لماذا إيران وحزب الله حذران من تصعيد الحرب مع إسرائيل؟
تاريخ النشر: 4th, January 2024 GMT
تساءل المحرر بصحيفة تلغراف بول نوكي حول ما إذا كان زعيم حزب الله اللبناني حسن نصر الله، سيطلق العنان لوابل من الصواريخ على إسرائيل انتقاما لاغتيال صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في الضاحية الجنوبية من بيروت مساء الثلاثاء أو أنه سينتظر.
وعرض عدة أسئلة: ماذا عن الانفجارين اللذين مزقا حشدا من الناس في مدينة كرمان الإيرانية أمس الأربعاء، وهو ما أسفر عن مقتل أكثر من 100 مدني بالقرب من قبر القائد السابق لفيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني؟
وهل سيُنسب ذلك أيضا إلى إسرائيل؟، وإذا كان الأمر كذلك، فهل يمكن لإيران أن تطلب من حزب الله شنَّ هجوم كبير على إسرائيل؟
ولفت الكاتب إلى أن المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي لم يسمِّ إسرائيل في رده على تفجير أمس الأربعاء؛ لكنه تعهد "برد قاس".
وكما تبنى مقاربة "لا علاقة لنا بذلك" بعد هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول على إسرائيل، وأخبر العالم أن حماس تصرفت بشكل مستقل وبدون سابق إنذار؛ فقد تراجع مرة أخرى، ووصف الغارة على بيروت بأنها كانت "جريمة كبرى وخطيرة لا يمكننا السكوت عنها"، لكنه لم يوجه أي تهديدات صريحة، مكتفيا بالقول: إذا شنت إسرائيل حربا على لبنان فإنها "ستندم على ذلك" وإن حزب الله سيقاتل "حتى النهاية".
وألمح نوكي إلى أن إيران كانت تناور منذ هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول للنأي بنفسها عن الهجوم. وتخشى -ربما وهي محقة- من أن البعض في إسرائيل قد يرغب في زج الولايات المتحدة إلى حرب إقليمية شاملة، ولا تريد أن تعطيها أي عذر آخر للقيام بذلك. وهي قلقة أيضا من أن إسرائيل ربما تكون قد عزمت بالفعل على أن يصبح حزب الله -ورقتها الرابحة- هباء منثورا. ولهذا السبب توقع المحللون الإسرائيليون ردا "مدروسا" من نصر الله قبل خطابه.
حرب شاملةويرى الكاتب أن رد حزب الله لا يزال متوقعا، ولكن من المرجح أن يكون ضربة محدودة على هدف عسكري. وربما مقتل مجموعة من الجيش الإسرائيلي، وهو ما قد يتناسب مع الحدود المقبولة التي تعتبر الآن طبيعية في الجبهة الشمالية لإسرائيل. وفي المقابل فإن الهجوم الصاروخي على تل أبيب ومقتل مدنيين قد يعجل بهجوم إسرائيلي كاسح على حزب الله في لبنان.
وأضاف أن أي هجوم إسرائيلي على حزب الله، وربما حتى إيران، له منطق عسكري أيضا، وهو أن المدن الإسرائيلية في الشمال قد أخليت بالفعل، والقتال في غزة يتباطأ، والولايات المتحدة لديها قوة بحرية في المنطقة يمكن استغلاها في تقديم المساعدة إذا اقتضى الأمر. والمنطق هو "لماذا العيش مع حزب الله وسيف مسلط فوق رأسك بينما يمكنك المضي قدما وقصفه في عقر داره"، كما يشيع البعض في الحكومة الإسرائيلية.
ومع ذلك يرى الكاتب أنه حتى لو فضل نصر الله ومؤيدوه الإيرانيون الحذر، فهناك خطر كبير من أن يتصرف بعض مقاتليه بمفردهم، أو أن ينحرف التبادل اليومي الممل ويتصاعد بسرعة إلى حرب شاملة.
