محمد فضل علي .. كندا
الدكتور عبد الله حمدوك الاكاديمي والموظف الاممي المعروف ورئيس الوزراء الانتقالي السابق في السودان اسندت اليه مع اخرين ادارة الفترة الانتقالية في اعقاب سقوط نظام المعزول عمر البشير في العام 2019 شهدت خلالها البلاد احداث جسيمة مثل مذبحة القيادة الجماعية لنفر من الشباب والمعتصمين السلميين مرورا بحادثة استهداف موكبه شخصيا بعبوة ناسفة تم اعدادها بعناية في احد مختبرات جهاز الامن والمخابرات السودانية لتكون مجرد رسالة له ولمن معه وليس قتله وذهب كل ماقيل عن التحقيق في تلك الحادثة والمشاركة المزعومة للمباحث الفيدرالية الامريكية فيها ادراج الرياح ولم يسمع الناس شئ عن نتائج التحقيق فيها حتي يومنا هذا .


ولاحديث عن ادارة ملف العلاقات الخارجية خلال تلك الفترة والخضوع التام لابتزاز الادارة الامريكية السابقة والاستجابة لمطالبها الغريبة بتسديد اموال ضخمة لافراد وجماعات بطريقة غير قانونية كتعويضات عن عمليات ارهابية لاتتحمل الدولة السودانية التبعات القانونية عنها بصورة مطلقة خاصة وقد اطاح الشعب السوداني بالنظام الذي تسبب فيها.
ولم يتوقف الامر بعد ذلك وتمت الاستجابة لشروط نفس الادارة الامريكية بالتوقيع علي اتفاقيات تشمل دولة اسرائيل اختير لها اسم الابراهمية كعنوان رئيسي بينما هي في الاصل عبارة عن مجرد مراسيم ورقية و تظاهرات علاقات عامة لاتسهم باي درجة في تحقيق السلام او وضع حد للصراع العربي الاسرائيلي بابعادة العقائدية الخطيرة والمخيفة .
فرض علي سودان تلك الايام الغاء قانون لمقاطعة اسرائيل تمت اجازته بواسطة برلمان منتخب وتم التوقيع علي اتفاقيات في ذات الصدد بدون تفويض وفي تجاوز قانوني ودستوري لصلاحيات الحكم الانتقالي وقد اكدت مجريات الامور والتطورات الاقليمية والعدوان الاسرائيلي علي قطاع غزة الفلسطينية والمهددات الراهنة للامن الاقليمي والعالمي ان ماذهبت اليه الحكومة الانتقالية السابقة ممثلة في وزارة العدل ووزير العدل الانتقالي قد ورط السودان في مسرحية هزيلة لامثيل لها في تاريخ السياسة الخارجية السودانية المعروفة بالتميز والعقلانية والرصانة خلال عقود طويلة .
وليس اخيرا الفشل الذريع للسلطة الانتقالية السابقة في التعامل مع القضايا العدلية والامنية والتعامل مع التركة المثقلة لادارة البلاد خلال ثلاثين عام واكثر بواسطة منظمة عقائدية واقلية نشطة ومنظمة مثل الحركة الاسلامية وحصر الامر في محاكمة قمة في الهزل بموجب عنوان اتهام غير صحيح ومحاكمة الرئيس المعزول وقيادات الحركة الاسلامية بتهمة تدبير انقلاب عسكري لم يكن له اي وجود في ليلة الثلاثين من يونيو 1989 كما جاء في الاعترافات الحية والمباشرة علي لسان الزعيم الاخواني حسن الترابي الرجل الذي اشرف علي التخطيط وتنفيذ العملية.
في الوقت الذي استمرت فيه جلسات المحاكمة الوهمية للمعزول البشير واخرين عادت قيادات الحركة الاسلامية باقامة قيادة ظل لادارة معركتها عبر حركة داخلية وخارجية علي الرغم من الضربة القوية والمؤلمة التي اصابت التنظيم بعد نجاح الثورة والانتفاضة الشعبية التي حازت علي اعتراف العالم كله بدوله ومنظماته في قارات العالم الخمس .
لقد عاد الدكتور عبد الله حمدوك الي الحياة العامة من جديد عبر كيان اقامة مع اخرين وسلطت عليه الاضواء بعد اجتماعة مع جنرال الدعم السريع الرجل الذي حير العالمين بنجاحه المذهل في توجيه ضربات غير مسبوقة للجناح العسكري للاسلاميين والتنظيم الخطير الذي نجح في الانقلاب علي نميري وتقويض نظامه بصورة تدريجية واختراق انتفاضة ابريل 1985 منذ يومها الاول وحتي اخر يوم في الحكومة الحزبية المنتخبة التي اطاحوا بها بكل سهولة ويسر ونجاحهم التام بعد ذلك في اخضاع واذلال السودانيين وحكمهم بالحديد والنار علي مدي عقود طويلة .
