حين أراد الفصل الرابع وسطى في الأحفاد أن يودي العميد بابكر بدري الضل
تاريخ النشر: 4th, January 2024 GMT
آن للشيخ للشيخ بابكر بدري أن يرتاح
عبد الله علي إبراهيم
جريدة الصراحة 14 نوفمبر 1950 (سنة صدورها الأولى). الصفحة الأولى
في موالاة لمقالي الأخير "شايب العرب يرعوه البهم" أنشر كلمة من جريدة الصراحة (1950) فيها استرذال كبير للعمر. بعبارة، سعى تلاميذ في مدرسة الأحفاد الوسطى أن "يودو" بابكر بدري، عميد المدرسة، "الضل".
لو صح ربطي لكان احتجاج الطلاب من جهة أخرى على أنه كان يقرأ عليه نصوصاً من كتاب "طبقات ود ضيف الله" الحاوي لسير أولياء الله الصالحين وكراماتهم الخارقة. وحدثني ابن عمي عبد الله الشيخ البشير، الذي كان معلماً بالمدرسة، أن سمع الطلاب ربما في وقت لاحق من هذه الحادثة يشكون من بث أستاذهم تلك "الخزعبلات" عليهم. ومؤكد أن الطلاب ضاقوا ذرعاً بالحداثة التي هيأتهم المدرسة لها بتلك الخوارق المجازفة. وقال عبد الله الشيخ إن تلك كانت أول معرفته بالكتاب. ووجدته في ديوانه في قريتنا أم درق القلعة في يوم في 1961 يطالع في كتاب الطبقات. فأخذني مني. وما عدت من البلد إلى عطبرة حتى استلفت الكتاب من مكتبة السكة حديد وسهرت على الاطلاع عليه واقتفاء أثره في كتاباتي الباكرة. ثم عملت مع أستاذنا يوسف فضل حسن في شعبة أبحاث السودان بكلية الآداب بجامعة الخرطوم. وكان بدأ تحقيق الكتاب فدربنا على هذا الفن من خلال شغلنا معه. وإذا وجدت هامشاً عن "القيمان" في كتابه فهو من وضعي. وكان عبد الله الشيخ من الانفعال بالكتاب حتى أنه قدم محاضرة عنه لطلابه في مدرسة خور طقت الثانوية في منتصف الستينات. وقالوا إن اسم داخلية "ود ضيف الله" في المدرسة راجع إلى يوم عرفتهم محاضرة عبد الله الشيخ به. واذكر أنني طلبتها منه حين سمعت عنها وقدمتها لأستاذنا يوسف ليستعين بها. وشوف البركة دي التي تناسلت من بابكر بدري الذي أرادت الحداثة أن توديهو الضل.
إلى مقال الصراحة
زارنا أمس فوج من طلاب السنة الرابعة وسطى بمدارس الأحفاد بأمدرمان (وعدد زوارنا 24) وقالوا إنهم كانوا (الفصل كله ويحتوي على 39) قد كتبوا إلى حضرة ناظر المدرسة الأستاذ يوسف بدري يقولون أن أستاذهم الجليل الشيخ بابكر بدري (يوليهم منة ؟؟) تلقين دروس اللغة العربية. ويودون لو أن الشيخ الوقور قد وفر جهوده من أجل مهام الأمور والسياسة العليا للمدرسة التي هي أحوج إليه وتكليف مدرس آخر بأداء هذه المهمة عنه. وهي شاقة على الأستاذ الجليل بعد جهاده المرير الذي قارب القرن.
وكان رد إدارة المدرسة أنه ليس للطلاب التدخل في إدارة المدرسة. وقد رُفعت هذه القضية من قبل إلى "الصراحة" فأحست بالحرج فيها. ولكن شيخنا وهيئة التدريس بمؤسسة الأحفاد العظيمة لابد أن يوافقونا على أن لهؤلاء الطلاب قضية. فإن المدرس، كأي موظف في كل مكان بالعالم وفي جميع أطوار التاريخ، يجد الفرصة للتقاعد. ومن الواضح أن هذا ما يجري فعلاً في مدارس الحكومة بالسودان. ولكن ما لا نشك فيه أن المدارس الأهلية أيضاً تخضع لرقابة المعارف لاسيما إذا كانت تتلقى الإعانات ومن درجة العشرين ألف.
