ماذا بعد الهجوم الإرهابي في إيران ولبنان؟
تاريخ النشر: 4th, January 2024 GMT
سالم بن محمد العبري
ثمّة تحولات استراتيجية في الأحداث التي يمر بها محور المقاومة والممانعة وخاصة بعد اغتيال العاروري والهجوم الإرهابي في إيران، حيث مثلت "طريقة اغتيال العاروري استفزازًا صريحا وحقيقيًا لحزب الله" الذي أعلن أمينه العام من قبل أنّه "لن يسمح أن تُفتح ساحة لبنان للاغتيالات"، ومن ثمّ فإن "قواعد الاشتباك" بين الحزب وإسرائيل صارت على المحك، وتأكد هذا بعد اغتيال العاروري في الضاحية الجنوبية معقل حزب الله.
وهذا يقودنا إلى إسداء النصح بضرورة ألا تبقي الساحة السورية مفتوحة للعربدة الإسرائلية دون إسناد من جبهات القتال ومن القوى الدولية وخاصة المحور الروسي الصيني!
لأن الانفجار الكبيربالضاحية الجنوبية في بيروت عاصمة لبنان كان بمثابة هروب للأمام من الكيان الصهيوني لتغطية عجزه السافر عن تحقيق أية أهداف كان قد أعلنها منذ السابع من أكتوبر، وهذه الاستراتيجية التي لجأ إليها نتنياهو وعصابته تكتيك يستخدمونه منذ صراعاتهم الأولى وزمن التيه الذي عاشوه طوال تاريخهم وفي كل المجتمعات التي عاشوا فيها؛ فكم قتلوا واغتالوا من القادة والضباط والطيارين و العلماء و الكُتاب تحت لافتة (جزّ العشب) خوفا من زوال دولتهم التي أقاموها على الأراضي العربية المغتصبة.
إنّ حقدهم التاريخي على شعوبنا العربية وحضارتنا جعلهم يبنون طريقة عمل أجهزتهم الأمنية على فلسفة (جزّ العشب) التي تعد قوائم سوداء بأسماء القادة والمقاومين والعلماء العرب الذين مرغوا أنوفهم في وحل الخطيئة، ولتغطية فشلهم وهذا يكشف زيف ادعاءاتهم التاريخية التي يروجونها عبر آلة إعلامية اشتروها بالترهيب والسيطرة على مراكز صنع القرار في كثير من دول العالم وخاصة الغرب الرأسمالي الذي يتماهى مع سلوكهم الإجراميّ في الثقافة والإعلام والاقتصاد، فكم دفنوا من عقول العلمية مصريين وعراقيين وإيرانين واغتيال قوات النخبة السورية المميزين الذين أُعدوا و دُربوا خصيصا للحرب التحررية و ومعهم رجال دين وخاصة في الحرب العالمية التي أجروها ضد سوريا لتمزيق ترابها الوطني وإسقاط قادتها وإفقار شعبها وتهجيره.
وفي الأخير نبشر هذا الكيان الغاصب بأن دماء العاروري ورض الموسوي وسائر الشهداء في غزة وسوريا وبيروت وصنعاء وإيران سوف يشعل المنطقة وسيوقد المقاومة المسلحة في كل مكان على الطريق المعبد بدماء الشهداء.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
المحور التركي يتصادم مع الايراني في العراق
29 يناير، 2025
بغداد/المسلة: تشهد تركيا توسعاً في نفوذها الإقليمي، خاصة في العراق، مدفوعة بالتحولات الاستراتيجية التي أعقبت الإطاحة بنظام بشار الأسد في سوريا، والتي حولت دمشق إلى حليف استراتيجي لأنقرة. هذا التحول أعطى تركيا فرصة لتعزيز دورها في المنطقة، انطلاقاً من العراق كمركز رئيسي لبناء محور جديد يتكيف مع المتغيرات الأخيرة في سوريا ولبنان.
و على الرغم من العلاقات الاقتصادية والتجارية الواسعة بين تركيا والعراق، والتي تصل قيمتها إلى نحو 20 مليار دولار سنوياً، إلا أن التوترات الأمنية تظل عائقاً رئيسياً.
و تحتل تركيا أراضٍ عراقية وتدير قواعد عسكرية ثابتة هناك، مما يخلق حالة من التعقيد في العلاقات الثنائية.
وتتهم أنقرة القوى العراقية، وخاصة تلك الحليفة لإيران، بعدم إظهار الجدية الكافية في معالجة القضايا الأمنية، حيث تشير الصحف التركية إلى أن التأثير الإيراني هو العامل الرئيسي وراء هذا الموقف.
و تعمل تركيا على استثمار التحولات الجديدة في الشرق الأوسط بشكل كامل، بهدف حل أزماتها الأمنية والسياسية، وخاصة فيما يتعلق بـ (حزب العمال). وتتوقع أنقرة استجابة عراقية إيجابية تتماشى مع هذه التغيرات، مما قد يفتح الباب أمام تعاون أوسع بين البلدين.
زيارة وزير الخارجية التركي إلى بغداد
و كشفت الزيارة الأخيرة لوزير الخارجية التركي إلى بغداد عن طابع أمني واضح، حيث التقى طيفاً واسعاً من المسؤولين السياسيين والأمنيين العراقيين. وكانت لقاءاته المنفردة، وخاصة مع وزير الدفاع العراقي (ثابت العباسي)، مؤشراً على تركيز الزيارة على القضايا الأمنية والعسكرية. هذه الخطوة تعكس سعي تركيا لتعزيز التعاون الأمني مع العراق، في إطار استراتيجيتها الأوسع لتعزيز نفوذها في المنطقة.
و يبدو أن تركيا تسعى لتعزيز دورها في العراق كجزء من استراتيجية أوسع لمواجهة التحديات الأمنية والسياسية، مستفيدة من التحولات الإقليمية الأخيرة. ومع ذلك، تظل العلاقات مع العراق محكومة بتوازن دقيق بين المصالح الاقتصادية والتحديات الأمنية، مما يجعل مستقبل هذه العلاقات مرهوناً بقدرة الطرفين على إدارة هذه التعقيدات.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author moh mohSee author's posts