العرب القطرية:
2024-11-27@06:22:55 GMT

«الجناح السوداني» يحتفي بذكرى الاستقلال

تاريخ النشر: 4th, January 2024 GMT

«الجناح السوداني» يحتفي بذكرى الاستقلال

احتفى الجناح السوداني بمعرض إكسبو 2023 الدوحة للبستنة، بالذكرى الثامنة والستين لعيد الاستقلال المجيد، بحضور عدد كبير من أبناء الجالية السودانية المقيمين بالدوحة، ولفيف من أبناء الجاليات العربية الأخرى الذين أرادوا مشاركة السودانيين فرحتهم بذكرى استقلال بلادهم في أجواء وطنية خالصة. 
وشهدت ساحة الجناح السوداني في المنطقة الدولية بالمعرض، استعراضات للفرق الشعبية السودانية، والتي عكست نماذج مختلفة للتراث الفني السوداني وإيقاعات من مختلف ولايات السودان، ونالت استحسان الحضور الكبير من الجمهور والزوار الذين تعرفوا على كرم الضيافة والتقاليد السودانية في الهواء الطلق.

 
كما استمتع الجميع بفقرات شعرية قدمها نخبة من الشعراء الشباب في الفن الشعبي السوداني في أجواء تعكس الروح الوطنية لأبناء الجالية وتربط المقيمين السودانيين بالدوحة وجدانياً بالوطن وهم يعيشون في وطنهم الثاني قطر، حيث اشتملت الفعالية على العديد من المشاركات وركزت على أهمية القيمة التاريخية واكتشاف الماضي الأصيل وإظهاره برؤية معاصرة تعزيزاً للهوية الوطنية والثقافية.
ويحيي السودانيون في الأول من شهر يناير كل عام ذكرى الاستقلال المجيد، وجلاء المستعمر البريطاني عن أرضهم، حيث يتذكرون معاناتهم من الاستعمار ونضالهم ضده، وصولا لنجاحهم في الحصول على الاستقلال، الذي ما كان له أن يتحقق لولا أن تبلورت الإرادة الوطنية المشتركة في ائتلاف وطني، ترجم عزيمة شعبية استجمعت قواها وتضافرت جهودها لنيل الاستقلال، بإجماع كل القوى الوطنية في مشهد سيظل معلما من تاريخ الأمة السودانية، وتأكيدا على أن الإجماع في القضايا الوطنية الكبرى هو شيمة شعب السودان وقواه الفاعلة على مر العصور والأزمنة.
وحرص السودان على المشاركة في إكسبو 2023 الدوحة للبستنة رغم الظروف الاستثنائية التي يمر بها إيمانا منه بأن الشعار المطروح للمعرض يمثل أولوية للسودان خاصة وأن التصحر يلتهم ملايين الأفدنة من الأراضي الخصبة وتتفاقم مخاطره على المجالات الاقتصادية والاجتماعية والصناعية ويمحو عشرات الأفدنة من الأراضي الزراعية للدولة. 
ويتضمن الجناح السوداني موضوعات تعكس شعار إكسبو «صحراء خضراء بيئة أفضل» كما يعرض مجموعة من المحاصيل البستانية والحقلية المشهورة والأساسية في السودان مع لمحة من الموضوعات التراثية والسياحية والمنتجات وعينات من أنواع البذور والثمار المهمة كالصمغ والكركدية والسلامكي، بالإضافة إلى أنواع متعددة من المحاصيل مثل التمور والصمغ العربي وبعض الثمار الأخرى.

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: قطر معرض إكسبو الجناح السوداني الجناح السودانی

إقرأ أيضاً:

مقاربة بين "ذات الرداء الأبيض" والوضع السوداني الراهن

 

أحمد عمران

في عالم الأدب الإنجليزي، تُعد رواية "ذات الرداء الأبيض" للكاتب ويليام ويلكي كولينز واحدة من الأعمال المبدعة التي تروي قصة فتاة تُدعى ألين، التي تجد نفسها ضحية لمؤامرة مُعقدة تهدف إلى الاستيلاء على ثروتها. تُخفي هويتها الحقيقية، وتدمَّر حياتها، ويعتقد الجميع أنها فقدت ذاكرتها. ومع توالي التحقيقات، تكشف الحقائق عن أنَّ ألين كانت ضحية تلاعبات سياسية واقتصادية قذرة، حيث يكشف السعي الحثيث للسيطرة على ثروتها عن الأطراف المتآمرة خلف هذه المؤامرة. لكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا: هل تُعكس رواية "ذات الرداء الأبيض" في نسختها المعاصرة الوضع السوداني الراهن؟ هل يُظهر تدمير السودان على يد مؤامرات مدبرة، مختبئة تحت "الكدمول" في السياسة السودانية، والذي ارتداه كثيرٌ من المتآمرين في محاولة يائسة لتمويه هوية الأمة السودانية؟

الكدمول هو رداء قاتم مُغطى بالظلام فرضته قوى محلية وإقليمية بغية طمس حقيقة السودان الغنيّة بالتاريخ والثقافة والموارد. لقد تمَّ تدمير هذه الأرض التي تزخر بالكنوز من أجل مصالح شخصية وفئوية ضيقة، وأصبح هذا الكدمول قناعاً يُخفي وراءه أطماعاً أكبر، تماماً كما كانت "ذات الرداء الأبيض" تظهر في الرواية كشخصية ضائعة أو فاقدة الذاكرة، يُحاول أصحاب الكدمول اتلاف الإرث السوداني وسجلاته ومكتباته ومُقتنياته ضمن مؤامرة كبيرة تم التخطيط لها بعناية. هذا الرداء الكئيب يرمز إلى التمويه على الهوية السودانية الأصيلة، ويحولها إلى صورة مشوهة، بعيدة كل البُعد عن قيمها الثقافية والتاريخية. للأسف، أصبح حتى الساسة في السودان يرتدون هذا الكدمول لتنفيذ مؤامرة كبرى، ليُصبح بذلك رمزاً لاحتلال الهوية السودانية وتغييرها إلى ما لا يتناسب مع حقيقتها، بعد أن أضحى السودان ضحية لمؤامرات إقليمية ودولية تهدف إلى نهب ثرواته وتدمير مكتسباته.

