عربي21:
2025-01-24@01:45:13 GMT

استشهاد العاروري وإخوانه.. دلالاته ومآلاته

تاريخ النشر: 4th, January 2024 GMT

قام الكيان الصهيوني مساء الثلاثاء الثاني من يناير بعملية اغتيال لبعض قيادات في حركة المقاومة الإسلامية في مقر إقامتها بلبنان، على رأسهم: الشيخ صالح العاروري نائب رئيس الحركة، وذلك عن طريق استهداف مبنى مكتب العاروري في الضاحية في بيروت، ولا شك أن لحادث بهذا الحجم، له دلالات ومآلات، يمكن الوقوف على بعضها.



أولا ـ هذه الجريمة قام بها الكيان الصهيوني، كموقف نصر شكلي يحفظ بها ماء وجهه، ويشكل دفعة معنوية للشارع الإسرائيلي، الذي بدأ منذ فترة في التظاهر، نتيجة تباطؤ نتنياهو في السعي لإبرام صفقة تقضي بعودة الأسرى إلى أهاليهم، ولأن كل أهدافه التي أعلنها لحربه على غزة، لم تحقق، سوى خسران الكيان التعاطف الشعبي العالمي، وبدا ذلك واضحا في المسيرات والمظاهرات العالمية التي تنظم أسبوعيا ضد عدوانهم على غزة.

ثانيا ـ جاءت هذه العملية بقدر الله لتكون ردا على الصهاينة العرب، الذين ملأوا الإعلام العربي، ومواقع التواصل الاجتماعي، بالتشكيك في المقاومة أفرادا وقادة، زاعمين أن الضحايا يسقطون فقط من الشعب الغزاوي الأعزل، وهو ما كذبه الواقع، فإن هناك حالات لا حصر لها لأهالي القيادات في غزة، بل إن العدوان كثيرا ما كان يستهدف الحاضنة الشعبية للمقاومة سواء عند الاعتقال، أو عند التدمير للبيوت، فرأينا أبناء وأحفاد وأصهار لجل قيادات المقاومة ينالون شرف الشهادة.

من استقرأ أسماء الشهداء في قادة المقاومة بكل فصائلها، سيجد عددا كبيرا بين من استشهد في فلسطين، أو خارجها، ومع ذلك لم تكسر المقاومة، ومن يقرأ تاريخ المقاومة بعد استشهاد قادة كبار يجدها تتعافى سريعا، وتواصل المسيرة.ثالثا ـ منذ بدء عملية طوفان الأقصى، والجرائم الصهيونية تطال قادة المقاومة داخليا وخارجيا، فرأينا استشهاد أحمد الغندور وآخرين من القيادات داخل غزة، وأسماء يعلن عنها كل فترة، ومؤخرا استشهاد العاروري وإخوانه، وهو ما يعد كل مقاوم نفسه له، فلا يوجد شخص يسلك هذا الطريق وإلا وهدفه أمران: إما النصر، أو الشهادة.

رابعا ـ في ظل هذه العمليات، يطرح السؤال الطبيعي: هل ستكسر المقاومة بذلك؟ والإجابة: لا، وهناك حوار للعاروري قبل استشهاده، يعلن أن المقاومة لا تقف عند حياة أو وفاة قائد أو فرد، وهو كلام رسخته الأيام، وأكدته، فمن استقرأ أسماء الشهداء في قادة المقاومة بكل فصائلها، سيجد عددا كبيرا بين من استشهد في فلسطين، أو خارجها، ومع ذلك لم تكسر المقاومة، ومن يقرأ تاريخ المقاومة بعد استشهاد قادة كبار يجدها تتعافى سريعا، وتواصل المسيرة.

ومن البديهيات لدى المسلم، صحيح الإيمان والإسلام، أن الارتباط في ديننا يكون بالمبادئ، مع تقدير الأشخاص، وتقدير أدوارهم وتضحياتهم، ولو كانت رسالة المسلم تقف عند وفاة الأشخاص لوقفت عند وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، وهو ما عبر عنه القرآن الكريم بكل وضوح: (‌وَمَا ‌مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٞ قَدۡ خَلَتۡ مِن قَبۡلِهِ ٱلرُّسُلُۚ أَفَإِيْن مَّاتَ أَوۡ قُتِلَ ٱنقَلَبۡتُمۡ عَلَىٰٓ أَعۡقَٰبِكُمۡۚ وَمَن يَنقَلِبۡ عَلَىٰ عَقِبَيۡهِ فَلَن يَضُرَّ ٱللَّهَ شَيۡـٔٗاۚ وَسَيَجۡزِي ٱللَّهُ ٱلشَّٰكِرِينَ) آل عمران: 144، ولو كان انتشار ووجود الإسلام مرهونا ببقاء النبي صلى الله عليه وسلم، لأبقاه الله تعالى، ولكن الارتباط الأهم بالقيم والمبادئ، أما الأجساد فمصيرها الفناء والموت.

