يكثر السؤال عن ليلة الإسراء والمعراج 1445، وما هي أبرز دلالات تلك المعجزة الإلهية التي حدثت لخاتم الأنبياء والرسل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، لذا نجيب عن سؤال متى ليلة الإسراء والمعراج 1445 ؟، وهل توافق 27 رجب 2023؟

متى ليلة الإسراء والمعراج 1445 ؟

الإسراء والمعراج معجزة اختص الله بها النبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلم تكريمًا له وبيانًا لشرفه صلى الله عليه وآله وسلم وليطلعه على بعض آياته الكبرى؛ قال الله تعالى: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ [الإسراء: 1]، وقال تعالى: ﴿وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى ۞ مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى ۞ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى ۞ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ۞ عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى ۞ ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى ۞ وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى ۞ ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى ۞ فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى ۞ فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى ۞ مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى ۞ أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى ۞ وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى ۞ عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى ۞ عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى ۞ إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى ۞ مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى ۞ لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى﴾ [النجم: 1-18].

وقد اتفق جمهور العلماء على أن الإسراء حدث بالروح والجسد؛ لأن القرآن صرَّح به؛ لقوله تعالى: ﴿بِعَبْدِهِ﴾ والعبد لا يطلق إلا على الروح والجسد، فالإسراء تحدث عنه القرآن الكريم والسنة المطهرة، ويمكن للسائل أن يراجع الأحاديث التي وردت في مظانها، وأما المعراج فقد وقع خلاف فيه هل كان بالجسد أم بالروح -أي رؤيا منامية-، وجمهور العلماء من المحققين على أن المعراج وقع بالجسد والروح يقظة في ليلة واحدة، وما يراه بعض العلماء من أن المعراج كان بالروح فقط أو رؤيا منامية فإن هذا الرأي لا يعوَّل عليه؛ لأن الله عز وجل قادرٌ على أن يعرج بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم بجسده وروحه كما أسرى به بجسده وروحه.

وإذا كان القرآن الكريم قد تحدث عن الإسراء صراحة وعن المعراج ضمنًا، فإن السنة جاءت مصرحة بالأمرين الإسراء والمعراج، وقد أُسْرِيَ به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، ثم عرج به من المسجد الأقصى إلى السماوات العلا بروحه وجسده جميعًا.

وفي جواب متى ليلة الإسراء والمعراج 1445؟، كشفت الحسابات الفلكية أنها تبدأ عند غروب الشمس يوم الأربعاء الموافق 7 فبراير 2024 وتستمر حتى فجر يوم الخميس الموافق 8 من الشهر ذاته.

كيف تصلي على النبي ألفا وتفك كربك في دقيقة؟ كررها 500 مرة أسباب رؤية النبي في المنام.. اعرف الكيفية تفضيل النبي الكريم عليه السلام برحلة الإسراء والمعراج

يَهِلُّ علينا شهر رجب من كل عام فيتذاكر المسلمون في شتى بقاع الأرض معجزة كبرى من معجزات النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهي "رحلة الإسراء والمعراج" التي كانت اختصاصًا وتكريمًا وتسلية من الله جل جلاله لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم، وبيانًا لشرفه ومكانته عند ربه، وقد أذن الله جل جلاله لهذه الرحلة أن تكون حتى يُطلع حبيبه صلى الله عليه وآله وسلم على الآيات الكبرى؛ كما ورد في قوله تعالى: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ [الإسراء: 1].

بيان مفهوم الإسراء

الإسراء في اللغة: من سرى وأسرى لغتان، جاء بهما القرآن الكريم؛ قال تعالى: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ﴾ [الإسراء: 1]، وقال: ﴿وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ﴾ [الفجر: 4]. [فنزل القرآن العزيز باللغتين. وقال أبو عبيد عن أصحابه: سريت بالليل وأسريت، فجاء باللغتين] اهـ. انظر: "لسان العرب" لابن منظور (14/ 382، ط. دار صادر)، والسُّرَى، كالهُدَى: سَيْرُ عامَّةِ اللَّيْلِ، و﴿أَسْرَى بِعَبْدِهِ﴾: تأكيدٌ، أو معناهُ: سَيَّرَهُ. انظر: "لسان العرب" لابن منظور (14/ 382، ط. دار صادر)، و"القاموس المحيط" للفيروزآبادي (1/ 1294، ط. مؤسسة الرسالة).

