عربي21:
2024-11-23@02:05:58 GMT

استشهاد العاروري وإخوانه.. دلالاته ومآلاته

تاريخ النشر: 4th, January 2024 GMT

قام الكيان الصهيوني مساء الثلاثاء الثاني من يناير بعملية اغتيال لبعض قيادات في حركة المقاومة الإسلامية في مقر إقامتها بلبنان، على رأسهم: الشيخ صالح العاروري نائب رئيس الحركة، وذلك عن طريق استهداف مبنى مكتب العاروري في الضاحية في بيروت، ولا شك أن لحادث بهذا الحجم، له دلالات ومآلات، يمكن الوقوف على بعضها.



أولا ـ هذه الجريمة قام بها الكيان الصهيوني، كموقف نصر شكلي يحفظ بها ماء وجهه، ويشكل دفعة معنوية للشارع الإسرائيلي، الذي بدأ منذ فترة في التظاهر، نتيجة تباطؤ نتنياهو في السعي لإبرام صفقة تقضي بعودة الأسرى إلى أهاليهم، ولأن كل أهدافه التي أعلنها لحربه على غزة، لم تحقق، سوى خسران الكيان التعاطف الشعبي العالمي، وبدا ذلك واضحا في المسيرات والمظاهرات العالمية التي تنظم أسبوعيا ضد عدوانهم على غزة.

ثانيا ـ جاءت هذه العملية بقدر الله لتكون ردا على الصهاينة العرب، الذين ملأوا الإعلام العربي، ومواقع التواصل الاجتماعي، بالتشكيك في المقاومة أفرادا وقادة، زاعمين أن الضحايا يسقطون فقط من الشعب الغزاوي الأعزل، وهو ما كذبه الواقع، فإن هناك حالات لا حصر لها لأهالي القيادات في غزة، بل إن العدوان كثيرا ما كان يستهدف الحاضنة الشعبية للمقاومة سواء عند الاعتقال، أو عند التدمير للبيوت، فرأينا أبناء وأحفاد وأصهار لجل قيادات المقاومة ينالون شرف الشهادة.

من استقرأ أسماء الشهداء في قادة المقاومة بكل فصائلها، سيجد عددا كبيرا بين من استشهد في فلسطين، أو خارجها، ومع ذلك لم تكسر المقاومة، ومن يقرأ تاريخ المقاومة بعد استشهاد قادة كبار يجدها تتعافى سريعا، وتواصل المسيرة.ثالثا ـ منذ بدء عملية طوفان الأقصى، والجرائم الصهيونية تطال قادة المقاومة داخليا وخارجيا، فرأينا استشهاد أحمد الغندور وآخرين من القيادات داخل غزة، وأسماء يعلن عنها كل فترة، ومؤخرا استشهاد العاروري وإخوانه، وهو ما يعد كل مقاوم نفسه له، فلا يوجد شخص يسلك هذا الطريق وإلا وهدفه أمران: إما النصر، أو الشهادة.

رابعا ـ في ظل هذه العمليات، يطرح السؤال الطبيعي: هل ستكسر المقاومة بذلك؟ والإجابة: لا، وهناك حوار للعاروري قبل استشهاده، يعلن أن المقاومة لا تقف عند حياة أو وفاة قائد أو فرد، وهو كلام رسخته الأيام، وأكدته، فمن استقرأ أسماء الشهداء في قادة المقاومة بكل فصائلها، سيجد عددا كبيرا بين من استشهد في فلسطين، أو خارجها، ومع ذلك لم تكسر المقاومة، ومن يقرأ تاريخ المقاومة بعد استشهاد قادة كبار يجدها تتعافى سريعا، وتواصل المسيرة.

ومن البديهيات لدى المسلم، صحيح الإيمان والإسلام، أن الارتباط في ديننا يكون بالمبادئ، مع تقدير الأشخاص، وتقدير أدوارهم وتضحياتهم، ولو كانت رسالة المسلم تقف عند وفاة الأشخاص لوقفت عند وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، وهو ما عبر عنه القرآن الكريم بكل وضوح: (‌وَمَا ‌مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٞ قَدۡ خَلَتۡ مِن قَبۡلِهِ ٱلرُّسُلُۚ أَفَإِيْن مَّاتَ أَوۡ قُتِلَ ٱنقَلَبۡتُمۡ عَلَىٰٓ أَعۡقَٰبِكُمۡۚ وَمَن يَنقَلِبۡ عَلَىٰ عَقِبَيۡهِ فَلَن يَضُرَّ ٱللَّهَ شَيۡـٔٗاۚ وَسَيَجۡزِي ٱللَّهُ ٱلشَّٰكِرِينَ) آل عمران: 144، ولو كان انتشار ووجود الإسلام مرهونا ببقاء النبي صلى الله عليه وسلم، لأبقاه الله تعالى، ولكن الارتباط الأهم بالقيم والمبادئ، أما الأجساد فمصيرها الفناء والموت.

