ضرب لبنان وتفجير إيران.. هل تسعي إسرائيل لجر أطراف آخري لحرب غزة؟
تاريخ النشر: 4th, January 2024 GMT
شهدت مدينة كرمان في إيران انفجاران هزوا أركان المدينة التي كانت تستعد لذكري وفاه قائد الحرس الثوري السابق قاسم سليماني، حيث وقع الانفجاران بالقرب من قبرة وفي منطقة مزدحمة بالمواطنين مما أدي إلى مقتل حوالي 95 مواطن إيراني وإصابة العشرات.
وجاء هذا بعد يوم واحد من اغتيال صالح العاروري، القيادي في حركة المقاومة الفلسطينية حماس، خلال اجتماع في الضاحية الجنوبية ببيروت، معقل جماعة حزب الله المرتبطة بطهران.
وعن جر إسرائيل إيران في الحرب، قال الدكتور أحمد سيد أحمد، خبير علاقات دولية والشؤون الأمريكية، إن اعتماد إسرائيل وتغير استراتيجيتها بجوار الاغتيالات كما حدث مع صالح العاروري رئيس المكتب السياسي في بيروت وفي الضاحية الجنوبية وفي حزب الله او اغتيال قبل ذلك عناصر من إيران كما تم اغتيال وقتل الحرس الثوري الإيراني رضا الموسوي ثم تفجير كرمان قرب من مقبرة قاسم سليماني تعكس أمرين.
وأوضح سيد ـ في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن إسرائيل بدأت تلجأ الي فكرة الاغتيالات والتركيز على هذه السياسة مرة أخرى بعد الضغوط الأمريكية في احداث تحول نوعي في العمليات السكرية في غزة والانتقال الي نوعية تقوم على استهداف قادة حماس وهذه من ناحية، ومن ناحية أخرى تستند الي توسيع جبهة الصراع سواء في لبنان او مع إيران ولذلك اعتبارات تخص حكومة نتنياهو.
وتابع: حكومة نتنياهو تعلم ان الضغوط الداخلية تحاسبها وهي التي تحدد مستقبلها السياسي التي على وشك الانهيار، وبالتالي حكومة نتنياهو تحاول إطالة امد الحرب بأكبر ما يممكن والاستمرار في سواء حرب غزة او توسيع واشتغال جبهات أخرى في لبنان او مع إيران بشكل مباشر او مع سوريا لمحاولة انقاذ هذه الحكومة من المحاسبة وهذا الهدف الأساسي وراء هذا التصعيد.
إسرائيل لن تنجح في توسيع الصراعواكد خبير العلاقات الدولية أن إسرائيل لن تنجح في توسيع وجر هذه الجبهات للصراع لاعتبارات عديدة وهي:
ــ عدم حماس الجانب الأمريكي بتوسع الصراع لان هذا سيضر بمصالحها في المنطقة معقبا: كما رأينا في تهديد الملاحة في البحر الأحمر من قبل الحوثيين لذلك تسعى أمريكا للاحتواء خوفا بان الصراع بين إيران وإسرائيل سيشكل حربا واسعة.
ــ بجانب رد الفعل المنضبط من جانب حزب الله الذي لا يريد توسيع الصراع.
ــ إيران لا تريد الدخول في الصراع مع إسرائيل لأنها تعلم ان الدخول معها في الصراع يدفعها لدخول في صراع مع أمريكا، وبالتالي هدف إسرائيل هو السعي نحو توسيع الصراع لإشعال واستمرار في الحكم وإنقاذ مستقبلها السياسي والهروب من المحاسبة والمحاكمة بسبب فشلها في غزة وفي 7 أكتوبر.
واختتم حديثة قائلا: حكومة نتنياهو لن تنجح بتوسيع الصراع بشكل كبير بسبب اعتبارات خاصة ب حرص الأطراف الأخرى بعدم توسيع الصراع سواء أمريكا او حزب الله او إيران.
ونشرت وكالة "مهر" للأنباء مقطع فيديو يظهر لحظة وقوع الانفجار قرب تجمع لآلاف الأشخاص إحياء لذكرى سليماني.