والمقصودُ: هو الإسراء بسيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم من المسجد الحرام بمكة إلى بيت المقدس بالشام.

وقوع رحلة الإسراء ليلًا .. ما حكمتها 

لما كان الإسراء لا يكون إلا بالليل فهم العلماء من قوله تعالى: ﴿لَيْلًا﴾ أنها تفيد التأكيد أو التبعيض؛ فيقول الإمام الرازي في "تفسيره" (20/ 292، ط. دار إحياء التراث العربي): [أراد بقوله: ﴿لَيْلًا﴾ بلفظ التنكير تقليل مدة الإسراء وأنه أسرى به في بعض الليل من مكة إلى الشام مسيرة أربعين ليلة، وذلك أنَّ التنكير فيه قد دلَّ على معنى البعضية] اهـ.

وقال الطاهر بن عاشور في "التحرير والتنوير" (15/ 11، ط. الدار التونسية للنشر): [وإذ قد كان السُّرَى خاصًّا بسير الليل كان قوله: ﴿لَيْلًا﴾ إشارة إلى أن السير به إلى المسجد الأقصى كان في جزء ليلة، وإلا لم يكن ذكره إلا تأكيدًا، على أنَّ الإفادة كما يقولون خيرٌ من الإعادة. وفي ذلك إيماءٌ إلى أنه إسراءٌ خارقٌ للعادة؛ لقطع المسافة التي بين مبدأ السير ونهايته في بعض ليلة، وأيضًا ليتوسل بذكر الليل إلى تنكيره المفيد للتعظيم] اهـ.

بيان مفهوم المعراج

أما المِعْراجُ والمِعْرَجُ: السُّلَّمُ والمَصْعَدُ، من عرج عُروجًا ومَعْرَجًا: ارتقى، وفي التنزيل: ﴿تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ﴾ [المعارج: 4]؛ أي: تصعد. انظر: "لسان العرب" لابن منظور (2/ 321-322)، "القاموس المحيط" للفيروزآبادي (1/ 198).

والمقصود: هو عروج النبي صلى الله عليه وآله وسلم من بيت المقدس الذي هو المسجد الأقصى إلى السماوات، إلى سدرة المنتهى، إلى مستوى سمع فيه صريف الأقلام.

الإسراء والمعراج من المعجزات الكبرى للنبي عليه السلام

الإسراء والمعراج رحلتان قدسيتان الأولى: من المسجد الحرام بمكة إلى المسجد الأقصى بالقدس، والثانية: من المسجد الأقصى عروجًا إلى سدرة المنتهى.

والإسراء والمعراج من المعجزات الكبرى للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، والمعجزة: أمرٌ خارقٌ للعادة مقرون بالتحدي الذي هو دعوى الرسالة أو النبوة مع عدم المعارضة، فهي الحجة الدالة على صدق النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

والمعجزة: في دلالتها على صدق النبي قائمة مقام قول الله سبحانه فيما لو أسمعنا كلامه: «صَدَقَ عَبْدِي فِيمَا يُبَلِّغُ عَنِّي».

والمعجزات ليست من المستحيلات العقلية بل هي من قبيل خرق العادة؛ يقول الدكتور محمد محمد أبو شهبة في كتابه "الإسراء والمعراج" (ص: 13): [إن مخالفة السنن الكونية المعروفة مما لم يقم دليل استحالته -وإن كانت مخالفة للعادة- داخلة في نطاق الممكنات العقلية، وإذا كان الله سبحانه ربط الأسباب بالمسببات، وأوجد الكائنات بناموس قد يصل علمنا إلى معرفته، فليس من المحال عليه سبحانه أن يضع نواميس خاصة بخوارق العادات يعرفها هو سبحانه غير أننا لا نعرفها ولكننا نرى أثرها على يد من اختصه الله بفضل منه ورحمة] اهـ.

