مهنة مهمة يهدد «ChatGPT» مستقبلها.. تحذير من الشركة مالكة التطبيق
تاريخ النشر: 4th, January 2024 GMT
قبل 5 سنوات، إذا أخبرك أشد الناس تفاؤلًا بتطور الذكاء الاصطناعي، بأنه سيحل محل مهن عدة، بينها الطبيب، كنت ستعتبره دربًا من الخيال، قبل أن يحول أحد تطبيقات الذكاء الاصطناعي هذا الخيال إلى حقيقة على أرض الواقع، وفقًا لدراسة حديثة أكدت أن الذكاء الاصطناعي يشخص بعض الأمراض بدقة شديدة.
الذكاء الاصطناعي يهدد الأطباءالأمر لم يتعلق فقط بالتشخيص، لكن بثقة مستخدمي تلك البرامج، والاستعاضة بها عن الذهاب إلى الطبيب، فبحسب الدارسة التي نشرتها مجلة «فوربس»، أجريت على 2000 شخص بالغ في أمريكا، يعانون من مشكلات وأزمات صحية، فإن تطبيق «شات جي بي تي» قام بتشخيص أمراضهم بدقة شديدة.
وبحسب الدراسة، التي تؤكد قدرة التطبيق على تشخيص الأمراض، فإنه يساعد بالفعل على تشخيص الأمراض من خلال طرح عدد من الأسئلة حول أعراضه وتاريخه الطبي، ويقوم بعد ذلك بتحليل المعلومات المقدمة من المريض، وتقديم قائمة بالأمراض المحتملة.
الدراسة لم تتغافل دور الطبيب في تشخيص الأمراض والتدخل من أجل منح العلاج الأنسب، إذ أكدت أن تطبيق شات جي بي تي، يمكن أن يكون أداة مساعدة للأطباء في تشخيص جميع الحالات المرضية، لكنها ترى أنه يمكن استخدامه في المناطق التي لا يتوفر بها أطباء أو مستشفيات وخدمات طبية.
توصية وتحذير للمرضىتوصي الدراسة باستخدام التطبيق جنبًا إلى جنب مع التشخيص من قبل الطبيب، لزيادة دقة التشخيص، حال توافر سبل الذهاب إلى الطبيب وعدم تجاهل تلك الخطوة خاصة في مرحلة الحصول على العلاج المناسب.
ورغم الدراسة التي تؤكد أهمية التطبيق، إلا أن شركة «أوبن إيه آي»، المطورة لـ«شات جي بي تي»، شددت على ضرورة عدم الاعتماد على التطبيق بشكل كبير في التشخيص الطبي، خاصة أن الأداة لم توفر معلومات طبية دقيقة بنسبة 100%، إذ أكد المتحدث على ضرورة عدم اعتماد الأداة كبديلاً للمشورة الطبية المتخصصة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: أمريكا الذكاء الاصطناعي الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي خطر محدق بالكتابة الصحفية
منذ إطلاق الذكاء الاصطناعي أو ما يُعرف بـ«تشات جي بي تي» في ٣٠ نوفمبر من عام ٢٠٢٢م، بواسطة أوبن أيه آي ـ سان فرانسيسكو المُصَمَم على محاكاة القدرات الذهنية للبشر عبر استخدام تقنيات التعلم والاستنتاج ورد الفعل واتخاذ القرارات المستقلة... منذ ذلك الحين غصّْت الصحف التقليدية ومنصات الكتابة الإلكترونية بالمقالات والأعمدة والتحليلات التي لا تنتمي إلا شكليًا للشخص المُدونُ اسمه في نهايتها.
وبقدر ما يُسهم الذكاء الاصطناعي في حل كثير من الإشكالات في حياتنا بما يمتلكه من قدرات خارقة تساعد الإنسان والمؤسسات على تحسين الأداء وحل المعضلات والتنبؤ بالمستقبل عبر «أتمتة» المهام والعمليات، إلا أنه ساهم في تقويض مهارات الكتابة الصحفية كوسيلة أصيلة للتعبير عن الأفكار وطرح الرؤى الواقعية التي تساعد المجتمع على تخطي مشكلاته... يتبدى ذلك من خلال تقديم معلومات غير موثوقة كونها لا تمر بأيٍ من عمليات التحقق ولا تقع عليها عين المحرر.
