عربي21:
2025-04-17@04:37:43 GMT

كشف حساب 90 يوما من العدوان

تاريخ النشر: 4th, January 2024 GMT

لم تسقط دولة الاحتلال الصهيوني فقط يوم "ضربة القرن" في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، لكن سقطت جميع الأنظمة الإقليمية وبالطبع الدولية، ورغم اقتراب العدوان من حاجز ثلاثة أشهر، فإن الفارس الوحيد هو الشعب الفلسطيني، وفي القلب منه مقاومته الصلبة الشرسة أمام العدو، وأيضا الحركات المقاومة المنخرطة في المواجهة.



يستدعي هذا العدوان الإشارةَ إلى نظام مبارك قبل الثورة في أثناء تعامله مع أي عدوان صهيوني، فآخر عدوان خلال فترة حكمه عام 2008-2009، أعلنت قبله تسيبي ليفني من القاهرة عزم بلادها ضرب غزة، وبعد المؤتمر المشؤوم رافقها وزير الخارجية السابق وأمين جامعة الدول العربية الحالي أحمد أبو الغيط واستندت عليه عندما تعثرت خطاها، ثم ذكر في مذكراته أنه فعل ذلك بتلقائية، لأنه لا يليق أن يتركها تقع، بينما لم نجد مثل هذه الشهامة في إنقاذ أهل غزة.

رغم قبح المشهد، كان المعبر مفتوحا للجرحى جراء العدوان، ولم تكن هناك قوائم تُعرض على الاحتلال للموافقة عليها أولا، بل كان يدخل مقاتلو المقاومة للعلاج أيضا، كما كانت المساعدات تتدفق دون انقطاع على القطاع، ولم نجد وقتها كلمة عن "منع إسرائيل دخول المساعدات"، كما يفعل النظام الحالي، وكان مبارك يسمح بالتظاهرات الداعمة للقضية خاصة في الجامعات، وتزداد الحركة في الأنفاق وفوقها لإدخال حاجات الناس هناك.

تُحاصَر القاهرة، فلا تظاهرات داعمة للفلسطينيين، وتخضع المساعدات للإملاءات الصهيونية، والجرحى لا يخرجون إلا بإرادتهم وموافقتهم، والمستشفيات الميدانية والدائمة تُقصف أو تعطَّل عن العمل، والنازحون بمئات الآلاف، والحدود مغلقة على السطح وأسفل التراب، ورغم كل هذا لا نجد تحركا يثبت أن هناك بقية نخوة أو كرامة أو رجولة لتخفيف المعاناة لا لوقف العدوان
كانت العلاقات الدبلوماسية تنقطع بين مصر والاحتلال إذا زاد الغضب الشعبي من الإجرام الصهيوني، وتبقى القنوات الأساسية مفتوحة (القنوات الأمنية والعسكرية). كانت لمصر مواقف ثابتة وواضحة في القضية، نتفق ونختلف معها، لكن كانت هناك ملامح لموقف مصري مفهوم وواضح، أيضا يلبي قدرا من المحافظة على الحدود الدنيا من الحقوق الفلسطينية، مثل رفض ما يمس القدس وحق العودة وإقامة دولة فلسطينية والعودة إلى حدود عام 1967.

الآن تُحاصَر القاهرة، فلا تظاهرات داعمة للفلسطينيين، وتخضع المساعدات للإملاءات الصهيونية، والجرحى لا يخرجون إلا بإرادتهم وموافقتهم، والمستشفيات الميدانية والدائمة تُقصف أو تعطَّل عن العمل، والنازحون بمئات الآلاف، والحدود مغلقة على السطح وأسفل التراب، ورغم كل هذا لا نجد تحركا يثبت أن هناك بقية نخوة أو كرامة أو رجولة لتخفيف المعاناة لا لوقف العدوان.

لم يسقط النظام المصري فقط في وحل التخاذل أو التواطؤ، بل سقطت كل الأنظمة العربية، وسقطت معظم الأنظمة الإسلامية أيضا ومنها تركيا، ولا أدري كيف يمكن لحاكم يرتبط بالفلسطينيين بأي رباط ديني أو قومي فضلا عن بعض الإنسانية ويستطيع أن ينام بعدما شاهد الجثث المتحللة، وقوافل النزوح، وتعرية المعتقلين، والأطفال الموتى على أَسرَّة المستشفيات، والإعدامات الميدانية، واعتقال النساء لا سيما الحوامل منهن.

كيف ينامون والأطفال والكبار يلتحفون السماء في برد قارس، ولا يجدون لقمة عيش أو وجبة تعينهم ولو قليلا على برد الشتاء، هُدِّمت البيوت على رؤوس ساكنيها دون أن يرف لحاكم جفن ويلقي بكل ثقله لإيقاف العدوان لا للقتال، فأهل فلسطين يكفون وحدهم لهزيمة الغاصب مع الزمن.

