شهدت مدينة كرمان في إيران انفجاران هزوا أركان المدينة التي كانت تستعد لذكري وفاه قائد الحرس الثوري السابق قاسم سليماني، حيث وقع الانفجاران بالقرب من قبرة وفي منطقة مزدحمة بالمواطنين مما أدي إلى مقتل حوالي 95 مواطن إيراني وإصابة العشرات. 

تفجير كرمان الهدف الأساسي وراء هذا التصعيد

وجاء هذا بعد يوم واحد من اغتيال صالح العاروري، القيادي في حركة المقاومة الفلسطينية حماس، خلال اجتماع في الضاحية الجنوبية ببيروت، معقل جماعة حزب الله المرتبطة بطهران.

وعن جر إسرائيل إيران في الحرب، قال الدكتور أحمد سيد أحمد، خبير علاقات دولية والشؤون الأمريكية، إن اعتماد إسرائيل وتغير استراتيجيتها بجوار الاغتيالات كما حدث مع صالح العاروري رئيس المكتب السياسي في بيروت وفي الضاحية الجنوبية وفي حزب الله او اغتيال قبل ذلك عناصر من إيران كما تم اغتيال وقتل الحرس الثوري الإيراني رضا الموسوي ثم تفجير كرمان قرب من مقبرة قاسم سليماني تعكس أمرين.

وأوضح سيد ـ في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن إسرائيل بدأت تلجأ الي فكرة الاغتيالات والتركيز على هذه السياسة مرة أخرى بعد الضغوط الأمريكية في احداث تحول نوعي في العمليات السكرية في غزة والانتقال الي نوعية تقوم على استهداف قادة حماس وهذه من ناحية، ومن ناحية أخرى تستند الي توسيع جبهة الصراع سواء في لبنان او مع إيران ولذلك اعتبارات تخص حكومة نتنياهو.

أنباء عن وقوع حادث جديد في كرمان بعد يوم من التفجيرات بسبب الغرب.. أول تعليق من روسيا على تفجيرات مدينة كرمان بـ إيران

وتابع: حكومة نتنياهو تعلم ان الضغوط الداخلية تحاسبها وهي التي تحدد مستقبلها السياسي التي على وشك الانهيار، وبالتالي حكومة نتنياهو تحاول إطالة امد الحرب بأكبر ما يممكن والاستمرار في سواء حرب غزة او توسيع واشتغال جبهات أخرى في لبنان او مع إيران بشكل مباشر او مع سوريا لمحاولة انقاذ هذه الحكومة من المحاسبة وهذا الهدف الأساسي وراء هذا التصعيد.

إسرائيل لن تنجح في توسيع الصراع

واكد خبير العلاقات الدولية أن إسرائيل لن تنجح في توسيع وجر هذه الجبهات للصراع لاعتبارات عديدة وهي:

ــ عدم حماس الجانب الأمريكي بتوسع الصراع لان هذا سيضر بمصالحها في المنطقة معقبا: كما رأينا في تهديد الملاحة في البحر الأحمر من قبل الحوثيين لذلك تسعى أمريكا للاحتواء خوفا بان الصراع بين إيران وإسرائيل سيشكل حربا واسعة.

ــ بجانب رد الفعل المنضبط من جانب حزب الله الذي لا يريد توسيع الصراع.

ــ إيران لا تريد الدخول في الصراع مع إسرائيل لأنها تعلم ان الدخول معها في الصراع يدفعها لدخول في صراع مع أمريكا، وبالتالي هدف إسرائيل هو السعي نحو توسيع الصراع لإشعال واستمرار في الحكم وإنقاذ مستقبلها السياسي والهروب من المحاسبة والمحاكمة بسبب فشلها في غزة وفي 7 أكتوبر.

