شبكة اخبار العراق:
2024-11-09@23:19:46 GMT

ليست الدولة الفلسطينية اختراعا إيرانيا

تاريخ النشر: 4th, January 2024 GMT

ليست الدولة الفلسطينية اختراعا إيرانيا

آخر تحديث: 4 يناير 2024 - 11:26 صبقلم: فاروق يوسف هناك مَن يمني نفسه بولادة دولة فلسطينية على أنقاض غزة. تلك فكرة رومانسية عصية على الفهم. فلا أحد في إمكانه اليوم في ظل الجنون الإسرائيلي أن يُخرج تلك الدولة من بين ملفات الشرق الأوسط التي صارت أشبه بالركام الذي من اليسير حرقه تحاشيا لأي محاولة لتصفح واحد من ملفاته التي تداخل فيها المحلي بالإقليمي بالدولي.

واقعيا ليست هناك أي رغبة في عزل ملف عن الآخر بعد أن سُمح لإيران، وهي جزء من المشكلة وليست صاحبة الرأي الأخير، أن تهيمن عقائديا وعسكريا واقتصاديا على جزء حيوي من المنطقة وتكون بمثابة عقدة مزدوجة لمَن يقف معها ولمَن يقف ضدها. أما إسرائيل فإنها وإن كانت صاحبة رأي فإن موقفا غربيا أعمى صار يجر العالم للاصطفاف وراءها وهي تزيف الحقائق وتضع العربة قبل الحصان حين تراهن على القضاء على أعدائها من غير أن يكون السلام هدفها. وليس صحيحا أن الموقف الدولي صار أضعف من أن يحتوي القوتين المتخمتين بالسلاح من المضي بالمنطقة إلى أقصى درجات العنف. ليس صحيحا أيضا أن القوتين خرجتا عن السيطرة وصارتا تتحركان، كل واحدة منهما في دائرة جذب خاصة بها وهما تتصارعان خفية وعلانية، ولكن شعوب المنطقة هي المتضرر الأكبر من سباقهما العبثي. هل سعت إيران لتثبيت حماس في غزة حلا وحيدا للمقاومة التي تسعى لتحرير فلسطين؟ تلك كذبة. تعمل إيران على تزوير هوية المناطق التي نجحت في الوصول إليها من خلال وكلائها، ولكن القضية الفلسطينية لم تعد في حاجة إلى أي نوع من الزخرف يضفي عليها مزيدا من الإبهار. فهي ليست مجموعة من القناعات، بل هي حقيقة اعترف العالم بها بعد نضال وطني مسلح وجهد فكري هائل بذله الفلسطينيون في ساحات الجدل العالمية. ليست القضية الفلسطينية في حاجة إلى إيران لتكون موجودة أو لتغزو العالم بجوهر إنساني متجدد. مشكلة إيران مع العالم لا علاقة لها بالخلاف على فلسطين، جغرافيا وتاريخا. هناك مسافة تفصل بين إيران والقضية الفلسطينية لا يمكن تجاوزها عن طريق العقائد التي تلعب في الكثير من الأحيان دورا مضللا. في المرحلة التي سبقت حرب غزة الأخيرة زجت إيران بنفسها في القضية الفلسطينية من خلال حزب الله وكان ذلك أشبه باستعراض في مزاد، مفرداته كلها دينية. وهو ما جرد القضية من غطائها الوطني والقومي والإنساني. ما حدث لم يكن عفويا، بل هو جزء من خطة محكمة أريد من خلالها إحلال الدين محل السياسة من خلال تسييس الدين أولا وثانيا من خلال استبدال الرموز والمفردات الوطنية برموز ومفردات دينية لم يكن لها محل في التفكير الوطني الفلسطيني إلا باعتبارها دلالات تجمع الشعب الفلسطيني ولا تفرق بين مسيحي ومسلم. كانت فلسطين في فكر القضية بلدا جامعا يناضل الفلسطينيون ومن خلفهم العرب من أجل تحريره أو على الأقل الخروج به من مأزقه التاريخي بجغرافيا سبق للقوانين الدولية أن أقرتها. لذلك كان المسعى الإيراني مريحا لإسرائيل. من خلاله اختلطت الأوراق وعمت الفوضى التي استثمرتها إسرائيل لصالحها. فهي تواجه حربا دينية عتيقة بكذبة الدفاع عن نفسها باعتبارها دولة ديمقراطية تنتمي إلى العالم الحديث. كل الذي يُقال عن نهايات سعيدة لحرب الإبادة التي تخوضها إسرائيل في غزة هو محض افتراء. هناك جبهة إعلامية ضخمة تزيد الناس جهلا بحقيقة ما يجري لأهل غزة تحت شعار النصر الذي سيؤدي إلى ولادة الدولة الفلسطينية. وما من أحد يتساءل عن نوع تلك الدولة التي سترعاها إيران من خلال جماعة الإخوان المسلمين. لا أحد ينتبه ولو قليلا إلى ما تفكر فيه إسرائيل وهي تستمر في حربها التي هي أشبه بالحرث على مستوى اقتلاع أهل غزة من بيئتهم. لغة السوق هي الغالبة. هي الأعلى وما من أحد ينصت إلى أصوات الضحايا. ما من أحد يرى الوقائع مجردة من التعليقات المضللة. فمَن يبحث عن النصر الوهمي عليه أن لا يسمع ولا يرى. عليه أن يجلس في بيته بضع نفسه في خدمة قناة الجزيرة القطرية.إسرائيل مسؤولة عما يجري. ذلك معروف ولا يحتاج إلى براهين. ما لا نحتاجه بالدرجة الأساس أن نكذب على أنفسنا حين نصدق أن حربنا عليها وقد فارقت جوهرها الوطني والقومي والإنساني ستقود إلى نتائج إيجابية في ظل خراب لن نتمكن من وضع حد له. علينا أن نكون على ثقة من أن الدولة الفلسطينية التي نحلم بإقامتها هي ليست اختراعا إيرانيا. فإيران تهدم الدول ولا تبنيها.

