحجم التآمر ومستوى الصّمت المريب حدّاً لا يطاق، ولم يكن أمام الرجل الذي يرى أمّته العظيمة عاجزة عن قطع العلاقات مع الكيان الغاصب، أو طرد سفير القتلة، أو إيقاف تصدير البضائع إلى جنود الاحتلال، مع رفض مجلس النّواب طلباً من كتلته البرلمانية بزيارة وفد برلماني إلى غزة، إلا أن يقول كلمته، بكلّ ما يمكن أن تحمله هذه الكلمة من صدق ووفاء، وصفع وإباء.

كان ذلك الرجل الذي يعيش لفكرة تحيا به ويحيا بها، رجل لم يسكت قلبه عن النبض حباً بفلسطين وهتافاً لها، حتى رحل وهو يعلن الولاء لفلسطين وأهلها، والبراء ممّن خذلها ولم يخذّل عنهاقالها، مختزناً بها كلّ مآسي أهل غزة وآهات السّنين، وكلّ تفاصيل الفكر والدّعوة، وخلاصات المؤتمرات والمخيمات وفعاليات الصّادقين، لتكون آخر أنفاسه في هذه الحياة، الفكرة التي طالما نبض بها قلبه ونطق بها لسانه، فألقى كلمته، كاملة دون نقصان، واضحة دون أيّ غموض أو لبس، ليموت، رحمه الله، على ما عاش عليه، ويلفظ أنفاسه بما أمدّه بالحياة طوال حياته، فكان ذلك الرجل الذي يعيش لفكرة تحيا به ويحيا بها، رجل لم يسكت قلبه عن النبض حباً بفلسطين وهتافاً لها، حتى رحل وهو يعلن الولاء لفلسطين وأهلها، والبراء ممّن خذلها ولم يخذّل عنها، رافعاً صوته بكلّ ثقة وكبرياء وعنفوان، حتى لكأنّي به في واحدة من تلك التجمّعات المليونية التي كان يقف فيها خطيباً أو مترجماً في ميادين يني كابي أو تقسيم ومئات الألوف تردّد خلفه: Filistin ve Türkiye kardeştir  فكان موته شهادة حيّة عن صدق حياته وما عاش له: Canlarımız Filistin'e feda

لا أذكر أني التقيته يوماً إلا وفلسطين هي الحاضر الأكبر بيننا، فمنذ عام 1996، حين كنّا نلتقي، مع الأستاذ المجاهد نجم الدين أربكان رحمه الله تعالى أو من دونه، في مؤتمر عامّ أو مناسبة خاصّة، كانت البوصلة الهادية لتلك اللقاءات كلّها همّ الأمّة ووحدتها، والعالم الجديد وبناؤه، وكان القاسم المشترك بينها جميعاً الصهيونية العالمية ومكرها، وفلسطين الحبيبة وألم احتلالها.

وإنّي لأشهد أنّ الرجل بقي ثابتاً على الحقّ الذي آمن به، لم يغير ولم يبدّل، فما بين لقائنا الأول في تموز عام 1996 في أحد مقرّات حزب الرفاه بمدينة إسطنبول، ولقائنا الأخير في جلسة برلمانية لكتلة حزب السعادة في إحدى قاعات البرلمان التركي بمدينة أنقرة في شهر تشرين الثاني عام 2023 كان الخطاب نفسه والمضمون ذاته.

في اللقاء الأول دعا الشيخ يوسف القرضاوي رحمه الله تعالى ممثّلين لمنظمات طلابية عربية وإسلامية إلى الانتصار لفلسطين التي تعاني من مؤامرات الأعداء وتآمر الإخوة والأصدقاء، وفي اللقاء الأخير تحدّث رئيس الوزراء التركي السابق داوود أوغلو عن فلسطين التي يقصفها العدو الصهيوني بكلّ أنواع الحقد والبارود والنار، وواجب نصرتها والدفاع عن المستضعفين فيها. وما بين اللقاءين حياة طويلة كنّا نتواصل فيها عبر الهاتف، أو نلتقي في اجتماعات متنوّعة على مائدة فلسطين ومعاناة أهلها، والأمل الحادي بذلك الجيش الذي نراه في الأفق القريب قادماً لتحريرها.

التقينا في بورصة عام 2005 تحت مظلّة اتحاد المنظمات الطلابية ورعاية الأستاذ مصطفى الطحان رحمه الله تعالى، لتأسيس المنتدى الشبابي الدولي (آيفو) بحضور قيادت شبابية يمثّلون خمس حركات إسلامية عالمية هي حركة الإخوان المسلمين، وحزب الرفاه التركي أو حركة المللي غورش Millî Görüş، والجماعة الإسلامية في باكستان، والحزب الإسلامي الماليزي، والجماعة الإسلامية في أندونيسيا.

يومها تحدّث الأستاذ المجاهد نجم الدين أربكان رحمه الله تعالى عن الصهيونية العالمية التي تشكّل أكبر تحدّيات العالم الجديد والنّظام العادل الذي ينبغي أن يسود ليعلي قيمة السلام بدلاً من الحرب، والحوار بدلاً من الصراع، والعدالة بدلاً من المعايير المزدوجة، والتعاون بدلاً من الاستغلال، والمساواة بدل الاستعلاء، وحقوق الإنسان بدل القمع والهيمنة، وكان حسن بيتماز ذلك الشاب الذي يتّقد حركة وحيوية، ونشاطاً لا يهدأ وحماساً لا يفتر، وهو يدعو شباب الأمّة إلى تجسيد هذه الأفكار في حمل الهمّ، والتقدّم لإنقاذ العالم وإحياء المجد التليد.