خامسا ـ بدأ يطرح بعد استشهاد العاروري وإخوانه، سؤال: هل بهذا الإجرام الصهيوني يتوسع مجال الحرب؟

والحقيقة السؤال رغم مشروعيته، إلا أنه يأتي في ظل نسيان طبيعة المعركة، وهي متوسعة منذ بدايتها، فمنذ السابع من أكتوبر، والناظر للقوى التي تقف مع الكيان الصهيوني سيجدها تبدأ بأمريكا، ودول غربية كبرى، فضلا عن دول عربية، توقحت بعضها وأعلنت ذلك، وخبث البعض الآخر ولم يعلن.

ولم يقف الدعم عند الكلام المعلن، أو المواقف السلبية تجاه العدوان، بل أعلن عن إجراءات ودعم عسكري وسياسي، بدأ بالمال والسلاح، مرورا بالفيتو، وانتهاء بمحاولة خنق الشعوب في التعبير عن تضامنها مع غزة ضد العدوان، بل وصل التوسع في إجراءات الوقوف بجانب الكيان، إلى التهديد بسحب جنسية من يثبت أنه دعم المقاومة، أو منع الجنسية في دول أوروبية، بدعوى مقاطعة إسرائيل.

ألم تشعرنا كل هذه الإجراءات والتواطؤ بأن الحرب توسعت منذ أول يوم لها، فالسؤال يصدر عن عدم تبصر بالواقع الذي تعيشه المقاومة الفلسطينية داخل فلسطين وخارجها، فالعدوان من أول لحظة توسع، لأن القائم به احتلال من أبرز خصائصه أنه: احتلال توسعي، فلا يقف عند حدود، ولا يؤمن بها، سواء على أرض الواقع، أو من حيث التأثير والإخضاع.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه اغتيال العاروري فلسطين احتلال احتلال فلسطين حماس اغتيال العاروري مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

جيش الاحتلال يزعم اغتيال اثنين من قادة حزب الله

زعم جيش الاحتلال الإسرائيلي مقتل اثنين من قادة وحدة الصواريخ والعمليات التابعة لحزب الله بالقطاع الساحلي، لمسؤولياتهما عن الهجمات الصاروخية على شمال إسرائيل الأحد الماضي.

وقال جيش الاحتلال إن القيادين "كانوا مسؤولين عن الهجمات ضد المدنيين الإسرائيليين، بما في ذلك الهجمات الصاروخية على المجتمعات المدنية في منطقة الجليل الغربي والسهل الساحلي في إسرائيل".

وأوضح الجيش أن القضاء على هؤلاء القادة يزيد من تدهور قدرة حزب الله على تنفيذ هجمات من جنوب لبنان ضد المدنيين الإسرائيليين.

وفي وقت سابق؛ قتل جيش الإحتلال الاسرائيلي قائد كتيبة حزب الله في منطقة بنت جبيل، حسين محمد عواضة وتصفية عشرات المسلحين خلال معارك في جنوب لبنان.

كما وجه ‏جيش الإحتلال الإسرائيلي طلبا عاجلا إلي سكان بعض المناطق في البقاع شرقي لبنان بسرعة الإخلاء.

من جانبه أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر، أن الولايات المتحدة لا تريد تدمير المباني المدنية في لبنان وأنها على اتصال بحكومة الاحتلال بشأن غارة جوية دمرت المقر البلدي في مدينة النبطية بجنوب لبنان.

وحسب صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”، قال ميلر في إفادة صحفية إنه لا يستطيع أن يتحدث عن نوايا إسرائيل في توجيه ضربة محددة، لكنه زعم أن حزب الله يعمل في بعض الأحيان من تحت منازل المدنيين.

وتابع قوله “ندعم توغلاً إسرائيلياً محدوداً لضرب حزب الله وإضعاف قدراته ونريد رؤية تطبيق القرار الدولي 1701”، لكن عارض إقامة منطقة عازلة جنوب لبنان تحتلها قوات الاحتلال الإسرائيلية.

وأشار “لا نريد أن نرى حزب الله منخرطاً في الحكم داخل لبنان وهذا ليس شيئاً جديداً”، مؤكدًا أن واشنطن تدعم دفع حزب الله إلى شمال نهر الليطاني

مقالات مشابهة

  • حزب الله يستهدف تجمعا لجنود الكيان أطراف كفركلا بالمدفعية
  • حزب الله يواصل دك عمق الكيان الصهيوني الغاصب
  • حزب الله يستهدف تجمعا لجنود الكيان في مدينة الخيام بالصواريخ
  • الصحة اللبنانية: استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على أراضينا
  • حزب الله يقصف تجمعا لجنود الكيان في قاعدة عين زيتيم
  • التميمي: الكيان الصهيوني يخطط لجر العراق إلى حرب شاملة
  • كاتس يضع شرطا يتمسك به الكيان لإبرام اتفاق مع "حزب الله"
  • حزب الله يستهدف جنود الكيان بـ 23 عملية في يوم
  • جيش الاحتلال يزعم اغتيال اثنين من قادة حزب الله
  • المحكمة العليا في الكيان الاسرائيلي توبخ الجيش وتغلق ملف التحقيق بعد الكشف عن قضية مروعة في غزة