إعداد: آسيا حمزة إعلان اقرأ المزيد

"أريدهم أن ينظروا إلى وجهه، إلى وجهي. أريدهم أن ينظروا إلي ويخبروني ماذا يفعلون لتحرير الرهائن". يترقب ميكائيل ليفي الأخبار منذ هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول، أي منذ نحو تسعين يوما... يتابع تطور الأحداث لمعرفة مصير شقيقه أور الذي اختطف أثناء حضوره مهرجان "سوبر نوفا".

وهو يتحرك ويقوم بما في وسعه لكي يتمكن "العبقري الصغير المزعج" كما يسميه، من استعادة حريته.

وهو يتحدث عن شقيقه ذلك الفتى الذي وهو في سن الثالثة من العمر كان "يهدم كل ما بيده قبل تصليحه"، يقول ميكائيل إنه كان "دوما بشوشا وسعيدا كما ترونه في هذه الصورة". مشيرا إلى قميصه الذي يحمل صورة أخيه الأصغر. مضيفا: "تعلم البرمجة وحده قبل أن يصبح مهندسا معلوماتيا".

أور ليفي إلى جانب زوجته إيناف وابنهما الموغ. © عن عائلة ليفي

يتكلم ميكائيل، الرجل الأربعيني، عن شقيقه أور وزوجته إيناف بشكل هادئ ومتزن، قائلا إنهما عقدا قرانهما قبل خمس سنوات وكانا يعرفان بعضهما منذ 14 عاما. ماذا حدث في 7 أكتوبر/تشرن الأول؟ "خرجا في الصباح الباكر متوجهَين لمهرجان "سوبر نوفا". تركا ولدهما ألموغ في رعاية والدتنا. وصلا لعين المكان عند الساعة السادسة وعشرين دقيقة، أي قبل عشر دقائق من بداية الهجوم. لم تمر سوى بضع دقائق حتى بعث أور رسالة نصية للوالدة يخبرها فيها بأنهما كانا يختبئان في ملجأ قرب الطريق. ثم اتصل بها هاتفيا من داخل الملجأ، وكانت الساعة 7:39. بدا أور مرعوبا، وعندما استفسرت أمي عما يجري قال لها يا أمي لن تريدي معرفة ماذا يحدث هنا".

"كيف تقول لطفل في الثانية من عمره أن أمه لن تعود"

عشر دقائق بعد هذه المكالمة الهاتفية، اقتحمت حماس الملجأ المضاد للصواريخ. واكتشف ميكائيل حجم الخسائر بعد أن شاهد فيديوهات بعد الحادث. "هاجموا بالقنابل اليدوية والرصاص، وكان في الملجأ 17 شخصا آخر في مساحة تساوي تقريبا مساحة هذه الغرفة". لفهم ما حدث، تحدث ميكائيل من يومها مع ناجين، وتفقد المصابين في المستشفيات. وتحدث مع كل من يستطيع مساعدته على تجميع قطع لغز ما جرى في ذلك اليوم.

قضى ميكائيل أياما صعبة وليال من دون نوم، وهذا حتى نشر الجيش الإسرائيلي بيانا كشف فيه عدد (240) وهوية الرهائن المحتجزين وكان بينهم شقيقه. أما إيناف، زوجة أور، فقد تم العثور عليها جثة هامدة.

نزل الخبر كالصاعقة على عائلة ميكائيل، إلا أن الجميع أراد مواجهة التحدي والصمود أمام المأساة، والوقوف إلى جانب الطفل ألموغ.

ويروي ميكائيل متسائلا: "كيف تقول لطفل في الثانية من عمره أن أمه لن تعود وأن أباه في عداد المفقودين ونحن نبحث عنه؟ استشرنا أطباء مختصين فنصحونا بالكشف عن كل المعلومات التي بحوزتنا وإخباره، وهو ما قمنا به... منذ ذلك الحين، يسعى الطفل للاتصال بهما يوميا".

ملصق فيه صورة أور ليفي بتل أبيب. 2 يناير/كانون الثاني 2024. © آسيا حمزة/ فرانس24

من جانبه، يواجه ميكائيل هذه المأساة بشجاعة وثبات، ويرفض الانهيار أو الاستسلام لما يعتبره "معركة"، متعهدا بالصمود "حتى عودة المياه إلى مجراها الطبيعي". وقد غمرته الفرحة في 24 نوفمبر/تشرين الثاني عندما اتفقت حماس وإسرائيل على تبادل رهائن مقابل معتقلين فلسطينيين. على الرغم من أن شقيقه لم يكن في قائمة الرهائن المفرج عنهم، لكنه كان سعيدا لأفراد "عائلته" الجديدة (أي عائلات الرهائن) الذين عادوا لذويهم.

