شبكة اخبار العراق:
2025-11-02@10:36:55 GMT

ستراتيجيَّة الدفاع.. الأدب في الحرب

تاريخ النشر: 4th, January 2024 GMT

ستراتيجيَّة الدفاع.. الأدب في الحرب

آخر تحديث: 4 يناير 2024 - 1:17 مضحى عبدالرؤوف المل يدخل الكاتب الحرب ذهنيا، فيقاوم عكس عقارب الساعة أو دوران الزمن كما يقال. إذ تصبح الكلمة بالنسبة له هي المدافع الشرس عن أفكاره رغم ضراوتها في نفسه، إلا أنه يتجه عقليا نحو الكلمة بعمق غير عاطفي أحيانا، إلا أنها أي الكلمة تعصف تاريخياً، فأغلب أعمال الكتاب في الأدب عن الحرب استمرت وما زالت تقرأ كلما وقعت الحروب في منطقة ما، وعلى أرض احترقت كما الحال عندما وقع خراب هيروشيما وما نتج عنه من كارثة إنسانية كبرى، فيتحرر من قيود قواعد الحرب العسكرية ليدخلها عبر خطته الذهنية الخاصة.

 فاستراتيجية الحرب من خلال الأدب بالنسبة للكاتب هي واقع السرد الفعلي وقوته في التأثير عبر الزمن، والتفكير في المعنى المُخضب برؤية مستقبلية يستمدها من التحليلات العميقة والمعقدة فيه وفي القرارات التي أدت للحرب، وبجرأة مباشرة وأحيانا يستتر تحت رداء أبطاله أو خلف المعنى القصصي، والذي غالباً ما نكتشف من خلاله تأثير الحرب السىء على المدنيين، وقبل ذلك على المحاربين أنفسهم أثناء الحرب وبعد الانتهاء منها. فهل يحارب الكاتب ذهنياً طواحين الحرب الشرسة بشكل فردي أو بمعنى آخر بأحادية غير ثابتة قابلة للتطور عبر التاريخ مع صعوبة إبراز اخلاقيات الحروب من دون تشفير أو مساوئ تأثيراتها على المقاتل بعد انتهاء الحرب، وكيفية عودته إلى الحياة الطبيعية بعد ذلك دون اختلال نفسي أو حتى عصبي أو من خلال عودته للأنضمام إلى المجتمع بسلام؟ وهل الطب النفسي في أدب الحروب مارسه الكثير من الكتاب على مر التاريخ، ولو برؤية مصغرة منذ الحرب العالمية حتى الآن؟ أم أن روايات غسان كنفاني أصبحت تاريخاً لفلسطين أولا ومن ثم عربيًّا وغربيًّا حتى؟ وهل ما كتب عن الحرب اللبنانية كان قادراً على منح الصورة الشرسة لتلك الحرب كما جاء في كتابات الياس العطروني مثل عروس الخضر؟ أم أن روايات الحرب السورية في بعض منها أمسكت نفسيا بالخيوط كما يجب وبقيت على جسر الحقيقة المرة والدمار على الصعيد النفسي والاستراتيجي؟ وهل يمكن أن يتصالح كاتب العصر الحديث مع كاتب العصر القديم من خلال بناء ستراتيجية الدفاع في الحرب من خلال الأدب بشكل موحّد أو بمعنى آخر بشكل يركز نفسياً على وقائع سرد الحروب وتأثيرها على المدنيين والمحاربين معاً؟ وإن كثُرت تساؤلاتي هنا، إلا أن الحرب الذهنية من خلال الأدب هي الحرب التي تُزهق فيها الأرواح بشراسة وهمجية تنفلت فيها المعايير الإنسانية.
يتردد صدى الحروب روائياً في الزمن المعاصر، فنكتشف من خلال الأدب صدماتها المؤذية جداً والتي تصاحب المجتمعات على مر السنين، ولا تُشفى الجروح تماما كالذين تُبتر أطرافهم أو يخسرون الكثير من أملاكهم أو يخسرون عائلاتهم بكثير منهم في ذاكرة يفتحونها لإبراز الصراعات المختلفة، وبقوة دفاعية عن الإنسان بالمطلق بغض النظر عن انتمائه الطائفي أو المذهبي، فالحروب وإن كانت لتحقيق مكاسب لمن يشنها إلا أنها تدمر البنية الإنسانية، وفي يومنا هذا نرى الكثير مما يؤلم فوتوغرافياً وتشكيلياً وصحفياً، وحتى في قصص قصيرة تسجل الإحساس الإنساني القلق على مصير الحياة برمتها، ولا ننسى هنا سينمائيا أيضا لبث الوعي لجمهور يهتم سينمائيا بأفلام الحروب، كما هي الحال مع الكثير من الأفلام أبرزها فيلم القناص للمخرج أنطوان فوكوا وكتابة جوناثان ليمكين، واستناداً إلى رواية عام 1993 بعنوان “قطة التأثير” بقلم ستيفن هنتر. فهل تبقى هذه الأعمال الأدبية والفنية شاهداً عندما يضمحل الزمن ويرحل عنه آخر مقاتل من الحياة باعتباره الشاهد على مأساوية المعارك؟ وهل فيلم « the pianist « أرشف قوة الإنسانية وعظمتها في الحروب الأكثر دموية حدثت على الأرض؟ أم أن الكاتب صنع ذهنيا ستراتيجيَّة حربية بصرية قوية تستمر عبر الزمن؟ وهل من مصداقية في ذلك فعلا؟
ما بين الحقيقة والخيال خيوط بالجمع وليس بالمفرد تجعلنا نتمسك بستراتيجية الدفاع لكل كاتب ترك بصمته في الحروب وصدماتها، ونتابع ما كتبوا بأهمية قصوى عن عواقب الحروب قبل أسبابها، وبشكل كارثي يعيدنا إلى همجية غير محمودة تجرجرنا نحو الفناء. فهل ما قاله بول فاليري أصبح كعلم يرفرف في أجواء الحروب “نحن الحضارات الأخرى نعرف الآن أننا فانون”؟ أم أن الإرث الأدبي عن الحروب الوفير هو بمثابة تحذيرات للإنسانية من خطر الحروب بجميع سلبياتها؟ وهل هذه هي الحرب الحقيقية ذهنياً؟ وإذا كان الأمر كذلك ماذا عن رواية سارقة الكتب لماركوس زوساك، وهل الحرب في الأدب الروائي يستدعي شن الحروب الذهنية بقوة لتكون متعادلة بين الأطراف من حيث الفعل وردة الفعل؟ أم أن أدب آن فرانك في يومياتها تجعلنا نتمسك بمقولتها “لا أريد أن أعيش عبثاً مثل معظم الناس. أريد أن أكون مفيدة وأجلب المتعة لجميع الناس. حتى أولئك الذين لم أقابلهم من قبل. أريد الاستمرار في العيش حتى بعد موتي”. وهل في المذكرات عن الحروب لقادة من العسكريين تحديداً وتابعناهم ما يُشفي الصدور في الأدب؟