كيف يتصالحون مع أنفسهم بعدما رأوا الأطفال يرتجفون من وقع القصف رجفة الخوف لا البرد! تبا للسياسة ولحساباتها إذا لم تكن هناك كرامة ونخوة، لقد كان الحكام قبل ثورات الربيع العربي يقفون عند حدود معينة لا يتخطونها، أما الآن فلم تعد هناك حدود للسقوط ولا العمالة.

لن ننخدع بمسرحيات المعارك الدبلوماسية في أروقة الأمم المتحدة المنشئة للكيان الغاصب، ولا بالمساعدات الرمزية، ولا بالمستشفيات الميدانية المحدودة، ولا بمحطات تحلية المياه ذات الضخ المنخفض الكثافة، ولا باستضافة مئات الجرحى وترك عشرات الآلاف، فكل ذلك يحدث لتخفيف الضغط عن الاحتلال لا لتخفيف معاناة الفلسطينيين
ربما أخطأنا عندما وصفنا بعض الحكام بالعمالة قبل الثورات، هؤلاء كانوا مشغولين بأمنهم أكثر من شعوبهم فاتهمناهم بالعمالة لتهويل جرمهم، أما اليوم فنحن أمام متعاونين دون لَبْس، لقد تُرك الفلسطينيون وحدهم، ولم تقف معهم إلا إيران. هذه هي الحقيقة التي لا يمكن تجاهلها، ولا يعنينا الدافع الإيراني بقدر ما تعنينا النصرة الإيرانية من اليمن والعراق ولبنان.

لن ننخدع بمسرحيات المعارك الدبلوماسية في أروقة الأمم المتحدة المنشئة للكيان الغاصب، ولا بالمساعدات الرمزية، ولا بالمستشفيات الميدانية المحدودة، ولا بمحطات تحلية المياه ذات الضخ المنخفض الكثافة، ولا باستضافة مئات الجرحى وترك عشرات الآلاف، فكل ذلك يحدث لتخفيف الضغط عن الاحتلال لا لتخفيف معاناة الفلسطينيين، ولن يبقى لأي حاكم من هؤلاء في التاريخ سوى أوصاف الخيانة كالصالح إسماعيل الذي تحالف مع الصليبيين، أو المعلم يعقوب الذي تحالف مع نابليون، وغيرهما الكثير ممن باعوا أوطانهم وبلادهم وسلموها للغاصبين المعتدين.

لقد سقط الجميع في اختبار غزة سقوطا مقرونا بالخزي، ولم ينجُ منه إلا الذين صمدوا في أرضهم وهم عُزّل لإفشال مخططات التهجير، والذين وهبوا أرواحهم في سبيل أرضهم وقضيتهم، ولن يكون الشيخ الشهيد صالح العاروري ورفاقه آخرهم، فساحات الشام تَعرِف الرجال، وساحات فلسطين تعرف أشدَّهم بأسا.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الاحتلال غزة مصر مصر غزة الاحتلال جرائم مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

عدوان الاحتلال على مدينة طولكرم ومخيميها يدخل يومه الـ80

دخل العدوان الإسرائيلي المتواصل على مدينة طولكرم ومخيمها يومه الـ80، واليوم الـ67 على مخيم نور شمس، في ظل تصعيد ميداني مستمر، ومداهمات، واعتقالات.

وشهدت مدينة طولكرم ومخيماتها وضواحيها، فجر اليوم الأربعاء 16 أبريل 2025، انتشارا مكثفا لآليات الاحتلال وفرق المشاة، ترافق مع عمليات دهم وتفتيش في عدد من الأحياء، وسط إطلاق كثيف للنيران والقنابل الصوتية.

وأفادت مصادر محلية، بانتشار فرق مشاة بعد منتصف الليل، في جبل إسكان الموظفين بضاحية اكتابا، مقابل مخيم نور شمس، وسط أعمال تمشيط واسعة، رافقها سماع دوي انفجار ضخم، وإطلاق نار كثيف.

كما داهمت قوات الاحتلال في ساعة متأخرة من الليلة الماضية، محطة "القيسي والهدى" للمحروقات في حارة السلام شرق المدينة، واحتجزت عددا من الشبان المتواجدين هناك، حيث تم تفتيشهم، والتدقيق في هوياتهم، والتنكيل بهم، دون أن يبلغ عن اعتقالات.

وامتد الانتشار العسكري إلى ضاحية ذنابة والطريق الواصل بينها وبين بلدة كفر اللبد شرقا، حيث أطلقت تلك القوات القنابل الصوتية، واعتقلت الشاب أسامة العلي، شقيق الشهيد معتصم العلي، وأخضعته للتحقيق الميداني، قبل أن تفرج عنه لاحقا فجر اليوم.

