ارتفاع معدلات الشحن عبر المحيطات بعد الهجمات الجديدة على سفن البحر الأحمر
تاريخ النشر: 4th, January 2024 GMT
يمن مونيتور/رويترز
ارتفعت أسعار الشحن البحري بعد هجوم صاروخي ومحاولة اختطاف سفينة ميرسك في نهاية هذا الأسبوع، مما دفع شركات الطيران إلى تعليق خططها لاستئناف عمليات النقل عبر البحر الأحمر، وهو شريان رئيسي لطريق التجارة الحيوي لقناة السويس، حسبما ذكرت رويترز .
وتهاجم جماعة الحوثي، ومقرها اليمن، سفن الشحن ذات القيمة العالية في البحر الأحمر منذ نوفمبر/تشرين الثاني ردا على جرائم الاحتلال الإسرائيلي المستمرة على قطاع غزة الفلسطيني منذُ سبعة أكتوبر من العام الماضي.
وأجبرت السفن على تغيير مسارها حول الطرف الجنوبي لأفريقيا، مما أدى إلى ارتفاع تكلفة السفن للرحلة الأطول، على الرغم من أن المعدلات لا تزال أقل بكثير من مستويات الوباء التي تم الوصول إليها في عام 2021.
وتربط قناة السويس المصرية البحر الأحمر بالبحر الأبيض المتوسط، وهي أسرع وسيلة لشحن الوقود والمواد الغذائية والسلع الاستهلاكية من آسيا والشرق الأوسط إلى أوروبا. وتستخدم شركات الشحن هذا الطريق لنقل حوالي ثلث إجمالي شحنات الحاويات العالمية، بما في ذلك الألعاب وأحذية التنس والأثاث والأغذية المجمدة.
وتؤدي الهجمات بالفعل إلى تأخير تسليم المنتجات الموجهة للعديد من الشركات، حيث يتم استخدام طريق السويس من قبل شركات مثل IKEA وWalmart وAmazon.
وارتفعت أسعار الشحن من آسيا إلى شمال أوروبا بأكثر من الضعف لتتجاوز 4000 دولار لكل حاوية 40 قدمًا هذا الأسبوع، مع ارتفاع الأسعار من آسيا إلى البحر الأبيض المتوسط إلى 5175 دولارًا، وفقًا لشركة Freightos، وهي منصة الحجز والدفع للشحن الدولي.
أعلنت بعض شركات النقل عن أسعار تزيد عن 6000 دولار لكل حاوية طولها 40 قدمًا لشحنات البحر الأبيض المتوسط بدءًا من منتصف الشهر، كما أن الرسوم الإضافية التي تتراوح من 500 دولار إلى 2700 دولار لكل حاوية يمكن أن تجعل الأسعار الشاملة أعلى، حسبما قال جودا ليفين، رئيس الأبحاث في شركة فريتوس. في رسالة بريد إلكتروني.
اعتبارًا من يوم الأربعاء، تم تغيير مسار أكثر من 180 سفينة حاويات وسفن أخرى حول رأس الرجاء الصالح بجنوب إفريقيا لتجنب الهجمات – مما يضيف ما بين 7 إلى 20 يومًا إلى رحلاتها، وفقًا لشركة تكنولوجيا إدارة سلسلة التوريد project44.
حوالي ثلث البضائع التي تصل إلى الساحل الشرقي للولايات المتحدة تمر عبر قناة السويس. ويتوقع المسؤولون التنفيذيون في مجال اللوجستيات أن يتم تحويل بعض هذه البضائع إلى الساحل الغربي للولايات المتحدة – وهو لقطة مباشرة عبر المحيط الهادئ من الصين والمصدرين الآسيويين الآخرين.
وارتفعت أسعار الشحنات من آسيا إلى الساحل الشرقي لأمريكا الشمالية بنسبة 55 في المائة لتصل إلى 3900 دولار للحاوية التي يبلغ طولها 40 قدماً. وقال ليفين إن أسعار الساحل الغربي قفزت 63 في المائة إلى أكثر من 2700 دولار قبل تحويل مسار البضائع المتوقع لتجنب المشكلات المتعلقة بالبحر الأحمر.
وعلى الرغم من ارتفاع الأسعار، إلا أنها لا تزال أقل بكثير من المستويات القياسية التي غذتها الجائحة في عام 2021 والتي بلغت 14000 دولار لكل حاوية مقاس 40 قدمًا من آسيا إلى شمال أوروبا والبحر الأبيض المتوسط و22000 دولار من آسيا إلى الساحل الشرقي لأمريكا الشمالية.
