بسم الله الرحمن الرحيم و أفضل الصلاة و أتم التسليم على سيدنا محمد.
إِنتَ قَايل الدنيا مهدية...
عبارة سمعها كثيرون ، و كانت متداولة في سودان ما بعد الإحتلال البريطاني ، و تقال إذا ظن أو إعتقد القآئل أن جوراً و ظلماً قد وقع...
و قد روت الرواة من الحَبُوبَات و الأجداد أن الجِهَادِيَة (مقاتلي الدولة المهدية) كانوا يسيئون إلى المواطنين في الأسواق و يستفزونوهم و يضطهدونهم ، و ذكروا نقص في المودة بين بعضٍ من مكونات الشعوب السودانية المنتمية إلى غرب السودان (الغَرَّابَة) و قاطني الوسط و الشريط النيلي (ناس دار صباح) ، و ذكروا الجور و الظلم و فظاعات القتل و الإنتهاكات و (كَتلَة المَتَمَّة) أو (كَتلَة ود سعد) و (مجاعة سنة ستة) ، و حينئد كان الخليفة يخاطب الناس من المنبر عن: دولة لا إله إلا الله محمد رسول الله و سنة الجهاد و إقامة شرع الله!!!.
و قد ذكر الرواة أن الناس قد ضجرت و سئمت من جور و ظلم الدولة المهدية و ممارسات الجهادية ، و أنهم لم يترددوا في معاونة الجيوش البريطانيه الغازية التي قدمت من مصر للقضآء على الدولة المهدية ، و أن الناس لم تأسف على مقتل خليفة المهدي عبدالله التعايشي و صحبه و هم جلوس على الفروة!!!...
و حديثاً فقد روت الرواة و سجلت تقنية المعلومات و الأجهزة الإلكترونية الذكية و الوسآئط الإجتماعية مشاهد معاصرة توثق جميع الإنتهاكات ضد الثوار و جموع الشعوب السودانية من قِبَل: مليشيات الجَنجَوِيد (الدعم السريع) و القوات النظامية المأتمرة بإمرة اللجنة الأمنية العليا لنظام الجماعة الإنقاذية المتأسلمة (الكِيزَان) و كتآئب الظل الكِيزَانِيَة إبان الفترة التي أعقبت خلع الطاغية البشير ، و كيف أن الجنود يتعمدون إسآءة و إستفزاز الثوار ، يُسَفِّهُون أحلامهم و يُقَتِّلُونَهم ، و قد سجلت إرتفاعات ملحوظة في الخطاب العنصري/الجهوي المتبادل بين مكونات الشعوب السودانية ، و قد رصدت تفاصيل الإنتهاكات و كَتلَات: (القيادة العامة) و (كولومبيا) و (بيوت الأشباح) و (خميس أبكر) و (نيالا) و (الجنينة) و (أم دَافُوق) و (العاصمة المثلثة) و (البَاقِير) و (مدني) و (الجزيرة) و ... و ... و ... ، و كيف أنها كانت تتم تحت صيحات التهليل و التكبير ، و حينئذ كان القادة العسكريون المتعددون (كَتَّالِين الكُتَلَة) يخاطبون الجنود و المواطنين عن: الأمور الربانية و الدولة المدنية و الديمقراطية و الحرية و العدالة و السلام و محاربة العلمانيين و خونة الوطن و العملآء الذين يسعون إلى الفتنة و تمزيق الوطن!!!...
و قد تبدل الحال في بلاد السودان و تغيرت الموازين ، و تفشى الجور و الظلم ، و تجاوزت الأمور حدود المعقول ، و هَاصَت و جَاطَت حتى قالت الناس:
الدنيا بِقَت كِيزَانِيَة جَنجِوِيدِيَة...
و قد قيل أن المضطرَ يفتشُ الرَّايحَة في خَشم التمساح و في رواية أخرى مؤخرة البقرة!!! ، و الشاهد هو أن البحث عن السلام و الأمن و الإستقرار في بلاد السودان قد يقود الزول السوداني و يضطره إلى عناق و مُقَادَلَة:
الزُّول القَمَعُو...
الزول النَّهَبُو...
الزول السارق دهبو...
الزول الضَّبَحُو...
الزول الوَاقَعَ بِتُّو و مَرَتُو...
