الفاتيكان ولبنان: كلام مع واشنطن وتحرّك جنوبي
تاريخ النشر: 4th, January 2024 GMT
كتبت هيام قصيفي في" الاخبار": يعمل الفاتيكان على رعاية الوضع اللبناني على خطين: كلام دائم ومستجدّ مع واشنطن، وتحرك داخلي للسفير البابوي أبعد من الحركة الديبلوماسية. وفي الحالتين، سعي لحماية استقرار لبنان ومسيحييه.
والرهان الفاتيكاني على الولايات المتحدة في السنة الأخيرة التي تسبق الانتخابات الرئاسية قائم بجدية، للإفادة من حراك أميركي في المنطقة تزامناً مع التدهور الذي شهدته المنطقة من 7 تشرين الأول.
مع حرب غزة، بدا أن الحضور الأميركي أكثر فاعلية من المراحل السابقة في الرغبة بإبعاد الحرب والضغوط الإسرائيلية عن لبنان، وزادت واشنطن من مستوى رسائلها وتدخلها لتجنيبه تداعيات ما يجري في غزة. ووفقاً لمتصلين بدوائر أميركية، يُسهم الفاتيكان مساهمة فعلية وجادة في العمل مع الإدارة الأميركية في سلوك هذا المنحى لتحييد لبنان. فهذه الحرب فتحت العيون أكثر فأكثر على الوضع اللبناني، وزادت من اهتمام الكرسي الرسولي بإبقائه موضوعاً قائماً بذاته، عدا الاتصالات والمفاوضات لوقف حرب غزة التي يقف الفاتيكان موقفاً واضحاً في شأنها. وتعمل دوائر الفاتيكان على متابعة ملف لبنان عبر واشنطن كأكثر العواصم فاعلية وتأثيراً في مجريات المنطقة. علماً أن لدى الكرسي الرسولي ملاحظات لبنانية محلية، مسجلاً غياب أي مقاربة لبنانية داخلية على مختلف المستويات لتقديم مقاربات واضحة الرؤية للأزمات المتتالية، والاكتفاء بالاتكال على الخارج من أجل رعاية مصالح لبنان. وهو إذ يبدي تفهّمه للواقع اللبناني، إلا أن لديه ملاحظات على أداء القوى المعنية بإيجاد حلول للأزمات التي كان يمكن أن تظل لبنانية محلية بدل إدخالها في صراعات إقليمية ودولية، ما يجعلها قابلة للمبازرة والمفاوضات والتدخلات الخارجية.
في موازاة ذلك، حرص الفاتيكان على إظهار دوره في الداخل اللبناني، على خلفية ما يحدث جنوباً، أعطى السفير البابوي باولو بورجيا مقاربة فاتيكانية أوسع لما يحصل، تتعدى اللقاءات التي يتحرك عبرها في شأن الوضع السياسي. فبعد ثلاثة أشهر على اندلاع الحرب، وانفجار الوضع الجنوبي، وبدء حركة نزوح من القرى الحدودية، زار بورجيا القرى المسيحية الحدودية، ومنها دبل وعين إبل ورميش، في توقيتين لافتين. الزيارة الأولى في بداية تشرين الثاني تحت عنوان إنساني برفقة المؤسسة المارونية للانتشار لتأمين مساعدات لأهالي المنطقة داعياً إياهم إلى البقاء فيها، والثانية في عيد الميلاد حيث كانت له محطة في رميش. والزيارتان ليستا عاديتين بالمفهوم السياسي والإنساني، في الظروف التي تمر على أهالي المناطق الحدودية عموماً والمسيحية خصوصاً. وحرص السفير البابوي على تخصيص الجنوب بزيارتين في أسابيع قليلة، ليس عملاً فولكلورياً. وفي محصلة أولية، خرج السفير البابوي عن الإطار التقليدي منفرداً في مبادرات فاتيكانية مستقلة، لتأكيد اهتمام الفاتيكان بمسيحيي الأطراف حيث الخوف على مصيرهم في ظل التطورات العسكرية، وحثّهم على البقاء في أرضهم وتأمين المساعدات لهم. لكن جولته الثانية أخذت بعداً أكثر أهمية في عيد الميلاد، ولا سيما أنها أعقبت زيارة البطريرك بشارة الراعي صور فقط، وعدم تفقّده أهالي المنطقة الحدودية الذين أبدوا عتبهم بشدة عليه.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
14 جريحا بقصف إسرائيلي على النبطية جنوبي لبنان
أعلنت وزارة الصحة اللبنانية إصابة 14 شخصا في غارة إسرائيلية على مدينة النبطية جنوبي البلاد اليوم الثلاثاء، كما أعلن الجيش اللبناني إصابة أحد جنوده و3 مواطنين بإطلاق نار من جانب الجيش الإسرائيلي.