خامسا ـ بدأ يطرح بعد استشهاد العاروري وإخوانه، سؤال: هل بهذا الإجرام الصهيوني يتوسع مجال الحرب؟

والحقيقة السؤال رغم مشروعيته، إلا أنه يأتي في ظل نسيان طبيعة المعركة، وهي متوسعة منذ بدايتها، فمنذ السابع من أكتوبر، والناظر للقوى التي تقف مع الكيان الصهيوني سيجدها تبدأ بأمريكا، ودول غربية كبرى، فضلا عن دول عربية، توقحت بعضها وأعلنت ذلك، وخبث البعض الآخر ولم يعلن.

ولم يقف الدعم عند الكلام المعلن، أو المواقف السلبية تجاه العدوان، بل أعلن عن إجراءات ودعم عسكري وسياسي، بدأ بالمال والسلاح، مرورا بالفيتو، وانتهاء بمحاولة خنق الشعوب في التعبير عن تضامنها مع غزة ضد العدوان، بل وصل التوسع في إجراءات الوقوف بجانب الكيان، إلى التهديد بسحب جنسية من يثبت أنه دعم المقاومة، أو منع الجنسية في دول أوروبية، بدعوى مقاطعة إسرائيل.

ألم تشعرنا كل هذه الإجراءات والتواطؤ بأن الحرب توسعت منذ أول يوم لها، فالسؤال يصدر عن عدم تبصر بالواقع الذي تعيشه المقاومة الفلسطينية داخل فلسطين وخارجها، فالعدوان من أول لحظة توسع، لأن القائم به احتلال من أبرز خصائصه أنه: احتلال توسعي، فلا يقف عند حدود، ولا يؤمن بها، سواء على أرض الواقع، أو من حيث التأثير والإخضاع.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه اغتيال العاروري فلسطين احتلال احتلال فلسطين حماس اغتيال العاروري مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

شعب يستحق الانتصار..

 

خاض حرباً غير متماثلة، حرباً غير متكافئة.. حرباً بين جيش نظامي يعد الأول في المنطقة، والأكثر عدة وعتادا، تسانده أعظم دول العالم، في مواجهة فصائل فدائبة مقاومة، فصائل مسلحة بقدرات محدودة، قاتلت في ( ظروف تبدو مستحيلة في الحسابات العسكرية) حسب كلمة المجاهد ( أبو عبيدة)، التي ألقاها مؤخرا بعد غياب طويل والتي رسم من خلالها صورة صادقة لمعركة الطوفان من حيث الأسباب والدوافع، متطرقا لكل ما حدث طيلة ( 471 يوما) من عمر المعركة التي قدم خلالها الشعب العربي في فلسطين أروع الأمثلة في معركة تاريخية جسدت ( قدرة أصحاب الأرض على صناعة التاريخ) في معركة ( بدأت من تخوم غزة لكنها غيرت وجه المنطقة)، معركة لم تهزم فيها المقاومة بكل فصائلها، ولم تنتصر فيها (إسرائيل) رغم كل قدراتها العسكرية ورغم بشاعة جرائمها ورغم حرب الإبادة والحصار والتجويع وتدمير واستهداف كل مظاهر الحياة في القطاع، وفي ظل تواطؤ عربي وإسلامي وشراكة وإسناد دولي مع العدو وجيش صهيوني استيطاني لا يحترم تقاليد الحروب ولا أخلاقيات القتال، فيما المقاومة كان سلاحها إيمانها وانتمائها للأرض، فيما عدوها استعان بكل جيوش العالم.

في عام 2023م قال رئيس حكومة الاحتلال وأكد على أن حركة (حماس) لن تكون في غزة ولن تبقى، يومها طلع سيد الشهداء على طريق القدس الشهيد السيد حسن نصر الله أمين عام حزب الله السابق _قدس الله سره وأسكنه الفردوس _ ليؤكد لكل الدنيا في خطاب متلفز ويرد على (نتنياهو) بقوله (إن المقاومة سوف تنتصر ويجب أن تنتصر وحماس بالتحديد يجب أن تنتصر).

