شبكة اخبار العراق:
2025-02-03@06:13:27 GMT

ليست الدولة الفلسطينية اختراعا إيرانيا

تاريخ النشر: 4th, January 2024 GMT

ليست الدولة الفلسطينية اختراعا إيرانيا

آخر تحديث: 4 يناير 2024 - 11:26 صبقلم: فاروق يوسف هناك مَن يمني نفسه بولادة دولة فلسطينية على أنقاض غزة. تلك فكرة رومانسية عصية على الفهم. فلا أحد في إمكانه اليوم في ظل الجنون الإسرائيلي أن يُخرج تلك الدولة من بين ملفات الشرق الأوسط التي صارت أشبه بالركام الذي من اليسير حرقه تحاشيا لأي محاولة لتصفح واحد من ملفاته التي تداخل فيها المحلي بالإقليمي بالدولي.

واقعيا ليست هناك أي رغبة في عزل ملف عن الآخر بعد أن سُمح لإيران، وهي جزء من المشكلة وليست صاحبة الرأي الأخير، أن تهيمن عقائديا وعسكريا واقتصاديا على جزء حيوي من المنطقة وتكون بمثابة عقدة مزدوجة لمَن يقف معها ولمَن يقف ضدها. أما إسرائيل فإنها وإن كانت صاحبة رأي فإن موقفا غربيا أعمى صار يجر العالم للاصطفاف وراءها وهي تزيف الحقائق وتضع العربة قبل الحصان حين تراهن على القضاء على أعدائها من غير أن يكون السلام هدفها. وليس صحيحا أن الموقف الدولي صار أضعف من أن يحتوي القوتين المتخمتين بالسلاح من المضي بالمنطقة إلى أقصى درجات العنف. ليس صحيحا أيضا أن القوتين خرجتا عن السيطرة وصارتا تتحركان، كل واحدة منهما في دائرة جذب خاصة بها وهما تتصارعان خفية وعلانية، ولكن شعوب المنطقة هي المتضرر الأكبر من سباقهما العبثي. هل سعت إيران لتثبيت حماس في غزة حلا وحيدا للمقاومة التي تسعى لتحرير فلسطين؟ تلك كذبة. تعمل إيران على تزوير هوية المناطق التي نجحت في الوصول إليها من خلال وكلائها، ولكن القضية الفلسطينية لم تعد في حاجة إلى أي نوع من الزخرف يضفي عليها مزيدا من الإبهار. فهي ليست مجموعة من القناعات، بل هي حقيقة اعترف العالم بها بعد نضال وطني مسلح وجهد فكري هائل بذله الفلسطينيون في ساحات الجدل العالمية. ليست القضية الفلسطينية في حاجة إلى إيران لتكون موجودة أو لتغزو العالم بجوهر إنساني متجدد. مشكلة إيران مع العالم لا علاقة لها بالخلاف على فلسطين، جغرافيا وتاريخا. هناك مسافة تفصل بين إيران والقضية الفلسطينية لا يمكن تجاوزها عن طريق العقائد التي تلعب في الكثير من الأحيان دورا مضللا. في المرحلة التي سبقت حرب غزة الأخيرة زجت إيران بنفسها في القضية الفلسطينية من خلال حزب الله وكان ذلك أشبه باستعراض في مزاد، مفرداته كلها دينية. وهو ما جرد القضية من غطائها الوطني والقومي والإنساني. ما حدث لم يكن عفويا، بل هو جزء من خطة محكمة أريد من خلالها إحلال الدين محل السياسة من خلال تسييس الدين أولا وثانيا من خلال استبدال الرموز والمفردات الوطنية برموز ومفردات دينية لم يكن لها محل في التفكير الوطني الفلسطيني إلا باعتبارها دلالات تجمع الشعب الفلسطيني ولا تفرق بين مسيحي ومسلم. كانت فلسطين في فكر القضية بلدا جامعا يناضل الفلسطينيون ومن خلفهم العرب من أجل تحريره أو على الأقل الخروج به من مأزقه التاريخي بجغرافيا سبق للقوانين الدولية أن أقرتها. لذلك كان المسعى الإيراني مريحا لإسرائيل. من خلاله اختلطت الأوراق وعمت الفوضى التي استثمرتها إسرائيل لصالحها. فهي تواجه حربا دينية عتيقة بكذبة الدفاع عن نفسها باعتبارها دولة ديمقراطية تنتمي إلى العالم الحديث. كل الذي يُقال عن نهايات سعيدة لحرب الإبادة التي تخوضها إسرائيل في غزة هو محض افتراء. هناك جبهة إعلامية ضخمة تزيد الناس جهلا بحقيقة ما يجري لأهل غزة تحت شعار النصر الذي سيؤدي إلى ولادة الدولة الفلسطينية. وما من أحد يتساءل عن نوع تلك الدولة التي سترعاها إيران من خلال جماعة الإخوان المسلمين. لا أحد ينتبه ولو قليلا إلى ما تفكر فيه إسرائيل وهي تستمر في حربها التي هي أشبه بالحرث على مستوى اقتلاع أهل غزة من بيئتهم. لغة السوق هي الغالبة. هي الأعلى وما من أحد ينصت إلى أصوات الضحايا. ما من أحد يرى الوقائع مجردة من التعليقات المضللة. فمَن يبحث عن النصر الوهمي عليه أن لا يسمع ولا يرى. عليه أن يجلس في بيته بضع نفسه في خدمة قناة الجزيرة القطرية.إسرائيل مسؤولة عما يجري. ذلك معروف ولا يحتاج إلى براهين. ما لا نحتاجه بالدرجة الأساس أن نكذب على أنفسنا حين نصدق أن حربنا عليها وقد فارقت جوهرها الوطني والقومي والإنساني ستقود إلى نتائج إيجابية في ظل خراب لن نتمكن من وضع حد له. علينا أن نكون على ثقة من أن الدولة الفلسطينية التي نحلم بإقامتها هي ليست اختراعا إيرانيا. فإيران تهدم الدول ولا تبنيها.

