كركوك: تلاشي الوحدة والوطنية في متاهات القومية والمناطقية
تاريخ النشر: 4th, January 2024 GMT
4 يناير، 2024
بغداد/المسلة الحدث: تتجلى مدينة كركوك العراقية كمسرح لانعكاسات تعقيدات سياسية عميقة، حيث يُلقى الضوء على تلاشي مفهوم الوحدة الوطنية لصالح انغلاق تحت قباب القومية.
وتصاعدت التحالفات والانقسامات بشكل يكاد يشبه تقسيم المناطق والتوجهات الحزبية والمذهبية، وهو ما يلقي بكركوك في خضم صراعات مؤجلة ومتشابكة.
فعاليات المدينة لم تعد تعكس صورة عن العراق الواحد وإنما تبدو كأراضٍ متنازع عليها، محاصرة بالمصالح القومية والمناطقية المتنافرة.
وتحولت كركوك من كونها رمزًا للتنوع والوحدة العراقية إلى تجمعات تجذب الصراعات القبلية والسياسية والمصالح المتعارضة.
في سياق الانتخابات، وعلى الرغم من أهميتها كآلية لبناء المستقبل، إلا أن ما تعكسه هي محاصصة محورية ومعقدة.
وتظهر النتائج عادةً مظاهر الانقسامات القومية والمذهبية والمناطقية التي تتغلغل في نسيج السياسة، وتحكم بشكل أساسي القرارات والتحالفات.
وبينما يتوقف العالم عند نتائج الانتخابات، يظل لزامًا علينا التفكير بعمق في الأسباب الجذرية لتفاقم هذه الانقسامات والتشابكات السياسية. فالتحولات في كركوك لا تمثل فقط صورة معينة عن الواقع المحلي بل تنبؤًا بتحديات أكبر تنتظر العراق وتؤثر على استقراره ووحدته المستقبلية.
وتحدثت مصادر في كركوك عن انها ترحب بكل خطوة ومبادرة تعمل على رص الصف وتوحيد الجهود .
لكن اختيار هذا الوقت لاصدار بيان باسم المكون العربي في كركوك ليس مناسبًا خصوصاً وان شكل التحالفات لم يبين من قبل الاخرين، معتبرة ان اعلان التحالف قد يدفع الاخرين الى التفكير بمصير جمهورهم واهمية اصواتها وضرورة الانزواء نحو القومية مثلما فعلا العرب بالتالي قد يتم اعلان تحالف بين الحزبين الكرديين بشكل رسمي مما يعطل عملية التفاوض مع الديمقراطي كونه اقرب للمفاوضة واسهل في التعامل بحكم محدودية المقاعد التي يملكها.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
مجرد التفكير في جعل الجنجويد يقاتلون بشرف يبدو وكأنه حلم
ما يقوم به عبدالرحيم دقلو من إظهار للاهتمام بالنازحين في زمزم وإن كان القصد منه المتاجرة السياسية إلا أنه يظل فعل إيجابي. إظهار المليشيا الاهتمام بأمر المواطن هو فعل إيجابي ويجب التعاطي مع بإيجابية.
الحرب بين الدولة والدعم السريع مستمرة ولا هوادة فيها. ولكن من الضروري إيجاد أرضية مشتركة فيما يتعلق بحماية المواطن.
وجود قواعد للحرب يراعيها الجميع ويحترمها هو خطوة أولى نحو السلام. ومن المفيد بل من الضروري جر الجنجويد والقوات المتحالفة معهم إلى الإلتزام بحماية المدنيين وعدم استهدافهم وحصر الحرب لتكون مع القوات المقاتلة.
إذا التزم الجنجويد بقواعد الحرب على الأقل فيما يتعلق بالمدنيين سيكون هذا مكسب سياسي لأنه سيحسن من صورتهم، هذا مكسب سياسي للعدو ولا شك، ولكنه من ناحية أخرى مكسب لحياة المواطن، وفي نفس الوقت يرفع عبء إنساني كبير عن الدولة، لأن استهداف المواطنين من الجنجويد تتحمله الدولة بشكل أو بآخر كعجز عن الحماية أو كتقاعس وتكلفته الأخلاقية والسياسية أعلى من مكسب إدانة المليشيا المشوهة أصلا.
صحيح مجرد التفكير في جعل الجنجويد يقاتلون بشرف يبدو وكأنه حلم، ولكن يجب على الحكومة أن تسعى لذلك من أجل المواطن أولا، ومن أجل أن تريح نفسها من التداعيات السياسية والاجتماعية لما يقوم به الجنجويد، ففي النهاية إجرام الجنجويد له آثار تتجاوز الجنجويد إلى الدولة والمجتمع وإلى المستقبل. الحكومة يجب أن تفكر في هذا أكثر من استثمار الجرائم التي يرتكبها الجنجويد للحشد السياسي والعسكري. لقد تجاوزنا هذه المرحلة. والدولة يجب أن تقدم خطابا للشعب أفضل من خطاب المظلومية والتباكي على ما تقوم به المليشيا من جرائم. يجب أن تقدم مشروعا سياسيا متكاملا ومقعنا.
حليم عباس
إنضم لقناة النيلين على واتساب