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: البحر الأحمر قناة السويس البحر الأبیض المتوسط البحر الأحمر من آسیا إلى إلى الساحل
إقرأ أيضاً:
التحديات الأمنية في منطقة الساحل.. إجراءات حاسمة لمواجهة الهجمات الإرهابية والمتمردين
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في ظل تصاعد التهديدات الأمنية في منطقة الساحل، حيث تواجه دول مثل مالي وبوركينا فاسو والنيجر موجة متزايدة من الهجمات الإرهابية والتمردات، تحذر الباحثة المتخصصة في الشؤون الأمنية، دي أنجلو، من أن الجماعات المتشددة قد تكون في طريقها للتمدد أكثر إذا استمر الوضع الحالي على ما هو عليه.
وفي تصريحاتها الأخيرة، أشارت دي أنجلو إلى أن هذه الجماعات، مثل داعش في منطقة الساحل، قد نجحت في تجنيد أفراد من دول متعددة، تشمل غانا وموريتانيا والسنغال، بالإضافة إلى توغو، من خلال استراتيجيات ذكية تقربهم من بعض الطوائف العرقية مثل الفولاني التي يدَّعي العسكريون أنهم يسعون لحمايتها.
التهديد يتزايد.. والمستقبل غامضوفي تحليل لمدى خطورة الوضع، تقول دي أنجلو: “إذا استمرت الجماعات المتشددة في تعزيز قوتها في المنطقة، فإنها قد تتمكن من نشر تمردها على نطاق أوسع".
هذا التحذير يضع دول الساحل أمام تحدٍ كبير في مواجهة هذه الجماعات، التي باتت تهدد الاستقرار الإقليمي والدولي على حد سواء.
توصيات لمواجهة التحديات الأمنيةولمواجهة هذه التهديدات المتزايدة، قدمت دي أنجلو سلسلة من التوصيات التي من شأنها أن تساهم في استعادة الأمن والاستقرار في المنطقة. من أبرز هذه التوصيات:
السيطرة على الأراضي.. ضرورة نشر قوات أمنية بشكل مستمر في المناطق التي تفتقر إلى الأمن، لا سيما في المنطقة الحدودية بين بوركينا فاسو ومالي والنيجر. السيطرة على هذه المناطق يُعد خطوة أساسية لضمان عدم تمكن الجماعات المتشددة من بسط نفوذها.
تعزيز التعاون الدولي.. تدعو دي أنجلو دول الساحل إلى العودة إلى التعاون مع منظمة الإيكواس واستقبال القوات الدولية، بما في ذلك قوات الأمم المتحدة، للانخراط مجددًا في العمليات الأمنية، ما يُسهم في تعزيز الجهود لمكافحة الإرهاب.
تعزيز الحكم في المناطق الريفية.. التركيز على تقوية الحكم الرشيد في المناطق الريفية التي تتعرض لهجمات متواصلة من الجماعات المسلحة، مما يسهم في استعادة الثقة بين السكان المحليين والحكومات.
مفاوضات تسريح المتشددين.. المضي قدمًا في مفاوضات لتسريح المتشددين ودفع عملية المصالحة من أجل تخفيف التوترات العرقية، التي تعد من العوامل التي تساهم في تصعيد العنف في المنطقة.
الامتناع عن دفع الفدية.. تجنب دفع الفدية مقابل الرهائن، حيث تعتبر هذه الأموال من المصادر الرئيسية التي تمول الأنشطة الإرهابية، وبالتالي فإن الامتناع عن دفعها سيكون خطوة مهمة في تقليص موارد الجماعات المسلحة.
الاستقرار يحتاج إلى حلول شاملةلقد أثبتت التجارب السابقة أن الأمن لا يُمكن تحقيقه من خلال الإجراءات العسكرية فقط. لذا، تُشدد دي أنغلو على ضرورة أن تُركز دول الساحل على تحسين الظروف الاجتماعية والاقتصادية، وهو أمر حيوي لتقليل تأثيرات الجماعات المتشددة على المجتمعات المحلية. فتعليم الشباب وتوفير فرص عمل لهم سيساعد في تقليل الجاذبية التي تمثلها هذه الجماعات بالنسبة لهم.
خاتمة.. وضع المنطقة يتطلب استجابة عاجلةفي النهاية، تؤكد دي أنغلو على أن دول الساحل بحاجة إلى تنسيق الجهود الإقليمية والدولية لمكافحة التهديدات الإرهابية، وأن استمرار التدهور الأمني في هذه المنطقة سيكون له آثار خطيرة على الأمن العالمي.
وإن التنفيذ الفعّال للإجراءات الأمنية والسياسية، جنبًا إلى جنب مع تحسين الظروف المعيشية للسكان، يمثل السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار في منطقة الساحل المهددة.