التحقيق يبحث عن الخرق الأمني:قصف بطيران حربي أم مسيّر؟
تاريخ النشر: 4th, January 2024 GMT
كتبت" الاخبار": لم تحسم التحقيقات الأمنية والعسكرية في عملية اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، صالح العاروري، ما إذا كان الاستهداف قد نفّذته طائرة حربية إسرائيلية، أو عبر مسيّرة، نظراً الى كون المتعاملين مع التحقيقات ليسوا جهة واحدة. وقد تبيّن للجهات المعنية، أنه قبل حصول العملية، رصدت الرادارات وجود طيران حربي فوق البحر وطيران مسيّر فوق بيروت والضاحية.
بعد الانفجار، فرض الحزب طوقاً أمنياً كبيراً قبل وصول مخابرات الجيش. وتبيّن أن الشقة كانت تحتوي على وثائق وأغراض تخصّ حركة حماس. وعملت فرق من الحزب على نقلها إلى مكان آخر. فيما واصلت الفرق الفنية في عدة أجهزة العمل على التثبّت من وجود خرق تقني أدّى إلى كشف مكان العاروري، وخصوصاً أن حزب الله كان قد حذّره قبل مدة وجيزة من أن العدوّ يرصده في كل تحركاته. وكتبت" الديار": شكلت عملية اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشيخ صالح العاروري ضربة موجعة لمحور المقاومة وخرقا امنيا خطرا يتطلب المزيد من الاجراءات والجهد لكشف الفاعلين.
وفي المعلومات، ان عملية الاغتيال شكلت خللا امنيا، لجهة وصول مسيرة الى اجواء بيروت واطلاقها عدة صواريخ على مكتب لحركة حماس في الضاحية، بغض النظر عن مكان انطلاق المسيرة وطول المسافة او قصرها، رغم المعلومات التي اشارت، الى ان المسيرة التي نفذت الهجوم متطورة جدا ولا يمكن كشفها، وهي من نوع» براديت» اميركية الصنع واستخدمها الجيش الاميركي في افغانستان، وكان هناك قرار اميركي بعدم تصديرها الى الخارج، ومن الممكن ان «اسرائيل» حصلت على مثل هذه المسيرات مؤخرا او انها ادخلت التقنيات الاميركية على مسيراتها، لان الصواريخ التي اطلقت من الاحجام الكبيرة والمدمرة ولايمكن للمسيرة العادية حمل مثل هذه الصواريخ التي احدثت دمارا في الطبقات الاربع من المبنى المستهدف، وهذه المعلومات كشفتها وسائل اعلام اجنبية لكنها قد تكون غير صحيحة في ظل الغموض المحيط بعملية التنفيذ، ومن المؤكد ان الايام المقبلة ستكشف كيف تمت العملية وكيف نفذت؟ علما ان الجيش قام باجراء التحقيقات وعاين مكان الانفجار وكشف عن حجم الاضرار.
وفي المعلومات ايضا، ان عملية كهذه مهما بلغ حجم تطور المسيرة، تحتاج لتنفيذها الى تعاون وتنسيق مخابراتي على الارض وربما بين اكثر من جهة، ولا شك في انها نفذت بقرار واشراف اميركي - اسرائيلي - اوروبي - عربي وتعاون واسع، وهكذا عملية تتطلب حسب مصادر فلسطينية في بيروت جهودا ومتابعة ورصدا ومراقبة دائمة وعملاء واتصالات وحركة طيران تجسسية لدول عديدة لم تغب عن اجواء العاصمة والضاحية طوال الاسابيع الماضية، وهكذا عملية لا يمكن انجازها من فريق واحد، خصوصا ان الشهيد العاروري كان على راس قائمة المستهدفين من هذه الدول، والشهيد سمير فندي بعد العاروري مباشرة على لائحة الاغتيالات، فالشهيد فخري كان المسؤول الامني والمالي لحركة حماس، اما الشهيد الاقرع فكان المسؤول العسكري للقسام في لبنان، وبالتالي فان عملية الاغتيال جرى التحضير لها منذ فترة طويلة، مهدت لها المخابرات الاميركية منذ عام 2018 بالاعلان عن تقديم جائزة مالية بقيمة 5 ملايين دولار لمن يدلي باي معلومات عن الشهيد العاروري، كما ركزت الصحف الاسرائيلية منذ اشهر على العاروري ورفاقه ووجودهم في الضاحية الجنوبية وممارسة حرب نفسية والادعاء بتحديد اماكن وجودهم، كما شاركت وسائل اعلام عربية ومحلية في الحملة والتحريض على وجود العاروري ورفاقه في الضاحية واسباب هذا الوجود، وان من شان ذلك تعريض لبنان لمخاطر جمة من قبل العدو الاسرائيلي، وطالبوا بترحيلهم، حتى ان موفدين اجانب سألوا مسؤولين لبنانيين عن اسباب اقامة العاروري في الضاحية وضرورة ترحيله تجنبا للرد الاسرائيلي، وحملوا حزب الله المسؤولية كونه يؤمن الغطاء والحماية لهؤلاء القادة في بيروت.