إن الأستاذ الجليل الشيخ بابكر بدري يستحق الراحة التامة في شيخوخته العظيمة. ويستحق منا جميعاً أن نحج إليه ونتبرك بلثم يديه ونستلهم القدوة منه. ولكنه رجل مجاهد ينكر على نفسه حياة التراخي والجمود. إن في هذه نفسه قدوة. ولكن ألا يوافقنا إلى أن بمؤسسته العظيمة أعمال كثيرة أخرى تناسب سنه ومقامه؟
إن الأستاذ يوسف بدري معذور في التضحية بطلاب السنة الرابعة وسطى (وقد فصلهم أمس جميعاً) فهو لابد أن يحترم مشيئة والده الوقور ولابد أن يساير سياسة المعارف المثقلة بالإعانات. ولكن هناك عدالة وهناك حقوقاً حتى للأطفال يجب أن ترعي ويعنى بها.
IbrahimA@missouri.edu
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: عبد الله الشیخ
إقرأ أيضاً:
إسبانيا في حداد: حادث مأساوي يودي بحياة مؤسس شركة الأزياء الشهيرة "مانجو"
يسود الحزن أوساط مجتمع الأعمال في إسبانيا بعد وفاة إيزاك أنديتش، مؤسس علامة "مانجو" الشهيرة ورئيس مجلس إدارتها غير التنفيذي. توفي أنديتش، البالغ من العمر 71 عامًا، في حادث مميت أثناء تنزهه مع عائلته في منطقة كهوف كولباتو للملح الصخري بالقرب من برشلونة، السبت الماضي.
اعلانووفقًا لمصادر في الشركة، انزلق أنديتش أثناء سيره في الجبال وسقط من ارتفاع يقارب 150 مترًا، ما أدى إلى وفاته على الفور. زوجته وابنه كانا شاهدين على الحادثة المأساوية، بينما هرعت قوات "الموسكادرا" إلى الموقع بمروحية ترافقها وحدة جبلية لانتشال الجثمان.
رحلة نجاح ملهمةوُلد إيزاك أنديتش عام 1953 في إسطنبول لأسرة يهودية سفاردية، وانتقل إلى كاتالونيا في سن الرابعة عشرة. منذ صغره، أظهر أنديتش شغفًا بالتجارة، وبدأ بيع الملابس والأحذية في أسواق السلع المستعملة وهو في السابعة عشرة من عمره، قبل أن يفتتح لاحقًا متاجر أزياء خاصة به، واضعًا بذلك اللبنة الأولى لإمبراطوريته التجارية.
شركة "مانجو"Cuenta @mango - x.comفي عام 1984، افتتح أول متجر يحمل اسم "مانجو" في باسيو دي غراسيا بمدينة برشلونة. خلال العقود التي تلت ذلك، نمت "مانجو" لتصبح واحدة من أبرز العلامات التجارية العالمية في قطاع الأزياء، والتي تضم اليوم 2,743 متجرًا في أكثر من 115 سوقًا حول العالم. بفضل رؤيته الاستراتيجية وقدرته القيادية، أصبحت مانجو معيارًا عالميًا في عالم الموضة، وجعلت من أنديتش خامس أغنى رجل في إسبانيا بثروة صافية تقدر بنحو 4.5 مليار يورو.
لم يقتصر تأثير أنديتش على قطاع الأزياء والأعمال التجارية، بل امتد إلى مجالات الثقافة والمؤسسات الاجتماعية. شغل منصب رئيس معهد الشركات العائلية، وكان عضوًا في عدة مجالس استشارية دولية، وأمينًا لمؤسسات ثقافية بارزة مثل متحف برادو ومتحف الفنون الوطنية في كاتالونيا. هذا الحضور القوي في الحياة الثقافية جعله شخصية مؤثرة تتجاوز قطاع النسيج، ما أكسبه احترامًا واسعًا في الأوساط السياسية والثقافية.