المصدر: شبكة اخبار العراق

كلمات دلالية: إلا أن

إقرأ أيضاً:

إسرائيل وعملية الخطيئة والعقاب.. هل حقاً انتهت الحرب؟

بالرغم من خرقها اتفاق وقف إطلاق النار في غزة عشرات المرات منذ سريانه في 11 أكتوبر/تشرين الأول، مما أسفر عن استشهاد أكثر من 211، وإصابة 597، وذلك وفق أرقام وزارة الصحة في غزة، وبالرغم من إدخال 986 شاحنة مساعدات فقط، من أصل 6600 شاحنة، كان يجب أن تدخل خلال أول 11 يوما من بدء سريان وقف إطلاق النار، فقد أوعزت حكومة الاحتلال لجيشها للمرة الثانية بشن غارات قوية على قطاع غزة في أعقاب ادعاء حدث مفتعل، نفت المقاومة علاقتها به.

وكذلك في أعقاب تضخيم دولة الاحتلال الإسرائيلي، التأخرَ في إعادة جثث الأسرى الإسرائيليين (الذين قتلهم الاحتلال)، في تجاهل تام للظروف الكارثية والتعقيدات التي أحدثها الاحتلال نفسه في غزة.

وتحاول دولة الاحتلال من خلال هذا الفعل تفريغ الضغوط المتزايدة والانتقادات الداخلية الشديدة لها بالتبعية للولايات المتحدة، التي ضغطت عليها لإنجاز وقف إطلاق النار، كما تحاول تثبيت قواعد اشتباك تتيح بها لنفسها العدوان على غزة في أي وقت تشاؤُه.

