الحرة:
2024-09-08@14:08:45 GMT

هجمات سيبرانية إيرانية تهدد مصر.. ماذا تريد طهران؟

تاريخ النشر: 4th, January 2024 GMT

هجمات سيبرانية إيرانية تهدد مصر.. ماذا تريد طهران؟

في 19 ديسمبر الماضي، تعرضت شركات اتصالات مصرية في ثلاث دول أفريقية (مصر، السودان، تنزانيا)، لعمليات قرصنة إلكترونية، بحسب ما نشرت مواقع إعلامية عدة.

وأعلنت مجموعة "هاكزر" إيرانية تُدعى "Muddy Water" (المياه الموحلة)، مسؤوليتها عن الهجوم، الذي يأتي عقب هجمات مشابهة، لكن بين إسرائيل وإيران، على خلفية الحرب على قطاع غزة، وتبعاتها في جنوب لبنان والعراق واليمن.

قبلها بيوم، أعلنت مجموعة "هاكرز" إسرائيلية، مسؤوليتها عن هجوم سيبراني على محطات وقود إيرانية، تطلق على نفسها اسم "Sparrow of Predator" (عصفور مفترس).

في ذات الوقت، لم تعلن القاهرة رسمياً -حتى لحظة نشر هذا التقرير على موقع "ارفع صوتك"- مرور أيٍّ من شركاتها بضرر سيبراني خارجي، رغم تعرّض شبكة الإنترنت الرئيسية في البلاد لأزمة كبرى بداية ديسمبر ٢٠٢٣، دفع الشركة المصرية للاتصالات المملوكة للحكومة المصرية إلى تعويض عملائها بـ"10 جيجابايت" على باقاتهم.

وفي بيانها الرسمي، برّرت الشركة انقطاع الإنترنت بـ"عطل تقني ألم بأحد أجهزة الشبكة الرئيسية" دون الإفصاح عن الأسباب.  

خلال السنوات الفائتة، نُظر لإيران وإسرائيل باعتبارهما اللاعبين الأكثر بروزاً في مجال الأمن السيبراني بالمنطقة، بسبب التطور الكبير الذي أحرزاه في تطوير أدواتهما الهجومية ضد بعضهما.

لكن هذه المرة، كان وقوع مصر ضمن خارطة الهجوم مثيراً للأسئلة، خاصة وأنها تعتبر لاعباً أساسياً في العملية الديبلوماسية والمفاوضات الجارية بين أطراف النزاع في غزة، كما أنها الممر الوحيد لدخول أي نوع من المساعدات للقطاع، وانتقل عن طريقها مئات الغزيين من ذوي الجنسيات المزدوجة هرباً من نيران الحرب.

لماذا مصر؟ النشاطات السيبرانية تستهدف جمع معلومات . أرشيفية - تعبيرية

يقول المسؤول التقني في شركة "دوت مينت"، محمد يوسف، إن "المجموعة الإيرانية عادةً ما تستغل ثغرة الباب الخلفي في أحد برامج مايكروسوفت للأتمتة والإدارة، وهو برنامج (Power Shell)، الذي يسمح للشخص المسؤول عن النظام بشكلٍ رئيسي (Administrator) بتنفيذ مهام مختلفة على أنظمة التشغيل في جميع أجهزة الشركة، من ضمن هذه الصلاحيات إمكانية التحكم في الأجهزة عن بُعد".

يضيف لـ"ارفع صوتك"، أن "نجاح الهاكرز في التحكّم ببرنامج الباورشيل يمنحها صلاحيات كثيرة على التحكم في نظام التشغيل، وهنا مكمن الخطورة".

مثال على ذلك، يشرح يوسف: "العملية التي نفّذتها (مادي ووتر) ضد دولة عربية لم تسمّها، تمكنت من خلالها الوصول إلى ملفات هامة وكلمات سر ورسائل بريد حكومية".

ويتوقع أن "تكون هذه الهجمات أكثر خطورة وأن يكون حجم خسائرها أكبر حتى في ظِل عدم الإعلان عن كمِّ المعلومات المسرّبة؛ بسبب نجاح المجموعة الإيرانية في تطوير أسلوب هجومها بعد ابتكار إطار جديد يحمل اسم (Muddy C2Go)، الذي يمنحها قُدرة أكبر على الاختراق، بالتالي الحصول على قدر أكبر من المعلومات".

