تقدمت عضو مجلس النواب الأمريكي، إلهان عمر، بمشروعين تشريعيين لمنع مبيعات الأسلحة الأمريكية إلى السعودية والإمارات، مستشهدة بـ "الفظائع" التي ارتكبتها كلا البلدين، حسب تعبيرها، وذلك بعد ما باعت الولايات المتحدة مؤخرا أسلحة لكلا البلدين في ديسمبر/كانون الأول الماضي، وعززت قدراتهما الهجومية وسط احتمال نشوب حرب إقليمية وخطر متزايد للمواجهة مع الحوثيين في اليمن.

ويعد المشروع الخاص بالسعودية أحدث محاولة من جانب النائبة التقدمية لمحاسبة نظام المملكة على سجله في مجال حقوق الإنسان، ومن شأن ذلك أن يوقف بيع الطائرات وأجهزة الاستشعار الاستخباراتية وغيرها من المعدات التي تعتمد عليها القوات الجوية السعودية في حربها باليمن، وفقا لما أورده موقع "إنترسبت" وترجمه "الخليج الجديد".

وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي، وافقت وزارة الخارجية على صفقة بيع بقيمة 582 مليون دولار للسعودية لتجديد نظام المراقبة بطائرات مسيرة.

وصعّدت دولة الإمارات العربية المتحدة مؤخرًا مشاركتها في حرب اليمن، ما أدى إلى هجمات صاروخية للحوثيين أدت إلى تآكل الشعور بالأمن، الذي رسخته الدولة الإماراتية على مدى عقود.

ومن شأن مشروعي إلهان عمر حظر بيع الصواريخ شديدة الانفجار وأنظمة الرادار وغيرها من المعدات العسكرية إلى الإمارات. وفي ديسمبر/كانون الأول، وافقت وزارة الخارجية الأمريكية على صفقة بيع تلك الصواريخ والمعدات للإمارات بقيمة 85 مليون دولار.

وفي السياق، أشارت إلهان عمر إلى انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبتها السعودية والإمارات كأساس لمشروعيها التشريعيين، وأوضحت: "هذه المبيعات تتعارض بشكل مباشر مع قيمنا وكذلك قضية السلام وحقوق الإنسان".

وكان الرئيس الأمريكي، جو بايدن، قد ركز في حملته الانتخابية عام 2020 على جعل السعودية "دولة منبوذة" بسبب مقتل الصحفي في "واشنطن بوست"، جمال خاشقجي، لكنه سمح، بعدما أصبح رئيسا، بمبيعات أسلحة بمليارات الدولارات للمملكة الغنية بالنفط.

وإزاء ذلك قالت إلهان عمر: "من غير المعقول ببساطة بيع الأسلحة إلى السعودية بينما تواصل قتل وتعذيب المعارضين ودعم العبودية الحديثة"، مشيرة إلى أن المملكة "أعدمت أكثر من 170 شخصًا في العام الماضي وحده، وبعضها إعدامات فقط بسبب منشورات على منصة إكس (تويتر سابقا)".

وفي العام الماضي، حكمت السعودية على مدرس متقاعد بالإعدام بسبب منشوراته على "إكس" التي تنتقد العائلة المالكة السعودية وتدعو إلى إطلاق سراح علماء دين مسجونين.

اقرأ أيضاً

اجتماع ثلاثي.. أمريكا تضغط لحل الخلافات بين السعودية والإمارات منعا لتخريب سلام اليمن

وحكمت الرياض، في العام ذاته، على مواطن سعودي أمريكي يبلغ من العمر 72 عامًا بالسجن لمدة 16 عامًا بسبب انتقاداته للنظام السعودي على "إكس"، كما حكمت على طالب دكتوراه سعودي مقيم في المملكة المتحدة بالسجن لمدة 34 عامًا لمجرد متابعته وإعادة تغريد منشورات لناشطين منتقدين للنظام.

ورغم أن السعودية ألغت العبودية رسميًا في عام 1962، إلا أن معاملتها القسرية لعاملات المنازل المهاجرات وُصفت بأنها "بوضوح" ترقى إلى مستوى "العبودية".

