النضال الفلسطيني: تحولاته وتحدياته.. كتاب جديد لمركز الجزيرة للدراسات
تاريخ النشر: 16th, July 2023 GMT
صدر حديثا -عن مركز الجزيرة للدراسات- كتاب جديد بعنوان "النضال الفلسطيني: تحولاته وتحدياته" من تأليف مجموعة من الباحثين، وتحرير شفيق شقير الباحث بالمركز منسق وحدة دراسات المشرق العربي.
ويسعى هذا الكتاب إلى فهم الواقع الجديد للنضال الفلسطيني، منطلقًا من فكرة التسليم بتعدد ساحاته وتعدد صوره وسياقاته. ويرصد كل ساحة منها: ظروفها وتحدياتها ودينامياتها وأولوياتها، ومخرجات كل منها، باعتبارها علامات تدل على المآل الذي يتجه نحوه نضال الفلسطينيين، وانعكاساتها بما يدل على مستقبل القضية الفلسطينية نفسها.
ويأخذ بالاعتبار أن النضال الفلسطيني لم تتقرر وجهته أو تتحدد طبيعته بإرادة الفلسطينيين فحسب، بل أسهمت عوامل عدة في صياغته، بعضها يتعلق بالحلفاء والأصدقاء وأخرى بالخصوم، هذا فضلًا عن الظروف الإقليمية والدولية.
ويتضمن الكتاب 7 فصول، يركز أولها على تحولات النضال الفلسطيني في السياق العربي، آخذًا بعين الاعتبار التداعيات الإقليمية وتأثيراتها على القضية.
وتختص الفصول الخمسة التي تليه بنضال الفلسطينيين في كل ساحة من الساحات الخمس هي: الضفة، غزة، القدس، وفلسطينيو الداخل، الشتات. والغاية منها سبر واقع النضال في كل من هذه الساحات، ومراجعة أدوار الفاعلين الرئيسيين وطبيعة المعادلة التي تعتمدها كل ساحة في مواجهة إسرائيل. ويحرص الكتاب على رصد مختلف أشكال النضال الفلسطيني، ويبحث تداعيات ذلك على القضية الفلسطينية ومستقبلها.
أما الفصل السابع والأخير، فيتناول بالتحليل المحدد الإسرائيلي وتأثيراته على النضال الفلسطيني، في محاولة لفهم الدور الذي لعبته السياسات الإسرائيلية في تحديد شكل وطبيعة وأبعاد النضال الفلسطيني وما شهده من تحولات عبر تاريخه.
واعتمد الباحثون في فصولهم إطارًا موحدًا في الطرح، لتصب جهودهم في اتجاه واحد يرصد التغيرات والتحولات التي يشهدها النضال الفلسطيني. من ذلك، التركيز على ترسيم وتحليل أدوار الفاعلين الأساسيين واتجاهاتهم السياسية والأيديولوجية، على الصعيد الوطني الفلسطيني والمناطقي.
كما سعى المشاركون بهذا العمل إلى إعادة تعريف المصالح الفلسطينية في كل ساحة من ساحات النضال الفلسطيني، في ضوء المصلحة الوطنية كما يراها كل طرف أو تراها كل ساحة، لما في ذلك من أهمية في تحديد أشكال النضال وتحديد العلاقة مع إسرائيل، بل وتحديد الموقف والرؤية من "عملية السلام" ومستقبلها.
وقد أخذت كل الفصول بعين الاعتبار القراءة الخاصة بالبيئة الخارجية والعالم العربي من قبل الأطراف الفلسطينية الأساسية، لأنها أحد المفاتيح المهمة لفهم الاتجاه الذي تمضي نحوه تحولات النضال في المستقبل.
نضال مستأنففي مقدمة الكتاب، يقول شقير إن النضال الفلسطيني شكل جزءا أساسيا من القضية، فإذا كان مطلبها هو التحرير وبناء الدولة، فإن النضال أيضًا جزء من النقاش نفسه، فأي نضال ينبغي أن ينتهجه الفلسطينيون؟ وما أولوياته؟ وأي تحرير يهدفون إليه: هل تحرير كل فلسطين أو بعضها؟ وما طبيعة الدولة التي يسعون لإقامتها، أو المشاركة فيها، أو العيش في ظلها؟
وهكذا يبدو نضال الفلسطينيين، وكأن الاحتلال بدأ بالأمس وليس منذ أكثر من 75 عاما. ولكن أيضًا، يبدو أن النضال الفلسطيني وكأنه يبدأ كل يوم من جديد مع كل مواجهة سواء على الصعيد الشعبي أو الفصائلي، فهو يلقى التفافا ومؤازرة من عموم الشعب الفلسطيني في كل ساحاته وحيث وجد، ودائما يجد طريقا للبقاء والاستمرار رغم كل التحديات الداخلية أو الخارجية، بحسب محرر الكتاب.
