عظة التاريخ إسرائيل أكبر خطر عرفته قناة السويس عطّلتها مرتين والغرب الاستعماري اعتبرها كلب حراسة
تاريخ النشر: 4th, January 2024 GMT
سرايا - كانت "قناة السويس" في الأيام الأخيرة بؤرة لأحداث جسام، بعد أن علقت شركات النقل البحري العملاقة المرور بها، وهو الأمر الذي اعتبره البعض ابتزازا لمصر بهدف دفعها إلى الانضمام إلى التحالف الذي شكلته الولايات المتحدة لمواجهة الضربات البحرية اليمنية للسفن المتوجهة للكيان الصهيوني.
عظة التاريخ تخبرنا بأن قناة السويس كانت ولا تزال هدفا استعماريا منذ إنشائها.
يقول د. جمال حمدان في كتابه” شخصية مصر”: “فما أكثر ما تردد في الأدب الاستعماري ذلك الزعم السقيم من أن بلدا بموقع مصر لا يمكن أن يكون ملكا خالصا لنفسه، وأنه منذ شقت قناته لا يمكن إلا أن ينتمي إلى العالم المتحضر على العموم والشيوع.. ولا شك أنه هو رينان الذي عبر عن هذه الفلسفة الاستعمارية في أقوى صيغة حين قال: “إن أرضا تهم بقية العالم إلى هذه الدرجة لا يمكن أن تنتمي إلى ذات نفسها”.
دور الخطر الإسرائيلي
وعن الخطر الإسرائيلي على قناة السويس، يقول حمدان: ” من الثابت تاريخيا أن لإقامة "إسرائيل" على يد الاستعمار القديم علاقة محددة ومحسوبة منذ البداية بالقناة على وجه التحديد كما بالبترول عموما فيما بعد:
القناة: لتكون – بتعبيرهم- كلب حراسة على ضلوعها يؤمنها للاستعمار حين يغادر.
والبترول: لتكون أداة الاستعمار في المنطقة لتهديده وضمان احتكاره وتدفقه.
ولقد أدت "إسرائيل" دورها المرسوم أول ما أدت في 1956 حين لعبت دور مخلب وذنب الأفعى في العدوان الثلاثي الذي كانت القناة هدفا ومسرحا والذي أدى إلى إغلاقها لأكثر من عام من عام ولأول مرة منذ الحرب العالمية الثانية.
على أن الدور الأكبر إنما جاء على يد "إسرائيل" وحدها، وذلك في عدوان 1967 الغادر الذي سد القناة للمرة الثانية في غضون عقد واحد تقريبا، ولمدة ثماني سنوات متصلة ظلت ممتدة حتى الأمس القريب، 1975.
ويعني هذا أن القناة بفعل "إسرائيل" قد تعطلت مرتين ولأكثر من تسع سنوات خلال 27 سنة منذ وجدت.. ومعنى هذا مباشرة أن "إسرائيل" بلا أدنى تحفظ هي أكبر خطر عرفته القناة في تاريخها”.
وعن الأحداث الجارية يقول المفكر د.نادر فرجاني إن وعيد الجمهورية الإسلامية في إيران صدق، مشيرا إلى أن أمريكا وحلفاءها يعانون التضييق على الملاحة القاصدة للكيان الصهيوني الغاصب بجسارة اهل اليمن.
ويضيف أنه يمكن أن يشتد ليخنق مضيق “جبل طارق” فيغلق المسرح الاستراتيجي للملاحة في الشرق الأوسط كله.
في ذات السياق يرى السفير د.عبد الله الأشعل أن الحوثيين لايهددون الملاحة الدولية في البحر الأحمر، وإنما واشنطن تدافع عن الملاحة الإسرائيلية وحدها، ولهذا شكلت تحالفا بحريا من الدول المؤيدة لبربرية"إسرائيل".
واختتم مؤكدا أنه لا خطر علي قناة السويس من أعمال الحوثيين ولادخل لمصر بالمسألة.
الخبير الاقتصادي أحمد السيد النجار قال إن تعليق بعض شركات النقل البحري العملاقة لمرور ناقلاتها من البحر الأحمر وقناة السويس هو سلوك ابتزازي لمصر والسعودية لدفعهما للاشتراك في التحالف البحري الحقير الذي كونته أمريكا لحماية التجارة الصهيونية.
