سلطت عملية جهاز الاستخبارات التركي (MIT) الأخيرة ضد شبكة من العملاء المرتبطين بالموساد الإسرائيلي في تركيا، الضوء على معركة استخباراتية دارت رحاها خلف الكواليس وتوزعت محطاتها على فترات مختلفة خلال السنوات الأخيرة الماضية، حيث سبق لتركيا أن أحبطت عدة نشاطات داخل أراضيها وساهمت في إفشال أخرى خارجها.

والاثنين، شنت السلطات التركية حملة أمنية حملت اسم "مدينة الموتى" ضد 46 شخصا في 8 ولايات مختلفة بتهمة القيام بأنشطة تجسسية لصالح جهاز الموساد الإسرائيلي، على الأراضي التركية.



وألقت السلطات القبض على 33 منهم، تبيّن أن الموساد الإسرائيلي قام بتجنيدهم في أعمال ضد ناشطين فلسطينيين متواجدين برفقة عائلاتهم على الأراضي التركية.

حملات تركية ضد خلايا الموساد
عام 2021، كشف جهاز الاستخبارات التركي عن شبكة عملاء تتبع للموساد الإسرائيلي مكونة من 5 خلايا منفصلة وكل خلية تضم 3 أشخاص بعد تتبعهم على مدى عام كامل.

وحملت الحملة الأمنية التركية آنذاك اسم "عملية موتيني"، وكشفت عن أنشطة مهمة لـ15 عميلا في 4 ولايات تركية، تم تجنيدهم من قبل شخص يدعى أحمد زاهد ويحمل جواز سفر إسرائيلية.

وتمحورت أنشطة الخلايا التجسسية حول جمع معلومات عن شخصيات فلسطينية مقيمة في تركيا وأخرى إسرائيلية معارضة.


وفي كانون الأول /ديسمبر عام 2022، عادت المخابرات التركية لإطلاق حملة أمنية جديدة تحت اسم "عملية نيوبلاس" ضد شبكة مرتبطة بالاستخبارات الإسرائيلية، ومكونة من 97 محققا خاصا وموظفا تكتيكيا، كان منهم 58 من الأجانب و39 مواطنين أتراك.

وألقت السلطات التركية في المرحلة الأولى من العملية آنذاك القبض على 51 فردا من الشبكة. ولا تزال الدعوى القضائية ضد عدد من المتورطين مستمرة.

وفي نيسان /أبريل عام 2023، فكك جهاز الاستخبارات التركية شبكة تجسسية مرتبطة بالاحتلال الإسرائيلي يقودها محقق تركي يدعى سلجوق كوجوكايا.

وأسفرت العملية الأمنية التي حملت اسم "عملية نيكبيت"، عن إلقاء القبض على كوجوكايا و17 آخرين بينهم أتراك وأجانب، بتهمة التعاون مع الموساد وتقديم معلومات تضر بالأمن القومي.

وكشفت التحقيقات آنذاك، أن الخلية التي تم تفكيكها كانت تهدف إلى مراقبة شخصيات فلسطينية معينة على الأراضي التركية.

وفي العام ذاته، أحبطت الاستخبارات التركية محاولات الموساد الإسرائيلي لاختطاف مهندس البرمجيات الفلسطيني عمر البلبيسي في ماليزيا، بعدما تمكَّن من تطوير برمجيات عطَّلت منظومة القبة الحديدية، ما جعله على رأس أهداف المخابرات الإسرائيلية.

ومع اندلاع العدوان على قطاع غزة على خلفية عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها حركة المقاومة الإسلامية "حماس" ضد دولة الاحتلال الإسرائيلي، وما تبع ذلك من تهديدات إسرائيلية باغتيال قادة حماس في تركيا ولبنان وكافة الدول عبر العالم، كشفت السلطات التركية في الثاني من كانون الثاني /يناير 2024 عن عملية نوعية جديدة ضد شبكة مرتبطة بالاحتلال الإسرائيلي.