الخطيئة والعقاب

أطلقت دولة الاحتلال الإسرائيلي اسم؛ "الخطيئة والعقاب"، على عمليتها العسكرية الأولى، والتي امتدت ليوم واحد فقط في 19 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، والتي شملت موجة من الغارات الجوية المكثفة في أماكن متفرقة من قطاع غزة، بعد أن زعمت أن مقاومين فلسطينيين دمروا آلية عسكرية إسرائيلية في مدينة رفح جنوب قطاع غزة بصاروخ مضاد للدروع، وهو الأمر الذي نفت المقاومة الفلسطينية علاقتها به.

واستخدمت دولة الاحتلال الإسرائيلي هذا الحدث المزعوم ذريعة لتبرير ضربات موسعة ضد المقاومة والمدنيين في غزة، بالرغم من سريان المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار، حيث اعتبرت ما حصل انتهاكا لاتفاق وقف إطلاق النار، يبرر ردها.

كما قام الاحتلال الإسرائيلي بالإعلان عن وقف دخول المساعدات الإنسانية، قبل أن يتراجع عن هذا القرار بعد ضغوط أميركية منعت أيضا من انهيار وقف إطلاق النار الهش.

إعلان

في أقل من 24 ساعة وردا على الحدث المزعوم الأول، قامت قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي بإلقاء أكثر من 153 طنا من القنابل على قطاع غزة، حيث شنت غارات على أكثر من 100 هدف، واستشهد في الغارات أكثر من 45 فلسطينيا.

وبالنظر إلى توقيت العملية وسرعة اتخاذ القرار وحجم النيران في الرد على هذا الحدث المزعوم، إضافة إلى تصريحات الوزراء الإسرائيليين خلال الأيام التي سبقت هذه العملية، فإن المؤشرات تشير إلى نية مبيتة لدى جيش الاحتلال الإسرائيلي للقيام بهذه العملية.

وقد كان تقاطر مسؤولين أميركيين مثل مبعوثي ترامب ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر، ثم نائب الرئيس جيه دي فانس، وليس انتهاء بوزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، دليلا على الضغط الأميركي المتواصل على حكومة الاحتلال؛ لمنعها من تخريب الاتفاق.

البعد التوراتي

حمل اسم العملية "الخطيئة والعقاب" بعدا توراتيا أيضا يقدم غزة على أنها ارتكبت خطيئة بهجومها على قوات الاحتلال، وأن الرد الإسرائيلي هو عقاب مبرر لمن فعلوا هذه الخطيئة.

وقد تناولت التوراة فكرة "الخطيئة والعقاب" عشرات المرات في سياقات كثيرة كقاعدة تفسيرية مركزية لكثير من الأحداث. واليوم يعيد اليمين الصهيوني المتأثر بهذه الأفكار تقديمها مرة أخرى، ولكن عمليا عبر قتل النساء والأطفال، كما حصل مع عائلة أبو شعبان، التي قتلها الاحتلال الإسرائيلي بدم بارد؛ بحجة أن هذه العائلة اخترقت خط الهدنة المؤقت بسيارتها.

فيما يتعلق بتسمية الجيش، هذه العملية لم يعرف من قبل أن جيش الاحتلال الإسرائيلي قد استخدم كلمات هذا الاسم بشكل مباشر سواء الخطيئة أو العقاب لأسماء عمليات عسكرية، بالرغم من استخدام العقاب كسياسة في عمل الجيش في كثير من العمليات.

وفي تحليلات الكتاب الإسرائيليين لعمليات سابقة، برزت الكثير من تفسيرات عمليات الجيش الإسرائيلي كعقاب على أعمال المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال، بل فسرها بعضهم في كثير من الأحيان على أنها عقاب إلهي لإعطاء صبغة دينية.

وقد يكون اسم عملية "أيام الغضب" التي شنها جيش الاحتلال ضد شمال غزة في 2004، ربما اسم العملية الأكثر وضوحا في حمل البعد العقابي.

وعملياتيا ما من شك في أن الحكومة والجيش الإسرائيلي أرادا فرض قواعد جديدة في غزة بعد وقف إطلاق النار، تتيح له التدخل متى شاء من خلال افتعال أحداث معينة ولتقدم حكومة الاحتلال لجمهورها- وخاصة اليميني منها- شكلا استعراضيا لقدرتها على القتل والانتقام، حتى في حال وقفت الحرب، حيث إن اسم "الخطيئة والعقاب" يدغدغ مطالب اليمين الديني المتطرف، الذي كان لديه انتقادات كبيرة لاتفاق وقف إطلاق النار.

