قرارات جديدة.. اعرف أبرز اشتراطات السكن الجماعي للأفراد
تاريخ النشر: 4th, January 2024 GMT
حددت وزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان، الشروط الصحية والفنية والسلامة اللازم توافرها في السكن الجماعي للأفراد، وذلك بهدف ضبط تلك العملية.
كما تستهدف رفع مستوى الامتثال للراغبين بالاستثمار في هذا المجال، والمحافظة على الصحة والبيئة والسلامة العامة وتوفير سكن جماعي للأفراد صحي وآمن وخالي من الأمراض والأوبئة.
وتضمنت الاشتراطات الجديدة فصل سكن الرجال عن النساء، وذلك مراعاة للخصوصية والدين، إذ يجب أن يكون مدخل السكن مستقلا والمرافق، ولا يوجد أي تداخل.
كما اشتملت على تخصيص مواقف سيارات لذوي الإعاقة، وذلك ضمانًا لحقوقهم بتوفير سبل الراحة والسهولة في التنقل.
وأكدت كذلك على توفير كاميرات المراقبة الأمنية، حسب نظام استخدام كاميرات المراقبة الأمنية ولائحته التنفيذية.
تصنيفات السكن الجماعي للأفرادوصنّفت الوزارة السكن الجماعي للأفراد، إلى 3 فئات أولها الفئة «أ» المبنى السكني، بطاقة استيعابية 500 فرد، وهو مكون من دور فأكثر، ولا يزيد ارتفاعه الكلي عن 23 مترا من سطح الأرض، ويحتوي على عدد من الوحدات السكنية، وتتوفر فيه المرافق والخدمات الأساسية والاختيارية.
وأوضحت أن الفئة «ب» وهي المجمع السكني بطاقة استيعابية 5 آلاف فرد على أطراف المدن، و10 آلاف فرد خارج حدود النطاق العمراني، وهو مجموعة من المباني السكنية المستقلة «عمائر، فلل» محاطة بسور خارجي له بوابات أمنية للدخول والخروج وحراسة، وتتوفر فيه المرافق والخدمات الأساسية والاختيارية.
وأشارت إلى أن الفئة «ج» وهي الكبائن المتنقلة، بطاقة استيعابية 500 فرد داخل المدن، و10 آلاف على أطرف المدن أو خارج النطاق العمراني، وهي وحدات سكنية تقام داخل المشاريع ويمكن حملها ونقلها من مكان إلى آخر، تستخدم بشكل مؤقت في مواقع المشاريع للعاملين داخل المشروع.
متطلبات إنشاء سكن جماعي للأفرادوتشمل المرافق والخدمات الأساسية وجود مشرف سعودي الجنسية متفرغ للعمل ومسؤول عن السكن، ولديه صلاحية الوصول إلى جميع مرافق السكن وتتوفر لديه المعرفة باشتراطات السكن الجماعي للأفراد وإجراءات الطوارئ، والحد الأدنى لعدد الحمامات بمعدل «1 مرحاض + 1مغسلة يد + 1 مكان استحمام» لكل 8 أفراد.
وشددت الوزارة على توفر شبكة لتصريف المياه، وسائل التبريد في غرف النوم، ومياه الشرب من مصدر صحي وآمن وكافي، وخدمة النظافة والصيانة ومكافحة الحشرات، وفي حال عدم توفر مسجد قرب موقع السكن يلزم توفير مكان مناسب للصلاة يتسع للمصلين.
وتشمل المرافق الاختيارية أنشطة ترفيهية، وخدمة الإنترنت، وصالات رياضية، ومساحات خضراء، وأنشطة تجارية.
متطلبات التنظيم المكانيوألزمت مقدم الطلب عند إنشاء سكن جماعي للأفراد الحصول على الترخيص الإنشائي وتطبيق متطلبات التنظيم المكاني الواردة في الفصل الثالث من هذه الاشتراطات، وكذلك المتطلبات الفنية الواردة في الفصل الرابع ومتطلبات الوقاية والحماية من الحرائق الواردة في الفصل الخامس.
وحظرت الوزارة منع استخدام الترخيص لغير الغرض المخصص له، فيما أوجبت إلغاء الترخيص التشغيلي واستخراج ترخيص جديد في حال انتقال النشاط إلى موقع آخر.
وأكدت أن يكون تصميم وتنفيذ وتركيب وصيانة أنظمة الوقاية من الحريق، من قبل مكتب هندسي مؤهل ومتخصص في مجال الوقاية والحماية من الحريق، ومعتمد من المديرية العامة للدفاع المدني.
توفير غرفة للعزل مجهزة للساكنينوشددت الوزارة على توفير غرفة للعزل مجهزة للساكنين الذين تظهر عليهم أعراض المرض وتوفيرها بشكل كاف في حالات انتشار الأوبئة التي تتطلب ذلك، مع وضع ملصقات توعوية عن طريقة غسل الأيدي والسلامة الغذائية، وتوفير مياه الشرب بكمية كافية ومن مصدر صحي آمن سواء من الشبكة العامة أو غيرها.
ويلزم توفير غرفة إسعافات للحالات الطارئة بها ممرض لديه ترخيص ساري من الهيئة السعودية للتخصصات الصحية، وذلك للمساكن التي تزيد طاقتها الاستيعابية عن 1000 فرد.