تحدي الانقساموبحسب شقير، يبقى أبرز تحد هو الانقسام الفلسطيني خاصة بين الضفة وغزة، والذي جاء لأسباب تتصل بالخلافات بين حماس ومن معها من جهة، والسلطة وحركة فتح ومن معهما من جهة أخرى، إلا أنه بطريقة ما فتح بابا لإضفاء شرعية واقعية على "تعدد الساحات" المختلفة، استجابة لحاجات الفلسطينيين أو للتأقلم مع الظروف التي تفرض عليهم، ولتجاوز القيود والحواجز التي تفرضها الخلافات الفلسطينية الفلسطينية، ومن رحم نفس هذا التحدي، يتجدد السعي لتوحيد ساحات "المقاومة" بالبحث عن محاور تتجاوز فلسطين وتتسبب في اختلاف مواقف الفلسطينيين أنفسهم منها.
وفي المقابل، تتجدد مساع متواضعة لاجتراح حلول جديدة على صعيد تفعيل عملية السلام" في ظل تراجع "حل الدولتين" إن لم يكن احتضاره.
على الصعيد العربي، كان نضال الفلسطينيين في السابق يلقى احتضانا واسعا من النظام العربي الرسمي، وكان استمراره يحظى برعاية واسعة وإجماع شعبي فاعل.
ولكن هذا الموقف تراجع بشكل كبير، في بعديه الرسمي والشعبي، حتى بات عبء القضية الأعظم يقع اليوم على كاهل الفلسطينيين وحدهم، الضفة وغزة والقدس والداخل الإسرائيلي وفي الشتات والمهجر.
فمنذ أحداث الربيع العربي، شهدت البيئة العربية والإسلامية انقساما حول مختلف القضايا بدأت حدته تتراجع مؤخرا. والواضح أن أولويات كثيرة تقدمت على جدول أعمال وسلم حاجات دول المنطقة، ليست القضية الفلسطينية على الأغلب في مقدمتها، بحسب مقدم الكتاب ومحرره.
ووفق شقير، لم تعد إسرائيل الدولة المنبوذة أو المعزولة في المنطقة العربية والإسلامية، إذ تتمتع اليوم بعلاقات متقدمة مع عدد من الدول العربية والإسلامية، وقد حققت تقدما في مواجهة "الحق الفلسطيني" وفرضت معادلات جديدة على الفلسطينيين تتجاوز اتفاق أوسلو" وتتناقض مع جوهر "حل الدولتين" خاصة بعد خطة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب "لسلام" الشرق الأوسط، المعروفة بـ "صفقة القرن" ولم يعد من السهل الحديث عن "نضال فلسطيني" برؤية وطنية واحدة أو يستظل بموقف عربي واحد.
ولقراءة الكتاب وتحميله يرجى (الضغط هنا).
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
إيهاب عمر: مصر الدرع التاريخي والأول عن القضية الفلسطينية
أكد الكاتب الصحفي إيهاب عمر، أنّ مصر هي الدرع التاريخي والأول عن القضية الفلسطينية والشام، من قبل القضية الفلسطينية المعاصرة.
وأضاف "عمر"، في تصريحات عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، أنّ مصر هي المدافع الأول دائما عن فلسطين والأراضي المقدسة في الشام ضد جميع امبراطوريات المنطقة منذ 4 آلاف سنة.
وتابع: "إذا تحدثنا عن الموقف المصري اليوم، فإن الموقف المصري متسق مع التاريخ، والموقف المصري حاليا أقوى موقف قدمته أي دولة عربية أو في العالم الإسلام فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، وهذا الموقف ليس مجرد تصريحات، ولكن ثمة آليات لتفعيله".
