موقع 24:
2024-09-20@09:59:43 GMT

الحرب ضد فلسطين.. تحديات وتحولات

تاريخ النشر: 4th, January 2024 GMT

الحرب ضد فلسطين.. تحديات وتحولات

من وجهة نظري المتواضعة لن يعود توازن القوة في القمة الدولية إلى ما كان عليه قبل تسعين يوماً، ولن تعود تراتيب المكانة في النظام الإقليمي العربي إلى سابق عهدها، ولن تستعيد الصهيونية بعض -وربما أكثر- ما فقدته من قدسية ونفوذ في كثير من دول الغرب نتيجة تهور وتعصب سياسيين في إسرائيل، ولن تعود إفريقيا السمراء إلى أوضاع سمحت باستباحة ثرواتها أو مهدت لإفريقيين أقل سمرة في شمال القارة باحتكار القيادة والتوجيه.

أبدأ بالاعتذار عن قصور في العنوان. فالعنوان ليكون دقيقاً كان يجب ألا يغفل أو يتغافل عن حقيقة أن الحرب الناشبة ضد فلسطين لا بد وأن تمس دولاً في الجوار ودولاً للضرورة التي تفرضها قواعد الاشتباك التقليدية والمتوارثة في هذه المنطقة. بالتالي هي حرب ناشبة بكل أنواع الأسلحة ضد فلسطين وضد جاراتها الأقرب وحتى الأبعد.

أيضاً هي حرب كغيرها من الحروب الكبرى في التاريخ، وهي في نظري واحدة من هذا النوع من الحروب، حرب كاشفة عن نهاية مرحلة. لا شك أن وجود أمريكا في هذه الحرب كان أحد العناصر اللازمة لتثبيت صفة الحرب الكبرى على عديد الأعمال الهجومية والعدوانية ضد الشعب الفلسطيني خلال الأسابيع الأخيرة. هذا الوجود لم يكن عفوياً وهناك ما يثبت وجود تواطؤ في حال وجدت الحرب طريقها إلى محكمة دولية ذات يوم في المستقبل.
تعددت أركان هذا التواطؤ، منها على سبيل المثال:* أولاً: نذكر بكثير من الاستغراب والاندهاش ولن نكون آخر المندهشين، نذكر ما نقلته وكالات الأنباء والتصريحات الرسمية عن اشتراك الرئيس الأمريكي بايدن في جلسة لمجلس الحرب الإسرائيلي في الساعات الأولى من نشوب هذه الحرب. كان مبعث الاندهاش أن الرئيس كان قد اطّلع على خطط تجهز للتخلص من سكان في قطاع غزة وإجلاء آخرين.
* ثانياً: لم يقتصر الأمر على موقف رئيس الدولة الأمريكية. إذ إن وزير خارجيته الذي أساء إلى سمعة الدبلوماسية الأمريكية حين تعمد التعريف بنفسه كيهودي الديانة في أول رحلة له بعد نشوب الحرب إلى الشرق الأوسط. أثار هذا الإعلان قلقاً مبرراً داخل وزارة الخارجية التي راحت منذ سنوات تعاني سلوكيات تمييز عرقي وديني، مثلها مثل أجهزة أخرى في الدولة الأمريكية. أعتقد أن هذه المعاناة الساكتة وجدت ما يشجعها في قرار وزير الخارجية غير المسبوق حسب ما سمعنا إرسال أسلحة إلى إسرائيل من دون العودة إلى الكونغرس وبعيداً عن وعي الرأي العام الأمريكي.
* ثالثاً: بهذا المعنى وبهذه التصرفات صارت الولايات المتحدة في نظر التاريخ طرفاً في أحدث عملية إبادة بشرية. الأهم من وجهة نظري أن الولايات المتحدة أراها تتخلى طوعياً وفي أحد أشد مسيرتها حرجاً عن وظيفة صانعة وراعية مرحلة هي الأطول بين مختلف مراحل «السلم الدولي»، مرحلة «السلم الأمريكي»..
* رابعاً: أتصور، للأسف، أن أمريكا باشتراكها في حرب تشنها وتقودها فعلياً إسرائيل أساءت إساءة بالغة إلى سمعتها ومكانتها. صارت على المحك «إنسانية» أمريكا وديمقراطيتها، وبخاصة بعد التعتيم على قرار تزويد إسرائيل بأسلحة في غمار حملة إبادة صريحة ومتعمدة. أيضاً صار يقيناً شك دول الجنوب في انتهاج واشنطن سياسة القيم المزدوجة. لم يمر علينا مرور الكرام قرار حكومة جنوب إفريقيا اللجوء إلى محكمة دولية شاكية أعمال الإبادة الجارية في فلسطين.
هذا القرار يعني في نظرنا أن إفريقيا جديدة تحاول إثبات وجودها واستعادة حقوقها المنهوبة والتمرد على تقاليد الهيمنة. ليست إفريقيا وحدها بل نرى حركة غير عادية في أمريكا الجنوبية وبخاصة في المكسيك والبرازيل. بمعنى آخر نرى عالم الجنوب ينهض. ينهض معه وللغرابة الشديدة شباب في مختلف أنحاء العالم متآلف مع شعوب الجنوب وإن عن بعد.
في أول أيام العام الجديد يتكرر السؤال، هل يستمر السلم الأمريكي في تدحرجه بعيداً عن الأهداف الإنسانية والديمقراطية ومقترباً من أساليب فاشية ووحشية ومدافعاً عن تفوق عنصر أو عرق بعينه؟.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: حصاد 2023 التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل

إقرأ أيضاً:

العمل الدولية ترصد تحديات اقتصادية هائلة بالعراق وتطرح حلولا لمعالجة البطالة

العمل الدولية ترصد تحديات اقتصادية هائلة بالعراق وتطرح حلولا لمعالجة البطالة

مقالات مشابهة

  • الهيئة الدولية لدعم فلسطين: كل سكان قطاع غزة أصبحوا نازحين (فيديو)
  • العمل الدولية ترصد تحديات اقتصادية هائلة بالعراق وتطرح حلولا لمعالجة البطالة
  • مسؤول أمني: الفيتو الأمريكي يكون العقبة دائما أمام أي قرار لصالح فلسطين
  • الخُطوات القَادمة في طريق إيقاف الحرب في السُودان والموقف الأمريكي
  • أمريكا بين التناقضات- من العدالة المتوهمة في غزة إلى الحرب السودانية وهيمنة الحلفاء
  • رئيس لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ الأمريكي: الحرب الشاملة مع لبنان ليست بمصلحة إسرائيل
  • عاجل - "دعم لبنان ووقف الحرب في غزة".. كواليس لقاء الرئيس السيسي ووزير الخارجية الأمريكي
  • بلينكن: أمريكا لم تكن تعلم بانفجارات لبنان.. و3 بنود تعطل اتفاق وقف الحرب في غزة
  • وزير الخارجية الأمريكي يزور مصر
  • بالفيديو.. «أردوغان» يظهر في أغنية دعما لدولة فلسطين