فالشهيد العاروري، وحسب المصادر الفلسطينية في بيروت، كان من اوائل العاملين على فتح صفحة جديدة بين حماس ومحور المقاومة وعودة العلاقات الطبيعية مع سوريا، حتى انه لم ينقطع عن زيارة دمشق في اوج الخلاف بين سوريا وحماس، وعمل ايضا على تمتين التحالف وتعزيزه مع حزب الله ويرتبط بعلاقة اخوية مع الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ويلتقيان بشكل دائم، ووقف بقوة ضد بعض الانتقادات التي وجهت لحزب الله من قبل قيادات حماس ومطالبتهم بضرورة الانخراط بشكل اقوى في المعركة، وعمل اثناء وجوده في بيروت على وحدة الموقف الفلسطيني وازالة التباينات، ويحظى باحترام كبير بين جميع الفصائل الفلسطينية، ونسج علاقات ممتازة مع معظم القيادات الفلسطينية في السجن حيث قضى 15 سنة وخرج عام 2007 ثم اعتقل بعد 3 اشهر وقضى في السجن 3 سنوات وتم ترحيله الى تركيا، وبعد مقتل 3 مستوطنين عام 2012 تم ترحيله من تركيا الى قطر بطلب اسرائيلي، ثم انتقل الى بيروت، كما انه من اشد العاملين على تعزيز العلاقات بين حماس وايران وارتبط في السجن ايضا بعلاقات نضالية مع القائدين يحيى السنوار ومحمد الضيف وساهموا في ولادة كتائب القسام وتعزيزها وتطويرها وتدريبها، ويعتبر العاروري المسؤول العسكري الاول عن القسام وبناء الجيل الثاني، كما ساهم في انتشار القسام في الضفة ولبنان كما يرتبط بعلاقات مع قادة عرب الـ 48، و شكل مع السنوار والضيف ومروان عيسى وابو عبيدة حلقة واحدة في التخطيط لعملية طوفان الاقصى وادارة غرفة العمليات المشتركة، كما مثل الشهيد العاروري حركة حماس في غرفة عمليات محور المقاومة.
وحسب المصادر الفلسطينية في بيروت، فان القيادة الاستثنائية للعاروري ودوره في الضفة وغزة ولبنان وسوريا والعراق واليمن ومع جميع حركات التحرر جعلاه هدفا دائما للمخابرا ت الاسرائيلية والدولية، ووصفته الصحف الاسرائيلية بانه « مهندس الساحات لمحور المقاومة والرجل الاستراتيجي «وباستطاعة نتنياهو التباهي بهذه العملية وهذا الانجاز للتعويض عن هزائمه على ابواب غزة، ولذلك سارع الى استقبال رئيس الموساد بعد العملية وهنأه، والكشف عنها، رغم ان الموساد لا يعلن مباشرة عن هكذا عمليات الا بعد مدة، وهذا ما يؤكد مدى حاجة نتنياهو الى انجاز كهذا، واعلانه امام جيشه ومعارضيه والرأي العام بعد اخلاء المواقع وسحب الالوية، الى خارج القطاع، فيما كان شعاره تدمير غزة وسحق حماس وتسليمها الى ادارة جديدة تحت اشراف الموساد.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الشهید العاروری فی الضاحیة فی بیروت
إقرأ أيضاً:
انفجارات تهزّ تل أبيب.. إسرائيل تعلن: إحدى الجثث التي تم تسليمها «مجهولة الهوية» وتتوعد!
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الجمعة، “إن إسرائيل ستجعل حركة حماس تدفع ثمن عدم تسليم جثمان المحتجزة شيري بيباس كما هو متفق عليه”.
واتهم نتانياهو حماس بارتكاب انتهاك “وحشي” للهدنة بعدم إعادتها جثة شيري بيباس.
وأضاف في بيان مصور “سنعمل بكل عزم على إعادة شيري إلى الوطن مع كل رهائننا، الأحياء والأموات، وضمان أن تدفع حماس الثمن الكامل لهذا الانتهاك القاسي والشرير للاتفاق”.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الجمعة، أنه بعد استكمال عمليات الفحص والتشخيص، تبين أن إحدى الجثث التي سلمتها “حماس” لا تلائم أي أسير إسرائيلي، مشددا على أن الجثة مجهولة الهوية واتهم الحركة بانتهاك وقف إطلاق النار الهش بالفعل.
وقال الجيش في بيان: “بعد استكمال عملية التشخيص في المركز الوطني للطب العدلي بتعاون مع شرطة إسرائيل أبلغ مندوبو جيش الدفاع عائلة بيباس انه تم تشخيص أعزائهم الطفليْن أريئل وكفير بيباس”.
