شبكة اخبار العراق:
2025-07-13@07:24:23 GMT

ستراتيجيَّة الدفاع.. الأدب في الحرب

تاريخ النشر: 4th, January 2024 GMT

ستراتيجيَّة الدفاع.. الأدب في الحرب

آخر تحديث: 4 يناير 2024 - 1:17 مضحى عبدالرؤوف المل يدخل الكاتب الحرب ذهنيا، فيقاوم عكس عقارب الساعة أو دوران الزمن كما يقال. إذ تصبح الكلمة بالنسبة له هي المدافع الشرس عن أفكاره رغم ضراوتها في نفسه، إلا أنه يتجه عقليا نحو الكلمة بعمق غير عاطفي أحيانا، إلا أنها أي الكلمة تعصف تاريخياً، فأغلب أعمال الكتاب في الأدب عن الحرب استمرت وما زالت تقرأ كلما وقعت الحروب في منطقة ما، وعلى أرض احترقت كما الحال عندما وقع خراب هيروشيما وما نتج عنه من كارثة إنسانية كبرى، فيتحرر من قيود قواعد الحرب العسكرية ليدخلها عبر خطته الذهنية الخاصة.

 فاستراتيجية الحرب من خلال الأدب بالنسبة للكاتب هي واقع السرد الفعلي وقوته في التأثير عبر الزمن، والتفكير في المعنى المُخضب برؤية مستقبلية يستمدها من التحليلات العميقة والمعقدة فيه وفي القرارات التي أدت للحرب، وبجرأة مباشرة وأحيانا يستتر تحت رداء أبطاله أو خلف المعنى القصصي، والذي غالباً ما نكتشف من خلاله تأثير الحرب السىء على المدنيين، وقبل ذلك على المحاربين أنفسهم أثناء الحرب وبعد الانتهاء منها. فهل يحارب الكاتب ذهنياً طواحين الحرب الشرسة بشكل فردي أو بمعنى آخر بأحادية غير ثابتة قابلة للتطور عبر التاريخ مع صعوبة إبراز اخلاقيات الحروب من دون تشفير أو مساوئ تأثيراتها على المقاتل بعد انتهاء الحرب، وكيفية عودته إلى الحياة الطبيعية بعد ذلك دون اختلال نفسي أو حتى عصبي أو من خلال عودته للأنضمام إلى المجتمع بسلام؟ وهل الطب النفسي في أدب الحروب مارسه الكثير من الكتاب على مر التاريخ، ولو برؤية مصغرة منذ الحرب العالمية حتى الآن؟ أم أن روايات غسان كنفاني أصبحت تاريخاً لفلسطين أولا ومن ثم عربيًّا وغربيًّا حتى؟ وهل ما كتب عن الحرب اللبنانية كان قادراً على منح الصورة الشرسة لتلك الحرب كما جاء في كتابات الياس العطروني مثل عروس الخضر؟ أم أن روايات الحرب السورية في بعض منها أمسكت نفسيا بالخيوط كما يجب وبقيت على جسر الحقيقة المرة والدمار على الصعيد النفسي والاستراتيجي؟ وهل يمكن أن يتصالح كاتب العصر الحديث مع كاتب العصر القديم من خلال بناء ستراتيجية الدفاع في الحرب من خلال الأدب بشكل موحّد أو بمعنى آخر بشكل يركز نفسياً على وقائع سرد الحروب وتأثيرها على المدنيين والمحاربين معاً؟ وإن كثُرت تساؤلاتي هنا، إلا أن الحرب الذهنية من خلال الأدب هي الحرب التي تُزهق فيها الأرواح بشراسة وهمجية تنفلت فيها المعايير الإنسانية.
يتردد صدى الحروب روائياً في الزمن المعاصر، فنكتشف من خلال الأدب صدماتها المؤذية جداً والتي تصاحب المجتمعات على مر السنين، ولا تُشفى الجروح تماما كالذين تُبتر أطرافهم أو يخسرون الكثير من أملاكهم أو يخسرون عائلاتهم بكثير منهم في ذاكرة يفتحونها لإبراز الصراعات المختلفة، وبقوة دفاعية عن الإنسان بالمطلق بغض النظر عن انتمائه الطائفي أو المذهبي، فالحروب وإن كانت لتحقيق مكاسب لمن يشنها إلا أنها تدمر البنية الإنسانية، وفي يومنا هذا نرى الكثير مما يؤلم فوتوغرافياً وتشكيلياً وصحفياً، وحتى في قصص قصيرة تسجل الإحساس الإنساني القلق على مصير الحياة برمتها، ولا ننسى هنا سينمائيا أيضا لبث الوعي لجمهور يهتم سينمائيا بأفلام الحروب، كما هي الحال مع الكثير من الأفلام أبرزها فيلم القناص للمخرج أنطوان فوكوا وكتابة جوناثان ليمكين، واستناداً إلى رواية عام 1993 بعنوان “قطة التأثير” بقلم ستيفن هنتر. فهل تبقى هذه الأعمال الأدبية والفنية شاهداً عندما يضمحل الزمن ويرحل عنه آخر مقاتل من الحياة باعتباره الشاهد على مأساوية المعارك؟ وهل فيلم « the pianist « أرشف قوة الإنسانية وعظمتها في الحروب الأكثر دموية حدثت على الأرض؟ أم أن الكاتب صنع ذهنيا ستراتيجيَّة حربية بصرية قوية تستمر عبر الزمن؟ وهل من مصداقية في ذلك فعلا؟
ما بين الحقيقة والخيال خيوط بالجمع وليس بالمفرد تجعلنا نتمسك بستراتيجية الدفاع لكل كاتب ترك بصمته في الحروب وصدماتها، ونتابع ما كتبوا بأهمية قصوى عن عواقب الحروب قبل أسبابها، وبشكل كارثي يعيدنا إلى همجية غير محمودة تجرجرنا نحو الفناء. فهل ما قاله بول فاليري أصبح كعلم يرفرف في أجواء الحروب “نحن الحضارات الأخرى نعرف الآن أننا فانون”؟ أم أن الإرث الأدبي عن الحروب الوفير هو بمثابة تحذيرات للإنسانية من خطر الحروب بجميع سلبياتها؟ وهل هذه هي الحرب الحقيقية ذهنياً؟ وإذا كان الأمر كذلك ماذا عن رواية سارقة الكتب لماركوس زوساك، وهل الحرب في الأدب الروائي يستدعي شن الحروب الذهنية بقوة لتكون متعادلة بين الأطراف من حيث الفعل وردة الفعل؟ أم أن أدب آن فرانك في يومياتها تجعلنا نتمسك بمقولتها “لا أريد أن أعيش عبثاً مثل معظم الناس. أريد أن أكون مفيدة وأجلب المتعة لجميع الناس. حتى أولئك الذين لم أقابلهم من قبل. أريد الاستمرار في العيش حتى بعد موتي”. وهل في المذكرات عن الحروب لقادة من العسكريين تحديداً وتابعناهم ما يُشفي الصدور في الأدب؟

