في خطوة ذات أبعاد اقتصادية وسياسية هامة، انضمت إلى مجموعة " البريكس " خمس دول جديدة اعتبارا من الأول من يناير الجاري ، ليرتفع بذلك عدد أعضاء المجموعة إلى عشر دول ، وهو ما يعزز مكانتها ويضفي المزيد من الثقل على دورها في السياسة الدولية، باعتبارها صوت الجنوب العالمي .
وكانت المجموعة التي تضم كبرى الاقتصادات الناشئة، وأكبر التكتلات السكانية في العالم، قد تأسست عام 2006 ، وقد عقدت أول مؤتمر قمة لها عام 2009، بمشاركة أربع دول هي البرازيل وروسيا والهند والصين، تحت اسم "بريك" أولا، ثم انضمت جنوب إفريقيا إلى المنظمة خلال قمتها الثالثة عام 2011 ليصبح اسمها "بريكس".


وفي قمتها الأخيرة الخامسة عشرة في جنوب أفريقيا في أغسطس الماضي ، دعت المجموعة ست دول جديدة للانضمام لعضويتها وهي السعودية والإمارات ومصر وإيران وإثيوبيا وكان من المفترض أن تنضم الأرجنتين لهذا التجمع لكن الرئيس الارجنتيني الذي فاز في انتخابات الرئاسة قرر عدم الانضمام للمجموعة.
وتتولى روسيا رئاسة البريكس خلال العام الحالي 2024 تحت شعار "تعزيز التعددية من أجل العدالة في التنمية والأمن العالميين"، وتخطط موسكو لعقد أكثر من 200 حدث حول المسائل السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية للمجموعة في أكثر من عشر مدن روسية ، وتشمل عقد قمة المجموعة في أكتوبر المقبل بمدينة قازان عاصمة تتارستان الروسية.
وقد أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن بلاده ستعمل خلال رئاستها لمجموعة بريكس، لتعزيز التعاون داخل المجموعة في ثلاثة مجالات رئيسية هي : السياسة والأمن، والاقتصاد والمالية، والاتصالات الثقافية والإنسانية"، كما تعتزم العمل لزيادة دور المجموعة في النظام النقدي والمالي الدولي وتعزيز التسويات الأكثر نشاطا بالعملات الوطنية.
وفي مؤشر يدل بوضوح على الأهمية الاقتصادية والسياسية المتزايدة بالمسار الذي ترسمه مجموعة البريكس، ويؤكد أن المجموعة باتت تحظى باهتمام الكثير من دول الجنوب العالمي، تقدمت أكثر من عشرين دولة بطلبات للانضمام لعضويتها ، ما يعني أن المجموعة مرشحة للتحول إلى تكتل سياسي واقتصادي عملاق خلال السنوات القليلة المقبلة، وأكدت الرئيسة البرازيلية السابقة والرئيسة الحالية لبنك التنمية الجديد التابع للمجموعة ، ديلما روسيف أن مجموعة البريكس الموسعة هي قوة في الجنوب العالمي لا يمكن تجاهلها أبداً.
وفي هذا السياق، أعرب الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو عن أمله في انضمام بلاده إلى مجموعة بريكس كعضو كامل خلال قمتها المقبلة في روسيا ، ويرى الرئيس مادورو أن بريكس، هي مستقبل البشرية، مشيرا إلى الإمكانات الاقتصادية لدولها وإمكانيات بنك التنمية الجديد التابع للمجموعة ، وقال إن بلاده تراهن على البريكس كجزء من عالم جديد، يجسد التوازن والمساواة .
وفي معرض توضيحه لأسباب توسع البريكس، قال رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوسا إن قيمة البريكس تمتد إلى ما هو أبعد من مصالح أعضائها الحاليين، مضيفا أن بريكس الموسعة ستمثل مجموعة متنوعة من الدول ذات الأنظمة السياسية المختلفة التي تشترك في الرغبة المشتركة في الحصول على نظام عالمي أكثر توازناً ويستند إلى قواعد واضحة تنطبق بالتساوي على جميع البلدان.
منذ تأسيسها قامت مجموعة البريكس بتطوير آليات مختلفة للتعاون فيما بينها ، وتركز العمل على مسائل متنوعة مثل التداول بالعملات المحلية والرقمية بدلاً من الدولار الأمريكي، وتطوير نظام دفع بديل لنظام سويفت الغربي ، كما قامت بإنشاء بنك التنمية الجديد لتمكين البلدان من الحصول على قروض خارج صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، وتتطلع المجموعة لإيجاد نظام اقتصادي مواز للنظام الحالي الذي تقوده الولايات المتحدة، وإعادة تشكيل النظام العالمي من خلال تحويل القوة من "الشمال العالمي" إلى "الجنوب العالمي".
وخلافا للسياسات الغربية ، ترفض دول المجموعة من حيث المبدأ، استخدام العقوبات، ولم تفرضها على روسيا عقب اندلاع الحرب في أوكرانيا، لكنها عبرت عن دعمها للمبادرات السلمية التي تهدف إلى إنهاء الحرب والصراع بين روسيا وأوكرانيا ، كما يطالب أعضاء مجموعة البريكس بإجراء إصلاح شامل للأمم المتحدة، بما في ذلك تمثيل أكبر للدول النامية في مجلس الأمن.
وتعد دول البريكس من الأعضاء القياديين في الأمم المتحدة، ومجموعة العشرين، ومنظمة التجارة العالمية، وحركة عدم الانحياز، ومجموعة الـ 77، بالإضافة إلى العديد من المنظمات الإقليمية، بما في ذلك الاتحاد الأفريقي ومجموعة التنمية للجنوب الأفريقي ، والسوق المشتركة للجنوب (ميركوسور)، ومنظمة شنغهاي للتعاون، ومنظمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ.
وبالأرقام، فإن الثقل الاقتصادي لدول بريكس كبير على مستوى العالم، إذ تظهر بيانات منظمة التجارة العالمية أن حجم اقتصادات بريكس حتى نهاية عام 2022، بلغ نحو 44 تريليون دولار، وأنها تسيطر على 17 بالمئة من التجارة العالمية، وتنتج دول المجموعة حوالي 44 بالمائة من النفط الخام للسوق العالمية .
وتمثل مجموعة بريكس 42 بالمائة من سكان العالم الإجمالي، بـ 3.2 مليارات نسمة، بينما يبلغ عدد سكان دول مجموعة السبع، نحو 800 مليون نسمة، أما من الناحية العسكرية فإن مجموعة البريكس تعتبر قوة لامثيل لها ، حيث تضم المجموعة ثلاث قوى نووية هي: روسيا، الصين، الهند، وأربعة من أقوى جيوش العالم، ويصل عدد جنودها لنحو 11 مليون جندي، ويزيد إنفاقها الدفاعي على 400 مليار دولار.
وفي عام 2014، أنشأت مجموعة البريكس بنك التنمية الجديد (NDB) لتقديم القروض إلى البلدان النامية ، ومع نهاية عام 2022، كان البنك قد قدم قروضاً لتلك الدول لبناء الطرق والجسور والسكك الحديدية وتطوير إمدادات المياه، لتنفيذ مشاريع بلغت قيمتها الإجمالية حوالي 32 مليار دولار أمريكي.

