التاريخ السري لبطاقات التاروت الأكثر شعبية في العالم
تاريخ النشر: 4th, January 2024 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تناولت باميلا كولمان سميث، الفنّانة والرسامة ومصمّمة الأزياء البريطانية، في مقال نشرته في عام 1908، كيفية تفسير اللوحات الفنية. وكتبت: "تعلّم من كل شيء، وشاهد كل شيء، إبحث عن العيون المتخفية، والباب المؤدي إلى البلد المجهول".
ربما كانت سميث تصف كيفية استخدام مجموعة بطاقات التاروت.
نُشرت بطاقات التاروت خلال عام 1910، وتُعرف اليوم باسم مجموعة "Waite-Smith" أو "Rider-Waite-Smith" (تمّ مسح مساهمة سميث إلى حد كبير من العنوان وطغى عليها اسم رايدر للناشر الأصلي، حتى تسعينيات القرن الماضي). لكن طبعة جديدة أصدرتها دار تاشين للنشر، "The Tarot of A.E. Waite and P. Colman Smith: The Story of the World's Most Popular Tarot"، تضم مجموعة كاملة من الورق الأصلي وسلسلة من المقالات السياقية عن سميث ووايت، وتتعمّق بكيفية إنشاء المجموعة وتاريخها، وأهميتها، وشعبيتها.
صورة "مخلوقات بحرية" للفنانة باميلا كولمان سميث، رسمتها عام 1907. نقلت الفنانة رؤيتها إلى بطاقات التاروت التي صمّمتها بالتعاون مع الشاعر آرثر ويت.Credit: Alfred Stieglitz/Georgia O'Keeffe Archive, Yale Collection of American Literature/Taschenتحتوي مجموعة بطاقات التاروت على حزمة مكونة من 78 بطاقة مصوّرة، تظهر كل منها رموزًا وشخصيات محدّدة، كانت نشأت في إيطاليا خلال القرن الخامس عشر. يعكس إنشاء مجموعة ويت-سميث "منعطفًا ثقافيًا مهمًا" في مطلع القرن العشرين، بحسب ما أوضح محرر الكتاب يوهانس فيبيغ الذي تعود بدايات علاقته بدراسة التاروت إلى أكثر من 40 عامًا. وقال: "كان هناك شعور إيجابي بالتحرّر الشخصي، والعيش بحرية، وبشكل أكثر براعة (في هذا الوقت)". وأضاف: "ومع ذلك، فقد توقفت هذه الانتفاضات بسبب الحربين العالميتين الأولى والثانية".
وأوضح فيبيغ أنّ سبعينيات القرن العشرين شهدت على تجدّد الاهتمام بالتاروت، وزادت شعبية مجموعة ويت-سميث بالتوازي مع الحركات النسوية، وتلك المناهضة للحرب، وحقوق الإنسان الدولية. اليوم، يستخدم الناس التاروت في الغالب كأداة لفهم أنفسهم على المستوى الشخصي، وأحيانًا من خلال ممارسات مثل القراءات، وتفسير الأحلام، واختيار بطاقة اليوم.
استلهمت اللوحات التي رسمتها باميلا كولمان سميث لمجموعة التاروت الخاصة بها من الرموز والشخصيات التي نشأت في إيطاليا خلال القرن الخامس عشر.Credit: Public domainوبحسب فيبيغ، يمكن تفسير كل بطاقة والنظر إليها بشكل مختلف تبعًا للناظر إليها. وشرح قائلًا إنّ "التاروت هو اقتراح للناس". وفي مقابلة مع CNN، أوضح أن "(التاروت) أكثر من مجرد قراءة للطالع. فأنت كقارئ للورق مدعو للدخول والتحاور مع الصورة (بطاقة الورق)، بحيث تصبح مرآة لك".
تُعد الصورة نفسها بالتالي أمرًا بالغ الأهمية لأي رحلة مع التاروت، وهي دليل مهم لفهم الشعبية الدائمة لمجموعة ويت سميث. ولفت فيبيغ إلى أن "(ويت وسميث) كانا يتحلان بالعبقرية، لكن حينها، لم يدرك ذلك سوى عدد قليل من الناس".
تأثّر إبداع سميث بالحياة الدولية الملونة التي عاشتها. ولدت ونشأت في مانشستر، إنجلترا، وانتقلت مع عائلتها إلى جامايكا عندما كانت طفلة، قبل الالتحاق بكلية في بروكلين، نيويورك، عندما كانت مراهقة. واستقرت لاحقاً في لندن، وأصبحت جزءًا من المشهد الفني في العاصمة البريطانية، حيث كان من معاصريها والمعجبين بأعمالها الكتّاب و.ب. ييتس، ومارك توين، وروديارد كيبلينغ، والملحن كلود ديبوسي.
