سواليف:
2024-12-18@13:51:49 GMT

وراء الحدث

تاريخ النشر: 4th, January 2024 GMT

#وراء_الحدث د. #هاشم_غرايبه

ربما حق للمرء أن يتساءل: ألا يشعر سياسيو الغرب بأدنى درجات الخجل وهم يمارسون النفاق المفضوح؟.
لقد قدمت ردود فعلهم على الحادثة الجبانة باغتيال شهيد الأمة (العاروري) دليلا آخر يضاف الى آلاف الأدلة السابقة على مدى الحقد الدفين الذي يكنونه لأمتنا، فلا يمكن للمرء أن ينسى كيف احتشدوا كلهم في مسيرة باريس للتنديد باغتيال صحفي تافه في باريس جزاء قيامه بفعله الحقير بحق أشرف خلق الله.


أليس الاغتيال هو أوضح صورة للإرهاب؟.. فلماذا لم نسمع إدانة واحدة منهم أو من عملائهم العرب؟
ألا يعتبر ذلك برهانا على أن الإرهاب صفة مخصصة فقط لوصم المسلمين بها؟.
وبماذا سيرد أولئك الذين هم من أبناء جلدتنا وتجندوا في الحملة الأمريكية على الإرهاب، وقاتلوا تحت راية تلك الحرب وكأنها حربهم؟.. ألا يعني ذلك أنهم إما عملاء مأجورون على خدماتهم، أو أنهم ينتمون الى المنافقين التاريخيين الذين دائما ما يحالفون الغزاة على الأمة، فإن لم يكونوا منتمين كلهم الى سلالة بني قينقاع بالانتساب بالدم، ويتخفون بأسماء إسلامية، فهم بأغلبهم منتمون لفكرهم الحاقد على منهج الله.
قد لا يعلم أولئك الفرحون بمصاب الأمة بسقوط الشهيد تلو الشهيد، بأن فرحتهم لا معنى لها، فلن تتأثر الحركة الجهادية، فكل قائد يتلوه قائد، وأن هذا هو قدر أمة اتبعت الهدى، واختارت الدفاع عنه.
قالت أم الشهيد أن هذا هو ما كان يسعى له، وذلك ليس ادعاء أو مكابرة، بل حقيقة راسخة في نفس المؤمن المجاهد الذي اختار طوعا القتال في سبيل الله، ليس بضغط من أحد ولا بدافع كسب المال، بل لأنه شرى نفسه لله إيمانا واحتسابا: “إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ۚ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ۖ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ ۚ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ ۚ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ ۚ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ” [التوبة:111]، والفوزعظيم لأن تجارته رابحة في كلتي النتيجتين، النصر أو الاستشهاد، وهو مؤكد مضمون، لأنه وعد من الله.
من سوء حظ أعداء منهج الله أنهم لا يعرفون هذه الحقيقة، فهم لانغماسهم في تكريس حياتهم كلها للمتع وإشباع الرغبات، صارت نفوسهم مستعبدة للطمع بالكسب بلا حدود، فهم يعلمون أن أعمارهم محدودة، وليس لهم أية قناعة بأن لهم نصيب فيما بعد الموت، لذلك هم يخشون الموت ويفرون منه.
هنا يتجلى الفارق في الإقدام، بين من يقاتل لا يخشى الموت، لإنه رابح ان انتصر أو قتل، وبين يحرص على النجاة من الموت لأن فيه خسارة محتومة، وربحه لا يتحقق إلا في بقائه حيّاً، من هنا وصفهم تعالى “وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ” [البقرة:96]، ونلاحظ هنا أن الله تعالى لم يقل (على الحياة) مُعرّفة، بل بالتنكير للدلالة الى أنهم يحرصون على البقاء أحياء مهما كانت: كريمة أم ذليلة، غالبين أم مغلوبين، لأن البديل وهو الموت يعني العدم بالنسبة لمن لا يؤمن باليوم الآخر، أو الانتقال للعذاب المقيم لمن يؤمن بالله لكنه يكذب بالدين.
السؤال طالما أن الأمور واضحة بهذه الدرجة.. فلماذا يُصر المعادون لمنهج الله على ضلالهم، فلا هم تاركي الناس لشأنهم، يتبعه من يشاء ويعرض عنه من يشاء، بل يبذلون جهودا محمومة للصد عنه، وينفقون أموالا طائلة في محاربته!؟.
ذلك من حكمة الله وعدله في تصريف شؤون البشر، فلأنه أتاح لهم حرية الإختيار بين أحد النجدين: الهدى أو الضلالة، وبما أن اتباع الهدى مكلف مجهد للنفس، بعكس الضلالة التي لا تحمل فيها النفس ما يشق عليها، فمن العدل أن يفرق في العاقبة بين متبع الخيارين.
لذلك من اختار العمى على الهدى، يعاقبه عقوبة دنيوية ، فيحرمه من فرصة نوال رحمته بالتوبة قبل الموت، بأن يزين له عمله، فيوغل في ضلالته، ليلقى عاقبتها في الآخرة.
ولذلك نعت الله هؤلاء في سورة الحشر بأنهم لا يفقهون كونهم يخشون قتال المسلمين أكثر من خشيتهم الله وعذابه، وفي الآية التي تليها بأنهم لا يعقلون، كونهم لا يقاتلون المسلمين الا من وراء حصون أو جدر.
وذلك تفسير غباء اختيارهم رغم ذكائهم في نيل المكاسب.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: وراء الحدث

إقرأ أيضاً:

الجامعة البريطانية تحتفل بإبداع طلاب الإعلام

تحتفل كلية الإعلام والاتصال في الجامعة البريطانية في مصر، اليوم الأربعاء، بإبداعات ومواهب طلابها من خلال عرض خاص للأفلام الوثائقية القصيرة التي تم إنتاجها ضمن مقرراتهم الدراسية، وذلك بحرم الجامعة بمدينة الشروق. 