وفجر الاثنين، اعتقلت السلطات التركية بتنسيق من جهاز الاستخبارات (MIT) ومديرية استخبارات الشرطة، 33 شخصا من 46 فردا مرتبطين بالموساد، بعد مداهمة 57 موقعا في 8 ولايات تركية، وتركزت معظم عمليات الدهم في إسطنبول.


وقالت قناة "تي آر تي خبر" التركية، إنه تبيّن أن الموساد الإسرائيلي قام بتجنيد أفراد لاستخدامهم في أعمال ضد ناشطين فلسطينيين متواجدين برفقة عائلاتهم على الأراضي التركية، موضحة أن أهداف استخبارات الاحتلال كانوا قد عملوا لصالح فلسطين عقب العدوان الذي اندلع في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.

وأشارت إلى أن المشتبه بهم قاموا بمتابعة الأشخاص الفلسطينيين المستهدفين من قبل الموساد وقاموا بتصويرهم، وشاركوا المعلومات المتعلقة بهؤلاء الأشخاص مع الاحتلال.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حذر في مطلع كانون الأول /ديسمبر الماضي، دولة الاحتلال الإسرائيلي من مغبة الإقدام على اغتيال قادة من حماس على الأراضي التركية.

وقال أردوغان: "إذا حاولت ’إسرائيل‘ ملاحقة أعضاء ’حماس’ في تركيا فستدفع ثمنا باهظا"، مشددا على أنه لا يوجد في "العالم من لا يعرف الشوط الذي قطعته تركيا في مجالي الاستخبارات والأمن، وينبغي أن لا ينسى أحد ذلك".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي منوعات تركية تركيا الموساد فلسطينيين الاستخبارات التركية الاحتلال تركيا فلسطين الاحتلال الموساد الاستخبارات التركية سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاحتلال الإسرائیلی على الأراضی الترکیة الموساد الإسرائیلی جهاز الاستخبارات السلطات الترکیة فی ترکیا

إقرأ أيضاً:

أبرز المساجد والكنائس التي دمرها العدوان الإسرائيلي على غزة

على مدار العصور كان قطاع غزة بوابة آسيا ومدخل أفريقيا ومركزا مهما للعالم، ونقطة التقاء للعديد من الحضارات المختلفة، ومهدا للديانات والتعايش بين أتباعها.

وتعكس المعابد والكنائس والمساجد التاريخية في غزة غنى وعُمق الهوية الفلسطينية، حيث كان القطاع مركزا للحياة الدينية والثقافية وقِبلة للسلام، قبل أن تحوّله إسرائيل إلى مسرح لإبادة جماعية طوال أكثر من 15 شهرا.

ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي أبشع أنواع القصف والتدمير في غزة، مستهدفا المدنيين والبنية التحتية، بما في ذلك المساجد والكنائس العريقة التي كانت ولا تزال تحمل في طياتها جزءا من ذاكرة وتاريخ الشعب الفلسطيني.

وخلال فترة الإبادة لم ينجُ مكان للعبادة سواء للمسلمين أو المسيحيين من هجمات جيش الاحتلال، وكانت تلك الأماكن المقدسة هدفا مباشرا للضربات الجوية والمدفعية، ما أسفر عن دمار مروع وخسائر بشرية فادحة.

ولم تكتفِ القوات الإسرائيلية بالاعتداء على المباني الدينية، بل تجاوزت ذلك إلى ارتكاب جرائم قتل بحق علماء الدين وأئمة المساجد.

738 مسجدا سُويت بالأرض

ويقول المتحدث باسم وزارة الأوقاف في قطاع غزة إكرامي المدلل إن "صواريخ وقنابل الاحتلال سوّت 738 مسجدا بالأرض، ودمرتها تدميرا كاملا من أصل نحو 1244 مسجدا في قطاع غزة، بما نسبته 79%".