طبعة أولية من ورق التاروت ويت-سميث يعود تاريخها إلى عام 1909.Credit: Courtesy Saskia Jansen/Taschenفي مقال عن سميث كجزء من الكتاب الجديد، ذكرت الكاتبة ماري ك. غرير أن أسلوب سميث الفني، بألوانه الجريئة الزاهية والتفاصيل المعقدة، تأثر بعوامل عديدة بينها تعرضها للحكايات الشعبية الجامايكية والمطبوعات اليابانية، ومشاركتها في العروض المسرحية وتصميم الديكور. كتبت جرير أن ويت وسميث يحتمل أنهما زارا معرضًا لمجموعة التاروت الإيطالية من القرن الخامس عشر بالمتحف البريطاني، في عام 1907، الأمر الذي ألهمهما.
تصور البطاقات، التي تم إنشاؤها خلال أشهر صيف عام 1909، شخصيات وزخارف ورموز موضوعة على خلفيات غالبًا ما ترتبط بالمناظر الطبيعية الإنجليزية، مثل التلال والسواحل. وأوضح فيبيغ أن جمال الرسوم يكمن بأنّ محتوياتها يمكن تفسيرها بطرق لا تُعد ولا تُحصى، حيث تمثل كل بطاقة توصية وتحذيرًا.
كان آرثر وايت شاعرًا ومتصوفًا التقى بباميلا كولمان سميث في جمعية سرية. وبعد بضع سنوات بدأ الثنائي العمل على مجموعة ورق التاروت.Credit: Alamy Stock Photoهذا الانفتاح الذي طبع مجموعة ويت-سميث سمح بإعادة تفسير الأوراق مرات عدة، خصوصًا خلال العقد الماضي، بالتوازي مع الاهتمام المتزايد بممارسة التاروت. وأنشأ الفنانون تشكيلات تحتوي على شخصيات تعكس مجتمعاتهم التي غالبًا ما تكون ممثلة تمثيلاً ناقصًا إن لجهة العرق، والجنس، والطبقة الاجتماعية، والإعاقة، إلى أمور أخرى. لكن، وكما كتبت خبيرة التاروت راشيل بولاك في مقال تناول الكتاب الجديد، فإن إعادة التفسير هذه تكون دومًا متجذرة في التصاميم، والرمزية، والزخارف الخاصة بمجموعة ويت-سميث.
يتعمق كتاب جديد للمؤلف تاشين بتاريخ التاروت الأكثر شهرة في العالم.Credit: courtesy Taschenبالنسبة لفيبيغ، تنبع الجاذبية الدائمة لمجموعة ويت-سميث من قدرة الأوراق على تشجيع الناس على مواجهة حقائقهم الشخصية، لا سيّما في أوقات الأزمات. وقال: "كثير من الناس غير راضين عن النظام الموجود ويبحثون عن طرق جديدة للحياة، وهويات جديدة، وقيم جماعية جديدة". وتابع: "(يبحث) الناس عن إجابات. ويبدو أن هذا الشعور يتماشى مع طريقة سميث الأصلية التي أرادت أن يُنظر بها إلى الفن: "تعلم من كل شيء، وشاهد كل شيء، وقبل كل شيء قم بالشعور بكل شيء".
إيطالياالمملكة المتحدةبريطانيانشر الخميس، 04 يناير / كانون الثاني 2024تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2023 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: المملكة المتحدة بريطانيا ا خلال کل شیء
إقرأ أيضاً:
إيران تقدم طلب انضمام إلى بنك مجموعة بريكس
الاقتصاد نيوز — متابعة
قال كبير المنسقين ورئيس شؤون بريكس في ايران مجيد صمد زاده "إن طهران تقدمت بطلب للانضمام إلى بنك منظمة يريكس وتجري حاليا المناقشات الفنية ذات الشأن".
وأضاف المسؤول الإيراني أن مجموعة_بريكس أطلقت بنكا باسم "بنك التنمية الجديد" تبلغ احتياطياته 100 مليار دولار، وأن خطة البنك هي تقييم القرض على أساس العملة الوطنية، وتخصيص كل دولة ليكون لها نصيب في إزالة الدولرة في العالم.
واكد المسؤول الإيراني أن مجموعة بريكس تمكنت من تحقيق مكانة خاصة في السنوات الأخيرة.
ولفت إلى أن بريكس تضم الدول الاقتصادية التي تشعر بأن قدراتها وإمكاناتها تم تجاهلها في العالم وتنوي التخلص من الدولار وكسر هيمنة الغرب، وقد حققت هذه الدول نموا اقتصاديا.
#ABC_العربية