الزول الكَاتِل وَلَدُو...
الزول الخَرَّب بلدو...
و قد وثقت و رصدت المصادر جماعات من السودانيين في بدل أنيقة يتبادلون (السلام) و التحيات و بصورة حميمية فيها العناق و المَقَالَدَة و الإبتسامات مع قآئد المليشيات التي إرتكبت الإنتهاكات و الفظاعات ، يتفاوضون معه حول: وقف الحرب و (مطر الحَصُو) و تفكيك الجيش و دولة ستة و خمسين (٥٦) و تأسيس دولة/دويلات الأمن و الحرية و الديمقراطية و السلام و العدالة!!!...
الخاتمة:
و قد ذكرت الرواة و المحدثون و آخرون أن الجيوش الغازية في طريقها إلى تقسيم بلاد السودان بما يوافق خارطة المنطقة الجديدة و ينسجم مع النظام العالمي الجديد ، و أن القوات الغازية هذه المرة لن تقتل الخليفة الجالس على فروته ، لكنها سوف تفاوض الأمير العآئد من البرزخ (البَعَاتِي) و صاحبه المرابط (اللَّابِد) في الثغر!!!...
و الحمد لله رب العالمين و أفضل الصلاة و أتم التسليم على سيدنا محمد.
فيصل بسمة
fbasama@gmail.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
رحبت بالمبادرة التركية .. الإمارات تدعم الجهود الدبلوماسية لإيجاد حل للأزمة في السودان
رحبت دولة الإمارات بالجهود الدبلوماسية لجمهورية تركيا الصديقة لإيجاد حل للأزمة الراهنة في السودان، والتي تمثل أيضا أولوية لدى دولة الإمارات، مشيرة إلى أن هذه الجهود تعكس التزام تركيا العميق بدعم السلام والاستقرار في المنطقة، والمساهمة في تعزيز العلاقات بين الدول، وأن دولة الإمارات على أتم الاستعداد للتعاون والتنسيق مع الجهود التركية وكافة الجهود الدبلوماسية لإنهاء الصراع في السودان وإيجاد حل شامل للأزمة.
وأكدت وزارة الخارجية، في بيان لها، على موقف دولة الإمارات الواضح والراسخ تجاه الأزمة، إذ أنّ تركيزها الأساسي انصبّ ولا يزال على الوصول إلى وقف فوري لإطلاق النار ووقف الاقتتال الداخلي الذي يجري في جمهورية السودان بين قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية في أسرع وقت، وعلى معالجة الأزمة الإنسانية الكارثية من خلال تقديم الدعم الإنساني والإغاثي العاجل للشعب السوداني الشقيق.
وأكدت الوزارة أن دولة الإمارات تعمل مع كافة الأطراف المعنية والشركاء الإقليميين والمجتمع الدولي من أجل إيجاد حل سلمي للصراع سعياً لوقف التصعيد وإطلاق النار، وبدء الحوار السوداني – السوداني الذي يضم جميع المكونات السياسية وأطراف النزاع ليحقق للشعب السوداني تطلعاته في التنمية والأمن والازدهار، مشددة على أهمية احترام أطراف النزاع التزاماتهم وفق إعلان جدة ووفق آليات منصة “متحالفون لتعزيز إنقاذ الحياة والسلام في السودان – ALPS “.
وأشارت الوزارة إلى أن غياب القوات المسلحة السودانية عن محادثات السلام الأخيرة التي شاركت فيها دولة الإمارات إلى جانب عدد من الدول والمنظمات الإقليمية والدولية عبر منصة “ALPS” في جنيف، يعد تجاهلاً صارخاً لمعاناة الشعب السوداني الشقيق، وعدم الرغبة في التعاون والانخراط في محادثات السلام لإنهاء الأزمة وتحقيق السلام الدائم.
وشددت على أهمية الحوار والتفاوض كسبيل وحيد لإنهاء الصراع وتأمين عملية سياسية وإجماع وطني نحو حكومة بقيادة مدنية، داعية كافة الأطراف المعنية للعودة إلى طاولة الحوار والمشاركة الفعالة في جهود إحلال السلام في السودان.
صحيفة الإمارات اليوم
إنضم لقناة النيلين على واتساب