وتعترف إدارة بايدن بذلك، إذ ينص أحدث تقرير لوزارة الخارجية حول ممارسات حقوق الإنسان في السعودية على أن "العمل القسري يحدث بين العمال المهاجرين" وأن القانون السعودي "لا يحظر أو يجرم جميع أشكال العمل القسري أو الإلزامي".

وفي عام 2013، أوردت تقارير أن مسؤولي إنفاذ القانون في الولايات المتحدة قاموا بالتحقيق في "حالة محتملة من العبودية الحديثة" في مجمع دبلوماسي سعودي في فرجينيا تتعلق بامرأتين من الفلبين.

وقال متحدث باسم الخارجية الخارجية الأمريكية آنذاك إن "التحقيق معقد بسبب احتمال تمتع المشتبه بهم بالحصانة الدبلوماسية، الأمر الذي حال دون الملاحقة القضائية في القضايا السابقة".

ووصلت قضية مماثلة في لندن، تتعلق بعاملة منزلية فلبينية استغلها دبلوماسي سعودي، إلى المحكمة البريطانية العليا، التي حكمت بأنه لا يمكن للدبلوماسيين التخفي وراء الحصانة في قضايا العبودية.

وأدانت إلهان عمر مبيعات الأسلحة السرية من الإمارات للسودان في سبتمبر/أيلول، عندما كشف تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" أن أبوظبي شاركت في عملية سرية متطورة لتزويد قوات الدعم السريع بالأسلحة، وهي قوة شبه عسكرية مرتبطة بمجموعة "فاجنر" الروسية التي تنفذ تطهيراً عرقياً في دارفور.

وأشارت النائبة الأمريكية إلى أن "الإمارات تنتهك حظر الأسلحة الذي فرضته الأمم المتحدة في دارفور لدعم قوات الدعم السريع، والتي قررت وزارة الخارجية مؤخرًا أنها ترتكب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. كما قامت بتسليح الحكومة الإثيوبية المتهمة بارتكاب فظائع في تيجراي وأمهرة وأوروميا".

اقرأ أيضاً

يهدد جهود إنهاء الحرب.. الخلاف بين السعودية والإمارات في اليمن يتصاعد

المصدر | إنترسبت/ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: إلهان عمر السعودية الإمارات اليمن الحوثيين السعودیة والإمارات إلهان عمر

إقرأ أيضاً:

الحوثي تكشف عن أنشطة للمخابرات الأمريكية والإسرائيلية.. ما علاقة السعودية؟

كشفت الأجهزة الأمنية التابعة لجماعة الحوثي اليمنية عن إحباط أنشطة استخباراتية لوكالة المخابرات الأمريكية CIA، وجهاز المخابرات الإسرائيلية "الموساد".

ونقلت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" عن الأجهزة الأمنية قولها، إنها تمكنت خلال الأيام الماضية من إلقاء القبض على عدد من الجواسيس، الذين تم استقطابهم وتجنيدهم "عبر مطلوب للعدالة يدعى حميد حسين فايد مجلي".

وأضافت أن المعتقلين أُسندت إليهم بعد تجنيدهم أنشطة استخباراتية، كان أبرزها: "رصد وتحديد المواقع التابعة للقوة الصاروخية، والطيران المسير، والقوات البحرية، والمواقع العسكرية الأخرى، بالإضافة إلى رصد وتحديد أماكن القيادات الثورية والسياسية والعسكرية والأمنية والشخصيات الاجتماعية المناهضة للعدو الإسرائيلي والأمريكي في اليمن، لصالح وكالة المخابرات الأمريكية وجهاز المخابرات الإسرائيلي".

وأشارت إلى أن الأنشطة التجسسية والاستخباراتية التي أسندت لمن تم تجنيدهم "تتمثل أبرزها في رصد وجمع معلومات عن خبراء ومعامل ومنصات وعربات إطلاق الصواريخ والطيران المسير المستهدفة للعدو الصهيوني، وأماكن ومواقع القوات البحرية والمعسكرات ومخازن الأسلحة التابعة للقوات المسلحة اليمنية"، بالإضافة إلى محاولة رصد وجمع معلومات عن أماكن تواجد قائد جماعة الحوثي، عبد الملك بدر الدين الحوثي، وبعض القيادات السياسية والعسكرية، والشخصيات الاجتماعية "المناهضة للعدو الإسرائيلي والأمريكي".


