الاحتلال الإسرائيلي يرتكب 6 مجازر في مناطق أعلنها آمنة
تاريخ النشر: 4th, January 2024 GMT
قال المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، الخميس، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتكب مجازر ضد مدنيين في مناطق أعلنها آمنة للنزوح، ما أوقع عشرات الشهداء.
وقال المكتب: "ارتكب خلال 3 أيام 6 مجازر من خلال إرغام المدنيين على النزوح من منازلهم إلى مناطق أخرى زعم أنها آمنة في مدينة رفح جنوب القطاع ثم قام بقصفها ما أسفر عن سقوط 31 شهيدا".
وذكر المكتب في بيان، أن "جيش الاحتلال الإسرائيلي كرَر جريمة إرغام المدنيين تحت تهديد السِّلاح والقتل على النزوح من بيوتهم الآمنة وأحيائهم السكنية إلى مناطق أخرى زعم أنها آمنة، ولكنه قام بقصفها وارتكب مجازر بحقهم أكثر من 48 مرة في محافظات قطاع غزة".
وأضاف: "كان آخر ذلك ارتكاب 6 مجازر في محافظة رفح جنوب قطاع غزة راح ضحيتها 31 شهيداً في ثلاثة أيام فقط".
وأردف المكتب: "ستبقى حرب الإبادة الجماعية التي يشهدها المدنيون والأطفال والنساء في قطاع غزة وصمة عار على جبين الإنسانية والبشرية، وعلى جبين كل دول العالم التي كانت تشاهد هذه الجرائم دون أن تحرك ساكنا، ودون أن توقف حرب الإبادة غير الأخلاقية".
وطالب المكتب "كل دول العالم الحر والمجتمع الدولي بوقف حرب الإبادة الجماعية الشاملة التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين والأطفال والنساء في قطاع غزة".
ويلقي الجيش الإسرائيلي منشورات على سكان المناطق التي يريد خروج السكان منها ويحدد لهم مناطق أخرى للتوجه إليها بزعم أنها آمنة.
وسبق أن طالب الجيش الإسرائيلي سكان مدينة غزة وشمال القطاع بالتوجه من شمال وادي غزة إلى المناطق الواقعة في جنوبه والتي تشمل المنطقة الوسطى ومدن دير البلح وخان يونس ورفح بزعم أنها آمنة لكنه يستهدفها.
في وقت سابق، أعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، الأحد، مقتل أكثر من 300 شخص في عمليات قصف إسرائيلي استهدفت 180 من منشآتها في قطاع غزة، بعضها بضربات مباشرة.
جاء ذلك في مقابلة أجرتها هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" مع جولييت توما، مديرة الإعلام والتواصل بالوكالة الأممية، في آخر أيام العام الماضي 2023، ونشرت الأخيرة فحواها على منصة "إكس".
وأضافت توما، أن "حوالي 1.4 مليون فلسطيني نزحوا بسبب الغارات الإسرائيلية يعيشون في منشآت الأونروا في أنحاء غزة".
وشددت أن "مرافقنا أصبحت ممتلئة تمامًا، ولذلك بدأ الناس في النوم بالعراء".
وفي تدوينة منفصلة، قالت الوكالة الأممية: "بينما يزدحم العالم باحتفالات رأس السنة، تزدحم شوارع جنوب قطاع غزة بالنازحين".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الاحتلال غزة أونروا احتلال غزة أونروا طوفان الاقصي المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاحتلال الإسرائیلی أنها آمنة قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
سلوى حجازي التي رفضتها الإذاعة
تفاصيل كثيرة تدعو المرء للإعجاب بكتاب «سلوى: سيرة بلا نهاية» للباحث المصري كريم جمال، الصادر هذا العام عن مكتبة تنمية بالقاهرة في الذكرى الخمسين لاستشهاد المذيعة التلفزيونية والشاعرة المصرية سلوى حجازي، في حادثة إسقاط طائرتها المدنية القادمة من ليبيا من قبل سلاح الجو الإسرائيلي في 21 فبراير 1973، في جريمة مروّعة هزت العالم آنئذ.
