وصفه نتنياهو بمشعل الحرب.. "العاروري" سنوات من التهديد والمطاردة
تاريخ النشر: 4th, January 2024 GMT
في نهاية شهر أغسطس الماضي، قبل نحو شهر ونصف من عملية "طوفان الأقصى"، أطلق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تهديدًا باغتيال صالح العاروري، القيادي في حركة حماس.
حماس ترد على اغتيال العاروري: ساحة الحرب مع إسرائيل "مفتوحة" تصعيد متبادل واغتيال العاروري.. هل يدخل حزب الله على خط المواجهة الشاملة مع إسرائيل؟ العميد سمير راغب: هكذا سيكون رد حزب الله على اغتيال العاروري رئيس بلدية كريات شمونة: واثق أن حزب الله سيرد على عملية اغتيال صالح العاروريجاءت هذه التصريحات في ظل تصاعد التحريض في إسرائيل ضد العاروري، حيث اتُهم بالمسؤولية عن إعادة بناء البنية التحتية لحماس في الضفة الغربية وتشكيل خلايا للحركة في لبنان.
وكان رد العاروري بسيطًا في ذلك الوقت، حيث نشر صورة له وهو يرتدي الزي العسكري ويجري مكالمة، وأمامه سلاح شخصي طويل، وكان هذا المشهد يعبّر عن التهديدات المتبادلة التي استمرت لسنوات، بدءًا من عام 2014 عندما أصبح العاروري هدفًا للاغتيال، وانتهت باغتياله فعليًا في اليوم الثاني من عام 2024، بعد ما يقرب من 10 أعوام من التهديدات و3 أشهر من عملية "طوفان الأقصى" التي اعتبرت إسرائيل أن العاروري كان وراءها.
صالح العاروريمن هو صالح العاروري؟صالح العاروري هو قائد في حركة حماس، ولم يكن اسمه معروفًا على نطاق واسع حتى تم إطلاق سراحه من السجون الإسرائيلية في مارس 2010. ومنذ ذلك الحين، أصبح واحدًا من أبرز المطلوبين للحركة، خاصة بعد أن اتُهمت حماس بإشعال حرب في عام 2014، وظل العاروري في صدارة القائمة.قبل الحرب الأخيرة على قطاع غزة، اضطر نتنياهو لتهديده شخصيًا باغتياله، وتم تنفيذ التهديد في النهاية.بعد الإفراج عنه من السجن، أصبح اسم العاروري شهيرًا بشكل أكبر، حيث تم إبعاده من الأراضي الفلسطينية ونقله إلى دمشق كجزء من اتفاق الإفراج.ثم تلاشى اسمه قليلًا، ولكنه نجح في الانضمام إلى المكتب السياسي لحركة حماس والعيش في تركيا بعد الأزمة التي نشبت بين حماس وسوريا على خلفية الأحداث المعارضة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد.في عام 2014، تكرر اسم العاروري عدة مرات، حيث اتهمته إسرائيل في يونيو بالضلوع في خطف وقتل 3 مستوطنين إسرائيليين، ورغم إنكار "حماس"، اعترف العاروري شخصيًا بالمسؤولية. في أغسطس من نفس العام، اتهمته إسرائيل بتشكيل خلية للاعتداء على الرئيس الفلسطيني، ورد العاروري بالتسوية مع "فتح".ظل العاروري مصدر جدل، حيث استُخدم اسمه في هجمات إسرائيل على تركيا. وبعد حرب "طوفان الأقصى"، أصبحت إسرائيل تركز عليه بشكل أكبر، واعتبرته الشخصية الأكثر خطورة داخل "حماس". أُقتحم منزله في الضفة الغربية، وحول إلى مقر للتحقيق الإسرائيلي.وتحدثت وسائل الإعلام عن حملة دولية للاستيلاء على العاروري، مع اعتباره وصلة بين "حماس"، إيران و"حزب الله". كان مُدرجًا على قائمة العقوبات الأميركية، ووُعد بمكافأة 5 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي للقبض عليه أو مقتله. العاروريالعاروري، المنحدر من قرية عارورة شمال غربي رام الله، ولد في 19 أغسطس 1969. أكمل تعليمه الابتدائي والإعدادي في مدارس قريته، وأكمل دراسته الثانوية في رام الله، ثم انضم إلى جامعة الخليل حيث درس العلوم الشرعية. شارك في النشاط الإسلامي وكان "أمير" للكتلة الإسلامية بمجرد انطلاق حركة "حماس" في عام 1987.