فرحلة الإسراء والمعراج رحلة إلهية ومعجزة نبوية لا تقاس بمقاييس البشر المخلوقين وقوانينهم المحدودة بالزمان والمكان، بل تقاس على قدرة من أراد لها أن تكون وهو الخالق جل جلاله، فإذا اعتقدنا أن الله قادرٌ مختارٌ لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء؛ سهل علينا الإيمان بأنه لا يمتنع عليه أن يخلق ما شاء على أي كيفية.

المختار في وقت وقوع معجزة الإسراء والمعراج

قد وقعت رحلة الإسراء والمعراج -على المشهور من أقوال العلماء- في شهر رجبٍ، فقد اختلفت الأقوال في تحديد زمن هذه الرحلة، ولكن تعيينه بالسابع والعشرين من شهر رجب: حكاه كثيرٌ من الأئمة واختاره جماعةٌ من المحققين، وهو ما جرى عليه عمل المسلمين قديمًا وحديثًا؛ قال العلَّامة الزُّرقاني في "شرح المواهب اللدنية" (2/ 71، ط. دار الكتب العلمية) عند قول صاحب "المواهب": [وقيل: كان ليلة السابع والعشرين من رجب) وعليه عمل الناس، قال بعضهم: وهو الأقوى؛ فإنَّ المسألة إذا كان فيها خلاف للسلف، ولم يقم دليل على الترجيح، واقترن العمل بأحد القولين أو الأقوال، وتُلُقِّيَ بالقبول: فإن ذلك مما يُغَلِّبُ على الظنِّ كونَه راجحًا؛ ولذا اختاره الحافظ عبد الغني بن عبد الواحد بن علي بن سرور المقدسي الحنبلي الإمام أوحد زمانه في الحديث والحفظ، الزاهد العابد] اهـ.

الأدلة على إثبات حدوث رحلة الإسراء والمعراج

الإسراء والمعراج قد ثبتا بالقرآن وحديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ فقد حدَّث بذلك عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خمسة وأربعون صحابيًا، فاستفاض استفاضة لا مطمع بعدها لمنكر أو متأول، وقد تواتر ذلك تواترًا عظيمًا؛ قال ابن إسحاق: [كان من الحديث فيما بلغني عن مسراه صلى الله عليه وآله وسلم، عن عبد الله بن مسعـود، وأبي سعيد الخدري، وعائشة زوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ومعاوية بن أبي سفيان، والحسن بن أبي الحسن (البصري)، وابن شهاب الزهري، وقتادة وغيرهم من أهل العلم، وأم هانئ بنت أبي طالب، ما اجتمع في هذا الحديث، كل يحدث عنه بعض ما ذكر من أمره حين أسري به صلى الله عليه وآله وسلم، وكان في مسراه، وما ذكر عنه بلاء وتمحيص، وأمر من أمر الله -عز وجل- في قدرته وسلطانه، فيه عبرة لأولي الألباب، وهدى ورحمة وثبات لمن آمن وصدق، وكان من أمر الله سبحانه وتعالى على يقين، فأسرى به سبحانه وتعالى كيف شاء؛ ليريه من آياته ما أراد، حتى عاين ما عاين من أمره وسلطانه العظيم، وقدرته التي يصنع بها ما يريد] اهـ. "السيرة النبوية" لابن هشام (1/ 396-397، ط. مصطفى الحلبي).

