الإرشاد الزراعي الرقمي، هذا هو موضوع بحث داخل أروقة وزارة الزراعة مؤخرا خلال اجتماعاتهم علاوة عن التوسع في تقديم وتطوير خدمات الإرشاد الزراعي كلمة السر في النهوض في الزراعة المصرية.

فمن جانبه أكد السيد القصير وزير الزراعة على استخدام الإرشاد الرقمي للتغلب على العجز البشري، فيما تباينت الآراء ما بين مؤيد بأهمية تفعيل دور الإرشاد في رفع الوعي لاستخدام البذور الجيدة وطرق التسميد وبين أخرين اعتبروا أن مسألة الرقمنة تصلح لكبار المزارعين والشركات الكبرى ولا تصلح مع المزارع الصغير من ذوي الحيازات الصغيرة التي تعتبر أساس الأمن الغذائي المصري.

وخلال الاجتماع أكد "القصير" على أهمية التواجد المستمر مع المزارعين في الحقول وتوصيل الخدمات الإرشادية والتوصيات الفنية إليهم، مشيرا إلى دور الإرشاد الزراعي في توعية المزارعين بالأصناف الجديدة من التقاوي والبذور عالية الجودة والإنتاجية وكذلك بأساليب والممارسات الزراعية والمكينة الحديثة لتخفيض تكاليف الإنتاج وكافة الجهود التي تبذلها الدولة في هذا الشأن.

كما أكد وزير الزراعة على أهمية التوسع في استخدام الإرشاد الرقمي والتطبيقات الحديثة لسد العجز في العنصر البشرى من المرشدين الزراعيين وكذلك الإنذار المبكر خاصة في ظل انتشار وسائل التواصل الحديثة والتي أصبحت متاحة للجميع ومع أهالينا في الريف.

بدوره يقول الدكتور جمال صيام، أستاذ الاقتصاد الزراعي: الإرشاد الزراعي هو كلمة السر في العمل الزراعي من خلال رفع وتوعية المزارعين بالاستخدامات الصحيحة للتقاوي والبذور وطريقة التسميد وطرق مكافحة الحشرات والأمراض علاوة عن متابعة المزارع من خلال الري بطرق معينة بحيث تتماشي مع تأثيرات الأرصاد الجوية.

يضيف صيام لـ"البوابة نيوز": توقفت التعيينات في الارشاد الزراعي منذ الثمانينات وما تبقي لا يتعدى 600 مرشد زراعي موزعين فقط على المديريات وهنا نحتاج إلى جيل جديد من الشباب الذين يكون لديهم القدرة على التواصل مع المزارعين والإشراف على خطوات الزراعة والقدرة على توعية المزارعين بأحدث الطرق في الري والتسميد.

وأشار القصير إلى دور قناة مصر الزراعية في التواجد الدائم مع المزارعين وكذلك تفعيل دور الجمعيات الزراعية وتزويدها بالشاشات لعرض كل التوصيات الفنية لكافة المحاصيل، ووجه إلى الاهتمام بالمدارس الحقلية والتوسع في اقامة الحقول الإرشادية حتى تشمل جميع المحاصيل الزراعية حيث تعد نماذج عملية على أرض الواقع يستفيد ويتعلم منها المزارعون كما وجه الباحثين بالمعاهد والمعامل البحثية بالتواجد في كل الحقول مع المزارعين في جميع المحافظات على مستوى الجمهورية وتوحيد جهود كل الإدارات والمعاهد المعنية بالإرشاد الزراعي.

بدوره يقول المهندس حسام رضا، خبير الإرشاد الزراعي: الإرشاد الزراعي الرقمي لن يؤتي ثماره وغير قابل للتطبيق على أرض الواقع بشكل كبير بسبب ارتفاع نسبة الأمية والفقر في الأرياف وبالتالي عملية النقل الرقمي غير متوفرة ولكن تصلح مع الشركات الكبرى التي تصل حيازاتها لعشرات الآلاف من الأفدنة أو لكبار المصدرين الذي يستعينوا بخبراء من شيلي وإيطاليا هؤلاء لا يحتاجون للتوعية.

ويضيف رضا لـ"البوابة نيوز": الإنتاج الزراعي الرئيسي موجود في حيازة صغار المزراعين أصحاب الحيازات الصغيرة  الذين يحتاجون العنصر البشري الذي يستطيع التعامل مع كل حالة على ظروفها وإمكانياتها وقدرتها على تلقي المعلومة علاوة أن هذا المرشد يستطيع نقل المشكلات على البحث الزراعي وبذلك نستغل الإمكانيات البشرية في المجال الزراعي ما يحقق الإنتاجية الزراعية، ونجاح الزراعة بدون الإرشاد غير ممكن.