من جهته، يصف استشاري التحول الرقمي، الدكتور محمد عزام، الهجوم الأخير بأنه "حدث مثير للاهتمام".

ويقول لـ"ارفع صوتك": إن "الاستعانة بالهجمات الإلكترونية كإحدى وسائل الحرب غير المباشرة، بات أمراً شائعاً في العالم، مثلما جرى في الانتخابات الرئاسية الأميركية وخلال حرب أوكرانيا".

"هذا الحادث مرتبط بموقف الحكومة المصرية من الأزمة التي يعيشها قطاع غزة. أنها وسيلة للضغط على مصر من أجل قبول مطالب ترفضها" يضيف عزام.

ويتابع: "كل ما جرى رُصد بالكامل من قِبَل قطاع الأمن الإلكتروني المصري الذي يتّبع خطة متكاملة لتأمين القطاع السيبراني للدولة، بشكل لا يقل كفاءة عمّا تنفذه الدول المتقدمة في هذا المجال".

"المياه الموحلة" تعرضت شبكة الإنترنت الرئيسية في البلاد لأزمة كبرى بداية ديسمبر

بحسب تحليل شركة "سيكويا" الفرنسية المعنية بالأمن الإلكتروني، لفلسفة طهران السيبرانية، فإن إيران تعرّضت في عام 2009 لحدثين رئيسيين؛ هما: "الحركة الخضراء"، حين استخدم معارضو أحمدي نجاد الإنترنت لتنظيم تظاهرات حاشدة ضد إعادة انتخابه، والهجوم الإلكتروني على أجهزة الطرد المركزي النووية، ونُسب آنذاك لأميركا وإسرائيل.

وفقاً لـ"سيكويا" فإن هذا العام شكّل لحظة فارقة في اتباع طهران إستراتيجية شاملة لاستخدام الإنترنت والأمن السيبراني لتحقيق أهدافٍ سياسية وتعزيز نفوذها الإقليمي، عن طريق مهاجمة القوى المناوئة لها.

بحسب القيادة السيبرانية الأميركية، فإن طهران استعملت عدداً من مجموعات الهاكرز كأداة تهديد ضد دول الشرق الأوسط وأميركا الشمالية، وتركز في هجماتها على استهداف قطاعات الاتصالات والغاز والنفط.

في عام 2012 تعرّضت السعودية لواحدة من أعنف الغارات الإلكترونية التي عرفتها المنطقة، بعدما هاجم فيروس "شمعون" الإلكتروني عشرات آلاف الأجهزة لشركة "أرامكو" السعودية، التي تُصنّف كأكبر شركة طاقة في العالم. 

ومنذ عام 2017 نشطت "مادي ووتر" ذات الصلة بالمخابرات الإيرانية بحسب تأكيدات أميركية، لتنفيذ هجماتٍ ضد إسرائيل، إلا أنها وسّعت منطقة الاستهداف لتشمل دولاً أخرى في الشرق الأوسط. 

بعدها بعام تعرّضت السعودية للنسخة الثانية من "هجمات شمعون" بعد نجح هجوم إلكتروني عنيف في تسريب كميات ضخمة من بيانات أجهزة "أرامكو" وسط اتهامات سعودية وأميركية بأن إيران تقف وراء هذا الهجوم.

المصدر: الحرة

إقرأ أيضاً:

«عندما تريد أمريكا»

تولى الولايات المتحدة اهتماما كبيرا باستطلاعات الرأى ودراسة الحالة بشأن الكثير من القضايا والأحداث سواء فى الداخل الأمريكى أو حتى القضايا الخارجية التى تؤثر بشكل مباشر أوغير مباشر على الولايات المتحدة, ولديها العديد من المؤسسات الدولية المتخصصة الموثوقة فى هذا الشأن. 

دفعنى الفضول لأعرف أين تقف استطلاعات الرأى الأمريكية من الحرب الدائرة فى غزة منذ 11 شهرا, أو بمعنى أدق لماذا تتبنى الولايات المتحدة دائما السردية الإسرائيلية وتساندها بكل قوة ودعم, كانت الإجابات لا أقول صادمة ولكن كاشفة, لعل أبرزها أن شعبية إسرائيل داخل الولايات المتحدة تزيد على شعبية الرئيس الأمريكى جو بايدن شخصيا!! 

