موقع النيلين:
2025-02-22@05:39:13 GMT

شائب العرب يرعوه البهم

تاريخ النشر: 4th, January 2024 GMT


عدت في إجازتي الحالية بالولايات المتحدة إلى علم سميته “علم اجتماع استرذال العمر” حين علقت على كلمةٍ في سبعينات القرن المنصرم عن جيل حركة مؤتمر الخريجين (في كتابي “عبير الأمكنة”). وما أعادني إليه أن الولايات المتحدة ربما ضمت الآن قطاعاً غزيراً مرموقاً من السودانيين ممن بلغوا سن الشيخوخة. وقد أقاموا بأمريكا من باب بر الولد بهم.

وأكثرهم ممن قام بأدوار مفصلية مختلفة في وجوه الحياة السودانية. ولكنهم حين جاء وقت إذاعتها للجيل الخلف وجدوا أنفسهم في بلد طيرها عجمي.

كتبت مرة أقول إنه لعل أكثر مواردنا إهداراً هي العمر كمستودع للرؤية والخبرة والقيادة. وخسارتنا فيه أكثر من إهدار المال العام، أو الدم العام. فاضطراب السياسة هزَّأت بالعمر بالتطهير والإحالة والفصل مما زلزل استقرار الصفوة الحاكمة وغير الحاكمة بالذات. فحين روَّعت السياسة أمن هذه الفئة أخذت “تتطلش” من وظيفة إلى أخرى، ومن أخرى إلى هجرة، وتسرب العمر من بين يديها وهي في هذه الملطشة التي جعلت من العمر زفة لا وقاراً أو حكمة أخرى.

فقدنا ثروتين اثنتين حين أسقطنا دلالة العمر الذي لم تكبر به العقول. الثروة الأولى هي أنه لم يعُد بوسع العمر أن يشتبك مع ماضيه مقوِّماً للخطأ، أو متيقناً من الصواب مما ينتفع به الجيل الطالع بصراً وخلقاً. وإعادة النظر في حياة المرء نعمة كبيرة. وقد قرأت لكاتب أعاد النظر في موقفٍ له قديم وضال ليخلص إلى أنه ليس هناك ما يستجمع ويشحذ طاقة الذهن للتحري والبحث في أمرٍ ما أكثر من اكتشافك أنك أخطأت فيه فيما مضى.

أما الثروة الثانية، التي تسربت منا بفضل ازدراء العمر فهي أن معمرينا تورطوا في الحاضر يعيشون رزق اليوم الفكري والروحي باليوم. وبعبارة أخرى، فهم لم ينعموا بتحدي العمر الذي قال عنه الشاعر الغربي ت. س. إليوت إنه كلما تقدم بنا أصبح العالم أكثر غرابة في ناظرينا، وأصبحت أنماطه أكثر تعقيداً. فتورطنا في الحاضر حال بيننا وبين أن ينمي الجيل المعمر الماضي كماضٍ وكتاريخ وكثروة روحية وحكمية غراء. وقد جاء عند كاتب ألمعي أن الناس الذين يعلمون لمستقبل أفضل هم في الواقع عشاق عظام للماضي. فالماضي في نظر هذا الكاتب، مستدير كامل، وذو استعداد فطري لإثارتنا واستفزازنا، والإساءة إلينا. فهو الذي يغرينا بتحطيمه كما أنه يستفزنا لتزيينه وتحسينه. فالسبب الأول والأخير الذي يطلب لأجله الناس أن يكونوا سادة المستقبل هو أن يغيِّروا من ماضيهم الآسر الكامل.

نبه الدكتور البوني مرة الى منزلة العمر في المجتمع ” القبلي” التقليدي. وكنت قرأت عن جماعة في أمريكا اللاتينية تسمى جيل العجائز فيها بـ “جيل الصدى”. وتقصد أنها الجماعة المعمرة التي رسالتها في المجتمع أن ترد وقائع الحاضر إلى شبيه أو مثيل لها في الماضي. ولذا ينشأ الناشئة على هذا الجدل الخصيب بين الماضي والحاضر، فلا يستبد بهم الحاضر ولا يروعهم الماضي، ويكونون بين ذلك قواماً: مبدعين وهميمين ومؤثرين.

