استشهاد العاروري وإخوانه.. دلالاته ومآلاته
تاريخ النشر: 4th, January 2024 GMT
قام الكيان الصهيوني مساء الثلاثاء الثاني من يناير بعملية اغتيال لبعض قيادات في حركة المقاومة الإسلامية في مقر إقامتها بلبنان، على رأسهم: الشيخ صالح العاروري نائب رئيس الحركة، وذلك عن طريق استهداف مبنى مكتب العاروري في الضاحية في بيروت، ولا شك أن لحادث بهذا الحجم، له دلالات ومآلات، يمكن الوقوف على بعضها.
أولا ـ هذه الجريمة قام بها الكيان الصهيوني، كموقف نصر شكلي يحفظ بها ماء وجهه، ويشكل دفعة معنوية للشارع الإسرائيلي، الذي بدأ منذ فترة في التظاهر، نتيجة تباطؤ نتنياهو في السعي لإبرام صفقة تقضي بعودة الأسرى إلى أهاليهم، ولأن كل أهدافه التي أعلنها لحربه على غزة، لم تحقق، سوى خسران الكيان التعاطف الشعبي العالمي، وبدا ذلك واضحا في المسيرات والمظاهرات العالمية التي تنظم أسبوعيا ضد عدوانهم على غزة.
ثانيا ـ جاءت هذه العملية بقدر الله لتكون ردا على الصهاينة العرب، الذين ملأوا الإعلام العربي، ومواقع التواصل الاجتماعي، بالتشكيك في المقاومة أفرادا وقادة، زاعمين أن الضحايا يسقطون فقط من الشعب الغزاوي الأعزل، وهو ما كذبه الواقع، فإن هناك حالات لا حصر لها لأهالي القيادات في غزة، بل إن العدوان كثيرا ما كان يستهدف الحاضنة الشعبية للمقاومة سواء عند الاعتقال، أو عند التدمير للبيوت، فرأينا أبناء وأحفاد وأصهار لجل قيادات المقاومة ينالون شرف الشهادة.
من استقرأ أسماء الشهداء في قادة المقاومة بكل فصائلها، سيجد عددا كبيرا بين من استشهد في فلسطين، أو خارجها، ومع ذلك لم تكسر المقاومة، ومن يقرأ تاريخ المقاومة بعد استشهاد قادة كبار يجدها تتعافى سريعا، وتواصل المسيرة.ثالثا ـ منذ بدء عملية طوفان الأقصى، والجرائم الصهيونية تطال قادة المقاومة داخليا وخارجيا، فرأينا استشهاد أحمد الغندور وآخرين من القيادات داخل غزة، وأسماء يعلن عنها كل فترة، ومؤخرا استشهاد العاروري وإخوانه، وهو ما يعد كل مقاوم نفسه له، فلا يوجد شخص يسلك هذا الطريق وإلا وهدفه أمران: إما النصر، أو الشهادة.
رابعا ـ في ظل هذه العمليات، يطرح السؤال الطبيعي: هل ستكسر المقاومة بذلك؟ والإجابة: لا، وهناك حوار للعاروري قبل استشهاده، يعلن أن المقاومة لا تقف عند حياة أو وفاة قائد أو فرد، وهو كلام رسخته الأيام، وأكدته، فمن استقرأ أسماء الشهداء في قادة المقاومة بكل فصائلها، سيجد عددا كبيرا بين من استشهد في فلسطين، أو خارجها، ومع ذلك لم تكسر المقاومة، ومن يقرأ تاريخ المقاومة بعد استشهاد قادة كبار يجدها تتعافى سريعا، وتواصل المسيرة.