عقد الاجتماع بحضور الدكتور عادل عبد العظيم رئيس مركز البحوث الزراعية والدكتور علاء عزوز رئيس قطاع الإرشاد الزراعي والدكتور محمد سليمان مستشار وزير الزراعة وبعض قيادات الوزارة ومركز البحوث الزراعية المعنية بالإرشاد الزراعي.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الزراعة الإرشاد الزراعي المزارعين وزارة الزراعة السيد القصير الإرشاد الزراعی مع المزارعین

إقرأ أيضاً:

حرب ترامب التجارية تعزز الزراعة البرازيلية وتضر المزارعين الأميركيين

حفّزت الرسوم الجمركية المفروضة من قبل الولايات المتحدة والصين تبادليا قطاع الزراعة في البرازيل، في حين وجّهت ضربة قوية للمزارعين الأميركيين، إذ تتطلع بكين إلى البرازيل للحصول على مجموعة واسعة من السلع، من فول الصويا إلى لحوم البقر، حسبما نشرت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية في تقرير اليوم الأحد.

كانت البرازيل من أكبر الرابحين في الحرب التجارية للرئيس دونالد ترامب مع الصين في ولايته السابقة، وعززت بشكل كبير تفوقها آنذاك على الولايات المتحدة كأكبر مورد غذائي لبكين، ويبدو الآن أنها مُستعدة لزيادة تفوقها أكثر، بعد أن ارتفعت صادراتها إلى الصين بالفعل قبل أن يرفع ترامب رسومه الجمركية عليها بنسبة 145%، وتضيف بكين رسومًا بنسبة 125%.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2ارتفاع طفيف في سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار اليوم الأحدlist 2 of 2البورصات الآسيوية تتراجع مجددا إثر احتدام حرب ترامب التجاريةend of list

وقال كبير محللي الزراعة في شركة كبلر لبيانات السلع، إيشان بهانو: "هي نعمة للمزارعين في البرازيل والأرجنتين، وستُعزز قطاعهم بشكل كبير. ستكون تداعيات هذا الأمر أطول أمدًا من الإجراءات الفعلية، ففي آسيا، ستُعزز الدول علاقاتها مع أميركا الجنوبية".

وارتفعت مبيعات لحوم البقر البرازيلية إلى الصين بنحو الثلث في الربع الأول من عام 2025، مقارنةً بالعام السابق، وزادت واردات الصين من الدواجن بنسبة 19% على أساس سنوي في مارس/آذار، وفقًا للجمعيات التجارية المحلية، وفي الوقت نفسه، شهد الطلب الخارجي تداول فول الصويا البرازيلي بعلاوة قدرها 1.15 دولار عن نظيره الأميركي في الأسواق العالمية، بعد أن تم بيعه بخصم 25 سنتًا فقط في يناير/كانون الثاني.

إعلان مزارعون غير متحمسين

وقال المدير الدولي لمجموعة ميناس بورت البرازيلية، رودريغو ألفيم: "تتحرك الصين بسرعة لتأمين إمدادات ليس فقط من فول الصويا، بل من سلع أخرى كذلك. سيؤدي ذلك إلى انخفاض الطلب على الحبوب الأميركية".

وانخفضت الشحنات الزراعية الأميركية إلى الصين 54% في يناير/كانون الثاني مقارنةً بالعام السابق، ويشتري العملاق الآسيوي عادةً 90% من صادرات الذرة الرفيعة الأميركية ونحو نصف صادراتها من فول الصويا.

نقلت الصحيفة البريطانية عن كالب راغلاند، مزارع فول الصويا من ولاية كنتاكي، قوله إن المزارعين الأميركيين "ما زالوا يعانون" من آثار الحرب التجارية الأولى التي شنها ترامب في فترته الأولى، و"بالتأكيد ليسوا متحمسين لحرب ثانية مطولة".

وفي رسالة مفتوحة، ناشد راغلاند، رئيس الجمعية الأميركية لفول الصويا، ترامب لعقد صفقة مع الصين.

وكتب: "من الضروري التوصل إلى صفقة. فالاقتصاد الزراعي أضعف بكثير الآن مما كان عليه في ولايته الأولى. بعد الحرب التجارية الأولى، خسرنا ما يقرب من 10% من حصة السوق لصالح الصين، وهي حصة لم نستعدها قط".

ومنعت الصين الشهر الماضي فعليًا حصة كبيرة من دخول صادرات لحوم البقر الأميركية إلى البلاد، والتي قُدرت قيمتها العام الماضي بـ 1.6 مليار دولار، وذلك من خلال عدم تجديد التسجيلات التي تسمح لمئات منشآت اللحوم الأميركية بالتصدير إلى هناك.

ونقلت الصحيفة عن مصدر وصفته بالمطلع على الصادرات الزراعية الأميركية، قوله إن شحنات فول الصويا والقمح والذرة والذرة الرفيعة هذا العام كانت محدودة.

وأضاف المصدر أن العديد من شركات طحن الحبوب الصينية أوقفت وارداتها من الولايات المتحدة، بعد أن أدت الرسوم الجمركية إلى تقليص هوامش ربحها. وأضاف: "إذا استمر الوضع على هذا المنوال، فقد تصل شحنات الحبوب إلى الصفر بحلول مايو/أيار.. الطريقة الوحيدة لتحقيق عام طبيعي هي عودة الرسوم الجمركية إلى الصفر".

