مخيم المغازي… شاهد على جرائم الحرب التي يرتكبها الاحتلال
تاريخ النشر: 4th, January 2024 GMT
القدس المحتلة-سانا
“يحاول من تبقى من عائلتي النجاة من قصف الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على مخيم المغازي وسط قطاع غزة.. شهداء وجرحى ودمار هائل في أزقة المخيم التي حولها الاحتلال إلى كومة من الركام.. الدخان الأسود يغطي سماء المخيم.. الاحتلال ينشر الخراب والدمار في كل أرجاء القطاع”، بهذه الكلمات يصف أسامة أبو سنيدة ما يحدث في المخيم الذي أغلق الاحتلال جميع مداخله بهدف استكمال تنفيذ المجزرة بحق أهله.
ويقول أبو سنيدة لمراسل سانا: عشرات الشهداء والجرحى ما زالوا في أزقة المخيم.. طائرات الاحتلال المسيرة تقتل كل من يتحرك.. قذائف الفوسفور الأبيض المحرم دوليا أدت لاشتعال النيران في محطة للوقود وعدد من المحال التجارية، ولا توجد إمكانية لإطفاء الحرائق التي يسببها القصف ما يزيد عدد الضحايا.. ما يحدث مجزرة حقيقية.. لا تستطيع سيارات الإطفاء والإسعاف ولا الطواقم الطبية الدخول إلى المخيم منذ ثلاثة أيام.. ومن كان جريحا استشهد لعدم قدرته على الخروج من المخيم إلى المستشفيات.
ويتابع: الاحتلال قصف كل مداخل مخيم المغازي وقطع الطرقات بعد إطلاق عشرات الصواريخ والقذائف التي تركت حفراً عميقة فيها تمنع مرور سيارات الإسعاف والعربات عبرها بهدف فصل المخيم بشكل كامل عن محيطه.
من جانبه يروي محمد الحميدي فظائع الاحتلال التي تحدث داخل المخيم قائلاً: لا تتوقف القذائف والصواريخ عن السقوط على منازل المخيم التي في أغلبها عبارة عن بيوت مسقوفة بألواح حديدية رقيقة، تتطاير على رؤوس الأطفال والنساء والشيوخ بفعل القصف العنيف.. المخيم تحول إلى كتلة لهب مشتعلة بفعل قصف الاحتلال الإسرائيلي.
وأشار الحميدي إلى أن الاحتلال سوى بالأرض جميع المنازل والمدارس في الجهة الشرقية والجنوبية من المخيم التي يوجد تحت أنقاضها عشرات الشهداء لا يمكن الوصول إليهم، وحتى مراكز الإيواء التابعة لوكالة الأونروا لم تسلم من القصف، لافتاً إلى أن الجوع والعطش أيضا يقتلان الأطفال والنساء مع إحكام الاحتلال حصاره للمخيم من جميع الجهات، محذرا من كارثة إنسانية إذا واصل الاحتلال منع دخول سيارات الإسعاف والمواد الغذائية إلى المخيم.
محمد أبو هميسة يؤكد أن دبابات الاحتلال الإسرائيلي المتوغلة جنوب مخيم البريج المحاذي لمخيم المغازي قطعت الطريق الواصل بينهما، وأطلقت القذائف على عدد من الفلسطينيين حاولوا الدخول إلى مخيم البريج، ما أدى لاستشهادهم على الفور.
وبالتزامن مع الجرائم والفظائع التي يرتكبها في مخيم المغازي يواصل طيران الاحتلال ومدفعيته تدمير المنازل والمنشآت في مخيمات البريج والنصيرات وسط القطاع، حيث دمرت معظم الأبراج السكنية في مخيم النصيرات ما أدى إلى نزوح آلاف الفلسطينيين إلى مدينة دير البلح وسط القطاع، والتي تتعرض هي الأخرى لقصف إسرائيلي متواصل يسفر عن مزيد من الشهداء والجرحى.
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
كلمات دلالية: مخیم المغازی
إقرأ أيضاً:
موندويس: المؤسسات الأميركية الطبية تهمل واجبها بشأن جرائم الحرب في غزة
قال موقع "موندويس" الأميركي إن المنظمات الطبية والمجلات وجماعات الضغط الأميركية الكبرى أهملت واجبها في اتخاذ موقف ضد جرائم الحرب الطبية المحتملة في غزة، على الرغم من التوثيق الهائل للإبادة الجماعية المحتملة والفظائع الموثقة.
وأوضح الموقع -في تقرير مشترك بقلم منصور مالك ورافي شاندرا وغاري إس. بيلكين- أن الإجراءات الإسرائيلية الأخيرة، مثل حظر وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) وحجب المساعدات عن شمال غزة، زادت من الشعور بأن إسرائيل تنفذ سياسة تجويع وتطهيرا عرقيا للفلسطينيين، على خلفية مقتل نحو 44 ألف مدني -ثلثاهم من النساء والأطفال- ومقتل ما يقارب من ألف عامل في مجال الصحة، والتدمير شبه الكامل للبنية التحتية للرعاية الصحية في غزة.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2جدعون ليفي: إسرائيل تجرع شعبها الخوف مع حليب أمهاتهمlist 2 of 2رسالة إلى بسمة قضماني: الدكتاتور فر مكرها في منتصف الليلend of listوأضاف أنه حتى الحكومة الأميركية التي تقدم الدعم غير المشروط لإسرائيل اضطرت إلى مطالبة دولة الاحتلال بإثبات أنها لا تتسبب عمدا في المجاعة، مشيرا إلى أن حجم الفظائع الإسرائيلية في غزة مروع، وأن تقارير 65 من العاملين الأميركيين المتطوعين في مجال الرعاية الصحية في غزة وثقت إطلاق النار على الأطفال في الرأس والصدر من قِبَل قناصة إسرائيليين.
