إيكونوميست: شكل حرب غزة قد يتغير.. لكن نهايتها لا تلوح في الأفق
تاريخ النشر: 4th, January 2024 GMT
سلطت مجلة "إيكونوميست" الضوء على تطورات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، مشيرة إلى أن الدولة العبرية تستعد لـ "حرب طويلة" مع المقاومة الفلسطينية.
وذكرت المجلة البريطانية، في تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، أن القوات الإسرائيلية انتشرت في معظم أنحاء قطاع غزة، بينها 7 فرق تقاتل في خان يونس، ثاني أكبر مدينة في القطاع، ويُعتقد أن فيها قيادة حركة حماس وما يقارب من 130 أسير إسرائيلي، منوهة إلى أن قادة الاحتلال يعترفون خلف الكواليس بأن المعاركة الجارية حاليا قد تكون آخر الهجمات واسعة النطاق في الحرب.
وأضافت أن الجيش الإسرائيلي أخذ الصحفيين، في الأسابيع الأخيرة، إلى الأنفاق التي حفرتها حماس تحت غزة، بهدف تعزيز رسالة مفادها أن الحركة التي حكمت غزة لأكثر من 16 عاماً، قامت ببناء بنيتها التحتية العسكرية تحت مباني السكان المدنيين بما في ذلك المستشفيات والمدارس.
وبحسب المجلة، فإن إسرائيل تخوض حرباً من أجل الرأي العام العالمي إلى جانب حملتها العسكرية، وتزعم أن سبب عدد القتلى الكبير بين الفلسطينيين يعود إلى الطريقة التي تحمي بها حماس مقاتليها ووضعهم بين المدنيين.
وتابعت: "يحاول الجيش الإسرائيلي إيصال رسالة عسكرية أكثر وضوحاً، مفادها أنه يجب تدمير شبكة الأنفاق بأكملها التي تمتد مئات الكيلومترات تحت غزة، ولكن هذا الأمر يستغرق عدة أشهر أخرى من الاحتلال العسكري وسلسلة مرهقة من المناوشات الدموية مع من تبقى من مقاتلي حماس".
وأكدت المجلة أن جيش الاحتلال يقوم بتهيئة الإسرائيليين والحلفاء في الخارج لفترة طويلة من الحرب، مشيرة في الوقت ذاته إلى أن الحرب تلحق ضررا في الاقتصاد الإسرائيلي، فرغم تسريح عشرات الآلاف من جنود الاحتياط في الأسابيع الأخيرة لدعم عجلة الإنتاج إلا أن الجيش أبلغ المسرحين بأنه سيتم استدعاؤهم في وقت ما عام 2024.
وأضافت أن هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي وصفت عام 2024 بأنه "عام الحرب"، بينما تقوم القوات الخاصة بغارات على ما تبقى من قوات لحركة حماس والوحدات الهندسية لتدمير الأنفاق ومخابئ الأسلحة.
اقرأ أيضاً
فرنسا تدعو إسرائيل لتجنب التصعيد بلبنان وتطالب بوقف الحرب في غزة
ونوهت "إيكونوميست" إلى أن الإدارة الأمريكية تمثل مصدراً رئيسياً للضغط على إسرائيل، مبينة أنها تريد من حكومة نتنياهو تقليص العمليات الهجومية، والبدء في التركيز على الأزمة الإنسانية في غزة، وإنشاء حكومة محلية جديدة في القطاع تعتمد على السلطة الفلسطينية، التي تدير حاليا أجزاء من الضفة الغربية، تحت سيادة إسرائيل.
وبحسب المجلة البريطانية، فقد تم تهجير ما لا يقل عن 1.6 مليون فلسطيني في غزة من منازلهم، يتواجدون الآن في جنوب قطاع غزة، زاعمة أن ضابطا بمخابرات الاحتلال يؤكد أن حماس لم تعد تعمل الآن كمنظمة عسكرية، فقد اختفى معظم هياكل القيادة الخاص بها، لكن لا يزال لديها عدد كبير من المقاتلين الذين عادوا إلى أسلوب حرب العصابات.
وبيّنت أن مقاتلي حماس يخرجون من الأنفاق بأعداد صغيرة ويحاولون نصب كمائن لقوات الاحتلال، زاعمة أن جيش الاحتلال نجح في وقف معظم عمليات إطلاق الصواريخ على المستوطنات الإسرائيلية.
وأشارت المجلة إلى أن القيادة السياسية لحركة حماس في الخارج تجري مفاوضات في مصر، للتوصل إلى اتفاق ثانٍ لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، وقد يتطلب ذلك هدنة تدوم عدة أسابيع وتوفر بعض الراحة الحيوية للمدنيين في غزة.
وتابعت: "يقال إن زعيم حماس في غزة، يحيى السنوار، الذي أمر بهجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يستخدم حق النقض ضد بعض المقترحات في القاهرة، ويصر على شروط أكثر صرامة لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين المتبقين، ومن بينهم نساء ورجال كبار السن وعدد صغير من الجنود".
وأشار تقرير المجلة البريطانية إلى أن الهدنة ستشمل هذه المرة إطلاق سراح المزيد من الأسرى الفلسطينيين، ومعظمهم ينحدر من الضفة الغربية، لافتة إلى أن جيش الاحتلال لم يحقق بعد هدفه الرئيسي المتمثل في قتل أو اعتقال كبار قادة حماس، وكذلك إنقاذ الأسرى الإسرائيليين المتبقين، منوهة إلى أن علامات الإحباط بدأت تتسلل للإسرائيليين.