واختتم حديثة قائلا: حكومة نتنياهو لن تنجح بتوسيع الصراع بشكل كبير بسبب اعتبارات خاصة ب حرص الأطراف الأخرى بعدم توسيع الصراع سواء أمريكا او حزب الله او إيران.

دكتور أحمد سيد احمد إيران تتوعد برد قاس وحتمي

ونشرت وكالة "مهر" للأنباء مقطع فيديو يظهر لحظة وقوع الانفجار قرب تجمع لآلاف الأشخاص إحياء لذكرى سليماني.

وأعلن التلفزيون الرسمي الإيراني بداية عن سماع دوي انفجار قرب مسجد صاحب الزمان في محافظة كرمان بجنوب إيران، حيث توجد مقبرة سليماني، وفي وقت لاحق، أفاد التلفزيون عن سماع دوي انفجار ثاني في المكان ذاته.

ووصف وزير الداخلية الإيراني أحمد وحيدي إن الهجوم مؤامرة جديدة وتوعد بأن تقابل ذلك بشكل ساحق وعاجل.

الولايات المتحدة وإسرائيل

وبدوره شدد المرشد الإيراني علي خامنئي على أن منفذي هجوم كرمان سيكونون هدفا أكيدا للرد والعقاب العادل.

بيان عاجل من الحرس الثوري الإيراني بشأن تفجيرات كرمان إيران: بدأنا إجراءات قانونية وخاطبنا الأمم المتحدة لملاحقة منفذي انفجاري كرمان

ومن جانبه، قال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني إسماعيل قآني إن هجوم كرمان تم تأمينه عن طريق الولايات المتحدة وإسرائيل.

ويذكر أن رغم التزام إسرائيل الصمت إزاء تفجيري كرمان وعملية اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي في حركة حماس صالح العاروري، إلا أن الهجوم تزامن مع تصريحات وزير الخارجية يسرائيل كاتس عن حرب عالمية ثالثة تخضوها إسرائيل ضد إيران.

انفجار كرمان 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: ايران تفجير كرمان صالح العاروري حزب الله سليماني الحرس الثوري الإيراني حکومة نتنیاهو الحرس الثوری توسیع الصراع حزب الله

إقرأ أيضاً:

ما هدف الاحتلال من توسيع المنطقة العازلة بغزة وزيادة عدد المحاور؟

قال الخبير العسكري والإستراتيجي العميد إلياس حنا إن توسع الاحتلال الإسرائيلي للمناطق العازلة حول قطاع غزة وزيادة عدد المحاور الفاصلة هو تكتيك يخدم إستراتيجية تهدف إلى التدمير والتهجير، وصولا إلى فرض واقع جغرافي جديد يعيق أي شكل من أشكال المقاومة.

وأوضح حنا -في تحليل للمشهد العسكري بقطاع غزة- أن الجيش الإسرائيلي يعتمد سياسة الضغط الطولي والعرضي، إذ تم التوافق سابقا على منطقة عازلة بعمق 700 متر، وفي بعض المواقع وصلت إلى 1100 متر، لكن المعطيات الحالية تشير إلى مناطق عازلة أكثر عمقا واتساعا.

وأشار إلى أن هذه التوسعات تعكس هدفا سياسيا معلنا يتعلق بإبعاد السكان الفلسطينيين وتدمير البنية التحتية بشكل ممنهج، مستشهدا بتصريحات سابقة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس عن نية الاحتلال الاستمرار في هذه السياسة.

ويأتي هذا التصعيد بعد أسابيع من عمليات عسكرية مكثفة نفذها الجيش الإسرائيلي في مناطق الشجاعية وجباليا، حيث سعى إلى تقطيع أوصال القطاع عبر محاور متعددة، أبرزها محور "نتساريم" الذي يمثل العمود الفقري لهذه الإستراتيجية.

ويمتد محور "نتساريم" على مساحة تقديرية تتراوح بين 54 و63 كيلومترا مربعا، بعرض يتراوح بين 6 و7 كيلومترات وعمق يصل إلى 9 كيلومترات، مما يمنح جيش الاحتلال مرونة للتحرك شمالا وجنوبا.