إبادة جماعية متعمدةوفي تقرير حديث، وجدت لجنة تحقيق مستقلة تابعة للأمم المتحدة أدلة على ارتكاب إسرائيل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وطالبت "إسرائيل بوقف تدميرها العشوائي للمرافق الصحية في غزة"، وفي التقرير الذي أصدرته هذا الأسبوع، خلصت منظمة العفو الدولية إلى أن إسرائيل كانت تمارس إبادة جماعية متعمدة للفلسطينيين في غزة، منتهكة اتفاقية الإبادة الجماعية.
إعلانوحللت المنظمة -حسب الموقع- مئات التصريحات والإجراءات التي اتخذها المسؤولون الإسرائيليون لإثبات وجود نية إبادة جماعية واضحة، مثل منع الغذاء والمياه والوقود والعلاج الطبي، كما وثقت السلوك السادي الخبيث لجنود الجيش الإسرائيلي، الذين يقتلون المدنيين ويدمرون البنية التحتية المدنية دون أي ضرورة عسكرية.
وأشار الموقع إلى أن منظمة العفو الدولية تبذل قصارى جهدها في توثيق "الأذى الجسدي والعقلي" والحاجة إلى الرعاية الطبية والنفسية العاجلة للمدنيين في غزة، وتؤكد أن إسرائيل تحظر على السكان المدنيين الوصول إلى الرعاية الصحية، وهذا في حد ذاته عمل إبادة جماعية.
وهذه النتائج مع قرارات محكمة العدل الدولية السابقة لها، ينبغي أن يكون لها أثر كبير على المنظمات المهنية الطبية، لأن الأخلاقيات الطبية، مثل مدونة أخلاقيات الجمعية الطبية الأميركية تستند إلى القانون الدولي واتفاقيات جنيف، والمنظمات الطبية ملزمة بالوقوف ضد جرائم الحرب الطبية والإبادة الجماعية.
تناقض حادوعلى الرغم من الكارثة الإنسانية الساحقة والإبادة الجماعية المحتملة وجرائم الحرب الطبية في غزة، فشلت المنظمات الطبية والمجلات وجماعات الضغط الرئيسية في الولايات المتحدة في تبني موقف ذي مغزى ضد هذه الفظائع، ولم تطالب المنظمات الطبية الكبرى مثل مؤسسة بيل وميليندا غيتس، والجمعية الطبية الأميركية، وجمعيات طب الأطفال الأميركية بوقف إطلاق النار أو التحقيق في جرائم الحرب، في تناقض حاد مع رد فعلها على حرب أوكرانيا، وهجمات حركة المقاومة الإسلامية (حماس) يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وأشار إلى أن الصمت التاريخي للمنظمات الطبية عن مواجهة الفظائع، مثل الهولوكوست، ساهم في نزع الصفة الإنسانية وتعزيز العنصرية التي أدت إلى استمرار هذه الفظائع، علما أن مجلة "نيو إنغلاند" الطبية المرموقة اضطرت مؤخرا إلى الاعتذار عن صمتها بشأن الهولوكوست النازي من عام 1940 إلى عام 1943.
إعلان أمر تمييزي وعنصريوأعلنت المجلة عن سلسلة جديدة بعنوان "الاعتراف بالظلم التاريخي في الطب وفي المجلة"، واعترفت أنها كانت تاريخيا تدافع عن إساءة معاملة الجماعات على أساس العرق والإثنية والدين"، ولكن المفارقة العجيبة -حسب موندويس- هي أن هذه الخطوة جاءت في وقت ترتكب فيه أسوأ الكوارث الإنسانية في غزة، دون أن تنشر المجلة مقالا واحدا عن تدهور الوضع الصحي في غزة، تماما كما لم تذكر الاحتلال والهجمات العسكرية والحصار المفروض على الفلسطينيين منذ عام 1986.
ومع أن المنظمات الطبية الأميركية مثل الجمعية الطبية الأميركية سارعت إلى إدانة هجمات حماس، فإنها لم تتبن أي موقف بشأن جرائم الحرب الإسرائيلية، والإبادة الجماعية، وتدمير جميع المستشفيات الكبرى، وقتل العاملين في مجال الرعاية الصحية في غزة.
ونبه الموقع إلى أن تجاهل الجمعيات الطبية والمجلات وجماعات الضغط في الولايات المتحدة المتعمد للمذابح الجماعية والتجويع والتدمير المتعمد للبنية التحتية الطبية أمر مقلق بشكل خاص، لأنه تمييزي وعنصري وقاصر النظر ومخادع وخطير.
وخلص موندويس إلى أنه يجب على المنظمات الطبية أن تتحدث عن هذه الإبادة الجماعية والوحشية واللاإنسانية المستمرة التي يتم إسنادها بأموال دافعي الضرائب والأسلحة والحماية السياسية الأميركية، كما يجب أن تطبق القواعد الأخلاقية على نطاق عالمي دون النظر إلى الحسابات السياسية والمحاباة، كما تطالب بذلك مدونة الأخلاقيات التي وضعتها الجمعية الطبية الأميركية.