المصدر: شبكة اخبار العراق

كلمات دلالية: القضیة الفلسطینیة من خلال

إقرأ أيضاً:

مساعي ترامب لتصفية “القضية الفلسطينية” مآلهُا الفشل.. والرهان فقط على الميدان

يمانيون – متابعات
مع فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية لعام 2024، يعود شبح ما تسمى بـ”صفقة القرن” الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية، ليهُدد ما تبقى من أمل في حرية فلسطين وكرامة الأمة العربية والإسلامية.

وكانت أمريكا قد سعت عبر هذه الصفقة إلى تصفية القضية الفلسطينية من جذورها، مُحولةً الصراع إلى مجرد تنازلات سياسية يقبلها الفلسطينيون تحت تهديد الجوع والفقر والمجازر اليومية، أما ما تبقى من أمل فلسطيني فقد أُغلِق الباب أمامه بأحكام أمريكية لا تعترف بحق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال، ولا بأي حق تاريخي في بناء دولته المستقلة.

ويبدو أن المشهد الذي يلوح اليوم في الأفق يحمِل في طياته تهديداً خطيراً ليس فقط لفلسطين بل للأمة العربية بأكملها، فالصفقة “الترامبية” لا تستهدف فلسطين فحسب، بل هي حلقة من سلسلة محاولات لتصفية القضايا العربية الأساسية: من القضايا الاقتصادية التي تثقل كاهل الشعوب، إلى القضايا السياسية التي لا تجد صوتًا حقيقيًا يُدافع عنها في ظل المصالح الدولية الضاغطة.

كما أن الاستمرار في إضعاف الموقف العربي تجاه القضية الفلسطينية يعني فقدان المزيد من أوراق القوة في مواجهة المشاريع الغربية التي لا تتوقف عن إعادة رسم خريطة المنطقة وفقاً لارادتها.

ولكن في المقابل تعيش فلسطين اليوم في قلب معركة مصيرية، ليست فقط من أجل استعادة الأرض، ولكن من أجل الحفاظ على الهوية والوجود، في مواجهة هذا المشروع الاستعماري الجائر، ويجد الفلسطينيون أنفسهم وحيدين في ساحة معركة قاسية، بينما يُفرض عليهم أن يقبلوا بالحلول التي لا تمثل سوى خيانة لتاريخهم وأحلامهم.