في عام 2025م طلع (نتنياهو) متحدثا عن صفقة التبادل بقوله (ننتظر رد حماس)؟!

لروحك السكينة والخلود يا شهيد المقاومة والأحرار وانبل شهداء معركة الطوفان، رحمك الله يا سيد نصر الله، أوفيت بعهدك ووعدك وأنت إلى جوار ربك.

بعد ( 15 شهر) من ملحمة الطوفان، ملحمة الحرية والكرامة وفي جردة حساب عابرة كان العدو بكل قدراته الأسطورية والخيالية مقارنة بقدرات المقاومة هو المهزوم والخاسر الاستراتيجي ماديا ومعنويا وحضاريا وأخلاقيا وعسكريا وأمنيا وإعلاميا، كما خسر العدو الأكثر من كل هذه الخسائر وهي صورته ومكانته الإقليمية والدولية، رغم استماتة أمريكا وبريطانيا والمنظومة الغربية في مساندته، بل ومشاركته مشاركة كاملة في حرب الإبادة التي شنها على الشعب العربي في قطاع ورغم جرائمه وعدوانه الذي امتد إلى لبنان وسوريا واليمن.. إلا أن كل هذه الجرائم لم تحقق للعدو أهدافه لا في تصفية المقاومة في فلسطين وتفكيك قدراتها ونزع سلاحها، ولا تصفية وجودها في القطاع رغم فداحة التضحيات التي قدمها الشعب العربي في فلسطين وقدمتها المقاومة من خلال باستشهاد قادتها الأبطال الذين أعطوا المعركة زخما ورسموا أروع النماذج النضالية، فكانت ( عظمة المعركة كامنة في تقدمهم على طريق الشهادة)، فيما خسر العدو صورته النمطية المعهود دوليا.. كما سقطت أسطورته العسكرية والأمنية.. يعيش وكبار قادته في حصار رسمي من قبل أكثر من 146 دولة.. صورته أمام الرأي العام الدولي وشعوب العالم تغيرت ولم تعد فكرة التعاطف معه ومع أكاذيبه التي سوقها منذ احتلاله لفلسطين وقدم نفسه للعالم على انه الضحية والمجني عليه، وهذه الصورة تبخرت من ذاكرة شعوب العالم ورسمت بديلا لها وهي صورة المحتل القبيح الذي لا يجب أن يبقى في القرن الواحد والعشرين، وهذه القناعات الشعبية ترسخت لدى أكثر دول العالم دعما ورعاية للكيان الصهيوني وشاهدنا هذه المواقف الشعبية والنخبوية في أمريكا وبريطانيا وألمانيا..!

ما حدث خلال مرحلة التبادل الأولى للأسرى بين المقاومة والعدو، كان مشهدا فارقا واستثنائياً وغير معهود أو مسبوق، مشهد حمل رسائل كثيرة سياسية وأمنية وعسكرية، مشهد آثار ليس ذعر العدو وأجهزته وإعلامه، بل أصابهم بالجنون كما أصاب شركائه في جرائمه وبلا شك أربك حسابات الخونة والمتواطئين العرب والمسلمين، كل هؤلاء لم يكونوا يتوقعون المشهد الذي تابعه العالم من قلب مدينة غزة في لحظات تسليم الأسيرات الصهيونيات الثلاث للصليب الأحمر الدولي من قبل كتائب القسام.. في مشهد لا شك أنه هز العالم الذي ازدادا يقينا بأحقية هذا الشعب العظيم بالنصر والحرية والدولة ذات السيادة على أرضه التاريخية.

مقالات مشابهة

  • تحديات اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ومآلاته
  • الجنائية الدولية تستعد لمذكرات توقيف بحق قادة من طالبان
  • شعب يستحق الانتصار..
  • السيد الخامنئي: لولا الاسناد الأمريكي لانهار الكيان الصهيوني في الأسابيع الأولى
  • غزة.. أسرار الصمود والثبات
  • المشهد السياسي في العاصمة البديلة بورتسودان وخفايا الصراع ومآلاته
  • هاليفي: قتلنا 20 ألف عنصر من حماس و4000 من حزب الله
  • عن عدد مقاتلي حزب الله و حماس الذين استهدفتهم إسرائيل.. مسؤول عسكري يكشف الأرقام
  • استشهاد الشهيد القائد السيد حسين: إرثٌ من التضحية والعزة
  • أبو حمزة:التحية لأهلنا في اليمن والقائد الشجاع السيد عبد الملك الحوثي الذين قصفت صواريخهم عمق الكيان