ومن البديهيات لدى المسلم، صحيح الإيمان والإسلام، أن الارتباط في ديننا يكون بالمبادئ، مع تقدير الأشخاص، وتقدير أدوارهم وتضحياتهم، ولو كانت رسالة المسلم تقف عند وفاة الأشخاص لوقفت عند وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، وهو ما عبر عنه القرآن الكريم بكل وضوح: (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٞ قَدۡ خَلَتۡ مِن قَبۡلِهِ ٱلرُّسُلُۚ أَفَإِيْن مَّاتَ أَوۡ قُتِلَ ٱنقَلَبۡتُمۡ عَلَىٰٓ أَعۡقَٰبِكُمۡۚ وَمَن يَنقَلِبۡ عَلَىٰ عَقِبَيۡهِ فَلَن يَضُرَّ ٱللَّهَ شَيۡـٔٗاۚ وَسَيَجۡزِي ٱللَّهُ ٱلشَّٰكِرِينَ) آل عمران: 144، ولو كان انتشار ووجود الإسلام مرهونا ببقاء النبي صلى الله عليه وسلم، لأبقاه الله تعالى، ولكن الارتباط الأهم بالقيم والمبادئ، أما الأجساد فمصيرها الفناء والموت.
خامسا ـ بدأ يطرح بعد استشهاد العاروري وإخوانه، سؤال: هل بهذا الإجرام الصهيوني يتوسع مجال الحرب؟
والحقيقة السؤال رغم مشروعيته، إلا أنه يأتي في ظل نسيان طبيعة المعركة، وهي متوسعة منذ بدايتها، فمنذ السابع من أكتوبر، والناظر للقوى التي تقف مع الكيان الصهيوني سيجدها تبدأ بأمريكا، ودول غربية كبرى، فضلا عن دول عربية، توقحت بعضها وأعلنت ذلك، وخبث البعض الآخر ولم يعلن.
ولم يقف الدعم عند الكلام المعلن، أو المواقف السلبية تجاه العدوان، بل أعلن عن إجراءات ودعم عسكري وسياسي، بدأ بالمال والسلاح، مرورا بالفيتو، وانتهاء بمحاولة خنق الشعوب في التعبير عن تضامنها مع غزة ضد العدوان، بل وصل التوسع في إجراءات الوقوف بجانب الكيان، إلى التهديد بسحب جنسية من يثبت أنه دعم المقاومة، أو منع الجنسية في دول أوروبية، بدعوى مقاطعة إسرائيل.
ألم تشعرنا كل هذه الإجراءات والتواطؤ بأن الحرب توسعت منذ أول يوم لها، فالسؤال يصدر عن عدم تبصر بالواقع الذي تعيشه المقاومة الفلسطينية داخل فلسطين وخارجها، فالعدوان من أول لحظة توسع، لأن القائم به احتلال من أبرز خصائصه أنه: احتلال توسعي، فلا يقف عند حدود، ولا يؤمن بها، سواء على أرض الواقع، أو من حيث التأثير والإخضاع.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه اغتيال العاروري فلسطين احتلال احتلال فلسطين حماس اغتيال العاروري مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
اليمن يفرض عقوبات على 15 شركة مُصنِّعةً للأسلحة لدعمها الكيان الصهيوني
يمانيون../
صدر اليومَ الأحد، قرارُ مركَز تنسيق العمليات الإنسانية HOCC، بتصنيف (15) شركةً مُصنِّعة للأسلحة، كداعمين للكيان الصهيوني الغاصب، وتم إدراجُها في قائمة عقوبات الداعمين للكيان الصهيوني الغاصب SUZE.
وأكّـد المركز أن “هذه الشركات متورطة في تقديم الأسلحة للكيان الصهيوني الغاصب، وتقوم بتزويد قوات العدوّ الصهيوني بأنظمة تسليح متقدمة وصواريخ وذخائرَ ومعدات عسكرية وغيرها، لها علاقة مباشرة بجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الإبادة التي يقوم بها العدوّ الصهيوني الغاصب في غزة منذ 07 أُكتوبر 2023م وحتى الآن، وتفتِكُ بحياة المدنيّين الأبرياء من الفلسطينيين”.