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الإسراء والمعراج المسجد الحرام المسجد الأقصى النبی صلى الله علیه وآله وسلم المسجد الأقصى من المسجد ال م س ج د على أن

إقرأ أيضاً:

داعية: لا صحة لأحاديث فضل البلاد إلا عن مكة والمدينة ومصر

أكد الشيخ محمد أبوبكر، الداعية الإسلامي، أن النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- صلى ركعتين في أرض سيناء، في الموقع الذي ناجى فيه النبي موسى -عليه السلام- ربه سبحانه وتعالى، وذلك خلال رحلة الإسراء والمعراج.

وأشار أبوبكر، خلال لقائه ببرنامج "آخر النهار" على قناة "النهار"، إلى أن جميع الأحاديث النبوية الشريفة التي تتحدث عن فضل البلدان غير صحيحة باستثناء الأحاديث المتعلقة بمكة المكرمة والمدينة المنورة ومصر.

وأضاف الداعية أن هناك من سيبدأ في نشر أحاديث حول فضل بلاد أخرى كالشام وسوريا، مؤكدًا أن كل ذلك منسوب إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- زورًا، ومشددًا على ضرورة تحري الدقة في نقل الأحاديث النبوية.

أحاديث فضل مكة والمدينة ومصر لها مكانة خاصة في التراث الإسلامي، وقد وردت فيها نصوص عديدة تبين فضل هذه الأماكن. 

وإليك أهم الأحاديث المتعلقة بكل منها:

 

أحاديث عن فضل مكة:

1. قال النبي -صلى الله عليه وسلم- عن مكة:
"والله إنك لخير أرض الله وأحب أرض الله إلى الله، ولولا أني أخرجت منك ما خرجت."
(رواه الترمذي والنسائي وابن ماجه)


2. وقال -صلى الله عليه وسلم-:
"لا تُشدُّ الرِّحالُ إلا إلى ثلاثةِ مساجدَ: المسجدِ الحرامِ، ومسجدي هذا، والمسجدِ الأقصى."
(رواه البخاري ومسلم)

 

أحاديث عن فضل المدينة المنورة:

1. قال النبي -صلى الله عليه وسلم-:
"المدينة خير لهم لو كانوا يعلمون، لا يدعها أحد رغبةً عنها إلا أبدل الله فيها من هو خير منه، ولا يثبت أحد على لأوائها وجهدها إلا كنت له شفيعًا أو شهيدًا يوم القيامة."
(رواه مسلم)


2. وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-:
"المدينة حرم من عير إلى ثور، فمن أحدث فيها حدثًا أو آوى محدثًا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين."
(رواه البخاري ومسلم)

 

أحاديث عن فضل مصر:

1. قال النبي -صلى الله عليه وسلم-:
"إذا فتح الله عليكم مصر، فاتخذوا فيها جندًا كثيفًا، فذلك الجند خير أجناد الأرض، لأنهم في رباط إلى يوم القيامة."
(ذكره ابن عبد الحكم في "فتوح مصر")


2. قال النبي -صلى الله عليه وسلم-:
"إنكم ستفتحون أرضًا يُذكر فيها القيراط، فاستوصوا بأهلها خيرًا، فإن لهم ذمة ورحمًا."
(رواه مسلم)

يقصد بالقيراط في الحديث أرض مصر، والرحم يعود إلى السيدة هاجر زوجة النبي إبراهيم -عليه السلام- وأم إسماعيل.

مقالات مشابهة

  • الأمل بالله وتأثيره على حياتنا
  • فضل الدعاء عند المصافحة.. مستجاب ومقبول عند الله
  • لمحات من حروب الإسلام
  • ما حكم إلقاء السلام على قارئ القرآن؟.. الإفتاء تجيب
  • داعية: لا صحة لأحاديث فضل البلاد إلا عن مكة والمدينة ومصر
  • حكم استثمار أراضي الوقف ببناء وحدات سكنية عليها
  • حكم السرقات والتعديات على مياه الشرب والصرف الصحي
  • أهمية العمل والحث على إتقانه في الشرع الشريف
  • حكم التسول في الشريعة الإسلامية.. الإفتاء توضح
  • حكم دفن الميت ليلا .. احذر 3 أوقات لا تدفن فيها المتوفى