وختم مقاله بأن نصر الله يعلم أن إسرائيل تخسر الدعم الدولي مع تلاشي ذكرى هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول، ويمكنه أيضا رؤية تصدع المجتمع الإسرائيلي والسياسة الإسرائيلية. وإذا تمكن من احتواء مقاتليه، فسوف ينتظر ضرب إسرائيل في أضعف لحظة ممكنة. وللسبب نفسه قد تقرر إسرائيل القضاء على حزب الله الآن.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حزب الله نصر الله
إقرأ أيضاً:
لماذا كثفت إسرائيل هجماتها على لبنان بعد زيارة هوكشتاين؟
كثّفت إسرائيل من ضرباتها العسكرية للضاحية الجنوبية بالعاصمة اللبنانية بيروت، ومن توغلاتها البرية في الجنوب اللبناني، ما قربها أكثر من نهر الليطاني، الأمر الذي جاء بالتزامن مع مغادرة المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين من لبنان إلى إسرائيل.واستأنف الجيش الإسرائيلي عقب مغادرة هوكشتاين للبنان، قصف الضاحية الجنوبية، بالتوازي مع محاولات للتقدم بريًّا تجاه مدينة الخيام والاقتراب أكثر من نهر الليطاني، وهو ما يرى فيه خبراء ومختصون مفاوضات إسرائيلية تحت النار.
ويأتي ذلك في ظل التقارير التي تشير إلى تقدم ملموس في مفاوضات التهدئة بين إسرائيل ولبنان، وترجيحات بأن يتم التوصل لاتفاق بين الجانبين خلال الفترة المقبلة، ينهي القتال بعيدًا عن الحرب الدائرة في غزة.
إستراتيجية إسرائيلية
وقال الخبير في الشأن الإسرائيلي، أليف صباغ، إن "إسرائيل تهدف من تكثيف ضرباتها العسكرية لإيصال عدة رسائل، سواء للبنانيين أم للوسيط الأميركي"، لافتًا إلى أن التحركات تأتي في إطار الإستراتيجية الإسرائيلية المتعلقة بالتفاوض تحت النار. وأوضح صباغ، لـ"إرم نيوز"، أن "الرسائل للبنانيين وحزب الله تتمثل في تمسك إسرائيل بالقتال لإبعاد عناصر الحزب إلى ما وراء نهر الليطاني، فيما تتشدد الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو بشروطها المتعلقة بالتهدئة على الجبهة الجنوبية".
وأشار إلى أن "إسرائيل تحاول التأكيد للبنان أنها مستعدة لمواصلة القتال، وغير متعجلة في التوصل لاتفاق تهدئة بالرغم من التقدم الإيجابي في الوساطة الأميركية"، مبينًا أن ذلك يمثل وسيلة ضغط قوية على حزب الله".
وبين أن "الرسائل الإسرائيلية للولايات المتحدة تتمثل في تمسكها بشرط حرية العمل العسكري ضد حزب الله والفصائل المسلحة في لبنان، وأنها لن تقبل أي اتفاق لن يضمن لها ذلك، وإن كان الثمن فشل التوصل لاتفاق تهدئة".
وتابع: "رئيس الوزراء الإسرائيلي معني بالتوصل لاتفاق تهدئة مع لبنان برعاية أميركية، إلا أن عدم نجاح ذلك خلال الفترة الانتقالية للرئيس الحالي جو بايدن لن يؤثر فيه، خاصة أنه يرغب في أن يكون الاتفاق هدية للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب يوم تنصيبه".
وقائع جديدة
من ناحيته، قال الخبير في الشأن الإسرائيلي، حاتم أبو زايدة إن "تل أبيب تواصل مساعيها لترسيخ وقائع وقواعد اشتباك جديدة في معركتها مع لبنان"، لافتًا إلى أن العمليات الجارية حاليًّا تهدف لتحقيق انتصارات سياسية وعسكرية جديدة.
وأوضح أبو زايدة، لـ"إرم نيوز"، أن "تلك العمليات تهدف أيضًا إلى زيادة الضغط العسكري على حزب الله وإيران، وهو الأمر الذي يتفق مع المساعي الأميركية في الشرق الأوسط".
وأضاف أن "المفاوضات تحت النار تمثل الخيار الأفضل والأنسب لإسرائيل في جميع معاركها، التي تأتي عادة بالتزامن مع التقدم بتلك المفاوضات"، لافتًا إلى أن انسحاب الجانب اللبناني من المفاوضات على إثر تلك الضربات مصلحة إسرائيلية". وأردف أن "من شأن مثل هذا القرار أن يؤدي إلى تصعيد عسكري إسرائيلي كبير ضد لبنان، كما أنه يصب في مصلحة نتنياهو الذي يرغب بإطالة أمد الحرب على جبهتي غزة ولبنان، ما يمنحه فرصة للحصول على مزايا أخرى من الرئيس الأميركي الجديد"، حسب تقديره. (إرم نيوز)