لبنان ٢٤:
2024-10-02@04:04:19 GMT

الحياد الإيجابي والقرار 1701 وحدهما يحميان لبنان

تاريخ النشر: 4th, January 2024 GMT

الحياد الإيجابي والقرار 1701 وحدهما يحميان لبنان

الجرح الدامي والنازف في جنوب لبنان انتقل طبيعيًا من سنة 2023 إلى سنة 2024، ومن الجنوب نقل العدو وجهة المواجهة إلى الضاحية الجنوبية عبر استهداف أكثر من مسؤول قيادي في حركة "حماس" - فرع بيروت. وهذا الأمر من شأنه أن ينقل المواجهة إلى نقطة اللاعودة في الصراع القائم بين اسرائيل و"حزب الله" بعد سقوط ما يسمّى "الخطوط الحمر"، وبعدما أطاح العدو الاسرائيلي بكل الامكانات التي كانت متاحة قبل هذا الاستهداف.


 وحدهم مقاتلو "حزب الله" البعيدون عن أهلهم لم يستقبلوا السنة الجديدة كما استقبلها سائر اللبنانيين، الذين تعالوا عن جراحاتهم الكثيرة وقرروا أن يتحدّوا الموت بمزيد من الإصرار على حبّهم للحياة بكل ما فيها من مشاكل ومآسٍ وفرح وحزن وآمال وتطلعات. وما يدفعه الجنوب وأهله من ضريبة ربط مصيرهم بما يجري على مسافة غير بعيدة عنهم في غزة المتألمة قد يدفعه جميع اللبنانيين في حال لم تنجح المساعي الديبلوماسية في ردع الذين لا يردعهم شيء.  
هي جدلية سياسية قائمة ومستمرّة بين مؤيدي دعم أهل غزة ومساندتهم بالحديد والنار عبر فتح الجبهة الجنوبية المفتوحة أساسًا على كل الاحتمالات، وبين الذين هم مع تقديم كل دعم معنوي ورفع الصوت في كل المحافل العربية والدولية من أجل نصرة "الغزاويين" في حربهم الجهادية ضد عدو لا يعرف الرحمة ولا تعني له الإنسانية أي شيء.  
فالذين يؤيدون "حزب الله" في حرب المساندة يرون أن العدو الإسرائيلي لا يفهم سوى لغة القوة، وهو لن يرتدع إلا إذا وجد من يقف في وجهه ويمنعه من تحقيق ما يصبو إليه، سواء في غزة والضفة الغربية أو في الجنوب.  
أمّا الذين يعارضون هذا التوجه، وهم في الأساس ضد أي سلاح غير السلاح الشرعي، ومع تطبيق القرار 1701، الذي يعتبرون أنه وحده القادر على حماية لبنان من أي غزو إسرائيلي، لا يزالون يعتبرون أن "الحياد الإيجابي"، الذي طرحه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، هو الحلّ الوحيد المتبقي للبنان لكي يستطيع أن يخرج من أزمته الحالية في الجنوب، الذي انجرّ إليها من دون أن يكون للدولة اللبنانية الممثلة حاليًا بالحكومة الحالية رأي فيها.   
فـ "الحياد الإيجابي" الذي دعا إليه البطريرك الراعي، وقد فسرّه البعض على غير حقيقته، سيأخذ مداه في خلال السنة الحالية، انطلاقًا من مبادئ مكرّسة أولًا في الدستور، وثانيًا في الممارسة، التي تمتدّ إلى عهد الرئيس فؤاد شهاب، حيث استطاع في عزّ "الفورة الناصرية" أن يفرض على أكبر زعيم عربي في حينه لقاء في خيمة على الحدود اللبنانية – السورية. 
أمّا في الدستور فإن لبنان الرسمي ملتزم القرارات الدولية وميثاقي الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، وهو يعتبر نفسه جزءًا لا يتجزأ من المنظومة الأممية. وهذا يعني التزامه بما تجمع عليه الدول الأعضاء في الأمم المتحدة وفي المجموعة العربية. وهذا الالتزام هو وجه من وجوه "الحياد الإيجابي"، وهو لا يعني كما يحاول البعض تفسيره لغايات في نفس يعقوب، أي أن ينأى لبنان بنفسه عن الصراع القائم مع العدو الإسرائيلي بكل أوجهه، وبالأخصّ عندما يعتدي على حقوق الشعب الفلسطيني أو عندما يشّن عليه حرب إبادة كما هو حاصل اليوم في قطاع غزة. ولكن هذا التضامن مع الشعب الفلسطيني هو كالتضامن العربي، وبالأخصّ الدول، التي لها حدود مشتركة مع فلسطين المحتلة كسوريا ومصر والأردن.  
فإذا كان فتح الجبهة الجنوبية مفيدًا للقضية الفلسطينية أكثر من العمل الديبلوماسي فإن هكذا قرار كان يجب أن تتخذه الحكومة اللبنانية وليس أي فريق من الأفرقاء اللبنانيين باسم جميع اللبنانيين. وهذا هو رأي الذين يتهمون "حزب الله" بجرّ البلاد إلى موقع غير محسوب النتائج، من دون أن يعني ذلك، وفق منطق الذين اعتادوا على تخوين من لا يجاريهم في ما يقومون به، أن إسرائيل لا تسعى إلى توجيه ضربة إلى لبنان بسبب أو من دونه، وهي التي لا تحتاج إلى أي ذريعة لتبرير أي عدوان شامل قد تقوم به.  
وعلى رغم انشغالهم بما يجري في الجنوب فإن هذا الأمر لا يعفي نواب الأمة من أن يقوموا بما يفرضه عليهم واجبهم الدستوري والذهاب إلى "ساحة النجمة" وانتخاب "رئيس الفرصة الأخيرة".  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