وقال مركز عمليات الطوارئ التابع لوزارة الصحة إن "غارة العدو الإسرائيلي هذا المساء على النبطية أدت في حصيلة محدثة إلى إصابة 14 شخصا بجروح"، وذلك رغم سريان وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل.
من جانبه، قال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف شاحنة ومركبة تابعتين لحزب الله كانتا تنقلان أسلحة بمنطقتي الشقيف والنبطية جنوبي لبنان.
وقد أفاد مراسل الجزيرة بأن الطيران الحربي الإسرائيلي شن غارة على محيط بلدة النبطية الفوقا بعد غارة أولى على مدينة النبطية.
وفي وقت سابق، تحدث الجيش اللبناني عن استمرار الاعتداءات الإسرائيلية في المناطق الحدودية الجنوبية، كما أعلن أن قواته تواصل الانتشار في بلدات جنوبية بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي.
وقالت قيادة الجيش في بيان "أقدم العدو الإسرائيلي على إطلاق النار باتجاه عناصر الجيش والمواطنين على طريق يارون – مارون الراس، مما أسفر عن إصابة أحد العسكريين وثلاثة مواطنين، وذلك أثناء مواكبة الجيش للأهالي العائدين إلى البلدات الحدودية الجنوبية".
إعلان
انتشار الجيش اللبناني
وفي بيان آخر، قال الجيش اللبناني إن "وحدات انتشرت في بلدة يارون في قضاء بنت جبيل في القطاع الأوسط، وبلدة مروحين وبركة ريشا في قضاء صور في القطاع الغربي ومناطق حدودية أخرى في منطقة جنوب الليطاني بعد انسحاب العدو الإسرائيلي".
وأكد أن "ذلك حصل بالتنسيق مع اللجنة الخماسية للإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار (تضم لبنان وإسرائيل والولايات المتحدة وفرنسا وقوة الأمم المتحدة المؤقتة)".
ومنذ الأحد، قتل وأصيب عشرات اللبنانيين برصاص الجيش الإسرائيلي أثناء عودتهم مع عائلاتهم إلى قراهم الحدودية بعد انتهاء مهلة الـ60 يوما التي كان على القوات الإسرائيلية أن تنسحب فيها من جنوب لبنان.
وتمسكت إسرائيل بعدم إتمام الانسحاب، فيما أعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي موافقة بلاده على تمديد ترتيبات اتفاق وقف إطلاق النار حتى 18 فبراير/شباط المقبل، بحيث لا تعطي إسرائيل أي عذر لعدم الانسحاب من كل الأراضي اللبنانية.
من جانبه، أعلن الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم أمس الاثنين رفض مبررات تمديد الفترة المحددة لانسحاب القوات الإسرائيلية.
وقال قاسم إن "مشهد الخروقات الإسرائيلية كان مؤلما"، لكن حزب الله قرر أن "يصبر ويحمّل الدولة مسؤوليتها"، مؤكدا أن الدولة هي المعنية بالأساس في مواجهة إسرائيل.