ويعكس هذا الحدث التزام الجامعة البريطانية بتوفير بيئة تعليمية متكاملة تجمع بين النظرية والتطبيق، لإعداد جيل متميز من صُنّاع الأفلام قادر على تقديم محتوى إعلامي هادف ومؤثر.

و يحظى الحدث بأهمية خاصة مع مشاركة الخبير العالمي باتريك هازارد، مدير مهرجان لندن الدولي للأفلام الوثائقية، الذي سيقدم رؤاه القيمة حول أفلام الطلاب، بالإضافة إلى مشاركة الكاتبة الصحفية علا الشافعي، رئيس تحرير جريدة “اليوم السابع”، والمخرج د. علي شوقي، الأستاذ بمعهد السينما وصاحب التجارب الرائدة في السينما التسجيلية.

الجامعة البريطانية تسعى لربط التعليم الأكاديمي بمتطلبات سوق العمل

وقال الدكتور محمد لطفي،  رئيس الجامعة البريطانية في مصر، إن ما نشهده اليوم هو ثمرة جهود مستمرة تهدف إلى ربط التعليم الأكاديمي بمتطلبات سوق العمل وإعداد جيل من الشباب المبدعين القادرين على مواجهة التحديات الحديثة، نفخر بمستوى إبداع طلابنا في كلية الإعلام، ونسعى دائماً لتقديم كل الدعم الممكن لتنمية قدراتهم وفتح آفاق جديدة أمامهم. إن مشاركة خبراء دوليين ومحليين في هذا الحدث هو تأكيد على جودة التعليم الذي تقدمه الجامعة، وعلى رؤيتها الرامية إلى الريادة في التعليم العالي.

وأكد الدكتور محمد شومان، عميد كلية الإعلام بالجامعة، أن الطلاب قد نجحوا في إنتاج أفلام وثائقية واعدة تعكس تنوع المجتمع المصري من خلال منظور بنّاء، مستفيدين من الدعم الأكاديمي والإمكانيات المتطورة التي توفرها الكلية.

وأشار  الدكتور عادل صالح، وكيل كلية الإعلام في الجامعة البريطانية، إلى أن جودة هذه الأفلام تعكس المهارات الفنية والقدرات الإبداعية التي يمتلكها الطلاب، إضافة إلى فهمهم العميق لمبادئ السرد الأخلاقي وعمليات الإنتاج الممنهجة، وهو ما يعكس رؤية الجامعة البريطانية في الجمع بين التعليم النظري والتطبيقي لإعداد الطلاب لدخول سوق العمل بتميز.

يذكر أن  هذه الأفلام  تم انتاجها تحت إشراف المخرجة حنان يوسف، عضو هيئة التدريس بالكلية وصانعة الأفلام الوثائقية الحائزة على العديد من الجوائز الدولية ، من أبرزها جائزة "أفضل فيلم وثائقي قصير" من هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) عام 2018، كونها سفيرة للصحافة البناءة لدى أكاديمية دويتشة فيله (DW) وزميلة في هذا المجال، حرصت على توجيه الطلاب لإنتاج قصص بناءة تسلط الضوء على نماذج بسيطة ولكن مؤثرة وفعالة من المجتمع المصري بمختلف أطيافه، مساهمة بذلك في تعزيز قيم الإعلام البناء لدى الطلاب.

ويأتي هذا الحدث في إطار حرص الكلية على دعوة رموز الإعلام وصناعة الأفلام لمشاركة خبراتهم مع الطلاب، بما يسهم في إلهامهم وصقل مهاراتهم باعتبارهم الجيل الجديد من صُنّاع الأفلام في مصر.

مقالات مشابهة

  • الجامعة البريطانية تحتفل بإبداع طلاب الإعلام
  • برج الأسد.. حظك اليوم الأربعاء 18 أكتوبر 2024: تقع في الحب
  • كلامك سمع وطاعة
  • حكم الشماتة فى الموت ..الإفتاء : ليست خلقًا إنسانيًا ولا دينيًا
  • هل سورة ق تعالج القرين والجن وتضعفه؟.. انتبه لـ10 حقائق وأسرار
  • موقع ريليف ويب : اليمنيون قادرون على استهداف منشأت عسكرية اسرائيلية ذات قيمة عالية
  • برج الأسد.. حظك اليوم الإثنين 16 أكتوبر 2024 : مراجعة خططك
  • مصر للطيران الراعي الرسمي لسباق نصف ماراثون الأهرامات.. صور
  • الدفاع المدني بغزة يدين بشدة استمرار العدو الصهيوني في استباحة دماء المواطنين العزل
  • الدفاع المدني بغزة يدين بشدة استمرار جيش العدو في استباحة دماء المواطنين العزل