وأيضا عيادة طبية، بها طبيب وممرض لديهما ترخيص ساري للمساكن التي تزيد طاقتها الاستيعابية عن 5000 فرد.
المصدر: صحيفة اليوم
كلمات دلالية: الدمام السعودية سكن
إقرأ أيضاً:
قدر الأمة في ليلة القدر.. بين الخلاص الفردي والخلاص الجماعي
في ظلمة الليل، حيث تصفو الأرواح، وتعلو المناجاة، ينتظر المسلمون ليلة القدر، تلك الليلة التي أنزل الله فيها القرآن هدى للناس، والتي جعلها خيرًا من ألف شهر. هي ليلة تفصل بين مسارَين: بين من يسعى للخلاص الفردي، فتراه يعتكف في المساجد، ويركع ويسجد، ثم يخرج إلى الدنيا كما دخلها دون أن يغير شيئًا فيها، وبين من يدرك أن الإيمان ليس نجاة فردية، بل مسؤولية جماعية، وأنه كما خُلق الإنسان فردًا، فهو يُبعث أمة، مسؤولًا عن نصرة الحق، وعن حمل رسالة التغيير والإصلاح.
لقد رسّخ الإسلام مفهوم الجماعة، فالصلاة تقام جماعة، والجهاد فرض كفاية على الأمة، والزكاة عبادة تتعلق بالآخرين، بل حتى الدعاء في ليلة القدر، يوصينا النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يكون شاملًا: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفُ عنّا، لا عني وحدي. لكننا اليوم، في زمن الانكفاء، نجد الكثيرين يهرعون إلى المساجد طلبًا للخلاص، دون أن يترجموا هذه العبادات إلى أفعال تنتصر لقضايا الأمة، وكأنما أصبح الدين رحلةً روحيةً محضة، لا شأن لها بالواقع، ولا دور لها في تغيير المصير.
لكن أيّ خلاص نرجوه ونحن نترك غزة تحت القصف، والمسجد الأقصى مستباحًا، وأوطاننا تتهاوى تحت نير الاحتلال والظلم؟ كيف نطلب العتق من النار ونحن لم نعتق أمتنا من قيودها؟ وكيف نرجو الرحمة لأنفسنا دون أن نرحم المظلومين، أو نغيث الجائعين، أو نرفع الصوت في وجه الباطل؟
لقد ظن البعض أن الطريق إلى الجنة يمر فقط عبر الاعتكاف في المساجد، متناسين أن نبيّنا الكريم -صلى الله عليه وسلم- كان أعبد الناس، لكنه لم يكن يغلق عليه أبواب المسجد، بل كان في الميدان، يقاتل الظلم، ويقيم العدل، ويضع اللبنات لدولة إسلامية عظيمة لم تقم على الركعات وحدها، بل على أكتاف الرجال الذين جعلوا الإيمان حركةً، والدين منهاج حياة.
أيّ خلاص نرجوه ونحن نترك غزة تحت القصف، والمسجد الأقصى مستباحًا، وأوطاننا تتهاوى تحت نير الاحتلال والظلم؟ كيف نطلب العتق من النار ونحن لم نعتق أمتنا من قيودها؟ وكيف نرجو الرحمة لأنفسنا دون أن نرحم المظلومين، أو نغيث الجائعين، أو نرفع الصوت في وجه الباطل؟ليلة القدر ليست ليلة عزلة، بل ليلة يقظة، ليلة تتنزل فيها الملائكة على القلوب التي تحمل همّ الأمة، وتكتب فيها أقدار الشعوب التي تأبى الاستسلام. فمن يريد المغفرة حقًّا، فليغفر للناس، ومن يريد الرحمة، فلينصر المظلومين، ومن يرجو العتق، فليجتهد في عتق أمته من الذل والخذلان.
اليوم، في فلسطين،، في كل أرضٍ يُظلم فيها المسلمون، هناك من لا يجد وقتًا للجلوس في المساجد، لأن ساحاتهم هي المسجد، ومقاومتهم هي الصلاة، وتضحياتهم هي الدعاء المرفوع إلى السماء. هؤلاء يكتبون بدمائهم مستقبل الأمة، وهم أولى منا بليلة القدر، لأنهم يعيشونها في كل يومٍ من حياتهم، وهم بين الرجاء والخوف، بين الرجاء في نصر الله، والخوف على أمةٍ غفلت عن دورها وانشغلت عن قضيتها.
إن قدر الأمة لن يتغير بليلة واحدة على عظم قدرها وفضلها، إن لم تتغير العقول، وإن لم تفهم القلوب أن العبادة الحقّة ليست في الخلوة فقط، بل في العمل، والجهاد، والصبر، والتضحية. وإذا أردنا أن يكون لنا نصيبٌ من ليلة القدر، فعلينا أن نكون جزءًا من قدر أمتنا، نحمل همّها كما نحمل همّ أنفسنا، وندرك أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم. وحينها، ستنزل السكينة حقًّا، وستكتب الأمة قدرًا جديدًا، يليق بها، ويليق برسالة الإسلام التي لم تكن يومًا دينًا للعزلة، بل دينًا لصناعة الحياة، ودينًا لصياغة التاريخ.