وأضاف: “وفق تقييم الجهات المعنية المختصة وبناء على المعلومات الاستخبارية المتوفرة والمؤشرات من عملية التشخيص فقد تم قتل أريئل وكفير بيباس بوحشية داخل الأسر في شهر نوفمبر من العام 2023 من قبل الإرهابيين الفلسطينيين”.
وأشار الجيش إلى أنه “خلال عملية التشخيص تبين أن الجثة الأخرى التي تم تسليمها لا تعود لشيري بيباس ولا تلائم أي مختطف أو مختطفة آخرين. الحديث عن جثة مجهولة الهوية دون تشخيص”.
وشدد الجيش الإسرائيلي على أن هذا “خرق فاضح لحماس التي التزمت وفق الاتفاق بإعادة أربعة مختطفين.. نطالب حماس بإعادة شيري بيباس مع جميع المخطوفين”.
واختتم الجيش بيانه قائلا: “نشارك عائلة بيباس حزنها العميق في هذه الساعة العصيبة وسنواصل الجهود لإعادة شيري وجميع المختطفين في أسرع وقت”.
وسلمت الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة أمس الخميس، جثث 4 أسرى إسرائيليين تعود 3 منها لعائلة بيباس (أم وطفليها) كانوا بحوزة “كتائب المجاهدين” في حين كان أسير رابع بحوزة حركة “الجهاد الإسلامي”.
وذكرت قناة (كان) أن “حماس نقلت الرهائن القتلى في نعوش مقفلة وكان معها مفاتيح لا تناسبها”، كما ذكرت وسائل الإعلام العبرية أن السلطات في تل أبيب عثرت على مواد دعائية لحماس في التوابيت.
بدوره، أصدر مسؤول أميركي بارز تحذيرا شديد اللهجة لحماس، بعد أن أعلن الجيش الإسرائيلي أن الحركة أطلقت سراح “جثة مجهولة الهوية”، وليست جثة رهينة إسرائيلية.
وفي حديثه لشبكة “سي إن إن” الإخبارية الأميركية، وصف مبعوث الولايات المتحدة لشؤون الرهائن آدم بوهلر، ما اعتبره “قرار حماس بإطلاق سراح الجثة مجهولة الهوية”، بأنه “مروع وانتهاك واضح لوقف إطلاق النار في قطاع غزة”.
وقال بوهلر: “لو كنت مكانهم لأطلقت سراح الجميع، وإلا فسوف يواجهون الإبادة الكاملة”.
ولم يصدر أي تعليق من حماس على الفور.
انفجار 3 حافلات في عدة مواقع يهز تل أبيب
انفجرت 3 حافلات مساء الخميس في مواقف ومواقع مختلفة بمدينة بات يام جنوب مدينة تل أبيب وسط إسرائيل، وأعلنت الشرطة الاشتباه بعملية والبحث عن مشتبه به.
وبحسب تقارير إسرائيلية، فإن الشاباك يحقق في اشتباه زرع عبوات ناسفة بحافلات، ما أدى إلى انفجارها، فيما أفادت هيئة البث العامة الإسرائيلية “كان 11” باشتباه وجود عبوتين ناسفتين أخريين دون انفجارهما.
وأشارت مصادر أمنية إسرائيلية إلى تعزز التقديرات بأن الانفجارات كانت محاولة لتنفيذ عملية، حسبما نقل عنها موقع “هآرتس”، وأفيد بأن حركة القطار الخفيف توقفت بشكل كامل في منطقة بات يام على خلفية انفجار الحافلات.
وأوردت القناة 12 الإسرائيلية، أنه يستدل من التقديرات الأولية لانفجار الحافلات بأن اتجاه التحقيق يشير إلى محاولة لتنفيذ عملية، فيما جرى إيعاز جميع السائقين بمنطقة تل أبيب بتفقد حافلاتهم.
وجاء عن بلدية بات يام أن “انفجارين وقعا بحافلتين بينما كانتا في موقفي حافلات بالمدينة من دون وجود مسافرين على متنهما، ولم تقع إصابات في الحدثين”.
وأشارت إلى أن “تفاصيل الحدثين غير واضحة حتى الآن، وتجري عمليات بحث واتخاذ وسائل الحذر في هذه المرحلة من أجل التأكد من عدم وجود أي خطر آخر”.
وأعلنت الشرطة الإسرائيلية في بيان الاشتباه بعملية على خلفية انفجار عدد من الحافلات، فيما وصلت قوات كبيرة إلى المواقع وشرعت بالبحث عن مشتبه بهم، وباشرت فرق المتفجرات بفحص الأغراض المشبوهة بالمنطقة، حسبما جاء في بيان لها.