يستسهل حديثو العهد بالعمل الصحفي وممن لا علاقة لهم بعالم الصحافة كتابة مقال أو تقرير أو تحقيق صحفي، فلم يعودوا بحاجة للبحث والتحضير وتعقب المعلومات وهو المنهج الذي ما زال يسير عليه كاتب ما قبل الذكاء الاصطناعي الحريص على تقديم مادة «حية» مُلامِسة للهمّ الإنساني، فبضغطة زر واحدة يمكن الآن لأي صحفي أو من وجد نفسه مصادفة يعمل في مجال الصحافة الحصول على المعلومات والبيانات التي سيتكفل الذكاء الاصطناعي بتوضيبها واختيار نوع هرم تحريرها وحتى طريقة إخراجها ليترك للشخص المحسوب على الصحفيين فقط وضع صورته على رأس المقالة أو التحليل أو العمود وتدوين اسمه أسفله.
إن من أهم أخطار الذكاء الاصطناعي على العمل الصحفي أن الشخص لن يكون مضطرًا للقراءة المعمّقة وتقصي المعلومات والبيانات ولهذا سيظهر عاجزًا عن طرح أفكار «أصلية» تخُصه، فغالبًا ما يقوم الذكاء الاصطناعي بتقديم أفكار «عامة» تعتمد على خوارزميات وبيانات مُخزّنة.. كما أنه لن ينجو من اقتراف جريمة «الانتحال» كون المعلومات التي يزوده بها الذكاء الاصطناعي «مُختلَقة» يصعب تحري صدقيتها وهي في الوقت ذاته «مُتحيزة» وغير موضوعية تأخذ طرفًا واحدًا من الحقيقة وهو بلا شك سبيل لإضعاف مصداقية أي صحفي.
وتقف على رأس قائمة أخطار الاعتماد الكلي على الذكاء الاصطناعي في الكتابة الصحفية ما يقع على القارئ من ضرر، إذ لوحظ أنه يواجه دائمًا صعوبة في استيعاب «السياق» وهي سمة يُفترض أن تُميز بين كاتب صحفي وآخر... كما أنه يُضطر لبذل مجهود ذهني أكبر لاستيعاب عمل «جامد» يركز على كمية المعلومات وليس جودتها، فمن المتعارف عليه أن المادة وليدة العقل البشري تتصف بالمرونة والحيوية والعُمق والذكاء العاطفي ووضوح الهدف.
لقد بات ظهور أشخاص يمتهنون الصحافة كوظيفة وهم يفتقرون للموهبة والأدوات خطرًا يُحِدق بهذه المهنة في ظل ما يتيحه الذكاء الاصطناعي من قدرات فائقة على صناعة مواد عالية الجودة في زمن قياسي رغم أن القارئ لا يحتاج إلى كثير من الجهد لاكتشاف أن هامش التدخل البشري في المادة المُقدمة له ضئيل للغاية.
بقليل تمحيص يمكن للقارئ استيضاح أن لون المادة التي بين يديه سواء أكانت مقالة أو عمودا أو تقريرا يفتقر إلى «الإبداع والأصالة» وهو ما يؤكد أن الذكاء الاصطناعي لن يحل في يوم من الأيام محل العقل البشري الذي من بين أهم مميزاته قدرته الفائقة على الابتكار والتخيل والإبداع والاستنتاج عالي الدِقة.
النقطة الأخيرة..
رغم التنبؤات التي تُشير إلى ما سيُحدثه الذكاء الاصطناعي من نقلة هائلة على مستوى زيادة الكفاءة والإنتاجية وتوفير الوقت والتكاليف، إلا أنه سيظل عاجزًا عن تقديم أفكار خلّاقة وأصلية علاوة على المردود السلبي المتمثل في تدمير ملَكات الإنسان وإضعاف قدراته الذهنية.
عُمر العبري كاتب عُماني