لم يتوقع احد ان يتسبب اعرابي من الصحراء ليست لدية اي خلفية سياسية او فكرية في زلزلة كيان الاسلاميين والحركة الاسلامية السودانية بثقلها وتاثيرها المعروف في حركة الاسلاميين الدولية والاقليمية والتي اجبرت مع اعوانها العسكريين والمدنيين علي اخلاء العاصمة القومية للبلاد بطريقة تحدث لاول مرة منذ تاسيس الدولة السودانية وحصرها في مدينة علي شؤاطي البحر الاحمر ظلت تدير منها معاركها الانتحارية الاخيرة حتي هذه اللحظات التي يتم فيه قصف المدن بالطيران وقتل المدنيين بدون تمييز .
السيد عبد الله حمدوك بمناشدته البرهان والتوسل اليه بتلك الطريقة ودعوته للاجتماع لوضع نهاية للحرب يعود للاسف الشديد الي سوء التقدير في قياس وتحليل مجريات الامور لكن هذه المرة في زمن حرب دامية لاتحتمل منطقة وسطي في التعامل مع مجريات الاموربدعوته لما وصفها بقيادة الجيش لاجتماع عاجل لبحث وقف الحرب هكذا بمنتهي السهولة وعلي الرغم من قيام قيادة الجيش المشار اليها باتهام العالم كله من عرب ومن عجم ودول ومنظمات بدعم ميليشيا الدعم السريع والتامر علي السودان في ظل انعدام اي مؤشر لوجود نوايا من جانبها لتوقيع اتفاق حد ادني لوقف الحرب وفي ظل قيامها بتبني خطاب الحركة الاسلامية في تفخيخ البلاد عبر الاستنفار والعودة الي التعبئة الجهادية المعتادة التي ظل يقوم بها نظام المعزول عمر البشير بتوجية من قيادة الحركة الاسلامية التي كانت تدير البلاد علي مدي ثلاثين عام ظلت تحتفظ خلالها بعمر البشير مجرد كائن صوري يرصع صدرة بالنياشين ومكلف بتلاوة كل مايصدر من مكاتب الحركة الاسلامية ظل يتراقص علي المنابر والمسارح هنا وهناك حتي اخر ساعات في زمن الاسلاميين وحكمهم البغيض .
اذا قبل البرهان دعوة السيد حمدوك للاجتماع لمناقشة وقف الحرب فستكون مجرد مناورة لكسب الوقت ليس اقل او اكثر .
علي السيد حمدوك وكل من يملك القدرة علي الفعل والمبادرة في دول المهجر ان يعملوا علي كسب الوقت من اجل سد حالة الفراغ السياسي ما استطاعوا الي ذلك سبيلا وان يستفيدوا من وضعهم خارج البلاد من اجل دعم مشروع ادارة سودانية في المهجر تقوم بالعمل مع المجتمع الدولي ومنظمة الامم المتحدة وحدها وليس الدول ووزرات الخارجية من اجل حماية وانقاذ ما يمكن انقاذه من المواطنيين وضحايا الحرب المتبقين علي قيد الحياة داخل السودان .  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الحرکة الاسلامیة عبد الله حمدوک

إقرأ أيضاً:

«السيسي» محذرا من حرب غزة: أي صراع عسكري قد يخرج عن السيطرة نتيجة أخطاء في التقدير

أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، أن لمصر دائما دورا إيجابيا، يستهدف تهدئة الصراعات و"إطفاء الحرائق"، موضحا أن هدف مصر وما يزال أن يتم التوصل إلى وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات إلى قطاع غزة وإطلاق سراح الرهائن، "وهو أمر ثابت لم يتغير".

وقال السيد رئيس الجمهورية - خلال زيارته التفقدية إلى الأكاديمية العسكرية المصرية اليوم، الجمعة، "حذرنا من استمرار الصراع لأن أي صراع عسكري، يمكن أن يخرج عن السيطرة، نتيجة عمل القوات والحسابات التي يمكن أن تحدث بها أخطاء في التقدير، مما يترتب عليه قرارات خاطئة".