"طبعا، سيعود"

تم إطلاق ما مجموعه 121 رهينة منذ 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، ولا يزال 129 شخصا محتجزين حتى الآن لدى حماس. ويبقى ميكائيل مُركِزا على مهمته، وهي النجاح في "إعادة" شقيقه لعائلته، متجاهلا الأنباء المتضاربة حول الرهائن أو المفاوضات بشأنهم، مقتنعا بأنه لا "يتحكم في الأمور الخارجة" عن سيطرته.

وازدادت خشية عائلات الرهان على حياة أفرادها واشتد غضبها بعد أن قتل جندي إسرائيلي ثلاثة رهائن كانوا يرفعون العلم الأبيض في قطاع غزة. بالنسبة إلى ميكائيل، لا تزال المهمة متواصلة ما دام شقيقه رهن الاحتجاز. فقد سافر مرارا وبمختلف الاتجاهات، تحدث للسياسيين والدبلوماسيين والصحافيين و"لكل الذين كانوا مستعدين لمساعدتي لأجل ممارسة الضغط على الحكومة الإسرائيلية والحكومات الأجنبية (مثل قطر ومصر) وعلى حماس".

بانتظار تحقق حلمه المنشود، يواصل ميكائيل مخاطبة أور من خلال أمواج الإذاعة، علما أن بعض الرهائن المفرج عنهم أكدوا له أنهم كانوا يتلقون الرسائل عبر البرامج الإذاعية. ورسالته لشقيقه: "أريده أن يعرف بأننا صامدون أمام هذه المأساة، ونحن هنا لأجل ألموغ، وأننا نسانده ونحبه، وأني سأبذل قصارى جهدي كي يعود بيننا مهما كلفني الثمن. طبعا، سيعود".

 النص الفرنسي آسيا حمزة/ النص العربي علاوة مزياني

المصدر: فرانس24

كلمات دلالية: الحرب بين حماس وإسرائيل أحداث 2023 الحرب في أوكرانيا ريبورتاج غزة الحرب بين حماس وإسرائيل إسرائيل حماس الضفة الغربية فلسطينيون للمزيد الحرب بين حماس وإسرائيل إسرائيل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني حماس للمزيد الجزائر مصر المغرب السعودية تونس العراق الأردن لبنان تركيا

إقرأ أيضاً:

شاب يـضـرم النار في جسد شقيقه حيًا تأديبًا له

خاص

شهدت مدينة الجيزة المصرية واقعة مروعة، إذ أقدم شاب على قـتـل شقيقه بإضرام النار في جسده عقابًا له على تعاطيه المخدرات.

ووفقاً لوسائل الإعلام المحلية، فإن الشقيق الأكبر حاول تأديب أخيه الأصغر، فقام بتقييده بالحبال في محاولة لمنعه من الاستمرار في شراء المخدرات.

ومع تصاعد التوتر بينهما، لجأ الأخ الأكبر إلى سكب مادة سريعة الاشتعال على جسد شقيقه وأشعل النار فيه، معتقدًا أن هذا سيخيفه ليتوقف عن التعاطي، إلا أن النيران انتشرت بجسده .

وأسرع الجاني نقل شقيقه للمستشفى في محاولة أخيرة لإنقاذه لكن دون جدوى وانتهى وفارق الضحية الحياة، متأثرًا بحروق خطيرة.

ومن جانبها، ألقت السلطات الأمنية القبض على الجاني، وبسؤاله عن الواقعة خلال التحقيقات، أكد أنه لم يكن يقصد قتل أخيه، بل كان يسعى إلى ردعه عن طريق تخويفه، إلا أن النيران انتشرت بسرعة لتودي بحياة شقيقه.

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تعلن اغتيال قياديين بارزين في حركة حماس.. أسماء
  • وفاة شقيق الإعلامية بوسي شلبي
  • شاب يـضـرم النار في جسد شقيقه حيًا تأديبًا له
  • جيش الإحتلال يقول إنه قتل زاهي ياسر عبد الرزاق عوفي رئيس حركة حماس في طولكرم بالضفة المحتلة
  • جيش الاحتلال: اغتلنا 3 قيادات من حركة حماس من بينهم مشتهى
  • جيش الاحتلال: اغتيال 3 قيادات في حركة «حماس» بغارة قبل 3 أشهر
  • ‏الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل القيادي في حركة حماس روحي مشتهى
  • جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن اغتيال 3 قيادات في حركة حماس بغزة قبل 3 أشهر
  • شقيق كنو يُثير جدلًا بمنشور غريب حول مستقبل أخيه مع الهلال .. صورة
  • الموت يغيّب زوجة شقيق البطريرك الراعي