المصدر: شبكة اخبار العراق

كلمات دلالية: إلا أن

إقرأ أيضاً:

انطلاق الموسم الأدبي الجديد بنوادي الأدب بأسيوط

 

 

 

انطلق الموسم الأدبي الجديد بنوادى الأدب بمحافظة أسيوط وحيث شهد بيت ثقافة القوصية لقاءً أدبيًا مميزًا تم خلاله مناقشة ديوان أناشيد الذات والمقاومة للشاعر عبد الغني مسعود، رئيس مجلس إدارة نادي أدب القوصية، وعضو اتحاد كتاب مصر،. أحد الأصوات الشعرية التي تحمل في طياتها عمقًا إنسانيًا وروحيًا فريدًا.

وجاء هذا اللقاء ضمن خطة الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان  وبإشراف الكاتب محمد ناصف نائب رئيس الهيئة، والدكتور مسعود شومان رئيس الادارة المركزية للشئون الثقافية بالهيئة، لتنشيط الحركة الأدبية وتقديم تجارب إبداعية تُعبر عن قضايا الإنسان والمجتمع فى آنٍ واحد وضمن خطة الإدارة المركزية لإقليم وسط الصعيد الثقافي برئاسة  جمال عبدالناصر مدير عام الإقليم وفرع ثقافة أسيوط برئاسة خالد خليل، وبيت ثقافة القوصية برئاسة ياسر ماهر، ونادى أدب القوصية برئاسة الشاعر عبدالغنى مسعود، وبإشراف الشاعر اشرف رشاد حامد.