وأشَارَ إلى أن هذه الأفعال “تندرجُ ضمن الأنشطة المحظورة التي تجرِّمُها الجمهوريةُ اليمنية وفقًا للقانون رقم (5) لسنة 1445هـ بشأن تصنيف الدول والكيانات والأشخاص المعادية للجمهورية اليمنية، ولائحة عقوبات الداعمين للكيان الصهيوني الغاصب.. مبينًا أن هذا الإجراء “يأتي في إطار سعي الجمهورية اليمنية إلى تقويضِ قدرات الكيان الصهيوني الغاصب على ارتكاب المجازر اليومية بحق الأطفال والنساء في فلسطين، ولا سيما في قطاع غزة.
ولفت إلى أن هذا “القرار اتُخذ بموجبِ القانون رقم (5) لسنة 1445هـ بشأن تصنيف الدول والكيانات والأشخاص المعادية للجمهورية اليمنية، ولائحة عقوبات الداعمين للكيان الصهيوني الغاصب”.
الآثار المترتبة على العقوبات:
نتيجةً للإجراء المتخَذِ اليوم، ستُفرَضُ العقوبات المناسبة وفقًا للمادة (38) من لائحة عقوبات الداعمين للكيان الصهيوني الغاصب SR-SUZE.
وعند استمرار الشركات المدرَجة في قائمة العقوبات SUZE في تقديم الأسلحة للكيان الصهيوني الغاصب، فقد تمتدُّ العقوبات عليها لتشملَ الكيانات التي تسهمُ فيها تلك الشركات، وكبار المديرين أَو المالكين الفعليين للشركات المدرَجة، والأزواج والأقارب من الدرجة الأولى للأشخاص الطبيعية المدرجة، والكيانات التي يشغلُ فيها الأشخاصُ الطبيعيون المدرَجين مناصبَ إدارية عليا، والكيانات التي يتحكمُ فيها الأشخاص الطبيعيون المدرَجون أَو يشاركون في إنشائها وإدارتها، فضلًا عن المتعاملين معها.
علاوة على ذلك، ووفق لائحة عقوبات الداعمين للكيان الصهيوني الغاصب، يُحظَرُ على الدول والكيانات والأشخاص، التعامُلُ مع الشركات المدرَجة في قوائم العقوبات بأي شكل من الأشكال، كما يُحظَرُ استخدامُ وكلاء أَو شركات وسيطة أَو شركات وهمية أَو أطراف ثالثة لإتمام معاملات محظورة لصالح الشركات المدرجة؛ إذ إن المشاركة في أية معاملات مع الشركات المُدرجة، تنطوي على خطرِ التعرض لعقوبات، وفقًا للائحة عقوبات الداعمين للكيان الصهيوني الغاصب.
ولمزيد من المعلومات حول العقوبات المرتبطة بالمتعاملين مع الكيانات المدرجة في قوائم العقوبات، يرجى مراجعة لائحة عقوبات الداعمين للكيان الصهيوني الغاصب.
كما ينبغي التوضيح أن قوة ونزاهة عقوبات مركَز تنسيق العمليات الإنسانية (HOCC)، لا تنبع من قدرته على تصنيف وإدراج الكيانات والأشخاص في قوائم العقوبات فحسب، بل أَيْـضًا من استعداده لإزالتهم منها بما يتوافق مع اللوائح المنظمة لذلك؛ فالهدفُ النهائي من العقوبات ليس المعاقبة بحد ذاتها، بل إحداث تغيير إيجابي في السلوك.
ونأمل أن يكون مفهومًا أن الإجراءات المتخذة اليوم من خلال العقوبات، تأتي في إطار المسؤولية الدينية والإنسانية والأخلاقية تجاه الشعب الفلسطيني المظلوم، وتهدف إلى الضغط على الكيان الإسرائيلي الغاصب لوقف العدوان وفتح المعابر إلى قطاع غزة، ودخول المساعدات والاحتياجات من الغذاء والدواء.
ولمزيد من المعلومات حول الإزالة من قوائم العقوبات، يمكن الرجوع إلى لائحة عقوبات الداعمين للكيان الصهيوني الغاصب.