تفوق الدعم السريع في الخطاب الاعلامي والسياسي
تاريخ النشر: 4th, January 2024 GMT
سابقاً نوهنا اكثر من مرة الفرق في الخطاب الاعلامي بين الطرفين لكن يبدو ان الامر لا يقف عند هذا الحد لاننا نتابع تحول كبير في الصراع السياسي ايضاً وتفوق واضح ايضاً للدعم السريع لكن في الحالتين سبب تفوق الدعم السريع ليس شطارة من الدعم بل بقدر اكبر ضعف وفشل من حكومة البرهان..
بغض النظر عن شرعية البرهان من عدمها العالم يتعامل مع المؤسسات الرسمية للدولة والجهة التي تحكم ومن المفترض ان هذا السلاح الاهم بيد البرهان لكنه حمل هذا السلاح واصاب نفسه في مقتل بسبب سوء التقدير والعشوائية والشعبوية في التعامل مع الملفات داخلياً وخارجياً.
البرهان بدلاً من استغلال هذه النقطة واستغلال التخوف الاقليمي من عدوى الحروب الاهلية وتخوف العالم من انهيار الامن والاستقرار في منطقة مهمة وحساسية المجتمع الدولي فيما يخص الاوضاع الانسانية وتحويل كل هذه النقاط لخلق اجماع دولي واقليمي خلف موقفه وحصار الدعم السريع سياسياً ترك البرهان الحبل على الغارب للجماعة المتطرفة لقيادة دفة الخطاب السياسي والاعلامي وهذه الجماعة تاريخها مبني اصلاً على استعداء العالم ولا يستطيعون العيش الا في ظل نظريات المؤامرة وخلق اعداء حتى لو وهميين وتبني خطاب الكراهية ضد الاخر وهذا ما حدث فعلاً.
عندما قام البرهان بجولة طويلة اقليمياً ودولياً بما فيها امريكا اعتقدنا ان البرهان يريد قلب الطاولة على الدعم السريع لكنه حرفياً ظهر في كل جولاته وكأنه قائد المليشيا وليس رئيس الدولة وقائد الجيش النظامي بل ان خطاباته كلها بما فيها خطابه امام اجتماع الجمعية العمومية للامم المتحدة كانت شعبوية هتافية لا تصدر من نشطاء السوشيال ميديا ولم يحمل للعالم اي رؤية حول الازمة وسبل علاجها ولم يعطي اي انطباع انه رجل دولة حريص على دولته وشعبه.
والكارثة الاكبر كانت عقب اجتماع الايقاد وبحضور كل المؤثرين الاقليميين والدوليين والتعهدات والالتزامات التي قدمها امامهم ثم القفز منها جميعاً.
هذه النقطة تحديداً اعطت مؤشرا واضحا للجميع داخلياً وخارجياً ان البرهان لا يملك من امره شيء وانه ليس رجل الحل ولا حتى رجل دولة وهذه المسألة التي يستغلها حميدتي في جولته الحالية ويكسب بها ارضاً واسعة سياسياً مع دول الاقليم وما سيكون له من اثر كبير على الموقف الدولي ككل.
ما يحدث الان ان حميدتي يظهر بمظهر رجل الدولة الاكثر مسؤولية والساعي للحل عكس البرهان الذي يبدو كرجل جماعة اكثر من كونه رئيس الدولة المسؤول عن ما يجري لشعبه ودولته.
ان تتفوق عليك مليشيا عمرها سنوات عسكرياً وسياسياً واعلامياً هذه فضيحة يتحملها البرهان لانه اختار ان يكون خادم الكيزان بدلاً من رئيس السودان.
هشام عباس
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
السيسي يستقبل البرهان في القاهرة
بحث الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني عبد الفتاح البرهان تطورات الأوضاع في السودان والعلاقات بين البلدين.
جاء ذلك خلال استقبال السيسي للبرهان في القاهرة، أمس الاثنين، على هامش أعمال الدورة 12 "للمنتدى الحضري العالمي".
وقال متحدث الرئاسة المصرية، في بيان، إن السيسي أكد على ضرورة وقف إطلاق النار بالسودان، كما تضمن اللقاء "تأكيد قوة ورسوخ الروابط التاريخية التي تجمع البلدين الشقيقين على المستويين الرسمي والشعبي".
وأضاف أن السيسي حرص على تأكيد استمرار الدعم المصري للسودان على كافة المستويات، للخروج من الأزمة التي يمر بها. وشدد "على موقف بلاده الثابت والساعي لوقف إطلاق النار وحقن دماء الأشقاء في السودان".
من جانبه، ذكر مجلس السيادة السوداني أن المباحثات بين البرهان والسيسي تناولت سبل تعزيز العلاقات ودعمها وتطويرها بما يخدم شعبي البلدين، ومجالات التعاون والقضايا ذات الاهتمام المشترك.
وقالت وكالة الأنباء السودانية إن رئيس مجلس السيادة أطلع الرئيس المصري، على آخر تطورات الأوضاع في السودان على خلفية "تمرد مليشيا الدعم السريع الإرهابية ضد الدولة ومؤسساتها".
وأكد "تقديره وكافة أبناء الشعب السوداني حرص مصر على وحدة وسلامة واستقرار البلاد من ناحية، ولاستضافة الشعب المصري لأشقائه السودانيين خلال الأزمة الحالية من ناحية أخرى".
البرهان عبر عن تفاؤله أمام منتدى القاهرة بقرب نهاية الحرب في السودان والشروع في إعادة الإعمار (مجلس السيادة السوداني) إصرار وتفاؤلوخلال كلمته أمام المنتدى أمس الاثنين أكد البرهان إصرار بلاده "شعبا وجيشا" على "الحفاظ على الدولة السودانية ومؤسساتها"، ومواجهة المخططات التي تستهدف وجود الشعب السوداني ودولته، معربا عن تفاؤله بقرب نهاية الحرب والشروع في إعادة الإعمار.
وندد البرهان -في كلمته- بما وصفها "انتهاكات" مليشيات الدعم السريع الإرهابية بحق الشعب السوداني، معتبرا إياها "حربا تستهدف وجوده ودولته، وحضارته وبنيته الأساسية ومكتسباته التي ظلت دوما في خدمة أشقاء السودان وجسرا للتعاون والتواصل والبناء ونقل وتبادل المنافع".
وبقيادة البرهان، يخوض الجيش السوداني منذ منتصف أبريل/نيسان 2023 حربا ضد قوات الدعم السريع التي يقودها محمد حمدان دقلو (الشهير بحميدتي)، الذي كان نائبا لرئيس مجلس السيادة قبل أن ينشب الخلاف بين الجانبين.
وأدت الحرب إلى أكثر من 20 ألف قتيل وما يزيد على 11 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة، في حين تتصاعد دعوات أممية ودولية لإنهاء الحرب بما يجنب السودان كارثة إنسانية بدأت تدفع ملايين إلى المجاعة والموت جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 13 من أصل 18 ولاية بالبلاد.