إعلان

وأضاف "تضرر 189 مسجدا بأضرار جزئية، ووصل إجرام الاحتلال إلى قصف عدد من المساجد والمصليات على رؤوس المصلين الآمنين، كما دمرت آلة العدوان الإسرائيلية 3 كنائس تدميرا كليا جميعها موجودة في مدينة غزة".

وأشار إلى أن الاحتلال استهدف أيضا 32 مقبرة منتشرة بقطاع غزة، من إجمالي عدد المقابر البالغة 60، حيث دمر 14 تدميرا كليا و18 جزئيا.

وأوضح أن "استهداف الاحتلال للمساجد ودور العبادة يأتي في سياق استهداف الرسالة الدينية، فالاحتلال يُدرك أهمية المساجد ومكانتها في حياة الفلسطينيين، وهي جزء لا يتجزأ من هوية الشعب".

كما أكد المدلل أن "استهداف الاحتلال للمساجد ودور العبادة يأتي ضمن حربه الدينية، وهو انتهاك صارخ وصريح لجميع المحرمات الدينية والقوانين الدولية والإنسانية".

وأضاف "يسعى الاحتلال لمحاربة ظواهر التدين في قطاع غزة ضمن حربه الدينية الرامية لهدم المساجد والكنائس والمقابر".

ولم يكتفِ الجيش الإسرائيلي بتدمير المساجد، بل قتل 255 من العلماء والأئمة والموظفين التابعين لوزارة الأوقاف، واعتقل 26 آخرين.

وتاليا أبرز المساجد التي طالتها آلة الدمار والعدوان الإسرائيلية:

المسجد العمري الكبير

يُعد من أقدم وأعرق مساجد مدينة غزة، ويقع في قلب المدينة القديمة بالقرب من السوق القديم، تبلغ مساحته 4100 متر مربع، مع فناء بمساحة 1190 مترا مربعا.

ويضم 38 عمودا من الرخام  المتين، مما يضيف لجمال المسجد وتاريخه العريق، ويعتبر الأكبر في قطاع غزة، وقد سُمي تكريما للخليفة عمر بن الخطاب.

وفي تاريخه الطويل، تحوّل الموقع من معبد فلسطيني قديم إلى كنيسة بيزنطية، ثم إلى مسجد بعد الفتح الإسلامي.

تعرض المسجد للتدمير عدة مرات عبر التاريخ نتيجة الزلازل والهجمات الصليبية، وأعيد بناؤه في العصور المختلفة، من العهد المملوكي إلى العثماني، كما تعرض للدمار مجددا في الحرب العالمية الأولى، ورُمم لاحقا في العام 1925.

إعلان مسجد السيد هاشم

يقع في حي الدرج شرق مدينة غزة، ويُعتقد باحتضانه قبر جد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم هاشم بن عبد مناف، الذي ارتبط اسمه بمدينة "غزة هاشم".

تعرض المسجد لأضرار كبيرة جراء قصف شنته الطائرات الحربية الإسرائيلية في 7 ديسمبر/كانون الأول 2023.

مسجد كاتب ولاية

يشترك بجدار واحد مع كنيسة برفيريوس، ويعد من المساجد الأثرية المهمة بغزة، وتُقدر مساحته بنحو 377 مترا مربعا.

يرجع تاريخ بناء المسجد إلى حكم الناصر محمد بن قلاوون أحد سلاطين الدولة المملوكية في ولايته الثالثة بين عامي 1341 و1309 ميلادية.

تعرض لقصف مدفعي إسرائيلي في 17 أكتوبر/تشرين الأول 2023 متسببا في أضرار جسيمة.

المسجد العمري في جباليا

يعد مسجد جباليا أحد أقدم المعالم التاريخية في البلدة ويُطلق عليه سكان المنطقة "الجامع الكبير"، ويتميز بطرازه المعماري المملوكي.