المصدر: شبكة اخبار العراق

كلمات دلالية: القضیة الفلسطینیة من خلال

إقرأ أيضاً:

إيران ليست مستعدة للتخلي عن لبنان

كان من المفترض أن يشكّل انتهاء الحرب الإسرائيلية على جنوب لبنان والتغييرات الكبرى التي حدثت في سوريا، بداية لحقبة جديدة في لبنان سعت أطراف سياسية متعددة لتسميتها: الحياد الإيجابي.

والهدف من تلك الحقبة، وفقًا لتلك الأطراف الداخلية والخارجية، هو إبعاد لبنان عن محاور النزاع في المنطقة وتكريس معادلات تثبت جزءًا من الاستقرار السياسي والأمني، وقد يكون تحقق كثير من سياقات هذا التحول، وخاصة مع انتخاب رئيس للجمهورية وتكليف رئيس للحكومة، لكن سرعان ما تبددت مع التأخر في ولادة الحكومة والصراع على الحصص الوزارية.

وبدا أن إيران التي خسرت حضورها الإستراتيجي الأهم في سوريا، تلقت ضربة مماثلة في لبنان مع اغتيال قيادات حزب الله، وإضعاف القدرات الصاروخية للحزب، والقبول باتفاق وقف إطلاق نار يكرّس وجودًا إسرائيليًا في الجنوب لأجل غير معلوم.

لكن لا يبدو أن طهران مستعدة للقبول بالهزيمة أو خسارة نفوذها الإقليمي، وأنها لا تزال تتمسك بالحفاظ على ما تبقى من حضور في لبنان، والعراق، واليمن، وتراهن في الأغلب على عاملي الوقت والظروف.

تتقن الإدارة الإيرانية هذه اللعبة التي تستخدمها لإعادة مراكمة حضور جديد وبناء القدرات السياسية والميدانية، وهو ما توحي به سياستها حتى الآن على الأقل، فيما يسعى رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو وكل الأحزاب الإسرائيلية المتطرفة لدفع ترامب لدعم عملية عسكرية ضد إيران، ونتنياهو نفسُه يدرك أن طبيعة ترامب "كرجل أعمال"، ستدفعه للتفاهم مع إيران والتهرب من توجيه الضربة القاضية لها.

إعلان

ولذلك يتوجّه نتنياهو باكرًا إلى واشنطن للقاء ترامب. وهي زيارة لافتة وجديرة بالقراءة أن يحدث لقاء كهذا بين رئيس حكومة إسرائيلية ورئيس أميركي تسلم لتوه مقاليد السلطة. صحيح أن نتنياهو هو صديق تاريخي لترامب، لكنه يبقى غريبًا بعض الشيء أن يحصل اللقاء بعد أسبوعين فقط على دخول ترامب المكتب البيضاوي.