ما مستقبل القرار 1701 الخاص بوقف القتال في لبنان؟

بيروت- عاد قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 إلى الواجهة مجددا، وأعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي، أمس الاثنين، استعداد بلاده لتنفيذ ما يتطلبه القرار بما في ذلك نشر الجيش اللبناني جنوب نهر الليطاني.

وأكد ميقاتي أن وقف العدوان الإسرائيلي يشكل "مدخلا للحل"، مشددا على التزام لبنان بتطبيق القرار الذي أنهى حرب تموز 2006 بين حزب الله وإسرائيل.

وجاء الموقف اللبناني الرسمي تكرارا للسابق وتحديدا بعد ما أعلنه الرئيسان الأميركي جو بايدن والفرنسي إيمانويل ماكرون -بالتنسيق مع بعض الدول العربية- لوقف إطلاق نار مؤقت لمدة 3 أسابيع والبحث في آلية تطبيق القرار 1701.

غير أن الموقف اللبناني الرسمي تزامن هذه المرة مع:

زيارة وزير الخارجية الفرنسي الجديد جان نويل بارو إلى بيروت، حيث التقى عددا من المسؤولين وأكد أن "ثمة حلولا دبلوماسية" في لبنان، رغم الضربات الإسرائيلية المكثفة التي تستهدف الضاحية الجنوبية لبيروت. بالتوازي مع بدء عملية برية لجيش الاحتلال الإسرائيلي في عدد من القرى الحدودية الجنوبية استكمالا لتصعيد العدوان والاستهدافات على مختلف المناطق اللبنانية بدءا من الجنوب نفسه مرورا بالضاحية، وصولا إلى البقاع. مع أول إطلالة لنائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، بعد اغتيال الأمين العام حسن نصرالله، وتأكيده على جهوزية الحزب للالتحام مع "العدو" في حال أي توغل بري، وعلى استمرار جبهة الجنوب في إسناد غزة وشعبها ومقاومتها.

وقد دعا القرار الدولي 1701، الذي صدر في أغسطس/آب 2006 بعد الحرب الثانية بين لبنان وإسرائيل التي استمرت 34 يوما، إلى وقف كامل للعمليات العسكرية، وطالب حزب الله بوقف هجماته ضد إسرائيل مقابل سحبها قواتها من جنوب لبنان.

كما نص على نشر الجيش اللبناني في الجنوب بالتعاون مع قوات حفظ السلام المؤقتة التابعة للأمم المتحدة (يونيفيل)، مع إنشاء منطقة خالية من الأسلحة بين الخط الأزرق ونهر الليطاني. ودعا إلى تطبيق بنود اتفاق الطائف، والقرارين رقمي 1559 و1680، بما في ذلك تجريد كل الجماعات المسلحة اللبنانية من سلاحها وعدم وجود قوات أجنبية إلا بموافقة الحكومة اللبنانية.

التزام

برأي الكاتب والمحلل السياسي توفيق شومان، فإن موقف رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي يعكس التزام الدولة اللبنانية بالقرارات الدولية. ويقول للجزيرة نت إن هذا الالتزام يشكل ضغوطا دبلوماسية وسياسية على الحكومة الإسرائيلية بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، التي ترفض تنفيذ أي قرار دولي، وخاصة القرار 1701.