ردود فعل سياسية واقتصادية على رحيلهوفاة أنديتش أثارت ردود فعل حزينة من قادة السياسة والأعمال في إسبانيا. رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز نعى الراحل وأشاد "برؤيته التجارية الرائدة وجهوده في تعزيز الاقتصاد الإسباني". بينما وصف سلفادور إيلا، رئيس الحكومة العامة، أنديتش بأنه "رجل أعمال ملتزم" ساهم في إبراز كتالونيا على الساحة الدولية.
من جانبه، اعتبر أنطونيو غارامندي، رئيس مجلس إدارة شركة CEOE، وفاة أنديتش "خسارة كبيرة للنسيج التجاري الإسباني". كما أصدر توني رويز، الرئيس التنفيذي الحالي لشركة مانجو، بيانًا عبّر فيه عن حزن الشركة العميق لفقدان قائدها الملهم، مشددًا على أن أفضل طريقة لتكريم إرث أنديتش هي "مواصلة تحقيق مشروعه الطموح".
ورغم وفاة مؤسسها، لا تزال شركة "مانجو" تحافظ على نموها القوي. ففي الأشهر الستة الأخيرة، حققت الشركة مبيعات بلغت 1,543 مليون يورو، بزيادة قدرها 6.3% مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق. هذه الأرقام تعكس استمرار نجاح المشروع الذي أسسه أنديتش بعزيمة وإصرار، ما يعزز إرثه في قطاع الأزياء الإسباني والدولي.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية تجربة فريدة من نوعها.. تعرّف على "سوي غرين" مزرعة سويدية صديقة للبيئة داخل المتاجر بعد إغلاق دام عامين.. شركة الأزياء الإسبانية "زارا" تعتزم إعادة فتح متاجرها في أوكرانيا من الملاعب إلى السياسة.. نجم كرة القدم السابق ميخائيل كافيلاشفيلي رئيسًا لجورجيا وفاةإسبانياشركاتمال وأعمالحوادثأزياءاعلاناخترنا لك يعرض الآن Next مباشر. قصف متواصل على القطاع والقسام في مقطع مصور: "نتنياهو وهاليفي يسعيان للتخلص من أسراهم بكل السبل" يعرض الآن Next زيلينسكي: روسيا تستعين بمزيد من الجنود الكوريين الشماليين في كورسك لمواجهة القوات الأوكرانية يعرض الآن Next اجتماع دبلوماسي في الأردن من أجل سوريا وبلينكن يكشف عن تواصل مباشر بين واشنطن وهيئة تحرير الشام يعرض الآن Next من الملاعب إلى السياسة.. نجم كرة القدم السابق ميخائيل كافيلاشفيلي رئيسًا لجورجيا يعرض الآن Next من هو إيلي كوهين؟ الجاسوس الذي أعدمه النظام السوري وإسرائيل تسعى لاستعادة رفاته بعد 55 عامًا اعلانالاكثر قراءة الجولاني يدعو السوريين للنزول للميادين احتفالا بانتصار الثورة تحذير أمريكي: إنفلونزا الطيور قد تؤدي إلى وباء جديد مارس الجنس مع 400 من زوجات كبار الشخصيات أمام الكاميرا.. فضيحة مسؤول كيني يعتقد أنه مصاب بمرض الإيدز "لن تعودوا إلى دياركم حتى بعد سقوط الأسد".. شولتس يحاول طمأنة اللاجئين السوريين في ألمانيا اليابان ترفع السن القانوني لممارسة الجنس من 13 إلى 16 عاما اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومروسياسورياإسرائيلبشار الأسدالحرب في سورياهيئة تحرير الشام الاتحاد الأوروبيقطاع غزةحكم السجنانتخاباتبرلمانسويسراالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024