فلنتأمل مثلا ما كشفت عنه استطلاعات للرأى تجريها مؤسسة جالوب الأمريكية بصورة دورية منذ 1975 تقول إن شعبية إسرائيل تزيد على شعبية الرؤساء الأمريكيين, وأظهر استطلاع أجرته المؤسسة خلال الفترة من (3 إلى 18) فبراير الماضى أن شعبية إسرائيل تبلغ 75%، وهى ثانى أعلى نسبة بعد نسبة 79% المسجلة فى عام 1991 بعد حرب الخليج.. وتزيد نسبة تأييد إسرائيل بين الأمريكيين هذا العام على نسبة تأييد الأمريكيين للرئيس جو بايدن، حيث بلغت نسبة التأييد له ولسياساته 53% مقابل معارضة 43% طبقا لاستطلاع أجرته شبكة «سى إن إن» على 1044 أمريكيا بين 21 و25 من إبريل الماضي, وتظهر الاستطلاعات أيضا أن النظرة إلى إسرائيل إيجابية من قبل أغلبية جميع المجموعات الحزبية على مدى العقدين الماضيين وفى آخر استطلاع للرأى أجرته مؤسسة جالوب، رأى 85% من الجمهوريين إسرائيل بشكل إيجابى، مقارنة بـ77% بين المستقلين و64% بين الديمقراطيين.

إن مصدر القوة الكبيرة للمنظمة الصهيونية الأمريكية هو تعدد وتنوع اتصالاتها، ومعرفتها الدقيقة بأولئك الذين يتحكمون فى الموارد البشرية التى يستطيعون الاعتماد عليها داخل الولايات المتحدة, ومن هنا نستطيع الإجابة لماذا لم تنتهِ هذه الحرب فى غزة حتى الآن؟ ولماذا يكرر الساسة الأمريكيون فى اجتماعاتهم مع قادة اليهود الأمريكان داخل اللوبى الصهيونى المسيطر فى أمريكا أنهم لن يفرضوا حلا للصراع، ولن يقدموا على فرض حل على الإسرائيليين أو الفلسطينيين، ويؤكدون فقط أن دورهم يتمثل فى عرض خطوط عريضة للتفاوض بين الطرفين.

منذ الأيام الأولى لنشأة الكيان الصهيونى، حرص قادة الكيان, على إقامة علاقات خاصة مع الولايات المتحدة ودعم سياسة العداء والتآمر ضد المصالح الوطنية للدول العربية وهذا الدور خططت له الصهيونية قبل قيام إسرائيل ونذكر هنا النداء الذى وجهه يهود أمريكا إلى الرئيس هارى ترومان فى أكتوبر ١٩٤٧ وقالوا نصا: «إن الولايات المتحدة لا يمكنها الاعتماد فى الأيام القادمة على حليف حازم، خير من دولة يهودية فى ذلك الجزء من العالم».

اعتبرت الولايات المتحدة إسرائيل نقطة انطلاق أمريكية فى الشرق الأوسط، ولعل هذا يفسر لنا الجملة الشهيرة للرئيس بايدن التى قالها عام 1986 عندما كان عضوا فى مجلس الشيوخ «إذا نظرنا إلى الشرق الأوسط، لو لم تكن هناك إسرائيل، لكان على أمريكا خلق إسرائيل لحماية مصالحها فى المنطقة». 

على مدار عشرة أشهر جاء الساسة الأمريكان وعلى رأسهم الرئيس بايدن إلى المنطقة رافعين شعار التفاوض والحل, لكن كلنا يذكر فى الزيارة الأولى لبايدن ووزير خارجيته أنتونى بلينكن لإسرائيل قال كل منهما: «لقد جئت إلى هنا كيهودى صهيونى»!! وكأن لسان حالهما جئنا هنا لتنفيذ مطالب إسرائيل أولا وما يتبقى هو ما سنتفاوض عليه!!