العقاب والردع

من زاوية أخرى يرتبط مفهوم العقاب بالردع، فالعقاب يقدم رسالة ردع، حيث إن العقاب هو رسالة عملية حول تكلفة الإقدام على عمل معادٍ مستقبلا، وإيصال رسالة بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي ما زال قادرا على الردع، خاصة بعد ظهور الخلل الجوهري في هذا المفهوم لدى الاحتلال بعد توقيع الاتفاق.

فبعد عودة الأسرى الإسرائيليين الأحياء والأموات، ضمن صفقة تبادل وليس من خلال القوة والفعل العسكري، أكدت هذه العودة بهذا الشكل عدم قدرة الجيش على تحقيق أهداف الحرب، ومنها إعادة الأسرى بالقوة، كما أن الأيام التي تلت وقف إطلاق النار أظهرت متانة بنية المقاومة الفلسطينية بالرغم من كل ما تعرضت له، خاصة من خلال القدرة على الانتشار لضبط الحالة الأمنية، أو من خلال القضاء على العصابات الإجرامية التي تعاونت مع الاحتلال خلال أشهر الحرب.

إعلان

ولم يخفِ قادة الاحتلال اختلال مفهوم الردع منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، فقد أكد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، في رسالة وجهها خلال ذكرى مرور عامين على الهجوم، وفق التقويم العبري، أن الجيش الإسرائيلي "فشل في مهمته المتمثلة في حماية البلاد ومواطنيها" خلال هجوم حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وقال: "التصحيح سيأتي من داخلنا، منا نحن. لا نملك القدرة على تغيير ما كان، لكننا نملك القدرة على النمو، كأفراد وكجيش، وتحمل المسؤولية والتعلم من الماضي؛ لتعزيز أمننا لأجيال قادمة".

كما أن مستشار الأمن القومي تساحي هنغبي الذي أقيل من منصبه، الأسبوع الماضي، قال في بيان له: "الإخفاق المريع في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، والذي كنتُ جزءا منه، يجب أن يكون موضع تحقيق معمّق للتأكد من استخلاص العبر اللازمة؛ للمساعدة في إعادة الثقة المهزوزة".

إن استخدام كلمة العقاب في عملية جيش الاحتلال الإسرائيلي بشكل مباشر، تشير بوضوح إلى الحاجة الماسّة لتعزيز مفهوم الردع، وأن هناك احتياجا كبيرا له خاصة بعد المقاطع التي وثقت أداء المقاومين الفلسطينيين في مواجهة الجيش الإسرائيلي، وكيف كان المقاومون يتقدّمون نحو الآليات الإسرائيلية بكل شجاعة ويدمرونها.

تحاول دولة الاحتلال الإسرائيلي تقديم أعمال المقاومة الفلسطينية كخطيئة أو كجريمة، ولكن في الحقيقة لم تنجح على مدار عامين في تقديم المقاومة الفلسطينية كحركة إرهابية، أو كمجموعات إجرامية، فالعالم اليوم -حتى في الولايات المتحدة نفسها كأقرب حليف لدولة الاحتلال الإسرائيلي- بات يرى في المقاومة الفلسطينية حركة تحرر.

ولعل المتابع لجنون الكتاب والمحللين في دولة الاحتلال من بعض التصريحات التي أدلى بها ترامب والتي تشيد جزئيا بحركة حماس ومفاوضيها، وقدرة المقاومة على ضبط الحالة الأمنية على الأرض، يلمس عدم قدرة الاحتلال الإسرائيلي على تمرير سرديته.

غياب الاسم في الحدث الثاني

في الحدث الثاني الانتقامي في 29 أكتوبر/تشرين الأول، أكمل الاحتلال الإسرائيلي سلسلة الخطيئة والعقاب 2، ولكنه هذه المرة لم يطلق على عملياته اسما بعينه، واكتفى بالحديث عن العودة لوقف إطلاق النار.

وهذا يرجع للضغط الأميركي الذي طبق عليه بعد الحدث الأول، حيث يحاول أن يظهر أمام المجتمع الدولي أنه ملتزم بالاتفاق، ولكنه في كل مرة ينفذ عملياته ويحقق أهدافه ويقتل مزيدا من الفلسطينيين، وبالتالي يمكن القول إن اسم العملية بقي حاضرا في عقول قادة الاحتلال السياسيين والعسكريين، دون الإعلان عنه لتجنب الانتقادات والتبعات الدولية.