وجابت آليات الاحتلال عدة أحياء داخل المدينة، أبرزها: شارع مستشفى الشهيد ثابت ثابت الحكومي، ووسط سوق الخضار، والحي الشرقي وشارع نابلس وشارع المحاكم، حيث تم اعتراض حركة المركبات، ومنعها من المرور في كثير من الأحيان.

إلى ذلك، صعدت قوات الاحتلال في الأيام الأخيرة من حملات التهجير القسري للسكان من مخيمي طولكرم ونور شمس، وشارع نابلس ومحيط دائرة السير في الحي الشمالي للمدينة، حيث أجبرت المواطنين وبعد التهديد والترويع بإخلاء منازلهم، وأمهالهم فترة زمنية قصيرة لاصطحاب مقتنياتهم، ومن ثم تحويلها لثكنات عسكرية.

وفي موازاة ذلك، يشهد شارع نابلس الذي يربط بين مخيمي طولكرم ونور شمس انتشارا مكثفا لآليات الاحتلال التي تقوم بالتضييق على المواطنين، واعتراض حركة تنقلهم في الشارع الذي أغلقت مقاطعة بسواتر ترابية في كلا الاتجاهين، وتقوم بنصب الحواجز على طول الشارع، ومنع المركبات من المرور.

وفي سياق متصل، استؤنف صباح اليوم الدوام الوجاهي في خمس مدارس ثانوية وأساسية للبنات في الحي الشرقي للمدينة، وهي: العدوية، وأبي سلمى الكرمي، وخولة بنت الأزور، وإشبيلية، بعد انقطاع دام لأكثر من شهرين ونصف، نتيجة العدوان.

ويأتي استئناف الدوام في هذه المدارس بعد أيام من عودة التعليم الوجاهي في باقي مدارس المدينة وضواحيها، والذي بدأ في السادس من الشهر الجاري، فيما تأخرت هذه المدارس الخمس نظرا للظروف الأمنية التي تشهدها المنطقة.

هذا وأسفر العدوان الإسرائيلي وتصعيده المتواصل على مدينة طولكرم ومخيميها عن استشهاد 13 مواطنا، بينهم طفل وامرأتان إحداهما حامل في الشهر الثامن، بالإضافة إلى إصابة واعتقال العشرات.

كما تسبب في نزوح قسري لأكثر من 4000 عائلة من مخيمي طولكرم ونور شمس، الى جانب مئات المواطنين من الحي الشمالي للمدينة بعد الاستيلاء على منازلهم وتحويل عدد منها لثكنات عسكرية.

وألحق العدوان دمارا شاملا في البنية التحتية والمنازل والمحال التجارية والمركبات التي تعرضت للهدم الكلي والجزئي والحرق والتخريب والنهب والسرقة، حيث دمرت 396 منزلا بشكل كامل، و2573 بشكل جزئي في مخيمي طولكرم ونور شمس، إضافة إلى إغلاق مداخلهما، وأزقتهما بالسواتر الترابية.

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين 19 شهيداً وإصابات في غارات إسرائيلية على قطاع غزة اليوم حزب الشعب ينفي علاقته بالبيان الصادر عن لجنة المتابعة قوى الوطنية الأوقاف تصدر تنويها مهما لحجاج غزة الأكثر قراءة ارتفاع جديد على سعر صرف الدولار والعملات مقابل الشيكل اليوم الأربعاء طقس فلسطين: انخفاض ملموس على درجات الحرارة محدث: آخر الطورات في غزة - شهداء وإصابات في غارات إسرائيلية على القطاع دولة تُبدي استعدادها لتوفير مأوى مؤقت لجرحى وأطفال من غزة عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • الأونروا: الكثير من الخدمات في غزة منهارة ونقترب من المجاعة
  • حماس تدعو لاعتبار الخميس يوما عالميا للتضامن مع الأسرى
  • حماس: 17 أبريل يوما عالميا للتضامن مع الأسرى وفضح جرائم الاحتلال
  • حماس: لن نقبل أي مقترح لا يوقف العدوان
  • شهداء ومصابون جراء استهداف الاحتلال حي التفاح شرق مدينة غـ.ـزة
  • عائدون إلى بني سهيلا بخان يونس: هكذا كانت حياتنا وهكذا أصبحت
  • خطر أزمة مالية يحدق بالعراق وخبراء يوجهون عدة نصائح لتخفيف آثارها
  • عدوان الاحتلال على مدينة طولكرم ومخيميها يدخل يومه الـ80
  • سقوط قنبلة كانت في طريقها إلى غزة قرب مستوطنة إسرائيلية.. خلل تقني
  • أحدث إحصائية لعدد شهداء وإصابات العدوان على غزة