تعرض المسجد للتدمير عدة مرات، آخرها في حربي 2008 و2014، ورغم ذلك بقي رمزا مهما للمنطقة. 

كنيسة القديس برفيريوس الأرثوذكسية اليونانية المتضررة بعد غارة جوية في 20 أكتوبر/تشرين الأول 2023 (الأوروبية) وتاليا أبرز الكنائس التي دمرها العدوان الإسرائيلي بقطاع غزة: كنيسة القديس برفيريوس

أقدم كنيسة في غزة وثالث أقدم كنيسة في العالم، حيث يعود تاريخ تأسيسها إلى القرن الخامس الميلادي، وهي تقع في حي الزيتون، وسُميت نسبة إلى القديس برفيريوس، حيث تحتضن قبره.

وتعرضت للاستهداف المباشر أكثر من مرة، الأولى كانت في 10 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ما تسبب بدمار كبير، والثاني في 19 من الشهر ذاته، ما تسبب بانهيار مبنى وكلاء الكنيسة بالكامل، ووقوع عدد من الشهداء والجرحى من النازحين الذين تواجدوا بداخلها.

كنيسة العائلة المقدسة

تعد كنيسة العائلة المقدسة الكنيسة الكاثوليكية الوحيدة في مدينة غزة، وكانت مأوى للمسيحيين والمسلمين خلال فترة الإبادة، وتعرضت للقصف الإسرائيلي مما أسفر عن أضرار جسيمة.

تم تأسيس الكنيسة في أوائل القرن العشرين، على يد الرهبان الفرنسيسكان، وبنيت الكنيسة على الطراز المعماري الكاثوليكي التقليدي.

إعلان

وتُعد الكنيسة مكانا مهما للمسيحيين في غزة، حيث تُستخدم لأغراض العبادة وتقديم الدعم الروحي للمجتمع المسيحي الفلسطيني.

كما كانت مركزا ثقافيا ومجتمعيا يوفر العديد من الأنشطة الدينية والاجتماعية للمجتمع المسيحي في المنطقة.

كنيسة المعمداني

تتبع الكنيسة الأسقفية الإنجليكانية في القدس، حيث تم تأسيسها عام 1882 ميلادية على يد البعثة التبشيرية التي كانت تابعة لإنجلترا.

وارتبط اسمها خلال الحرب بمجزرة مروعة، حيث تعرضت ساحة المستشفى المعمداني، وهي جزء من مباني الكنيسة، لقصف إسرائيلي في 17 أكتوبر/تشرين الأول 2023، أسفر عن استشهاد نحو 500 فلسطيني من المرضى والنازحين الذين كانوا متواجدين في المستشفى.

مقالات مشابهة

  • الاحتلال الإسرائيلي يفجر 20 منزلًا في جنين وسط عمليات نزوح وقصف متواصل
  • دانماركي يحرق مصحفًا أمام السفارة التركية في كوبنهاغن
  • إدارة ترامب تدرس إرسال 24 ألف بندقية هجومية للاحتلال الإسرائيلي
  • حكم قضائي بمراجعة قرار بريطانيا بيع مكونات طائرات إف35 للاحتلال الإسرائيلي
  • حكم قضائي بمراجعة قرار بريطانيا بيع مكونات طائرات إف-35 للاحتلال الإسرائيلي
  • تحول هائل.. البنوك الأمريكية مستعدة لغزو عالم العملات الرقمية بلا قيود
  • أبرز المساجد والكنائس التي دمرها العدوان الإسرائيلي على غزة
  • ضربات موجعة لتجار العملة وضبط قضايا بـ 7 ملايين جنيه
  • قوانين «الاحتلال الإسرائيلي» تعرقل عملية إعادة إعمار قطاع غزة
  • الاستخبارات التركية تكشف دور أردوغان في إطلاق أسرى تايلانديين في غزة