تغيير اسم الحرب

تزامت عملية "الخطيئة والعقاب" مع إقرار الحكومة الإسرائيلية بالإجماع، تغيير اسم الحرب التي شنتها على قطاع غزة منذ يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 من حرب "السيوف الحديدية" إلى حرب "الانبعاث".

وقد قال نتنياهو إن هذه الحرب تمثل استمرارا مباشرا لحرب الاستقلال، وإنها حرب انبعاث الشعب، وترسيخ مشروع التجدد الوطني في أرض إسرائيل. إن إطلاق اسم جديد يعكس مسار الحرب وتحولها إلى معركة متعددة الجبهات، يُعتبر لحظة مفصلية في تاريخ الدولة.

وفي التأكيد هنا على تعدد الجبهات، فإن فكرة إدراج كلمة العقاب في اسم العملية العسكرية، لا تستهدف غزة فقط بل تستهدف كل الجبهات من لبنان إلى سوريا، ومن اليمن إلى إيران، وبالنظر إلى أن نتنياهو بحث أسماء بديلة كـ"حرب التكوين"، و"حرب غزة" و"حرب سمحاة توراة؛ أي فرحة نزول التوراة"، معتبِرا أن اسم السيوف الحديدية غير ملائم لحرب بهذا الحجم، وإنما لعملية عسكرية محدودة، لذا فإن هذه الأسماء تشير إلى النوايا التوسعية والتوراتية لدى صناع القرار في دولة الاحتلال، والاستمرار على ذات النهج بالرغم من كل ما حدث.

إعلان

ختاما؛ لم ترتكب إسرائيل خطيئة واحدة خلال العامين الماضيين بل سلسلة خطايا أخلاقية وإستراتيجية أفقدتها الكثير من رصيدها وفضحتها، وقامت بالعربدة في فلسطين وتجاه دول أخرى، مثل لبنان، وسوريا، وقطر، واليمن، وإيران.

وبالتالي فإن دولة الاحتلال الإسرائيلي كان يجب أن تكون الأحرص على تجنب فكرة العقاب على الخطيئة؛ لأنها هي التي يتزايد الزخم والتحول الواضح في الدعوة لمحاسبتها على جرائمها في ارتكاب الإبادة الجماعية، واستخدام التجويع كسلاح واستهداف المدنيين.

لدى دولة الاحتلال سجل طويل من الإفلات من العقوبات يغريها بالتمادي لتقديم نفسها كمعاقب للآخرين، ولا بد لهذه المرحلة أن تنتهي، وأقتبس هنا ما قاله القائد العام لكتائب القسام محمد الضيف في خطابه صبيحة يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول: "ليفهم العدو أنه قد انتهى الوقت الذي يعربد فيه دون محاسب فإننا نعلن بدء عملية طوفان الأقصى".

وبهذه الكلمات كان يعلن عن انتهاء زمن الإجرام بدون رادع ولا مساءلة، وزمن الاستثناء الذي كان يوفر لإسرائيل الهروب من العقاب.

ولما سبق فإن دولة الاحتلال الإسرائيلي هي التي تستحق العقوبات على خطاياها وليس المكافأة لها بالتطبيع وإتاحة الفرصة لها لدمج نفسها وكأنها لم تقم بأي شيء، ولذلك يتوقع المرء ألا يُسمح لدولة الاحتلال الإسرائيلي بجني الثمار، وكأنها لم ترتكب إبادة جماعية، وجرائم ضد الإنسانية.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحنمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطبيان إمكانية الوصولخريطة الموقعتواصل معناتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتناشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتناقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • اليونسكو تختار كهرمان مرعش “مدينة إبداعية في الأدب”
  • مؤرخ فرنسي: لماذا ما فتئ ترامب يتحدث عن الحروب الصليبية؟
  • الدفاع الروسية: دمرنا 164 مسيرة أوكرانية خلال الليل
  • وزير الحرب الأمريكي: عقدت اجتماعًا إيجابيًا مع نظيري الصيني
  • مسؤول فلسطيني لـ«الاتحاد»: 18000 جريح يحتاجون للعلاج في الخارج
  • حكمة الأجداد: البحث عن الخلود
  • إسرائيل وعملية الخطيئة والعقاب.. هل حقاً انتهت الحرب؟
  • الدفاع الروسي : تدمير 98 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليلة الماضية
  • روسيا تتهم كييف بمواصلة سرقة الأموال من الغرب لتمويل الحرب
  • انطلاق مناورات التمرين الجوي المختلط «مركز الحرب الجوي الصاروخي ATLC-35» في الإمارات