ونقلت المجلة عن الجنرال السابق بجيش الاحتلال، تايمر هايمان، قوله: "كان من الواضح منذ البداية أن الأمر يحتاج إلى حملة تستغرق عدة أشهر لتحقيق أهداف الحرب، لكن هناك الآن شعور بخيبة الأمل".
ولطالما أدلى رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، الذي تراجعت شعبيته في استطلاعات الرأي منذ بدء الحرب، بتصريحات منمقة تهدف إلى دعم قاعدته القومية المضطربة، وفي 26 كانون الأول/ ديسمبر قال أثناء زيارة إلى قاعدة للاستخبارات العسكرية: "إننا نواصل الحرب ونكثف القتال في جنوب قطاع غزة وفي أماكن أخرى، وسنقاتل حتى النهاية".
وبينما كان مبعوثو نتنياهو في واشنطن والقاهرة لمناقشة تفاصيل هدنة محتملة وكيفية تسليم غزة إلى سلطة جديدة، كان جنرالاته يخططون بهدوء لتقليص نطاق الحملة العسكرية.
وفي الأسبوع الماضي، دعا مستشار نتنياهو للأمن القومي إلى تنصيب "هيئة حكم فلسطينية معتدلة تتمتع بدعم وشرعية واسعة النطاق" للسيطرة على غزة.
وتخشى أمريكا من أن تؤدي الحرب في غزة إلى زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط، خاصة بعدما تزايدت الهجمات الصاروخية التي يشنها حزب الله على الحدود اللبنانية وتعرضت القوات الأمريكية في العراق لإطلاق نار من المليشيات المدعومة من إيران.
ولا يزال الحوثيون يهددون الملاحة الدولية في اليمن، وإزاء ذلك بدأ صبر الرئيس الأمريكي، جو بايدن، إزاء تصريحات نتنياهو المتناقضة في النفاد، بحسب المجلة البريطانية، التي اختتمت تقريرها بالإشارة إلى أن "شكل الحرب قد يتغير قريبا. ولكن نهايتها، وأي استعادة للاستقرار الإقليمي، لا تلوح في الأفق".
اقرأ أيضاً
عريضة أمريكية جديدة تطالب بايدن بالتدخل لوقف الحرب في غزة
المصدر | إيكونوميست/ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: غزة الجيش الإسرائيلي جو بايدن يحيى السنوار حزب الله الحوثيين خان يونس قطاع غزة فی غزة إلى أن
إقرأ أيضاً:
نتنياهو: نستعد للمراحل المقبلة من الحرب
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن إسرائيل تستعد للمراحل المقبلة من الحرب، وذلك في كلمته خلال جلسة عامة للكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، تعرّض فيها للمقاطعة عدة مرات من جانب نواب المعارضة وعائلات الأسرى.
وأوضح نتنياهو، في كلمته، أن إسرائيل لا تنوي التفاوض على المرحلة المقبلة من اتفاق وقف إطلاق النار مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، قائلا إن "المسافة بيننا وبين حماس في المرحلة الثانية لا يمكن جسرها".
وانتهت المرحلة الأولى من الاتفاق أمس الأول السبت، لكن إسرائيل امتنعت عن الدخول في مفاوضات بشأن المرحلة الثانية، خلافا لما ينص عليه الاتفاق، كما أغلقت المعابر ومنعت دخول المساعدات إلى قطاع غزة وهددت باستئناف الحرب.
وقال نتنياهو "نستعد للمراحل المقبلة من حرب النهضة على 7 جبهات. لن نتوقف حتى نحقق كل أهداف النصر، ونعيد كل مختطفينا، وندمر قوة حماس، ونضمن أن غزة لن تشكل تهديدا لإسرائيل".
ونفى أن تكون حكومته قد خرقت الاتفاق مع حماس، قائلا إن الاتفاق يمنحها "خيار العودة إلى القتال اعتبارا من اليوم الـ42 إذا شعرنا أن المفاوضات غير مجدية".
تهديدات مكررةومضى نتنياهو مهددا "نقول لحماس إن لم تطلقوا سراح مختطفينا ستكون هناك تبعات لا تستطيعون احتمالها".
إعلانوقال إن المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف يسعى لإعادة جميع المحتجزين الإسرائيليين الباقين في قطاع غزة عبر دفعتين، ضمن ما يقول إنه مقترح أميركي جديد وافقت عليه إسرائيل، بيد أن واشنطن لم تعلن عنه.
من جانبها، اتهمت حركة حماس إسرائيل بارتكاب مئات الخروقات لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة خلال المرحلة الأولى، وحذرت من أن إسرائيل تسعى "للاختباء وراء الموقف الأميركي" للعودة إلى العدوان.
وقال القيادي في حماس أسامة حمدان في كلمة متلفزة اليوم الاثنين إن "سلوك الاحتلال وخروقاته للاتفاق في المرحلة الأولى تثبت بما لا يدع مجالا للشك أن حكومة الاحتلال كانت معنية بانهيار الاتفاق، وعملت جاهدة لتحقيق ذلك".
ورأى حمدان أن قرارات نتنياهو الأخيرة باعتماد المقترحات الأميركية لتمديد المرحلة الأولى من الاتفاق "محاولة مفضوحة للتنصل من الاتفاق والتهرب من الدخول في مفاوضات المرحلة الثانية".