سواليف:
2025-02-22@21:37:05 GMT

وراء الحدث

تاريخ النشر: 4th, January 2024 GMT

#وراء_الحدث د. #هاشم_غرايبه

ربما حق للمرء أن يتساءل: ألا يشعر سياسيو الغرب بأدنى درجات الخجل وهم يمارسون النفاق المفضوح؟.
لقد قدمت ردود فعلهم على الحادثة الجبانة باغتيال شهيد الأمة (العاروري) دليلا آخر يضاف الى آلاف الأدلة السابقة على مدى الحقد الدفين الذي يكنونه لأمتنا، فلا يمكن للمرء أن ينسى كيف احتشدوا كلهم في مسيرة باريس للتنديد باغتيال صحفي تافه في باريس جزاء قيامه بفعله الحقير بحق أشرف خلق الله.


أليس الاغتيال هو أوضح صورة للإرهاب؟.. فلماذا لم نسمع إدانة واحدة منهم أو من عملائهم العرب؟
ألا يعتبر ذلك برهانا على أن الإرهاب صفة مخصصة فقط لوصم المسلمين بها؟.
وبماذا سيرد أولئك الذين هم من أبناء جلدتنا وتجندوا في الحملة الأمريكية على الإرهاب، وقاتلوا تحت راية تلك الحرب وكأنها حربهم؟.. ألا يعني ذلك أنهم إما عملاء مأجورون على خدماتهم، أو أنهم ينتمون الى المنافقين التاريخيين الذين دائما ما يحالفون الغزاة على الأمة، فإن لم يكونوا منتمين كلهم الى سلالة بني قينقاع بالانتساب بالدم، ويتخفون بأسماء إسلامية، فهم بأغلبهم منتمون لفكرهم الحاقد على منهج الله.
قد لا يعلم أولئك الفرحون بمصاب الأمة بسقوط الشهيد تلو الشهيد، بأن فرحتهم لا معنى لها، فلن تتأثر الحركة الجهادية، فكل قائد يتلوه قائد، وأن هذا هو قدر أمة اتبعت الهدى، واختارت الدفاع عنه.
قالت أم الشهيد أن هذا هو ما كان يسعى له، وذلك ليس ادعاء أو مكابرة، بل حقيقة راسخة في نفس المؤمن المجاهد الذي اختار طوعا القتال في سبيل الله، ليس بضغط من أحد ولا بدافع كسب المال، بل لأنه شرى نفسه لله إيمانا واحتسابا: “إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ۚ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ۖ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ ۚ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ ۚ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ ۚ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ” [التوبة:111]، والفوزعظيم لأن تجارته رابحة في كلتي النتيجتين، النصر أو الاستشهاد، وهو مؤكد مضمون، لأنه وعد من الله.
من سوء حظ أعداء منهج الله أنهم لا يعرفون هذه الحقيقة، فهم لانغماسهم في تكريس حياتهم كلها للمتع وإشباع الرغبات، صارت نفوسهم مستعبدة للطمع بالكسب بلا حدود، فهم يعلمون أن أعمارهم محدودة، وليس لهم أية قناعة بأن لهم نصيب فيما بعد الموت، لذلك هم يخشون الموت ويفرون منه.
هنا يتجلى الفارق في الإقدام، بين من يقاتل لا يخشى الموت، لإنه رابح ان انتصر أو قتل، وبين يحرص على النجاة من الموت لأن فيه خسارة محتومة، وربحه لا يتحقق إلا في بقائه حيّاً، من هنا وصفهم تعالى “وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ” [البقرة:96]، ونلاحظ هنا أن الله تعالى لم يقل (على الحياة) مُعرّفة، بل بالتنكير للدلالة الى أنهم يحرصون على البقاء أحياء مهما كانت: كريمة أم ذليلة، غالبين أم مغلوبين، لأن البديل وهو الموت يعني العدم بالنسبة لمن لا يؤمن باليوم الآخر، أو الانتقال للعذاب المقيم لمن يؤمن بالله لكنه يكذب بالدين.
السؤال طالما أن الأمور واضحة بهذه الدرجة.. فلماذا يُصر المعادون لمنهج الله على ضلالهم، فلا هم تاركي الناس لشأنهم، يتبعه من يشاء ويعرض عنه من يشاء، بل يبذلون جهودا محمومة للصد عنه، وينفقون أموالا طائلة في محاربته!؟.
ذلك من حكمة الله وعدله في تصريف شؤون البشر، فلأنه أتاح لهم حرية الإختيار بين أحد النجدين: الهدى أو الضلالة، وبما أن اتباع الهدى مكلف مجهد للنفس، بعكس الضلالة التي لا تحمل فيها النفس ما يشق عليها، فمن العدل أن يفرق في العاقبة بين متبع الخيارين.
لذلك من اختار العمى على الهدى، يعاقبه عقوبة دنيوية ، فيحرمه من فرصة نوال رحمته بالتوبة قبل الموت، بأن يزين له عمله، فيوغل في ضلالته، ليلقى عاقبتها في الآخرة.
ولذلك نعت الله هؤلاء في سورة الحشر بأنهم لا يفقهون كونهم يخشون قتال المسلمين أكثر من خشيتهم الله وعذابه، وفي الآية التي تليها بأنهم لا يعقلون، كونهم لا يقاتلون المسلمين الا من وراء حصون أو جدر.
وذلك تفسير غباء اختيارهم رغم ذكائهم في نيل المكاسب.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: وراء الحدث

إقرأ أيضاً:

رجل آلي يشبه الإنسان وقد ينزف حتى الموت (فيديو)

رجل آلي يشبه الإنسان وقد ينزف حتى الموت (فيديو)

مقالات مشابهة

  • احذر القاتل الصامت.. 5 علامات تشير إلى إصابتك بارتفاع ضغط الدم
  • جيش الاحتلال الإسرائيلي: المشاهد الأولية للمحتجزين الـ3 تظهر أنهم بوضع صحي جيد
  • الهدى يتغلب على الترجي في “ممتاز كبار اليد” والمنافسات تستمر غدًا بخمس مواجهات
  • طبيب: البابا فرنسيس لم يتعافَ بعد لكنه لا يواجه خطر الموت
  • الهدى يجتاز الترجي في «ممتاز كبار اليد» والمنافسات تتواصل غداً بـ (5) مباريات
  • رجل آلي يشبه الإنسان وقد ينزف حتى الموت (فيديو)
  • ماذا وراء تمركز إسرائيل في 5 مواقع بالجنوب اللبناني؟
  • تخريمات و تبريمات على هامش إجتماع نيروبي “التأسيسي”
  • الأمم المتحدة: ندعم وقف الأعمال العدائية وإقامة دولة مستقرة في لبنان وسوريا
  • برج الأسد| حظك اليوم الجمعة 21 فبراير 2025.. ضغوطات في العمل