يكبر الجيل عندنا بغير هذه الألفة مع الماضي لأنه أسير نزوة الحاضر وإغراءاته الجسام. ولذا يعيش الجيل اللاحق في مسغبة الروح والفكر والتاريخ. فالمستقبل الذي يرنو إليه الحدث لا ينبني على الصدى: على جدل الماضي والحاضر.

عبد الله علي إبراهيم

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

تويوتا تكشف عن الجيل الثالث لخلايا الوقود الهيدروجيني .. رؤية مستقبلية في هذا المجال

تواصل شركات السيارات العالمية تركيز جهودها على تطوير السيارات الكهربائية، بينما تظل تويوتا متمسكة برؤيتها الفريدة في استكشاف المحركات الهيدروجينية كبديل مستدام وعملي للمحركات الكهربائية والمحركات التي تعمل بالوقود التقليدي.

سيارة ألمانية هاتشباك «فبريكا».. أقل من 190 ألف جنيهنيسان صني «أعلى فئة» 2024 كسر الزيرو .. بهذا السعرتويوتا والوقود الهيدروجيني

وفي هذا السياق، أعلنت تويوتا هذا الأسبوع عن تطوير الجيل الثالث لأنظمة خلايا الوقود الهيدروجينية، حيث كشفت الشركة عن مجموعة من التحسينات الثورية التي ستغير مستقبل هذه التقنية.

وتمثل أبرز هذه التحسينات خفضاً كبيراً في تكلفة إنتاج أنظمة الوقود الهيدروجيني، وذلك بفضل الابتكارات في تصميم خلايا الوقود وعمليات التصنيع المتقدمة التي قامت بها الشركة.

أكدت تويوتا أن النظام الهيدروجيني الجديد شهد تحسينات ضخمة في اعتماديته وكفاءته، حيث أصبحت قدرة تحمله الآن ضعف ما كانت عليه في الجيل السابق، مما يجعله منافساً قوياً لمحركات الديزل في تحمل الظروف القاسية.

فيما يخص كفاءة استهلاك الوقود، أعلنت تويوتا عن تحسن ملحوظ بنسبة 20% في مدى السير باستخدام هذا النظام، وهو ما يعد خطوة هامة بالنظر إلى التحديات التي تطرأ بسبب تكلفة الوقود الهيدروجيني مقارنة بالوقود التقليدي، ومع الجيل الثالث من خلايا الوقود، يمكن للسيارات المستقبلية قطع مسافة تصل إلى 480 ميلاً “حوالي 772 كم” باستخدام خزان وقود مليء.

من أبرز مميزات النظام الجديد هو تنوع استخدامه، حيث يمكن تركيبه في مجموعة واسعة من المركبات مثل السيارات الشخصية، المركبات التجارية، السفن، القطارات، وحتى مولدات الطاقة الثابتة، وتتطلع تويوتا إلى طرح هذا النظام التجاري في الأسواق العالمية بحلول عام 2026 في الصين، أوروبا، أمريكا الشمالية، واليابان.

مقالات مشابهة

  • «أبوظبي لبناء السفن» تطلق الجيل الجديد من «ديتيكتور»
  • «أبوظبي للغة العربية» يفتح باب المشاركة في جائزة «كنز الجيل»
  • محكمة تدين فتاتين بقتل فتاة أخرى في جريمة صادمة
  • تأجيل إطلاق الجيل القادم من سيارة فورد F-150
  • "أبوظبي للغة العربية" يفتح باب المشاركة في "كنز الجيل"
  • تويوتا تكشف عن الجيل الثالث لخلايا الوقود الهيدروجيني .. رؤية مستقبلية في هذا المجال
  • العراق: أكثر من 6400 حالة طلاق خلال الشهر الماضي
  • تقرير أممي: أكثر من 15 ألف مهاجر أفريقي وصلوا إلى اليمن خلال يناير الماضي
  • الهجرة الدولية: نزوح أكثر من 11 ألف أسرة غربي السودان
  • ما الذي يدور في عقل ترامب؟