لكنني لضيق مساحة هذا العمود أولًا، ولرغبتي في الحديث عن اليوم العالمي للإذاعة الذي وافق يوم الخميس الماضي، ثانيًا - سأختار الحديث عن تفصيل واحد فقط استوقفني في سيرة سلوى المهنية؛ ألا وهو علاقتها بالإذاعة، التي أدهشتني في نقطتين تكادان تكونان نادرتين.
ربما كان جيلي، الذي وُلِد في سبعينيات القرن الماضي لا يعرف من هي سلوى حجازي، لكن المؤكد أن كل من وعى فترة الستينيات المهمة في التاريخ العربي يعرفها جيدا، فتلك الفترة كانت فترة المدّ القومي العروبي ومجابهة قوى الاستعمار والاستكبار العالمي، وهي أيضًا الفترة الذهبية للثقافة العربية أدبًا وفنًّا وسينما وغناءً وموسيقى، والتي أدى التلفزيون المصري دورًا كبيرًا في إبرازها، وكانت سلوى حجازي في القلب من هذا الدور، ويكفي أن نذْكُر قائمة من حاورتْهم من نجوم الفن والأدب خلال ذلك العقد المهمّ من التاريخ لنعرف حجم تأثيرها في المشهد الإعلامي العربي؛ خاصة أن بعض هؤلاء كانوا يظهرون للمرة الأولى في حوار على شاشة التلفزيون، وبعضهم كان يشترط أن تكون سلوى حجازي محاوِرتَه لا سواها؛ وتضم القائمة الموسيقار محمد عبدالوهاب والمطربة نجاة الصغيرة، والشاعر نزار قباني، والمطربة فيروز والأخوين رحباني، والشاعر والمسرحي بديع خيري، والشاعرين صلاح عبدالصبور وصلاح جاهين، والمطرب عبدالحليم حافظ والمترجم سامي الدروبي، وعشرات غيرهم، دون أن ننسى أنها كانت المذيعة التي رافقت كوكب الشرق أم كلثوم في حفلتيها في باريس عام 1967 بطلب من سيدة الغناء العربي التي خصّتها خلال تلك الرحلة بمقابلة تلفزيونية قصيرة مدتها عشر دقائق.
النقطة الأولى التي استوقفتْني في سيرة سلوى حجازي المهنية، والتي عليّ أن أذكِّر هنا أنها كانت شابة رائعة الجمال حين تقدمت لمسابقة اختيار المذيعات في صيف عام 1960 كما يسرد كريم جمال في كتابه، وكما تشهد صورة الغلاف المنتقاة بعناية، أن الذي اختارها لتكون مذيعة (مع 8 مذيعات أخريات من ضمن 1200 شابة تقدمن لهذه الوظيفة) هو خبير إذاعة لا تلفزيون، وهذا أمرٌ مفهوم؛ فحين أُعلِنَ عن المسابقة في الصحف لم يكن التلفزيون المصري قد تأسس بعد، وما هذا الإعلان إلا إحدى لَبِنات تأسيسه، وكان طبيعيًّا أن يُستعان بالخبرات الإذاعية. التفصيل المهمّ هنا أن سلوى حجازي لم تُخْتَر لجمالها فقط، بل لثقافتها العالية أيضا، وهذا ما أكّده الإذاعي المصري صلاح زكي (أحد أعضاء اللجنة المشرفة على عملية اختيار المذيعات) بعبارة كتبها في ورقة موضوعة أمامه: «قطة بلا مخالب، صوتها حلم، وثقافتها لا تقاوم»، لتطوف هذه الورقة على أعضاء اللجنة الآخرين إلى أن تصل إلى رئيسها عبدالحميد يونس فيؤشّر عليها بالموافقة، مضيفًا عبارة: «وجه جميل، ومثقف، ولائقة للعمل».