ويضيف شومان أن نتنياهو يفرض شروطا تتجاوز هذا القرار مما يؤدي إلى إسقاطه تماما، ويعتبر موقف ميقاتي تأكيدا واضحا على التزام لبنان بالقرارات الدولية حيث دعا إلى ضرورة الضغط على إسرائيل لوقف عدوانها. ويوضح أن ميقاتي يدرك تماما رفضها تنفيذ هذا القرار ويعلم أن الشروط التي يطرحها الاحتلال تنسف أساسه.

ويؤكد أن هذا الموقف اللبناني ليس جديدا، بل يعكس سياسة الدولة اللبنانية عبر الحكومات المتعاقبة مما يدل على ثبات الدولة على القرارات الدولية. ويوضح أن تطبيق القرار 1701 مرهون بموقف الإسرائيليين الذين وسّعوا عدوانهم وحاولوا تجاوزه، "بل أسقطوه فعليا".

وحسب الكاتب شومان، فإن موقف ميقاتي، كما صرح، منسجم مع موقف الرئيس اللبناني نبيه بري، وهو رسالة إلى المجتمع الدولي تؤكد استعداد لبنان لتنفيذ هذا القرار، ولكن مسؤولية خرقه وإسقاطه تقع على عاتق الاحتلال الإسرائيلي.

توازن المواقف

من جانبه، يوضح الكاتب والباحث السياسي علي أحمد -في حديثه مع الجزيرة نت- أن المطلوب من إسرائيل في المقام الأول هو تنفيذ القرار 1701، ويتساءل عما إذا كانت مستعدة لتنفيذه ووقف الخروقات، مشيرا إلى أن الضربات الجوية التي تجاوز عددها 30 ألفا تُعتبر محور الموقف الإسرائيلي بخصوص تنفيذ القرار.

ويضيف أن حديث رئيس الحكومة اللبنانية بلغة تدعو لوقف إطلاق النار أمر متوقع، خصوصا أن الجميع يطالب بذلك، ويشدد على أن المقاومة تركز بشكل أساسي على الاستعداد للاحتمالات المستمرة للحرب وتعمل على تجهيز نفسها لكل السيناريوهات الممكنة.

وبرأي الباحث أحمد، فإن موقفي الدولة والمقاومة يكمّل بعضهما بعضا بما يخدم مصلحة لبنان، ويؤكد أنه رغم بعض القصور في ملفات مثل النازحين، فإن الحكومة تؤدي عملها بشكل جيد عموما، وما يجري من تحركات سياسية يعد أمرا مهما.

من جهته، يرى أستاذ العلاقات الدولية والمحلل السياسي علي مطر أن الحديث عن الدبلوماسية في ظل العدوان الإسرائيلي غير ممكن في الوقت الحالي، حيث تعتبر إسرائيل هي الجهة التي تنتهك القرار 1701، وليس لبنان. وأكد أن حزب الله التزم بهذا القرار في حين أن "العدو الإسرائيلي هو من خرقه".

وفي تصريحه للجزيرة نت، شدد مطر على أن وقف العدوان يجب أن يكون الخطوة الأولى، وأضاف أن أي مفاوضات لا يمكن أن تبدأ إلا إذا استمر الدعم لغزة، وأن فك الجبهات لن يكون ممكنا قبل وقف العدوان على كل من غزة ولبنان.

مقالات مشابهة

  • “اليونيفيل”: أي عبور إسرائيلي إلى لبنان يشكل انتهاكا لسيادته والقرار 1701
  • بعد اجتياح لبنان.. ما هو قرار الأمم المتحدة رقم 1701؟
  • اليونيفيل تحذر إسرائيل من "انتهاك" سيادة لبنان
  • ما مستقبل القرار 1701 الخاص بوقف القتال في لبنان؟
  • جيش الاحتلال يدعو المدنيين اللبنانيين إلى عدم القيادة جنوب نهر الليطاني
  • ميقاتي يطالب بتطبيق القرار الدولي 1701 لتهدئة الوضع في الجنوب اللبناني
  • قاسم: أشكر اللبنانيين جميعاً الذين أظهروا وحدة وطنية بمواجهة جرائم “إسرائيل” وأمريكا.. نحن في مركب واحد.. اطمئنوا النصر حليفنا
  • تجمّع رجال وسيدات الأعمال اللبنانيين: لبنان يقف عند مفترق طرق حاسم
  • آخرهم نصرالله.. قائمة قادة حزب الله وحماس الذين تعرضوا للاغتيال
  • دعم الوقود الأحفوري في اليابان يهدد أهداف الحياد الكربوني 2050