وأشارت إلى أن "حميد مجلي، تم تجنيده في العام 2008م من قبل الاستخبارات السعودية التي قامت بربطه بأجهزة مخابرات دول معادية منها وكالة المخابرات الأمريكية وجهاز المخابرات الإسرائيلي"، مضيفة أنه ومع بدء معركة طوفان الأقصى، أوكلت إلى مجلي "القيام بعمليات استقطاب وتجنيد جواسيس من ضعفاء النفوس للقيام بأنشطة تجسسية واستخباراتية لإعاقة موقف الشعب اليمني المساند لغزة باستهداف قواته العسكرية وقيادته".

وحذرت الأجهزة الأمنية من خطورة جريمة العمل لصالح أجهزة المخابرات الأمريكية والإسرائيلية والتي تصل عقوبتها إلى حد الإعدام، مطالبة "كل من تورط وتعامل مع استخبارات العدو بالمبادرة بتسليم نفسه إلى أجهزة العدالة".

وأكدت الأجهزة الأمنية التابعة للحوثي أنها ستكشف وسترفع السرية عن بعض المعلومات والتفاصيل للرأي العام حين استكمال إجراءاتها.

والخميس الماضي، شن الاحتلال سلسلة غارات على العاصمة اليمنية صنعاء ومحافظة الحُديدة المطلة على البحر الأحمر غرب البلاد.

وتوعدت جماعة الحوثي في اليمن، الثلاثاء، باستهداف المصالح الأمريكية بلا خطوط حمراء في الشرق الأوسط، إذا استمر العدوان على البلاد.

وحذر عضو المجلس السياسي للجماعة، محمد علي الحوثي، في كلمة مصورة بثها عبر منصة "إكس"، "الأمريكيين من استهداف اليمن، وإلا فسنضرب المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط بلا أي خطوط حمراء".


وأضاف: "إما أن يتوقف العدوان على غزة، والعدوان على اليمن، أو أننا سنستهدف أي هدف أمريكي حساس يمكن أن يوصل رسالتنا، وأخبرنا جنودنا في الصاروخية (التابعة للجماعة) بذلك".

وأضاف أن "اليمنيين لا يخافون اليهود، ولا يكترثون لأي تهديدات، بل يعتبرونها تصريحات جوفاء، ومن لا يعلم الحقيقة، فليسأل عن الشعب اليمني وشجاعته وقوته وصموده واستبساله".

جاء ذلك عقب تهديدات لنتنياهو ووزير حربه يسرائيل كاتس، توعدا فيها الحوثيين بضربات قوية ردا على تكثيف الجماعة من قصفها لأهداف في العمق الإسرائيلي.

مقالات مشابهة

  • الخارجية الروسية تعتبر التقارير حول نشر محتمل لقوات الاتحاد الأوروبي في أوكرانيا استفزازا
  • تحليل عبري: هل تحارب إسرائيل الحوثيين أم دولة اليمن.. وما الصعوبات التي تواجه السعودية والإمارات؟ (ترجمة خاصة)
  • وزير الخارجية يشيد بالعلاقات التي تربط بين مصر وتونس
  • تقدم تاريخي لليمن على السعودية في الشوط الأول من خليجى 26
  • السعودية والإمارات تعزيان أذربيجان في حادث تحطم طائرة ركاب
  • الحوثي تكشف عن أنشطة للمخابرات الأمريكية والإسرائيلية.. ما علاقة السعودية؟
  • عاجل.. تصريح جديد من الخارجية الأمريكية بشأن سوريا
  • الصين تدين مبيعات الأسلحة الأمريكية إلى تايوان
  • الخارجية الأمريكية: الولايات المتحدة تقدر دور مصر الكبير في المنطقة
  • الصين تستنكر مبيعات الأسلحة الأمريكية إلى جزيرة تايوان التابعة لها