مجلة “ناشونال إنترست” تناشد بايدن إعادة الجنود من سوريا والعراق: توقف عن جعلهم أهدافاً
تاريخ النشر: 4th, January 2024 GMT
الجديد برس:
انتقدت مجلة “ناشونال إنترست” الأمريكية السياسة الخارجية للرئيس الأمريكي جو بايدن، وتوريطه الولايات المتحدة في صراعات لا نهاية لها.
وفي مقالةٍ بعنوان “يجب على جو بايدن التوقف عن معاملة الجنود الأمريكيين كأهداف”، ذكرت المجلة أن الهجمات على القواعد الأمريكية في العراق وسوريا بقذائف الهاون والطائرات المسيّرة والصواريخ، أصبحت روتينية (أكثر من 100 منذ 17 أكتوبر)، وتسببت بوقوع عشرات الإصابات.
ورأت المجلة أن ادعاء المتحدثة باسم “مجلس الأمن القومي” أدريان واتسون أن “الرئيس لا يضع أولوية أعلى من حماية الجنود الأمريكيين” هو هراء واضح، لأنهم لا يزالون يتعرضون للإصابة في العراق وسوريا من دون أهداف استراتيجية واضحة، وأن 2500 أمريكي يتمركزون في العراق، و900 آخرين في سوريا، بلا غرض واضح سوى أن يكونوا أهدافاً للأعداء.
وتخوفت المجلة من ضربة أكبر قد تصيب مبنى مزدحم، وتوقع العديد من القتلى الأمريكيين، فتضطر معها الولايات المتحدة إلى خوض حرب أخرى في الشرق الأوسط، متسائلةً عن المبرر القانوني لاحتلال الأراضي السورية، ساخرةً من رفع شعار “الدفاع عن النفس” في هذه الجبهة.
واعتبرت أن سياسة واشنطن المدعومة من الإدارات المتعاقبة والكونغرس، والرامية إلى تجويع الشعب السوري في محاولة غير مجدية للضغط على دمشق، هي سياسة بغيضة أخلاقياً، وحمقاء من الناحية العملية.
وختمت المجلة بالتشديد على ضرورة عودة العسكريين الأمريكيين في العراق أيضاً إلى وطنهم، بدلاً من بقائهم هدفاً مناسباً، معتبرةً أن “أمن الولايات المتحدة لا يخدمه التدخل غير الشرعي والحرب التي لا نهاية لها، وأن أفضل خدمة لأمريكا هي تجنب التورط في صراعات ذات أهمية قليلة بالنسبة للولايات المتحدة”.
وكان استطلاع جديد للرأي أجرته وكالة “أسوشيتد برس”، قد أظهر ارتفاع نسبة الأمريكيين الذين يعتقدون أن السياسة الخارجية يجب أن تكون محور التركيز الرئيسي للحكومة الأمريكية في العام الجديد، وأن على الحكومة تجنب تورط الولايات المتحدة في صراعات في الخارج، وأن الحرب بين “إسرائيل” وحماس بدأت تثير قلق الرأي العام الأمريكي، وعلى الحكومة التركيز على هذا الصراع.
ويأتي هذا الاستطلاع، بعد استطلاع آخر أجرته شبكة “سي بي أس” في شهر ديسمبر الفائت، وأظهر اعتراض 61% من الأمريكيين على سياسة الرئيس جو بايدن تجاه الحرب على غزة.
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: الولایات المتحدة فی العراق
إقرأ أيضاً:
ضغوط أمريكية للدمج أو إعادة الهيكلة.. مستقبل الحشد الشعبي: إلى أين؟ - عاجل
بغداد اليوم - بغداد
يُعد الحشد الشعبي أحد أبرز التشكيلات العسكرية في العراق، حيث لعب دورًا حاسمًا في دحر تنظيم "داعش" منذ عام 2014. ومع ذلك، فإن وضعه القانوني، وارتباط بعض فصائله بإيران، والمواقف الأمريكية المتحفظة تجاهه، تجعله محور جدل داخلي وخارجي مستمر.
في الآونة الأخيرة، انتشرت تقارير إعلامية تتحدث عن طلب أمريكي لحل الحشد الشعبي أو تصنيفه كمنظمة إرهابية، لكن النائب عن الإطار التنسيقي، مختار محمود، نفى صحة هذه الأنباء، مؤكدًا أن العراق لم يتلقَّ أي طلب رسمي أو غير رسمي بهذا الشأن.
نفي لوجود ضغوط أمريكية
في تصريح لـ"بغداد اليوم"، أكد مختار محمود أن "الحديث عن وجود طلب أمريكي للعراق من أجل حل الحشد الشعبي، أو إدراجه على قائمة الإرهاب، غير صحيح"، مشيرًا إلى أن "العراق لم يتلقَّ أي طلب رسمي أو غير رسمي من الولايات المتحدة الأمريكية".
وأضاف محمود أن "ربما يكون حل الحشد الشعبي حلمًا وأمنيةً لبعض الدول، ومنها الولايات المتحدة، لكن هذا الحلم لن يتحقق"، مؤكدًا أن الحشد الشعبي قوة عسكرية رسمية تعمل وفق قانون الدولة العراقية، تمامًا كما هو الحال مع باقي صنوف القوات المسلحة العراقية.
