بعد رحلة 1000 كتاب.. «أيمن» يفوز بمسابقة القارئ الماسي
تاريخ النشر: 4th, January 2024 GMT
جمعة أريكة بسيطة أسرة مصرية أصيلة مكونة من الأب والأم والأبناء، كل منهم يحمل كتابًا، ليتلذذ بكلماته ويذوب في بحر القراءة، وكان ذلك هو الأساس الذي جعل «أيمن» يتعلق بالقراءة، ليفوز في النهاية بمسابقة القارئ الماسي في مشروع الوطني للقراءة.
بداية الشغف بالقراءةاعتاد أيمن عاطف على القراءة منذ الصغر، ويقول في تصريحات لـ«الوطن»: «مكتبة والدي كانت السر في ذلك، أذهب إليها اختار كتابًا وأقرأ فيه واتلذذ بمعانيه، في الأول كان يستعصي علي بعض الفقرات، بحكم سني لكن والدي كان المرجع الأول لفهم كل ما هو صعب».
«ونيسي في القراءة إيمان أختي، ورفيقة رحلة أكثر من 1000 كتاب» لولا شقيقته ما وصل أيمن للفوز بالمركز الأول في المسابقة، فهي صاحبة الفضل بعد والديه في تعلقه بالقراءة وشغفه به.
لحظة الفوز بمسابقة القارئ الماسي«على المسرح ترجمت رحلة مليئة بالكنوز، وحصلت على دافع جديد للاستمرار في القراءة» بتلك الكلمات عبر أيمن الطالب بكلية الأسنان بجامعة المنصورة عن فرحته بعد فوزه وحصوله على المركز الأول في مسابقة القارئ الماسي، فهي كانت سبب في ترجمة النجاح.
لحظات صعبة مرت على عقل أيمن أثناء انتظاره لحظات الإعلان عن نتيجة المسابقة، إذ كان يشعر بالقلق والتوتر، موضحًا: «وقفت على المسرح في صدمة، عقلي يرفض أن يستوعب من القلق لدرجة إني مشفتش أسرتي، فضلت أفكر كثير في ذكريات بين زملائي المتقدمين للمسابقة».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: جامعة المنصورة القارئ الماسی
إقرأ أيضاً:
القراءة والمطالعة ونهضة الشعوب
عبدالعزيز بن حمدان الاسماعيلي
a.azizhh@hotmail.com
فارق كبير بين القراءة والمطالعة؛ فالقراءة هي وسيلة للربط بين صوت حروف اللغة وشكل كتابتها وبِنية الكلمات صرفيًا، ونطقها مضبوطة بالشكل وفق قواعد النحو. أما المُطالعة فهي القدرة على الربط بين الألفاظ داخل القاموس ومعانيها داخل السياقات التعبيرية.
وتتم عملية تربية وإنماء المطالعة داخل الأسرة والعائلة النووية الصغيرة والتي تتوسع بالاحتكاك بالمجتمع الأكبر وفي هذه المرحلة يبدأ الإنسان في طفولته بناء قاموسه اللغويّ الخاص، وامتصاص المعاني والمعارف وربطها بالألفاظ من خلال التقليد والمُحاكاة.
ثم يأتي دور المؤسسات الدينية المتمثلة في المساجد ودور العبادة في تهيئة الطفل ومساعدته على الربط بين اللغة والدين من خلال مطالعة الكتب المقدسة وشروحاتها المبسطة وفي هذه المرحلة تتسع قدرة الطفل على توظيف اللغة والربط بين اللغة وعقيدته الدينية. وإذا كان الطفل مسلماً وأتمّ حفظ القرآن يكون قد تحصّل على 12 مليون كلمة غنية، تقف أمامها اللغات الأخرى وخاصة الإنجليزية عاجزة عن منافستها؛ فالمتداول من الإنجليزية، منذ نشأتها لا يتخطى حاجز الـ 2 مليون كلمة. وهي اللغة الأوسع انتشارا فرضها التفوق الاقتصادي والاستعماريّ
ثم تبدأ في النظام المدرسيّ من خلال المطارحات والمناقشات تهيئة اليافعين وصولا إلى التحوّل والانتقال إلى مرحلة أكثر اتساعًا في توظيف اللغة من خلال المطالعة؛ والتي معها تتحول اللغة إلى (أداة للتفكير) و(وعاء للفكر) وهذه المرحلة يسميها علماء التربية والنفس بمرحلة (التفكير باللغة) و(رسوخ الوعي).
وبناء على ما تقدّم فإنَّ المجتمعات لا ترقى ولا تدخل ميدان الإنتاج المعرفيّ إلا بتوظيف المؤسسات الدينية والتعليمية وإتاحة المعرفة الحرة والمطالعة في سائر العلوم باللغة الأمّ.
ولن يستطيع أي مجتمع النهوض من خلال إنكاره للغته والارتكان إلى اللغات الدخيلة أو التعلّم بلغة دخيلة. وإن فعل سيظل تابعًا ومستعمرا فكرياً للأمة التي يدرس بلغتها، وسيكون عاجزًا عن زرع فضيلة الانتماء والتمسك بجذوره الوطنية والعمل على استنهاض أمته من رقدتها إلا بمطالعة تراثها والتفكير بلغتها ولنا في اليابان والصين أنموذج فتعلّم الإنجليزية يكون في المرحلة الجامعية ويكون مقتصرا على نقل التكنولوجيا والمعارف المتقدمة ثم إعادة تسميتها بلغته الأم.