الإعمار واحد من أدوات إجهاض السيناريو الأمريكي الجديدوواصل: "الإعمار واحد من أدوات إجهاض السيناريو الأمريكي الجديد، وهو تحويل غزة إلى ولاية أمريكية جديدة، وميزة السياسة المصرية المعاصرة أنها ليست تصادمية وليست عنترية، ومع ذلك، لا يمكن أن تتنازل عن الحقوق الخاصة بالأمن القومي المصري والعربي والقضية الفلسطينية".
ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن السفير الأمريكي السابق لدى إسرائيل اعتبر أن المقترح الذي طرحه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض سيطرة أمريكية على قطاع غزة "ليس جادًا"، محذرًا من أن مجرد طرح الفكرة قد يؤدي إلى تصاعد موجات التطرف في المنطقة.
وأشار السفير السابق، وفقًا للتقرير، إلى أن هذا النوع من المقترحات يفتقر إلى الواقعية السياسية والدبلوماسية، مشددًا على أن أي تحرك أحادي الجانب بهذا الشكل قد يزيد من حالة عدم الاستقرار بدلاً من تحقيق أي حلول عملية.
كما حذّر من أن تداعيات اقتراح ترامب قد تؤثر سلبًا على الجهود المبذولة لإطلاق سراح مزيد من الرهائن المحتجزين في القطاع، حيث قد يدفع هذا الطرح بعض الأطراف إلى اتخاذ مواقف أكثر تشددًا، مما يعقد فرص التوصل إلى تفاهمات إنسانية.
ويأتي هذا التقرير في ظل الجدل المتصاعد حول تصريحات ترامب الأخيرة، التي اقترح فيها سيطرة أمريكية طويلة الأمد على غزة وتحويلها إلى "ريفييرا الشرق الأوسط"، وهو ما قوبل برفض دولي واسع، خاصة من الدول التي تؤكد على ضرورة الحفاظ على حقوق الفلسطينيين في أراضيهم.
جددت الكويت اليوم موقفها الثابت والداعم للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، مؤكدة على حق الفلسطينيين في إقامة دولة مستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، جاء ذلك في بيان رسمي أصدرته وزارة الخارجية الكويتية، حيث أكدت أن هذا الحق يمثل حجر الزاوية في أي حل عادل ودائم للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي.
وأشار البيان إلى "رفض دولة الكويت القاطع لسياسات الاستيطان الإسرائيلي وضم الأراضي الفلسطينية وتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه"، وأضاف أن هذه السياسات تمثل "انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وتهديدًا لأمن واستقرار المنطقة".
في الوقت ذاته، دعت الكويت المجتمع الدولي إلى "تحمل مسؤولياته في توفير الحماية للشعب الفلسطيني وحقوقه غير القابلة للتصرف"، مع ضرورة "إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة"، وهو ما يتماشى مع الموقف الكويتي الثابت في دعم حقوق الفلسطينيين.
تأتي هذه التصريحات بعد أيام من تصريحات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي أدلى بها في لقاء مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض الثلاثاء الماضي، وكان ترامب قد اقترح في تلك التصريحات فرض سيطرة أمريكية على قطاع غزة، مؤكدًا أن الولايات المتحدة "ستتولى السيطرة على القطاع" متوقعًا أن تكون لها "ملكية طويلة الأمد" هناك.
وقال ترامب في مؤتمر صحفي مشترك مع نتنياهو: "الولايات المتحدة ستتولى مسؤولية أعمال إعادة الإعمار في غزة، وتحويلها إلى ما أسماه "ريفييرا الشرق الأوسط" التي يمكن أن يستمتع بها كل العالم"، كما وصف غزة بأنها "منطقة للهدم"، وذكر أن السكان يجب أن يغادروا إلى دول أخرى بشكل دائم.
واستطاع ترامب في تصريحاته الأخيرة إلقاء الضوء على مقترحات سابقة له بنقل الفلسطينيين من غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، حيث برر ذلك بعدم وجود أماكن صالحة للسكن في القطاع نتيجة للدمار الكبير الذي خلفته الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ أكثر من 15 شهراً.
وقد أثارت هذه التصريحات استنكارًا دوليًا واسعًا، في وقت كانت الكويت قد أكدت فيه مرارًا على أهمية الحل العادل والشامل للقضية الفلسطينية، مع التزامها التام بدعم حقوق الفلسطينيين وفقًا للقرارات الدولية.