ألقي القبض عليه للمرة الأولى في 1990، واتُهم في وقت لاحق بتأسيس "كتائب عز الدين القسام"، الجناح العسكري لـ "حماس". تعرض للسجن وتردد فيه حتى أُبعد عن البلاد في عام 2010.في عام 2021، انتُخب العاروري رئيسًا لحركة "حماس" في الضفة الغربية، وكذلك نائب رئيس المكتب السياسي للحركة.المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: العاروري سنوات من التهديد والمطاردة نتنياهو العاروري صالح العاروري مشعل الحرب الحرب الحرب في غزة القصف الاسرائيلي على غزة رئيس الوزراء الإسرائيلي صالح العاروری حزب الله فی عام رئیس ا
إقرأ أيضاً:
حصاد 2024| لبنان يزداد أوجاعه مع اتساع الحرب بين إسرائيل وحزب الله.. الاحتلال يضرب بقوة الضاحية الجنوبية لبيروت.. وتفجيرات أجهزة بيجر واغتيال حسن نصر الله أبرز الأحداث المؤلمة
تفاقم الأزمات في لبنان بعد اتساع الهجمات بين حزب الله وإسرائيلالاحتلال يستهدف معظم قادة الجماعة اللبنانية بقوةالانتهاكات تستمر رغم دخول اتفاق وقف النار حيز التنفيذ في 26 نوفمبر
مع بداية عام 2024، تلقت جماعة حزب الله اللبنانية إنذارًا إسرائيليًا يهددها بأنها إذا لم تنسحب على الفور من الحدود الإسرائيلية اللبنانية وتوقف هجماتها الصاروخية، فإن حربًا شاملة باتت وشيكة. وكان هذا التهديد هو الذي سبق العاصفة.
وفي اليوم التالي، تحولت النيران الإسرائيلية، التي كانت تقتصر في السابق على تبادل إطلاق النار عبر الحدود منذ 8 أكتوبر 2023، إلى الضاحية الجنوبية لبيروت لأول مرة.
ومن هنا بدأ الاحتلال هجماته، فاستهدفت طائرة بدون طيار إسرائيلية مكتبًا لحماس في حارة حريك، مما أسفر عن استشهاد الرجل الثالث بحزب الله، صالح العاروري. وفي الوقت نفسه، زادت عمليات قتل قادة حزب الله في جنوب لبنان بشكل كبير.
تفاقم الأزمات في لبنانوحسب موقع "أراب نيوز"، أدت هذه الحرب إلى تفاقم الأزمات القائمة في لبنان، إذ دخل عام 2024 وهو يعاني من تفاقم الاضطرابات الاقتصادية والاجتماعية، بعد أن عانى بالفعل من الانهيار المالي في عام 2019، خاصة مع فشل تعيين رئيس للبلاد بسبب الانقسامات الدائرة، ما أدى إلى شلل الحكومة منذ أكتوبر 2022.
ومع اندلاع الاشتباكات على الحدود في البداية، أدى الأمر إلى نزوح 80 ألف شخص من قراهم، مما زاد من الضغط على اقتصاد البلاد وزاد من الفقر.
وفي منتصف ديسمبر 2023، أبلغت الدول المانحة لبنان بخطط لتقليص المساعدات للحماية الاجتماعية في بداية عام 2024.
لكن تصاعدت المواجهات العسكرية بسرعة، وحافظ حزب الله على استراتيجية "الجبهات المرتبطة"، وأصر على أنه سيواصل هجماته حتى انسحاب الاحتلال من غزة، بينما أصرت إسرائيل على امتثال حزب الله للقرار 1701 وسحب قواته شمال نهر الليطاني.
وبين 8 أكتوبر 2023 وسبتمبر 2024، شن حزب الله 1900 هجوم عسكري عبر الحدود، بينما ردت إسرائيل بـ 8300 هجوم على جنوب لبنان، وقد تسببت هذه الضربات في مقتل المئات ونزوح مجتمعات بأكملها في جنوب لبنان وشمال إسرائيل.