وإذن؛ قُبِلت سلوى حجازي مذيعةً تلفزيونية في 12 يوليو 1960، وهو اليوم الذي اختاره كريم جمال بذكاء ليبدأ به سرد سيرة حياتها، ورغم أنها نجحتْ في الدخول إلى قلوب المشاهدين بسهولة، إلا أنها ظلتْ خلال السنوات الأربع الأولى من عملها - وعلى عكس كثير من المذيعات في ذلك السن «لا ترى في الأضواء المبهرة، التي تحيط بها من كل جانب، إلا بريقا وقتيا زائلا» كما يروي كريم من خلال تحليله لقصائدها التي كُتِبتْ خلال تلك الفترة، و«أن تلك الشهرة المتزايدة ربما ستتلاشى قريبا، ويضيع اسمها ككثير من الأسماء التي فقدت قيمتها من قبل مع مرور الأيام»، وينقل كريم عن أستاذ علم نفس مصري وقتها أن ما عانتْه سلوى من قلق «ما هو إلا تناقض وجداني بسبب ذلك الصراع الكبير بين حساسيتها وشاعريتها المفرطة من جهة؛ ورهابها من الضوء وقيوده المتراكمة عليها بحكم دورها الإعلامي - من جهة أخرى».
وإذن، ورغبةً في الهروب من الأضواء تقدمت سلوى حجازي بطلب التحول من مذيعة تلفزيونية إلى مذيعة في الإذاعة في إبريل من عام 1964، وهذه هي النقطة الثانية التي أثارتْ اندهاشي في سيرتها المهنية، ذلك أننا اعتدنا في مشهدنا الإعلامي العربي أن يتألق المذيع أمام ميكروفون الإذاعة أولًا ويتأسس فيها، ثم ينتقل بعد ذلك إلى أضواء التلفزيون، والأمثلة على ذلك عديدة، فكثير من نجوم قناة الجزيرة على سبيل المثال - كمحمد كريشان وفيصل القاسم وسامي حداد بدأوا مذيعين في الإذاعة قبل أن يصبحوا نجومَ تلفزيون، وهكذا أيضًا بعض نجوم شاشتنا العُمانية مثل محمد المرجبي وخالد الزدجالي.
لكن سلوى حجازي قلبتْ الآية، فقد تألقتْ تلفزيونيًّا أولًا ثم سعت لأن تكون إذاعية، «وأقنعت نفسها أنها وجهة مناسبة لها» كما يشرح مؤلف الكتاب؛ «فوراء الميكروفون الإذاعي لا قيود تُفرَض على المذيعة، أو على الأقل ليس بقدر ما تعانيه من قيود الكاميرات؛ فهناك، لا قلق من الصورة، ولا مساحيق إجبارية لا مفر منها، ولا ابتسامة زائفة تخالف حقيقة مشاعرها أحيانًا».
وإذا كنا نتفهّم هذه الدوافع من سلوى للرغبة في التغيير فإننا نتفهم أيضًا رد عبدالحميد الحديدي مدير عام البرامج في الإذاعة المصرية آنئذ على طلبها: «إن الإذاعة يسعدها أن تضم مذيعة ناجحة إلى أسرتها، ولكن التلفزيون أيضًا يجب ألا يُفرِّط في نجومه اللامعين الذين أحبهم الجمهور»، لذا فإنه لا يمكن أن يقبل ذلك الطلب، ولا يمكنه أن يخطف من التلفزيون أنجح مذيعات جيلها في سنوات تكوينه الأولى.
وحسنًا فعل الحديدي، فكم من الحوارات التلفزيونية الثرية كنا سنخسر لو أن سلوى حجازي انتقلت للإذاعة في ذلك الوقت المبكِّر من مسيرتها المهنية.
سليمان المعمري كاتب وروائي عماني