واستعرض الأدباء الشاعر احمد الشافعى رئيس نادى أدب أسيوط الجديدة، والاديبة الدكتورة هند مكرم رئيس نادى أدب ديروط، والشاعر وليد حشمت، والشاعر مدثر الخياط رئيس مجلس إدارة نادي الادب المركزى بأسيوط، والشاعر جابر الزهيرى، خلال المناقشة المضامين الشعرية للديوان، والتي تنوعت ما بين الذاتية والتأملية، إلى جانب البعد المقاوم الذى يتجلى فى رفض القهر بكل صوره فى فلسطين الحبيبة

وقد تناول الشافعى كيف نجح الشاعر فى المزج بين الرؤية الفردية والتجربة الجمعية، حيث ظهرت قصائده وكأنها تنبع من القلب لكنها تحمل هموم وطن بأكمله.

وناقشت هند مكرم اللغة الشعرية التي تميز بها مسعود،فى أنها تتسم بالبساطة والصدق،  إلى جانب الإشادة بالموسيقى الداخلية للنصوص، والقدرة على التقاط التفاصيل الصغيرة وتحويلها إلى مشاهد شعرية ناطقة.

وكما أشار الشاعر وليد حشمت إلى حضور الرموز الدينية والثقافية التي استعان بها الشاعر لتعزيز فكرته عن الذات التي تقاوم وتتشبث بالأمل رغم الانكسارات.

وأثنى الشاعر جابر الزهيرى على ديوان  اناشيد الذات والمقاومة "والذى ناقش القضية الفلسطينية في أبهى صورة لها، متضمنًا العديد من القصائد الشعرية الوطنية

وتحدث عبد الغني مسعود عن تجربته الشعرية، وعن الدوافع التي قادته إلى كتابة هذا الديوان، مؤكدًا أن المقاومة تبدأ من الداخل، من مقاومة اليأس والخذلان، وأن الشعر بالنسبة له هو فعل بقاء واستمرار فى وجه التآكل.

و أعرب الشاعر مدثر الخياط عن سعادته ببدء الموسم بهذا اللقاء الملهم، على أن تتواصل مثل هذه الفعاليات التي تعيد إلى الأدب مكانته كرافعة للوعي ومحفز على التأمل والمقاومة الإيجابية.

 

وكما شهد بيت ثقافة منفلوط لقاءً مميزًا ضمن فعاليات نادي الأدب، حيث تم مناقشة أحد أهم وأقدم الكتب النقدية في التراث العربي، وهو كتاب "طبقات فحول الشعراء" للمؤلف ابن سلام الجمحي، أحد أعلام القرن الثالث الهجري في النقد والأدب، ضمن برامج وزارة الثقافة

وجاءت هذه المناقشة في إطار اهتمام نادي أدب منفلوط بإحياء التراث الأدبي وتحفيز الأعضاء والجمهور على الغوص في أعماق الكتب المؤسسة للفكر النقدي العربي، ونفذها بيت ثقافة منفلوط برئاسة الشاعر بهاء توفيق، ضمن خطة نادى أدب منفلوط برئاسة الأديب الدكتور يحيى القفاص

وتناول الدكتور رمضان حسانين استاذ الادب والنقد بجامعة الأزهر بأسيوط، خلال اللقاء بدأه بأهم القضايا التي تناولها ابن سلام وعلي رأسها قضية الانتحال ثم تناول ترتيب ابن سلام للشعراء وتقسيمهم إلي طبقات حسب الترتيب الزمني وتصنيفهم حسب غزارة الإنتاج وجودة الشعر وتعدد الأغراض التي يكتب فيها الشاعر  ثم تعرض للمآخذ التي أخذت علي الكاتب  

وبينما ناقش القيمة العلمية لهذا الكتاب باعتباره أول محاولة ممنهجة لتصنيف الشعراء العرب في طبقات وفقًا لمعايير نقدية دقيقة، تعكس فهمًا عميقًا لطبيعة الشعر العربي القديم وظروفه التاريخية والاجتماعية.

وتناولت المناقشة شخصية ابن سلام الجمحي، الذي عرف بدقته وموضوعيته في تناول الشعراء، حيث لم يكتفِ بإيراد أشعارهم بل عمد إلى تحليلها، ومقارنة مستوياتهم الشعرية، وسرد خلفياتهم القبلية والثقافية.

وكما ألقى الضوء على المنهج الذي اتبعه الجمحي، والذي يعد باكورة النقد الأدبي العربي، إذ اعتمد على الذوق، والسماع، والتواتر، والتحقق من الروايات، مع محاولة إعمال العقل النقدي في المفاضلة بين الشعراء.