إعلان زيادة الطلب

وقال أوريليو بافيناتو، الرئيس التنفيذي لشركة إس إل سي أغريكولا SLC Agrícola، إحدى كبرى شركات إنتاج الحبوب في البرازيل، إن البلد في وضع قوي للاستفادة من هذا التحول، مضيفا: "مع سعي الصين إلى تنويع مورديها، ونظرة أوروبا المتزايدة إلى البرازيل كخيار مستقر، فإننا نشهد زيادة في الطلب الأجنبي وارتفاعًا ملحوظًا في الأسعار".

ونقلت الصحيفة عن الرئيس التنفيذي لمجلس تصدير فول الصويا الأميركي، جيم سوتر قوله إن البرازيل تدين بالفضل لترامب، جزئيا، لمساعدتها في توفير مُصَدّرين قادرين على ملء الفراغ الأميركي، فخلال الحرب التجارية الأميركية الأولى مع الصين، تم تداول فول الصويا البرازيلي بعلاوة نحو 20% مقارنة بفول الصويا الأميركي.

هذا الاستثمار قلل من الميزة التنافسية للولايات المتحدة، والتي كانت قائمة على البنية التحتية القوية والموثوقية، وفق سوتر.

وانخفضت حصة الولايات المتحدة من واردات الصين الغذائية من 20.7% في عام 2016 إلى 13.5% في عام 2023، بينما نمت حصة البرازيل من 17.2% إلى 25.2% في الفترة نفسها.

ولا تزال البنية التحتية اللوجستية في البرازيل متخلفة عن الولايات المتحدة، فغالبًا ما تعيق الاختناقات في الموانئ الصادرات، لكن الحرب التجارية الأخيرة قد تجلب مرة أخرى موجة من رأس المال (الاستثمارات)، كما قال يوجينيو فيغيريدو، الرئيس التنفيذي لميناء أكو، الذي كان يأمل أن يشجع عدم الاستقرار الصين على الاستثمار في الخدمات اللوجستية البرازيلية.

حصة البرازيل من واردات الصين الغذائية نمت من 17.2% في 2016 إلى 25.2% في 2023 (رويترز) إقبال أوروبي

وقد يضطر الأوروبيون، الذين ينتظرون التصديق على اتفاقية تجارة حرة ضخمة بين الاتحاد الأوروبي وميركوسور (السوق المشتركة الجنوبية التي تمثل دولا في أميركا الجنوبية من بينها البرازيل)، إلى التحول إلى الحصول على البروتين اللازم لأعلاف الحيوانات من البرازيل بدلا من الولايات المتحدة، وفقًا لاتحاد مصنعي الأعلاف الأوروبي.

إعلان

ومع اعتزام الاتحاد الأوروبي فرض رسوم جمركية انتقامية بنسبة 25% على فول الصويا ولحوم البقر والدواجن الأميركية بين أبريل/نيسان وديسمبر/كانون الأول، تتزايد المخاوف من أن الدولة الواقعة في أميركا الجنوبية قد لا يكون لديها ما يكفي من المنتجات لتلبية الطلب، وعلى الرغم من أن البرازيل حققت محصولًا وفيرًا، فإن سوتر قال إن إمداداتها الكبيرة "ستُمتص بسرعة" إذا "ركزت كل من الصين والاتحاد الأوروبي جميع مصادرهما على البرازيل".

وقال بيدرو كورديرو من اتحاد مصنعي الأعلاف الأوروبي إن الأوروبيين يشاركون هذا القلق.

وقال: "سنتنافس مع الصين، من بين دول أخرى، على نفس المنتجات"، وهذا يعني ارتفاع أسعار الأعلاف، مما يعني ارتفاع أسعار الغذاء. وأضاف أنه إذا لم تُقدم أميركا الجنوبية على هذه الخطوة، "فسنواجه مشكلة".

مقالات مشابهة

  • عصير الجوافة كلمة السر.. تطورات مثيرة في وفاة 3 أطفال أشقاء بالعياط
  • أحمد صبور: التمويل العقاري هو كلمة السر في مستقبل السوق المصري
  • ورشة عمل عن دور الإرشاد الزراعي فى تطبيق نظام الزراعة المتكاملة
  • أبو بكر الديب يكتب: تعافي الجنيه عقب زيارة السيسي لقطر والكويت.. والاستثمارات كلمة السر
  • تطوير منطقة الأهرامات بين مخاوف المرشدين وتكدس السائحين وضغوط المستفيدين
  • "الزراعة" تناقش دور البحث العلمي والابتكار في تطوير القطاع الزراعي
  • زراعة الغربية تنظم ندوة توعوية بعنوان «صحتك وسلامة اللحوم» بالتعاون مع الطب البيطري
  • الزراعة: تحسين جودة الصادرات وتعزيز التنافسية بتسليط الضوء على معايير الجودة
  • حرب ترامب التجارية تعزز الزراعة البرازيلية وتضر المزارعين الأميركيين
  • تمويل 40 مشروعًا زراعيًّا بجنوب سيناء.. تفاصيل بروتوكول تعاون بحوث الصحراء مع بنك QNB