وشدد على أن مصر - دائما - تميل إلى خيار السلام، مشيرا إلى أن الأموال التي تنفق في الحروب، يمكن - بدلا من ذلك - أن تنفق في البناء والتعمير والتنمية، وتابع قائلا: من "يكسب" في الحرب، فإن حجم الإنفاق الذي يقوم به، لكي يصل إلى هذا "المكسب"، يكون له تأثير كبير جدا على اقتصاده.

وأشار إلى أن مصر، أول دولة أبرمت "اتفاقية السلام" عام 1979، "ولنا تجربة رائعة في ذلك الوقت، فحينها لم يكن أي طرف يتحدث عن سلام أو اتفاقية للسلام، إلى أن طرح الرئيس الراحل أنور السادات، قضية السلام، لتكون محل نقاش كبيرا، وهو ما أحدث آثارا كبيرة جدا في ذلك الوقت، وبالتالي، فإن مصر دائما ما تميل إلى خيار السلام.

كما أكد رئيس الجمهورية أن مصر تبذل جهدا كبيرا خلال المرحلة الحالية، امتدادا للمراحل السابقة، لتثبيت وقف إطلاق النار، الذي تم التوصل إليه وإطلاق سراح الرهائن وإدخال المساعدات.

ولفت إلى أن مصر - خلال الفترة الماضية - كان لها طرح فيما يتعلق بإعادة إعمار قطاع غزة، رغم ما وقع من دمار كبير، "وقمنا بتجهيز هذا التصور بالتنسيق مع أشقائنا العرب، وقد عملت في هذا الموضوع جميع مؤسسات الدولة من وزارة التعليم العالي والإسكان والهيئة الهندسية، من أجل الخروج بوثيقة متكاملة على مختلف الأصعدة، لاسيما الصعيد الفني، لتكون قابلة للتنفيذ إذا ما أتيحت الفرصة لذلك".

وأضاف أنه جرت خلال القمة العربية غير العادية قبل أيام مناقشة هذا الموضوع، لتصبح هذه الخطة، "خطة عربية"، بعدما أقرتها الدول العربية كلها خلال القمة التي استضافتها مصر لبحث إعادة اعمار غزة.

إلى ذلك، أكد ر ئيس الجمهورية، حرصه على زيارة الأكاديمية العسكرية المصرية، للاطمئنان على طلابها وتهنئتهم بمناسبة شهر رمضان المبارك، وطمأنتهم على الأوضاع في البلاد والمنطقة، لافتا إلى أن مدير الأكاديمية يطلعه - دائما وبشكل دوري وأحيانا يومي - على تطور العملية التعليمية والتدريبية في الأكاديمية.. وقال إنه كان يتحدث مع "مثلث القيادة".

وأشار إلى أن التطور سمة من سمات العصر، ولا يجب أن يعتقد أحد أن "الموجود" هو الأفضل، وأنه سيستمر على ما هو عليه، ربما يكون ذلك هو الأفضل حاليا لكنه يجب أن يتطور ليصبح أفضل.

مقالات مشابهة

  • خبير عسكري: المشهد في سوريا يزداد تعقيدًا والتدخلات الخارجية تهدد استقرار المنطقة
  • خبير عسكري: المشهد في سوريا يزداد تعقيدا والتدخلات الخارجية تهدد استقرار المنطقة
  • وفاة حاتم حسن بخيت مدير مكتب الرئيس السوداني السابق عمر البشير
  • المفتي: الصلاة على النبي ليست مجرد ذكر مستحب بل ضرورة حياتية.. فيديو
  • المفتي: الصلاة على النبي ليست مجرد ذكر مستحب بل ضرورة حياتية
  • رئيس أساقفة الكنيسة الأسقفية : يسوع ليس مجرد اسم ننطقه بل قوة تمنح الحياة
  • عقار يعود إلى البلاد بعد زيارة رسمية إلى يوغندا ولقاء موسيفيني
  • «السيسي» محذرا من حرب غزة: أي صراع عسكري قد يخرج عن السيطرة نتيجة أخطاء في التقدير
  • رمضــان.. تجــارب أولى وذكريات تبقــــى وزمــن لا يعــود
  • السيد تسملت من الزعتري كتابا عن دار الايتام الاسلامية ودعوة للمشاركة في افطارها