وفي حين يتبنى ترامب توجهات متشددة تجاه الفلسطينيين، تسعى لتصفية قضيتهم، على صعيد دعم العنف الصهيوني وتأييد أو التغاضي عن سياسات التهجير والاستيلاء على الأراضي، فإن المستجدات الناشئة منذ السابع من أكتوبر تقلل من قدرته على تنفيذ أجندته هذه دون الانزلاق إلى صراع أوسع يعود بضرر أكبر على المصالح الأمريكية في المنطقة، ويخالف إستراتيجية اليمين التي يُصعده على أساسها.

ويرى مراقبون أنه لا حاجة لعناء كبير لإثبات أن الجمهوريين والديمقراطيين، هما وجهان لعملة واحدة، فعلى سبيل المثال لا الحصر، فإن فكرة إقامة شرق أوسط جديد تكون فيه “إسرائيل” الآمر الناهي فيه، كان قد طرحها الجمهوريون، بينما تولى الديمقراطيون محاولة تطبيقها على أرض الواقع.. وما يحدث اليوم في غزة ولبنان، إلا وجه من أوجه هذه المحاولة.

كما إن اتفاقيات إبراهام التطبيعية، قادها ترامب خلال فترة رئاسته الأولى، إلا أن بايدن وهاريس، حاولا توسيعها وإدخال السعودية ودول عربية أخرى إليها، والهدف هو تصفية القضية الفلسطينية ومحوها من ذاكرة الشعوب العربية والاسلامية.

وكان ترامب قد اعترف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني، واعترف بضم الجولان السوري المحتل الى الكيان الغاصب بينما بايدن وهاريس، ارتكبا جرائم لا تقل فظاعة عن جرائم ترامب، عندما شاركا في قتل وجرح وتجويع وتشريد أكثر من مليونين ونصف مليون فلسطيني في غزة، لدفع الفلسطينيين للتوجه الى سيناء، وافساح المجال للمستوطنين الصهاينة لإقامة مستوطنات في غزة، كما أطلقا يد حكومة نتنياهو والمستوطنين للإعتداء على الفلسطينيين في الضفة بهدف إرعابهم وارهابهم والضغط عليهم لدفعهم لترك أرضهم والنزوح صوب الأردن.

وفي هذا الإطار.. قال قائد الثورة السيد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي، في كلمته الأسبوعية مساء الخميس: إن الرئيس الأمريكي المُنتخب دونالد ترامب “سيفشل” في إنهاء القضية الفلسطينية خلال ولايته الثانية.. مبيناً أن “ترامب فشل في مشروع “صفقة القرن” رغم كل عنجهيته واستكباره واستهتاره وطغيانه، وسيفشل في هذه المرة أيضا”.

وأوضح السيد عبدالملك أن “الرؤساء الأمريكيين يتنافسون أيهم يقدم خدمات أكثر للعدو الصهيوني.. ترامب بنفسه كان في مدة رئاسية سابقة، وحرص على تقديم إنجازات للصهاينة، منها الاعتراف بالقدس عاصمة لـ”إسرائيل” ونقل السفارة الأمريكية إليها.

وفي هذا التوقيت الحساس، يحتاج العرب إلى رؤية استراتيجية موحدة، وتضامن حقيقي من أجل التصدي لهذا المخطط الذي يهدد ليس فقط فلسطين، بل جميع الشعوب العربية التي ستظل تدفع الثمن إذا ما تم تمرير مشاريع أمريكا و”إسرائيل”، فالقضية الفلسطينية هي قلب الأمة العربية، والتخلي عنها يعني التخلي عن ذاتها، والانزلاق إلى هاوية لم يعد فيها مكان للأمل.

ويؤكد المراقبون، أن هناك أساس ثابت في السياسة الأمريكية، يتمثل بالدعم المطلق واللامحدود للكيان الصهيوني، في جميع الظروف والأوقات، ولا استثناء في هذه القاعدة.

ويبدو أن الرهان على هوية من يدخل البيت الأبيض هو رهان خاسر، والرهان الرابح والوحيد، الموجود أمام شعوب المنطقة وخاصة الشعبين الفلسطيني واللبناني وشعوب محور المقاومة، هو رهان الميدان، فالعدو الصهيوني ومن بعده الأمريكي لا يفهم إلا لغة القوة، وقد ذاق الأمرين من هذه القوة خلال العام المنصرم، فقد خسر الكيان الغاصب سمعته وسمعة مُشغليه في العالم، بسبب الوحشية التي تعاملا بها مع المدنيين في غزة والضفة الغربية ولبنان، كما خسر الكيان قوة ردعه، وخسر الآلاف من جنوده، وتضرر اقتصاده.