وأعلن التلفزيون الرسمي الإيراني بداية عن سماع دوي انفجار قرب مسجد صاحب الزمان في محافظة كرمان بجنوب إيران، حيث توجد مقبرة سليماني، وفي وقت لاحق، أفاد التلفزيون عن سماع دوي انفجار ثاني في المكان ذاته.
ووصف وزير الداخلية الإيراني أحمد وحيدي إن الهجوم مؤامرة جديدة وتوعد بأن تقابل ذلك بشكل ساحق وعاجل.
الولايات المتحدة وإسرائيلوبدوره شدد المرشد الإيراني علي خامنئي على أن منفذي هجوم كرمان سيكونون هدفا أكيدا للرد والعقاب العادل.
ومن جانبه، قال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني إسماعيل قآني إن هجوم كرمان تم تأمينه عن طريق الولايات المتحدة وإسرائيل.
ويذكر أن رغم التزام إسرائيل الصمت إزاء تفجيري كرمان وعملية اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي في حركة حماس صالح العاروري، إلا أن الهجوم تزامن مع تصريحات وزير الخارجية يسرائيل كاتس عن حرب عالمية ثالثة تخضوها إسرائيل ضد إيران.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: ايران تفجير كرمان صالح العاروري حزب الله سليماني الحرس الثوري الإيراني حکومة نتنیاهو الحرس الثوری توسیع الصراع حزب الله
إقرأ أيضاً:
معاريف: إسرائيل تنتظر الدعم الأمريكي لمهاجمة إيران وترامب له رأي آخر
سلطت كاتب إسرائيل الضوء على سيناريوهات التعامل الأمريكي والإسرائيلي المشترك مع الملف النووي الإيراني، في ضوء سياسة أقصى الضغوط التي يقودها الرئيس الأمريكي ضد طهران.
وقال المحلل السياسي في صحيفة "معاريف" ران أدليست، إن القضية النووية الإيرانية هي جزء من لعبة معقدة تجمع بين التهديدات العسكرية، والمناورات الدبلوماسية، والتسريبات الإعلامية.
ولفت إلى أنه رغم التصعيد اللفظي، تظل الخيارات العسكرية محدودة بسبب قيود الدعم الأمريكي والخوف من تداعيات واسعة. وفي الوقت ذاته، تواجه "إسرائيل" ضغوطًا دولية متزايدة للشفافية بشأن قدراتها النووية.
وحول احتمالية هجوم إسرائيلي على إيران، أشار أدليست إلى ما قاله دان شابيرو، السفير الأمريكي السابق لدى "إسرائيل"، في مؤتمر أمني حين رجح شن هجوم إسرائيلي على إيران خلال العام الحالي.
وقال إن الهجوم يتطلب دعمًا أمريكيًا، خاصة فيما يتعلق بالقنابل الخارقة للتحصينات والطائرات القادرة على حملها، وهو ما ترفضه إدارة ترامب، مثلما رفضته إدارة بايدن.
وحول أسلوب الضغط والحرب الإعلامية، لفت أدليست إلى تسريبات وسائل الإعلام مثل "وول ستريت جورنال" والتي أشارت إلى أن "إسرائيل" تدرس مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية، معتبرة أن "نافذة الفرصة" تضيق.
ويعتقد المحلل السياسي أن هذه التسريبات تهدف إلى الضغط على إيران لقبول اتفاق نووي جديد أفضل من اتفاق أوباما، بدلًا من المضي في تطوير برنامجها النووي.
"ويفضل دونالد ترامب الحلول الدبلوماسية ويدعو للمفاوضات بدلًا من التصعيد العسكري، لكن
بنيامين نتنياهو يستخدم التهديدات بشكل مستمر منذ سنوات لإظهار نفسه كحامٍ لإسرائيل، ولكن دون تنفيذ عمليات حقيقية بسبب القيود العسكرية والسياسية".
وحذر أدليست من أن تؤدي التوترات المتصاعدة إلى قرارات كارثية إذا شعر أحد الأطراف بالخطر الوجودي. مشيرا إلى أن نتنياهو يصف القضية بأنها "حرب من أجل الوجود"، مما يزيد من احتمالية اتخاذ خطوات غير متوقعة.