يؤشر هذا اللقاء إلى ما هو أبعد من لقاء الأصدقاء، فالزيارة المبكرة تأتي بعد دعوة ترامب لاستضافة سكان قطاع غزة في الأردن ومصر، وكذلك بعد رفع الحظر عن تزويد إسرائيل بالقنابل الثقيلة، وهو ما اعتبر خطوة موجهةً نحو إيران، أو تلويحًا باستخدام القوة تجاهها.

وهنا تبدو طهران وكأنها تركّز سياستها على استيعاب الهجمة الأميركية المحتملة. فهي تبدي مرونة سياسية تجاه إدارة ترامب ومتطلباتها؛ بالعودة لتصريح وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بأن بلاده على استعداد لتلقي عروض التفاوض من ترامب حول برنامجها النووي.

وفي موازاة ذلك ذهبت إلى موقف دفاعي في اليمن، حيث أعلن الحوثيون وقف استهدافهم للسفن الأميركية والبريطانية وفتح الملاحة البحرية، وفي العراق أيضًا، توقفت بشكل مطرد كل دعوات الجماعات المحسوبة على إيران بانسحاب القوات الأميركية من العراق، وهو ما بات يرجح بقاء هذه القوات لمدة أطول.

لكن في ذات الوقت، ذهبت طهران برئيسها وكل طاقمها العسكري والأمني لتثبيت تفاهمات مع روسيا، وكان لافتًا الإعلان عن رغبة إيرانية في شراء منظومة طائرات حربية روسية، وهو ما يؤشر ضمنًا إلى تدعيم خطوطها الدفاعية بعد الاختبار العسكري الإسرائيلي لخطوطها القديمة، وهو ما يوحي بإمكانية عودة المناوشات العسكرية.

وتدرك إيران في الوقت نفسه أن رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بات في وضع داخلي صعب ومتأرجح، وخاصة بعد الهزيمة المدوية أمام حركة حماس والتي تجلّت في الاستعراض العسكري وملابسات عملية التبادل، وإجبار إسرائيل على القبول بشروط حماس.

إعلان

وفي ضوء هذا كله، فإن نتنياهو يعتبر أنه أمام صراع حول مشروعية بقائه في السلطة، يلزمه فيه توجيه ضربة للمشروع الإيراني، ولا سيما أن هناك في فريق ترامب من ينحازون لهذا المسار التصعيدي.

لكن هل سيبصر هذا المسار، النور؟ هنا يكمن السؤال الأهم، وخاصة أن الإدارة الأميركية الجديدة ألمحت إلى أنها تستعد لإنجاز صفقتها المنتظرة مع إيران، باعتبار أن بايدن فشل في الوصول لاتفاق خلال عهده الرئاسي، وهذه الصفقة تحمل مجموعة من العناوين الرئيسية، وهي:

تجميد المشروع النووي عبر وقف تخصيب اليورانيوم، وتفكيك البنية الصاروخية الباليستية. تعهد إيراني بوقف دعم حلفائها في لبنان، والعراق، واليمن لوقف تدخلهم في المسارات السياسية الجاري العمل عليها، ويلزم لذلك تقليص قدراتهم المالية والعسكرية إلى أدنى الحدود الممكنة. القبول بالصيغ الحاصلة لإعادة ترتيب المشهد الإقليمي، وخارطة توزيع القوى في الشرق الأوسط.

ورغم أن خطابات ترامب الانتخابية حملت سقوفًا عالية لتنفيذ سياسة الضغوط القصوى على إيران واقتصادها المنهك، لكنه بدا واضحًا أنه لا يريد التورط في حرب إقليمية، وأن السلاح الأقوى والمجرب هو فرض عقوبات قاسية؛ لإجبار طهران على التفاهم على مرتكزات جديدة للسياسة الإيرانية.

لكن طهران في الوقت نفسه تتهيب من تأثر ترامب بمطالبات اليمين الإسرائيلي بضرب إيران، ولذلك تسعى إلى تحديث قدرتها العسكرية الجوية والبحرية والصاروخية، وتفعيل تفاهماتها مع روسيا والصين.