وجاء ذلك بحضور الأديب شعبان المنفلوطي، والشاعر محمد ابو شناب وبينما شهد اللقاء عرض ومناقشة قصيدة "جدى "للشاعرة نجلاء مختار،  وقصيدة" الاتوبيس "للشاعر احمد عبد الحميد

واختُتم اللقاء بتأكيد من أعضاء النادي على أهمية الاستمرار في مناقشة كتب التراث العربي، وإحياء التواصل مع رموز الفكر والنقد القدامى، لما في ذلك من إثراء للفكر الأدبي المعاصر، وتعزيز الهوية الثقافية لدى الأجيال الجديدة.

 

وكما استهل نادى الأدب ببيت ثقافة أبنوب أولى فعالياته ضمن الموسم الأدبى الجديد بلقاء ثقافى احتفى خلاله بإبداعات الأدباء والمبدعين من أبناء النادى، فى أجواء أدبية تفاعلية جمعت بين روح النقد البنّاء ووهج الإبداع.

وذلك حرصًا على تفعيل دور نوادى الأدب فى احتضان المواهب الأدبية ورعايتها، وفتح نوافذ للحوار الثقافى بين الكتاب والمهتمين بالشأن الإبداعى،ضمن خطة بيت ثقافة أبنوب برئاسة محمود عبد الرؤوف، ونادى أدب أبنوب برئاسة خالد فاروق الابنوبى

وتناول اللقاء مناقشة عدد من النصوص الشعرية والقصصية التى طرحها الأدباء المشاركون، وشهد تفاعلًا ثريًا من الحضور الذين ساهموا بمداخلات متنوعة وملاحظات نقدية أثرت النقاش.

وكما أتاح اللقاء فرصة للأقلام الشابة لعرض كتاباتهم لأول مرة أمام جمهور نوعى، فى خطوة تمثل دعمًا معنويًا كبيرًا لهم فى بداية مشوارهم الإبداعى.

وقدم خلال اللقاء الموهبة الصغيرة  شهاب محمد قصة قصيرة بعنوان " الحيرة  "، وقدم الشاعر حسن علي  قصيدة بعنوان "ابداع   "، ثم القاص مصطفى أحمد بدوي وقصص قصيرة منها " غزل  "، وقدم القاص أحمد عبد الباري قصة بعنوان " طفولة "، ثم قدم الشاعر شرقاوي عبد العليم عدد من مربعات فن الواو، أعقبها الشاعر وليد حشمت محمد بقصيدة "  جدال "  ، واختتمت المشاركات بقصائد للشاعر خالد فاروق منها " منتهايا، ماذا أقول "

وأكد الشاعر خالد فاروق الابنوبى على استمرار اللقاءات الأدبية خلال الموسم، مع تنويع المحاور والضيوف لتوسيع دائرة الحوار الأدبى وتشجيع التبادل الثقافى بين مختلف التيارات.

ويأتى ذلك انطلاقًا من رؤية ثقافة أسيوط التى تضع دعم المبدعين فى صدارة أولوياتها، وتسعى إلى جعل نوادى الأدب منارات حقيقية للإبداع والتنوير فى مختلف أنحاء المحافظة.

مقالات مشابهة

  • عاجل. 27 قتيلا على الأقل جراء ضربات إسرائيلية فجرا بحسب الدفاع المدني في قطاع غزة
  • عقبات تواجه المتقاعد وبداية رحلة مع الزمن
  • الأردن في مرآة الأدب العالمي من التشخيص إلى الإنقاذ
  • فاينانشال تايمز: البنتاغون يطالب اليابان وأستراليا باتخاذ موقف واضح في حالة الحرب مع الصين
  • "طلب أميركي مفاجئ" لليابان وأستراليا بشأن الحرب مع الصين
  • انطلاق الموسم الأدبي الجديد بنوادي الأدب بأسيوط
  • المرأة اللبنانية بين الحروب والأمل: طائر الفينيق لا يستسلم
  • الأدب والألم: كيف يولد الجمال من رماد البؤس؟
  • أستاذ نقد سياسي: جماعة الإخوان أول من قاموا بإشعال الحروب الدينية في مصر
  • من يمتلك هذا المزيج العسكري في الحروب الحديثة سيتفوّق