توالت لقاءاتنا في ظلّ المنتدى الشبابي الدولي IYFO، ومركز البحوث الاقتصادية والاجتماعية ESAM، واحتفالات الفاتح في إستانبول، ثمّ لقاءات الاتحاد العالمي للمنظمات الطلابية الإسلامية (إيفسو) في إستانبول وجاكرتا والخرطوم ولبنان، وصولاً إلى لقاءات أنقرة في منزله كما في مركز حزب السعادة، وموضوع هذه اللقاءات كلّها أهمية التنسيق بين مكوّنات الحركة الإسلامية العالمية من أجل نهضة الأمّة الواحدة، واسترداد فلسطين السليبة، والقدس المحتلة، ومسجدها الأسير.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه فلسطين البرلمانية وفاة تركيا فلسطين تضامن برلماني مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة رحمه الله تعالى الأم ة

إقرأ أيضاً:

من ضمنها ذي القعدة.. أهم 4 أعمال صالحة في الأشهر الحُرم

للأشهر الحُرم خصائص كثيرة ميزها الله عن بقية الأشهر الأخرى، ففيها يُضاعِفُ الله سُبحانه لعباده الأجرَ والثواب، كما يُضاعف الإثمَ والذنبَ، لعظمةِ وحرمة هذهِ الأشهر.

واشتملت الأشهر الحرُم على فرائضَ وعباداتٍ موسمية ليست في غيرها، واجتماع أمهات العبادات في هذه الأشهر، وهي: الحج، والليالي العشر من ذي الحجة، ويوم عرفة، وعيد الأضحى، وأيام التشريق، ويوم عاشوراء، وليلة الإسراء والمعراج -على المشهور-.

ومن أفضل الأعمال في الأشهر الحُرم واللي من ضمنها شهر ذي القعدة:

1- الإكثار من العمل الصالح

2- الاجتهاد في العبادات "الصلاة على وقتها، النوافل، قيام الليل..."

3- الابتعاد عن المعاصي

4- الإكثار من الصدقات

10 كلمات فيها معجزة ترزقك بالحج والعمرة.. رددها بيقين لتكون من ضيوف الرحمن

دعاء شهر ذي القعدة.. ردده تغفر ذنوبك وتوفق للخيرعلي جمعة: المفتي الماجن أخطر من الجاهل الصريح لأنه يدعو إلى فتنة تفسد المجتمع كلههل الدعاء بعد الشرب من ماء زمزم مستجاب؟.. أمين الإفتاء يكشف الحقيقةهل تكرار الذنب يحرم الإنسان من استجابة الدعاء؟.. اعرف رأي الشرع

ويحرم فى الأشهر الحُرم القتال فيها؛ قال تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ اللهِ...}. [البقرة: 217]، تشديدُ حرمةِ الظلم فيها؛ قال تعالى: {...فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُم...}. [التوبة: 36).

لماذا جاءت الأشهر الحرم منفصلة وليست متصلة ؟

ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول صاحبه "لماذا جاءت الأشهر الحرم منفصلة وليست متصلة؟.

وأجاب الشيخ محمد كمال، أمين الفتوى في دار الإفتاء، أن الله تعالى تحدث عن الأشهر الحرم في القرآن الكريم، فقال الله تعالى (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ).

وأشار إلى النبي الكريم يقول في الحديث الشريف (إن الزمان قد استدار بهيئته يوم أن خلق الله السماوات والأرض، السنة اثني عشر شهرا منها أربعة حرم).

وأوضح، أن الأشهر الحرم هي: رجب، ذو القعدة ، ذو الحجة، المحرم، منوها أن الأشهر الحرم عبارة عن 3 أشهر متصلة، وشهر رجب منفصل عنهم.

وأضاف، أن العلماء قالوا عن الأشهر الحرم، إن الله حرم هذه الأشهر، الثلاثة المتواليات، فحرم الله شهرا قبل الحجة وهو شهر ذي القعدة، حتى يذهب من يرغب في تأدية مناسج الحج، وهو آمن على ماله ونفسه ومن يسير معه، وحرم شهر ذي الحجة، لأن هذا هو الشهر الذي تؤدى فيه المناسك حتى يكون الحاج آمنا وهو يؤدي المناسك، ثم قال العلماء، وحرم الله شهر المحرم حتى يعود الحاج إلى بلده آمنا ويصل إلى وطنه في أمن وأمان.

وتابع أمين الفتوى: أما بالنسبة لشهر رجب، فقد جعله الله من الأشهر الحرم، لأن العرب كانوا يذهبون فيه ليعتمروا ببيت الله الحرام، فحرم هذا الشهر من أجل ذهاب الناس إلى العمرة في أمن وأمان وسلم وسلام.

طباعة شارك الأشهر الحرُم الحج الليالي العشر من ذي الحجة يوم عرفة عيد الأضحى أفضل الأعمال في الأشهر الحُرم شهر ذي القعدة

مقالات مشابهة

  • المجد للبندقية التي حرست المواطن ليعود الى بيته الذي كانت قحت تبرر للجنجويد احتلاله
  • هل الرجل أفضل من المرأة؟
  • من ضمنها ذي القعدة.. أهم 4 أعمال صالحة في الأشهر الحُرم
  • عندما تكون أقصي الطموحات هي إيقاف الحرب !!..
  • علي جمعة: التفكر في ذات الله تعالى منهي عنه
  • حكم ترك البسملة في الفاتحة أثناء الصلاة
  • الماضي الذي يأسرنا والبحار التي فرقتنا تجربة مُزنة المسافر السينمائية
  • ابن خلدون تكلم في أن الحرب تفسد أخلاق الناس
  • عندما يحتاج الوطن إلى ماء الحياة!!
  • حكم ترك البسملة في الفاتحة أثناء الصلاة.. الإفتاء تكشف