إعلان

وبحسب حنا، فإن التوسع في استخدام محاور كـ"كيسوفيم" و"فيلادلفيا" يكشف رغبة إسرائيل في عزل المناطق الفلسطينية عن بعضها، لضمان التعامل مع كل منطقة على حدة وتقويض أي تنسيق محتمل بين خلايا المقاومة المنتشرة في القطاع.

تقطيع خطوط الدعم

وأضاف أن السيطرة الإسرائيلية على نحو نصف مساحة قطاع غزة، مع استثناء محافظة رفح، يوضح مدى التغلغل الجغرافي الذي يهدف إلى السيطرة الميدانية وتقطيع خطوط الدعم والاتصال بين المدن والمخيمات الفلسطينية.

وسلط حنا الضوء على دور الفرقة 36 في تنفيذ هذه العمليات، موضحا أنها من أوائل الفرق التي دخلت غزة منذ بداية الحرب، وصدرت عنها أوامر مباشرة بتدمير شامل، حيث تُعتبر كل حركة هدفا معاديا مهما كانت طبيعتها، كما حصل في شمال القطاع.

وأشار إلى أن نفس الفرقة تقاتل الآن في مناطق مثل "تل السلطان" و"حي الجنينة"، حيث تتكرر مشاهد التدمير الكامل التي لم تترك بنية صالحة للعيش أو عودة المدنيين إلى منازلهم.

وأرجع حنا كثرة الشهداء المدنيين مؤخرا إلى واقع العودة الجزئية لسكان الجنوب عقب انتهاء الهدنة، إذ وجد كثيرون أنفسهم في مناطق مدمرة لا تصلح للسكن، مما جعلهم عرضة مباشرة للقصف والاستهداف، خصوصا في أماكن مثل خزاعة وخان يونس.

واعتبر أن هدف الاحتلال من هذا التدمير الواسع هو فرض معادلة تمنع عودة السكان إلى بيوتهم، عبر إزالة كل ما يمكن أن يُعيد الحياة، من ماء وغذاء ومرافق صحية، وبالتالي حصر المدنيين في مناطق معزولة مثل "المواصي"، التي يُشار إليها كمنطقة آمنة.

وخلص حنا إلى أن تصريحات نتنياهو وكاتس التي تتحدث عن "البقاء إذا لم تُلب المطالب" تُترجم ميدانيا إلى سياسات تفريغ السكان وتدمير المناطق، بما يهيئ الأرضية لبقاء طويل الأمد.

مقالات مشابهة

  • ما هدف الاحتلال من توسيع المنطقة العازلة بغزة وزيادة عدد المحاور؟
  • تقرير: إسرائيل قلقة من تقارب السودان مع إيران
  • إسرائيل تنشر رسالة “خطيرة” بعثها السنوار إلى قادة “القسام” والحرس الثوري الإيراني قبل “طوفان الأقصى”
  • إرث أسبوع أبريل الأول بين ولادة الناتو وأشهر عملية اغتيال
  • مسؤول إسرائيلي: نتهيأ لارتكاب إيران خطأ وإطلاقها مئات الصواريخ على إسرائيل
  • إسرائيل تكشف عن رسائل سرية بين إيران والسنوار.. وطلب بـ500 مليون دولار
  • قتلى بغارة إسرائيلية في لبنان.. والقوّات الإسرائيلية تواصل التوغّل بالجنوب
  • كيف تتحضر إسرائيل للحرب الشاملة ومهاجمة إيران؟
  • إدانة فلسطينية لمشاهد اغتيال مسعفي غزة ومطالبات بمحاسبة إسرائيل
  • دعم أوروبي لطروحات واشنطن بشأن توسيع لجان التفاوض اللبنانية الإسرائيلية