ونبه على ضرورة ألا تستجيبا له، مؤكدا أن تلك الشركات ستعود مجبرة للبحر والقناة وبسرعة بسبب فارق التكلفة والزمن بين المرور عبرهما، مقارنة بالدوران عبر رأس الرجاء الصالح، وهو ما حدث بالفعل بعد فترة من تعليق شركات النقل البحري العملاقة المرور عبر قناة السويس.
رأي اليوم
إقرأ أيضاً : البيت الأبيض: حماس منظمون كقوات عسكرية ولديها قدرات كبيرةإقرأ أيضاً : مليون نازح وصلوا إلى رفح منذ 7 تشرين الأولإقرأ أيضاً : خارجية أميركا: لا نرى ما يدل على حدوث أعمال إبادة في غزة
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: لمصر جمال مصر العالم العالم المنطقة إيران أمريكا الله علي لمصر أحمد لمصر أمريكا جمال العالم مصر إيران المنطقة أمريكا الله غزة علي أحمد لمصر اليمن قناة السویس
إقرأ أيضاً:
بنما تعفي السفن الحكومية الأمريكية من رسوم عبور قناتها
قالت وزارة الخارجية الأمريكية يوم الأربعاء إن السفن الحكومية الأمريكية تستطيع الآن عبور قناة بنما دون رسوم.
وذكرت الوزارة على منصة إكس للتواصل الاجتماعي أن "حكومة بنما وافقت على عدم فرض رسوم على السفن الأمريكية التابعة للحكومة من أجل عبور قناة بنما"، مضيفة أن الاتفاق سيوفر ملايين الدولارات كل عام للحكومة الأمريكية.
وأصبحت بنما محور اهتمام لإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إذ اتهم ترامب الدولة الواقعة في أمريكا الوسطى بفرض رسوم باهظة لاستخدام ممرها المائي.
وقال ترامب الشهر الماضي "سنطالب بإعادة قناة بنما إلينا بالكامل، دون شك" إذا لم يتم إلغاء الرسوم.
ووقعت الولايات المتحدة وبنما اتفاقين في عام 1977 مهدا الطريق لعودة القناة إلى السيطرة البنمية الكاملة. وسلمتها لها الولايات المتحدة في عام 1999 بعد فترة من الإدارة المشتركة.
وتربط القناة بين المحيطين الهادي والأطلسي عبر بنما، ما يوفر للسفن آلاف الأميال والسفر لأسابيع حول الطرف الجنوبي لأمريكا الجنوبية، والرحلة التي تقطعها السفن المتجهة من لوس انجليس إلى نيويورك عبر القناة أقصر بنحو ثمانية آلاف ميل (أو ما يعادل 22 يوما) مقارنة بالسفر عبر مضيق ماجلان.
تاريخ القناة
بدأ المستعمرون الإسبان بدراسة إنشاء القناة في وقت مبكر من ثلاثينيات القرن السادس عشر. ولكن لم يحدث ذلك إلا في 1878 عندما وقعت كولومبيا، التي كانت تعتبر بنما مقاطعة تابعة لها آنذاك، اتفاقية امتياز مع مهندسين فرنسيين.
ولم تنجح الجهود الفرنسية وأفلست الشركة التي تأسست لغرض إنشاء قناة عبر بنما في 1899، بعد أن فقد نحو 22 ألف عامل حياتهم في المشروع، وكثير منهم بسبب الأمراض والحوادث.
سعت الولايات المتحدة في 1903 إلى الحصول من كولومبيا على امتياز دائم لقناة. غير أن كولومبيا رفضت الاقتراح. وردا على ذلك، دعمت الولايات المتحدة استقلال بنما، الذي أُعلن في العام نفسه.
وبعد ثلاثة أيام، وقع سفير بنما في واشنطن اتفاقية تمنح الولايات المتحدة حقوق بناء القناة وإدارتها إلى أجل غير مسمى.
ودفعت الولايات المتحدة لبنما 10 ملايين دولار ثم 250 ألف دولار سنويا مقابل تلك الحقوق.
وشُيدت القناة إلى حد بعيد باستخدام عمال من منطقة الكاريبي وبنميين من أصل أفريقي، وافتُتحت القناة أخيرا في 1914 بعد أن لقى أكثر من خمسة آلاف عامل حتفهم في أعمال الإنشاءات.