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: البريكس

إقرأ أيضاً:

الأرجنتين وفنزويلا وكولومبيا حسمت تأهلها لدور الـ8

حسمت منتخبات الأرجنتين وفنزويلا وكولومبيا التأهل إلى دور الـ 8 من بطولة كوبا أمريكا2024 ، المقامة حاليًّا في الولايات المتحدة الأمريكية قبل خوض مواجهات الجولة الثالثة والأخيرة من دور المجموعات. وتأهل منتخب الأرجنتين بعد فوزه على تشيلي بهدف دون رد، في المباراة التي جمعتهما على ملعب ماتلايف، ضمن الجولة الثانية من المجموعة الأولى للبطولة.

وانتظر حامل اللقب حتى الدقيقة 88 لتسجيل هدف الفوز عن طريق البديل لاوتارو مارتينيز، مهاجم إنتر ميلان الإيطالي، ليعزز صدارته للمجموعة الأولى برصيد 6 نقاط.

كما صعد منتخب فنزويلا للدور نفسه بفوزه على نظيره المكسيكي بهدف نظيف في المواجهة التي أقيمت على ملعب صوفي بمدينة إينجلوود بولاية نيو جيرسي، ضمن منافسات المجموعة الثانية، وسجل سالومون روندون، هدف الفوز من ركلة جزاء في الدقيقة 57.

كما حسم منتخب فنزويلا صدارة المجموعة بعد فوزه في المباراة الأولى على الإكوادور بهدفين مقابل هدف، برصيد 6 نقاط وتنتظره مواجهة جامايكا في الجولة الأخيرة.

وأصبحت كولومبيا ثالث المتأهلين إلى ربع نهائي كوبا أمريكا من الجولة الثانية، بعد فوزها بثلاثية في شباك كوستاريكا، فجر السبت.

وسجل أهداف منتخب كولومبيا لويس دياز في الدقيقة 31 من ركلة جزاء، وأحرز ودافينسون سانشيز وجون كوردوبا الهدفين الثاني والثالث في الدقيقتين 59 و62.

اقرأ أيضاًالرياضةالفتح يحافظ على لقبه كبطل لدوري الممتاز للبلياردو والاتحاد ثانياً وقفار ثالثاً

ورفع المنتخب الكولومبي رصيده إلى ست نقاط محققًا العلامة الكاملة في صدارة المجموعة الرابعة، بعدما فاز على باراجواي 2ـ1 في الجولة الأولى.

ويسعى منتخب الأرجنتين لتحقيق العلامة الكاملة في دور المجموعات، واعتلاء صدارة جدول ترتيب المجموعة الأولي ببطولة كوبا أمريكا 2024.

وسيحاول منتخب الأرجنتين، حامل اللقب، الفوز وإنهاء مرحلة المجموعات بثلاثة انتصارات ليتصدر ترتيب المجموعة لأول مرة في كوبا أمريكا منذ نسخة 2016 في الولايات المتحدة أيضاً.

مقالات مشابهة

  • الإمارات تتطلع لبناء نظم غذائية مستدامة لـ «بريكس»
  • آمنة الضحاك تؤكد حرص الإمارات على توسيع التعاون مع «بريكس»
  • آمنة الضحاك تؤكد حرص الإمارات على توسيع التعاون مع “بريكس” في مجالي الأمن الغذائي والحفاظ على البيئة
  • بريكس تواجه مشكلة التوسع
  • صحيفة روسية: انضمام أصدقاء أميركا للبريكس يقلق الغرب
  • توسع بريكس.. حقبة جديدة من النفوذ الاقتصادي أم سعي للهيمنة السياسية؟
  • الأرجنتين وفنزويلا وكولومبيا حسمت تأهلها لدور الـ8
  • اجتماع لوزراء زراعة مجموعة بريكس بموسكو
  • الأمن الغذائي العالمي.. رؤية مصر لبريكس
  • زهر السلامي.. قرعة في المتناول للمنتخب الأردني قد تمهد الطريق نحو تأهل تاريخي للمونديال