ليس خافيا أن معظم الإدارات الأمريكية المتعاقبة تضمنت شخصيات صهيونية مؤثرة وهذا يفسر لنا تشابك الدور الذى تلعبه إسرائيل مع خطط السياسة الخارجية للولايات المتحدة, حيث إن مصير إسرائيل مرتبط باستراتيجية الولايات المتحدة، التى تريد أن تظل إسرائيل مسمار حجا فى الشرق الأوسط من وجهة نظر براجماتية بحتة بغض النظر عن الرؤية التاريخية الدينية, فعلى سبيل المثال لا الحصر ضمت إدارة الرئيس الديمقراطى ليندون جونسون فى الستينيات اثنين من أبرز اقطاب الصهيونية الكبار هما «والت روستو» العقل الاقتصادى الكبير الذى شغل منصب مستشار الرئيس للأمن القومى، وآرثر جولدبيرج الممثل الدائم للولايات المتحدة فى الأمم المتحدة وهو صهيونى متطرف لم يخفِ أبدا انحيازه المطلق لإسرائيل, ولعب دورا خبيثا فى مجلس الأمن خلال حرب يونيو ١٩٦٧ بمشاركته مع وزير خارجية بريطانيا لورد كارادون فى تمرير القرار ٢٤٢ بصيغته الملتوية الخبيثة التى تضاربت بشأنها التفسيرات، وكان دائم التحريض لاسرائيل بعدم الانسحاب وتمكينها من البقاء فى الاراضى العربية التى احتلتها عام 1967 وأن تضع أمنها فوق كل اعتبار.

فى ادارة الرئيس الجمهورى ربتشارد نيكسون عام ١٩٦٩، برز الثعلب هنرى كيسنجر الألمانى الناجى مع أسرته من المحرقة النازية فى الثلاثينيات, يهودى صهيونى جمع بين منصب مستشار الرئيس للأمن القومى ووزير خارجيته، منذ عام ١٩٧٣ فى سابقة لم تحدث من قبل، كان نفوذه مطلقا وبلا حدود، أمسك كل الخيوط بيده وكان وراء كل ما جرى فى الشرق الاوسط من تحولات سياسية واستراتيجية جذرية شاملة وتحديدا منذ حرب اكتوبر ١٩٧٣.. كان كيسنجر محامى اسرائيل فى كل المباحثات والاتصالات مع الرئيس السادات فى مرحلة ما بعد حرب 1973 وفض الاشتباك.. وكان دائم التنسيق والتشاور مع رئيسة وزراء اسرائيل جولدا مائير وكانت موافقتها المسبقة شرطا اساسيا قبل أن يتقدم بأى طلب أو اقتراح للسادات وبخاصة حول شروط عملية فض الاشتباك بين القوات فى سيناء.. وهو لم يكن يتفاوض هنا بصفته وزيرا لخارجية الولايات المتحدة ومستشارها للأمن القومى وانما كيهودى صهيونى عاشق لإسرائيل. 

أخيرا مازلت أكرر إذا رغبت الولايات المتحدة في إنهاء حرب عزة فى يوم وليلة لفعلت والقرار بيدها, لكن ثمة توازنات كثيرة تضعها فى الاعتبار وعلى رأسها مصلحة إسرائيل وموقع الأخيرة داخل الولايات المتحدة.

 

مقالات مشابهة

  • روسيا وأوكرانيا تتبادلان الاتهامات بشن هجمات على الحدود
  • قلق أوكراني بعد أنباء نقل صواريخ باليستية إيرانية إلى روسيا
  • ياسر العطا: الهجوم الذي استهدف البرهان في جبيت زاد من قوة وصلابة القوات المسلحة
  • آخر المعلوامت.. ماذا تريدُ أميركا في لبنان؟
  • ماذا وراء خريطة نتنياهو التي خلت من الضفة الغربية؟
  • التشيك تعلن تعاونها مع الـ "إف بي أي" في كشف أنشطة سيبرانية روسية
  • القضاء الأميركي يتهم 5 عسكريين روس بشن هجمات سيبرانية ضد أوكرانيا
  • القضاء الأمريكي يتهم 5 عسكريين روس بشن هجمات سيبرانية ضد أوكرانيا
  • «عندما تريد أمريكا»
  • القضاء الأميركي يتهم خمسة عسكريين روس بشن هجمات سيبرانية ضد أوكرانيا