كان أبناء السودان يحدوهم الأمل في مُستقبل المشرق، يترنمون بأغنية الخليل "عزة" للتأكيد على حب الوطن والذود عنه "عزة في هواك عزة نحن الجبال وبنخوض صفاك نحن النبال"، وكان هذا الشعار الوطني الذي يرفعه أبناء الوطن "عزة السودان" يمثل الأمل في غدٍ أفضل، حيث كانت الآمال معقودة على نهضة الوطن. أما اليوم، فقد تحول ذلك الشعار إلى ذكرى مُؤلمة لسقوطه في قبضة قوى خارجية، تماماً كما سقطت ألين ضحية لتدخلات مُعقدة شوهت حياتها، وسلبت منها قدرتها على التفاعل مع العالم. إنَّ حالة السودان اليوم، مثل ألين في الرواية، أصبحت تشهد على تآمرات خفية، تحاول طمس هويته وتحويله إلى مجرد صورة مشوهة عما كان عليه.

في مُقاربة الثوب الأبيض والانتقال إلى الكدمول، نجد في الرواية أن "آن كاثريك"، كانت ترتدي ثوب البراءة الذي لا يُعكر صفوه شيء. وفي المقابل، ارتدى السودانيون جلابيتهم البيضاء منذ القدم كرمز للنقاء والصفاء الثقافي والهوية الوطنية المُميزة. لكن، مثلما أُجبرت "آن" على خلع ثوبها الأبيض النقي لتلبس عباءة داكنة، اضطر كثير من السودانيين اليوم إلى استبدال جلابيتهم البيضاء بكدمول قاتم، يخفون خلفه جراحاً مثقلة بالخيانة. هذا التغيير في الثياب لا يعكس فقط التغيير في المظهر، بل يعكس الخيانة والمكائد التي أصبحت جزءاً من واقع الحياة السياسية في السودان.

كما كانت "آن" ضحية لسرّ لم تفهمه بالكامل، يعيش الشعب السوداني اليوم في ظل مؤامرات سياسية خفية مُعقدة، تشوبها الألغاز والأسرار التي لا يراها الجميع. وأما آن، فقد كانت غير مدركة أن السير "بيرسيفال" كان يخبئ أسراراً مظلمة وراء مظهره البريء، كما أنَّ السودانيين اليوم يشعرون بوجود قوى خفية تسحب الخيوط وتدير المشهد السياسي في الظلام، بينما تظل الحقيقة بعيدة عنهم. ولكن كما أن "والتر"، شخصية الرواية الفذّة، كشف الستار عن خيانة "بيرسيفال" وأسراره المظلمة، يظل الأمل قائماً في أن يكشف الشعب السوداني في يوم من الأيام حقيقة ما يُحيط به من مؤامرات خفية، وأن يعود الحق إلى نصابه.

على الرغم من كافة التلاعبات والمؤامرات، كانت "آن" تحتفظ في أعماقها بنقاء روحها، رغم ما جرى من حولها. وبالمثل، لطالما كان الشعب السوداني بريئاً في سعيه نحو الحرية والعدالة، رغم أنَّ القوى الخفية قد قادته إلى هاوية الخيانة. ولكن كما تمسكت "آن" بحقيقتها ورفضت الزيف المحيط بها، يظل الشعب السوداني متمسكاً بأمل استعادة هويته وكرامته في مواجهة الفساد والانحراف. وفي النهاية، ستظل الحقيقة سيدة الموقف، مهما كانت التحديات، وسينتصر الحق، كما انتصرت الحقيقة في الرواية.

مقالات مشابهة

  • أكد أهمية الحل الدائم للأزمة السودانية.. وزير الخارجية: ضرورة تجسيد الدولة الفلسطينية واحترام سيادة لبنان
  • السفير المصري في جوبا يبحث تطورات الأزمة السودانية مع رئيس مكتب "الدول العربية"
  • «صباح الخير يا مصر» يحتفي بذكرى وفاة الفنان توفيق الدقن.. «الشرير الطيب»
  • وزير الخارجية الإثيوبي، يستقبل نظيره السوداني
  • سفارة السودان في القاهرة تعلن عن إعادة فتح مدرسة الصداقة السودانية
  • مقاربة بين "ذات الرداء الأبيض" والوضع السوداني الراهن
  • رئيس الدولة ونائباه يهنئون رئيس سورينام بذكرى الاستقلال
  • سحب الترخيص والإغلاق النهائي .. سفارة السودان بالقاهرة تحذر المدارس السودانية
  • خطاب السلطة السودانية: الكذبة التي يصدقها النظام وحقائق الصراع في سنجة
  • دور كاميرون هدسون في الشأن السوداني: بين الدبلوماسية والمعلومات الاستخباراتية