تأسيس الحشد الشعبي ودوره في العراق
تأسس الحشد الشعبي في يونيو 2014، عقب اجتياح تنظيم "داعش" لمساحات واسعة من العراق، ووصوله إلى مشارف بغداد. جاءت ولادة الحشد استجابةً لفتوى "الجهاد الكفائي" التي أطلقها المرجع الديني الأعلى السيد علي السيستاني، والتي دعت المواطنين إلى التطوع لحماية العراق من الخطر الإرهابي.
تكوّن الحشد من عشرات الفصائل المسلحة، التي كان بعضها ينشط سابقًا، بينما تشكّل بعضها الآخر حديثًا. وقد أثبت الحشد فاعليته خلال معارك تحرير المدن العراقية، خاصة في الموصل والفلوجة وتكريت، مما عزز موقعه كقوة رئيسية في المشهد الأمني العراقي.
في عام 2016، أصدر البرلمان العراقي قانونًا يقنن وضع الحشد الشعبي كجزء من القوات المسلحة العراقية، ما جعله مؤسسة عسكرية رسمية تخضع لإدارة القائد العام للقوات المسلحة. رغم ذلك، فإن بعض فصائله تتمتع بعلاقات وثيقة مع إيران، مما أدى إلى توتر مستمر بينه وبين الولايات المتحدة.
العلاقة بين الحشد الشعبي والولايات المتحدة
منذ تأسيسه، شهدت العلاقة بين الحشد الشعبي والولايات المتحدة العديد من المحطات المتوترة. وبينما يعترف الجانب الأمريكي بالدور الكبير الذي لعبه الحشد في دحر تنظيم "داعش"، فإنه يعرب عن قلقه من تنامي نفوذ بعض الفصائل المدعومة من إيران، والتي تتهمها واشنطن بتنفيذ هجمات ضد مصالحها في العراق.
خلال السنوات الماضية، قامت الولايات المتحدة بعدة ضربات جوية استهدفت مواقع تابعة للحشد الشعبي، خاصة الفصائل القريبة من إيران مثل "كتائب حزب الله" و"عصائب أهل الحق"، معتبرةً أنها تشكل تهديدًا لقواتها في العراق والمنطقة. في المقابل، يرى قادة الحشد أن هذه الضربات تأتي في إطار الضغوط الأمريكية الرامية إلى إضعاف فصائل المقاومة في العراق.
الموقف الأمريكي: بين الاعتراف والقلق
الولايات المتحدة تميز بين الحشد الشعبي ككيان عسكري رسمي وبين بعض الفصائل التابعة له. في 2019، فرضت واشنطن عقوبات على عدد من قادة الحشد، بمن فيهم فالح الفياض، رئيس الهيئة، بحجة "انتهاكات حقوق الإنسان". كما صنفت بعض الفصائل، مثل "كتائب حزب الله"، كجماعات إرهابية.
من جهة أخرى، تدرك الولايات المتحدة أن الحشد الشعبي أصبح جزءًا لا يتجزأ من المؤسسة الأمنية العراقية، مما يجعل مسألة حله شبه مستحيلة. لهذا، تسعى واشنطن إلى الحد من نفوذه عبر دعم الجيش العراقي والمؤسسات الأمنية الرسمية، إضافة إلى استخدام الضغط السياسي والدبلوماسي.
الحشد الشعبي والحكومة العراقية
الحكومة العراقية تجد نفسها في موقف معقد؛ فمن جهة، تعتبر الحشد الشعبي قوة أساسية في تأمين البلاد ضد تهديدات الإرهاب، ومن جهة أخرى، تتعرض لضغوط خارجية لتقليل نفوذه، خاصة من الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة.
رئيس الوزراء محمد شياع السوداني أكد مرارًا أن الحشد الشعبي جزء من القوات المسلحة العراقية، وأنه يخضع للقوانين والأنظمة العسكرية. لكنه في الوقت ذاته يواجه تحدي ضبط بعض الفصائل التي تعمل خارج إطار الدولة، والتي تثير قلقًا داخليًا ودوليًا.
مستقبل الحشد الشعبي: إلى أين؟
مع استمرار الجدل حول دور الحشد الشعبي، يظل مستقبله مرتبطًا بعدة عوامل، أبرزها:
1. التطورات السياسية داخل العراق: حيث يرتبط مستقبل الحشد بموقف الحكومة العراقية والبرلمان، وما إذا كانت هناك نية لإجراء إصلاحات داخل بنيته.
2. التأثيرات الخارجية: الضغوط الأمريكية والإقليمية قد تؤدي إلى محاولات لإعادة هيكلة الحشد، أو دمج بعض فصائله في القوات المسلحة العراقية بشكل أكبر.
3. الوضع الأمني: في حال عودة تهديد الإرهاب، فمن المرجح أن يحتفظ الحشد بدوره العسكري، أما في حالة الاستقرار، فقد تواجه بعض فصائله تحديات في الحفاظ على نفوذها.
رغم النفي الرسمي لوجود أي طلب أمريكي بحل الحشد الشعبي، تبقى هذه المسألة جزءًا من الجدل السياسي والأمني في العراق. وبينما تؤكد الحكومة العراقية أن الحشد قوة رسمية لا يمكن المساس بها، تبقى الضغوط الخارجية والتوترات الإقليمية عاملاً مؤثرًا في مستقبله. ومع استمرار العراق في محاولة تحقيق توازن بين علاقاته مع الولايات المتحدة وإيران، يظل الحشد الشعبي أحد الملفات الأكثر حساسية في المشهد العراقي.
المصدر: بغداد اليوم+ وكالات