وبينما تتزايد مطالب سكان غزة بضرورة إنهاء الإبادة الجماعية الصهيونية على القطاع وتحسين أوضاعهم المعيشية، يشعرون أنهم قد يكونون خارج حسابات السياسة الأمريكية، ما لم تتخذ الإدارة الجديدة خطوات حقيقية لإنهائها وتحقيق تحسن ملموس بالظروف الإنسانية.

وينظر الفلسطينيون في قطاع غزة بحذر شديد إلى فوز ترامب، بالانتخابات الرئاسية الأمريكية، حيث تتفاوت آراؤهم بين الأمل الحذر في أن تشهد ولايته تغييرات إيجابية، والإحباط من احتمال استمرار السياسات الأمريكية الداعمة للإبادة الصهيونية في القطاع المستمرة منذ أكثر من عام.

وبعد فوز ترامب، يترقب رئيس حكومة الكيان الغاصب بنيامين نتنياهو -بفارغ الصبر- وصوله للبيت الأبيض ليكوّنا معًا، تحالفًا دمويًّا ضد محور المقاومة المتمثل في غزة ولبنان وإيران في المقام الأول، وليستطيع بذلك نتنياهو تلقي دعمًا أكبر في حربه تلك، ومن ثم يكسب مزيدًا من الوقت لإطالة عُمره السياسي، بل -وربما- ليحقق توسعًا أكبر في عدوانه على مناطق عدة في الشرق الأوسط.

والأمل الذي يعقده نتنياهو على مجيء ترامب في إطالة أمد الحرب أو الخروج منها بنصر محقق، يتصادم مع الواقع الميداني في كل من غزة لبنان، بالإضافة إلى ما تترقبه “إسرائيل” من الرد الإيراني على اعتدائها الأخير، الأمر الذي يراه الصهاينة مُحاطًا بالشكوك حول إمكانية وصول نتنياهو إلى أهدافه أو تحقيق انتصار حقيقي يُعيد الأمن إلى كيان العدو.

وجاء خطاب الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، الأخير ليؤكد أن تلك الشكوك، بتجديد إصرار حزبه على المضي قدمًا في الحسم الميداني، لا من خلال الأروقة السياسية، أو المفاوضات التي تمنح العدو نصرًا على حساب الشعبين الفلسطيني واللبناني.

وقال الشيخ قاسم في خطابه بمناسبة الذكرى الـ40 لاغتيال الأمين العام السابق لحزب الله، حسن نصر الله: إنهم أمام حرب صهيونية على لبنان بدأت منذ 40 يومًا تقريبًا كانت بعد حرب الإسناد مع قطاع غزة منذ سنة.. مؤكدًا على أن القطاع سيبقى عصيًّا واقفًا ثابتًا جامدًا وبأنه سينتصر.

وشدد الشيخ قاسم في خطابه على أن “إسرائيل” ستصُرخ من الصواريخ والطائرات ولا يوجد مكان في الكيان الغاصب ممنوع عليها والأيام آتية.
———————————–
سبأ – مرزاح العسل

مقالات مشابهة

  • مساعي ترامب لتصفية “القضية الفلسطينية” مآلهُا الفشل.. والرهان فقط على الميدان
  • لنزلات البرد.. المشروبات التي تحتوي على الزنجبيل ليست مناسبة للجميع
  • الرهان على الميدان.. مساعي ترامب لتصفية القضية الفلسطينية
  • داليا أبو عميرة: الكنيست أصدر سلسلة قوانين لتصفية القضية الفلسطينية
  • الحوثي: ترامب سيفشل في إنهاء القضية الفلسطينية
  • تأثير فوز ترامب على القضية الفلسطينية والعلاقات العربية
  • باحث: لبنان ليست ولاية إيرانية وحزب الله فشل في ردع إسرائيل
  • ‏"ليست زوجته".. من السيدة التي رافقت ترامب يوم النصر؟
  • أوباما بأول تعليق على فوز ترامب:ليست النتيجة التي كنا نأملها
  • أوباما عن فوز ترامب: هذه ليست النتيجة التي كنا نأملها