لكن تدعيم القدرات العسكرية الدفاعية ليس البطاقة الوحيدة التي تملكها إيران، ففي موقعها الجغرافي المؤثر على شبكة المصالح الدولية والأميركية، ما يدفع للتروّي قبل إشاعة الفوضى فيها.

فإيران غنية جدًا وهي تتحكم بمضيق هرمز الذي تمر عبره ربع إمدادات النفط والغاز، وهو موقع فائق الأهمية يؤهلها للعب دور أساسي في خطة ترامب لاحتواء التمدد الصيني.

إعلان

أما نتنياهو، الذي يحاول الهروب من أزماته الداخلية، فإنه يعول على أن الرئيس ترامب يسعى أيضًا للهروب من مستنقعات الداخل الأميركي الذي تكشفت صعوبته بعد أن أقدم على مغامرة تغيير بنية أنظمته القائمة، ولذلك فهو يراهن على جرّ ترامب إلى صدام عسكري مباشر مع إيران وأذرعها في المنطقة، كما أنه لا يزال مصممًا على البقاء في جنوب لبنان، على أمل جرّ حزب الله إلى حرب جديدة.

وفي ظل هذا المشهد، يبدو لبنان عالقًا في صراعه التاريخي على توزيع السلطة، حيث يسعى حزب الله ليس فقط لوقف تراجعه، بل أيضًا لاستعادة بعض أوراق القوة في الداخل لمنع إقصائه داخليا بقوة دفع خارجية.

من هنا يمكن قراءة الزحف الشعبي لسكان الجنوب اللبناني، باعتباره رسالة من الحزب بأنه لن يرضخ للخروج من المشهد والسلطة، وهو يعبّر بذلك عن غياب الخيار العسكري لمواجهة إقصائه بالذهاب لخيارات سلمية للضغط على الأطراف السياسية الداخلية التي تتماهى مع أطروحات "دفنه سياسيًا".

وهذا الزحف الشعبي الذي يحمل في طياته رسائل متعددة، يأتي مع توافر معلومات بأن إسرائيل لا تنوي الانسحاب من جنوب الليطاني، وهو ما ينذر باحتمال استمرار الضغوط بكل أشكالها على لبنان.

ولا ينفي الحزب أن نتائج الانتخابات الرئاسية وتكليف نواف سلام كانت جزءًا من خسائره، بدليل ما عبر عنه رئيس كتلة حزب الله محمد رعد عقب تكليف رئيس الحكومة من خطاب عالي السقف، لذا يسعى الحزب للتعويض على مستوى الحصة الحكومية، عبر الإمساك بكل الحصة الشيعية، وتحديدًا وزارة المال، لتثبيت القدرة على الحضور.

ويأتي كل هذا التشبث، قبيل الزيارة التعارفية للموفدة الأميركية الجديدة إلى لبنان، والتي ستخلف آموس هوكشتاين؛ بهدف فهم تطورات الملف. لكن الأهم هو تلك التطورات التي يفترض أن تشهدها الملفات المفتوحة مع إيران، والتي لا يزال يخضع لبنان لتأثيراتها المباشرة.

إعلان

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • حسام زكى: اليمين المتطرف فى إسرائيل الأقل مرونة تجاه القضية الفلسطينية
  • «خارجية المصري الديمقراطي»: القضية الفلسطينية تظل على رأس اهتمامات الدولة المصرية
  • «الحوار الوطني»: الموقف العربي المشترك يؤكد رفض محاولات تصفية القضية الفلسطينية
  • إيران ليست مستعدة للتخلي عن لبنان
  • الحرية المصري: موقف الدولة المصرية تجاه القضية الفلسطينية ثابت ولم يتغير
  • لا للتهجير.. شباب التنسيقية بالآلاف أمام معبر رفح لدعم القضية الفلسطينية
  • حزب الريادة: مصر ثابتة على موقفها من القضية الفلسطينية منذ اللحظة الأولى
  • رئيس حزب الريادة: مصر ثابتة على موقفها من القضية الفلسطينية منذ اللحظة الأولى
  • نائب رئيس «مستقبل وطن»: لن نسمح بتصفية القضية الفلسطينية بأي شكل من الأشكال
  • من رفح إلى العالم: التهجير خط أحمر.. التفاف تاريخي لدعم القضية الفلسطينية