ورغم الجهود الدبلوماسية المكثفة ــ وخاصة من جانب فرنسا والولايات المتحدة ــ لم يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار خلال هذه الفترة.
وتصاعدت حدة المواجهات، حيث وسع الاحتلال نطاق غاراته وأهدافه إلى منطقة بعلبك، في حين كثف حزب الله نطاق ضرباته لتتسع إلى مواقع عسكرية إسرائيلية عميقة.
ولم تسلم قوات اليونيفيل الدولية في المواقع الأمامية من إطلاق النار المتبادل، حيث تصاعدت الهجمات بعد دخول قوات الاحتلال الإسرائيلي إلى مناطق عمليات القوة الأممية.
وبحلول منتصف يوليو الماضي، كانت السفارات الغربية في لبنان تحث رعاياها على مغادرة البلاد فورًا، مدركة تهديد إسرائيل بتوسيع الصراع إلى حرب شاملة على لبنان.
استهداف قادة حماسوتكثفت الضربات الإسرائيلية على قيادة حزب الله، وبلغت ذروتها بقتل قائد فرقة الرضوان فؤاد شكر بجنوب بيروت في يوليو.
وفي اليوم التالي، تم استهداف رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية في طهران، مما أدى إلى تفاقم التوترات بين إسرائيل وإيران.
وتعمقت الضربات الجوية الإسرائيلية عبر جنوب لبنان ووادي البقاع، في حين وسع حزب الله هجماته إلى مستوطنات كريات شمونة وميرون وضواحي حيفا وصفد.
وفي17 و18 سبتمبر، شن الاحتلال الإسرائيلي هجومًا منسقًا على آلاف أجهزة النداء واللاسلكي التابعة لحزب الله، مما تسبب في انفجارات أسفرت عن مقتل 42 شخصًا وإصابة أكثر من 3500 آخرين، ورغم أن إسرائيل لم تعلن مسؤوليتها، فإن الهجوم كان بمثابة تصعيد كبير.
وبحلول 27 سبتمبر، كان استشهاد زعيم حزب الله حسن نصر الله وغيره من كبار قادة الجماعة اللبنانية في حارة حريك إيذانًا ببدء حرب أوسع نطاقًا، خاصة مع استخدام قوات الاحتلال صواريخ دقيقة التوجيه لضرب المباني والمخابئ، مما أسفر عن مقتل قادة حزب الله وإجبار الضاحية الجنوبية لبيروت على إخلاء أعداد كبيرة من سكانها.
ورداً على ذلك، أكد حزب الله التزامه بربط أي وقف لإطلاق النار في لبنان بوقف النار في قطاع غزة، ومع ذلك، بحلول الأول من أكتوبر، كثفت الاحتلال الإسرائيلي غاراته، فدمرت المباني السكنية وحتى المواقع الأثرية في صور وبعلبك.
كما بدأ الجيش الإسرائيلي هجومًا بريًا في جنوب لبنان، ودمر قرى حدودية وقطع المعابر البرية مع سوريا لتعطيل خطوط إمداد حزب الله.
التوصل لاتفاق وقف النارفي 26 نوفمبر الماضي، توصل رئيس مجلس النواب نبيه بري، بوساطة أمريكية، إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. ومع ذلك، سبق الاتفاق تصعيد إسرائيلي هائل في بيروت.
ودخل القرار حيز التنفيذ، لكن على الرغم من وقف إطلاق النار، استمرت الانتهاكات. وفي الوقت نفسه، أصبحت الخسائر الاقتصادية للحرب واضحة.
وقدر وزير الاقتصاد اللبناني أمين سلام، الخسائر الأولية بنحو 15 إلى 20 مليار دولار، مع فقدان 500 ألف وظيفة، وإغلاق الشركات على نطاق واسع، فيما أثر الدمار الزراعي على 900 ألف دونم من الأراضي الزراعية.
ورغم أن قيادة حزب الله وترسانته القوية قد تقلصت بشكل كبير مع استمرار الحرب في غزة، فإن حقيقة نجاة الجماعة من الصراع منذ العام الماضي تُظهِرها باعتبارها انتصاراً في حد ذاتها.